شظايا بقلم سيلا وليد (حصري)

موقع أيام نيوز

حضرتك حقيقي معرفش إيه اللي بيحصل معايا آسف بابا متزعلش مني 
رفع رأسه يتعمق بعينيه 
بتحبني ياإلياس طالعه مصډوما من حديثه فابتسم يهز كتفه 
إيه اللي حضرتك بتقوله دا إنت روحي يابابا ولو طلبت عمري مش هاتأخر 
ربت على كتفه قائلا 
عايزك تتجوز ميرال 
ران صمتا هادئا بالمكان ولكنه لم يخلو بتعلق الأعين بالنظرات بينهما فجأة أطلق ضحكة 

شوف
عايز نعمل الفرح إمتى وأنا موافق واللي إنت عايزه عايز تقعد معانا عايز تقعد مع مراتك لوحدك براحتك قالها مصطفى وتحرك من أمامه حتى لا يناقشه بقراره 
باليوم التالي بغرفة فريدة 
انتهت من قراءة وردها اليومي ثم جلست بالشرفة تنظر للخارج 
استدارت بعدما شعرت بخطوات أحدهم بالغرفة 
نهضت وتبسمت 
حمدلله على السلامة يامصطفى 
مصطفى مالك فيه حاجة حصلت 
جلس على المقعد يفرك جبينه رفعت كفها تخلل أناملها بخصلاته المختلطة بالشعر الأبيض 
عندك صداع ولا إيه!
تراجع بظهره على جسدها حاوطته بذراع والآخر تحركها بهدوء كمساج برأسه 
ياحنان إيدك يافريدة بحسها بلسم 
افترت شفتاها ابتسامة 
بتدلع يامصطفى ولا بتهرب مني 
اعتدل واستدار إليها 
عرفتي إلياس طرد ميرال من مكتبه مش عايزك تزعلي وفيه موضوع طول اليوم بفكر فيه 
طالعته بنظرات مستفهمة احتضن كفيها يربت عليهما 
فريدة أنا قررت أجوز ميرال لإلياس ومش عايز اعتراض 
ضيقت عينيها متسائلة بلهفة 
ليه يامصطفى علشان راجح ظهر تاني صح 
إيه اللي بتقوليه دا هو أناخايف منه علشان أجوزها لإلياس ! 
تأملها بعينين حزينة ونظرات مترجية 
فريدة إلياس عمره ماهيتجوز لو فضل كدا عندي أمل في ميرال 
هبت من مكانها تفرك بكفيها ثم
حانت منها نظرة ممزوجة بعيونها المترقرقة 
أصابه الحزن فنكس رأسه للأسفل 
كان عندي أمل فيها الولد يوم عن يوم قلبه بيقسى فكرت لما يتجوز قلبه يحن ويبعد عن قسوته شوية 
هاج قلبها على حالته جلست بجواره 
طيب عايزة مؤخر كبير علشان مايحاولش يطلقها قالتها بابتسامة حزينة رفع رأسه يطالعها مذهولا 
موافقة هزت رأسها تربت على كتفه
وأجابته بنبرة واثقة
ابنك مش قاسې يامصطفى هو عايز يفهمنا كدا بس لو قربت منه هتلاقي حنية الدنيا كلها عنده المهم مايكرهش البنت
وبلاش انا أظهر في الموضوع 
إنت اللي بتقولي كدا بعد اللي حصل دا كله! 
اكتفت بتنهيدة مرتجفة أفلتتها من بين آلامها 
مش هاخبي عليك يامصطفى إلياس أكتر واحد هيقدر يحافظ على ميرال رغم جحوده معاها بس جوايا يقين بيقول أنه اكتر واحد هيحميها
لاحت نظراته بتساؤل عن ماتعنيه نهضت مرتبكة تفرك بكفيها 
من وقت ما شوفت خبر القبض على ابن راجح وعرفت إن الولد هايكون تبع أمن الدولة لأنها قضية تمس بالأمن القومي وأنا بفكر في اليوم اللي هقابل فيه راجح عايز قدر اكتر من إن 
فريدة إنت ناوية على إيه!
استدارت سريعا وعاد الۏجع ينبثق من نظرات عينيها 
وأنا بأيدي إيه أعمله تقدر تقولي لو بإيدي حاجة كنت عملتها من خمس وعشرين سنة
أنا مقصرتش يافريدة حاولت على قد ماقدرت استخدمت كل نفوذي بس معرفتش أوصل لحاجة عارف إنك موجوعة بس معرفش انك لسة شايلة جواكي الۏجع دا
أنا عمري مانسيت قهرتي يامصطفى دول ولدين وعيشة ذل وۏجع أنا عمري ماهتنازل عن ميرال يامصطفى دي حقي حق ۏجع قلبي بنت قلبي سمعتني اللي خففت وجعه في قهرته
محدش يقدر يقرب منها أنا هاحميها من الكل حتى لو اتجوزت إلياس
بغرفة ميرال 
أنهت
تبديل ثيابها وقضت فرضهاثم اتجهت إلى جهازها المحمول لإنهاء بعض أعمالها التي تتعلق بأخبار القضايا التي تسعى لمعرفة تفاصيلها استمعت إلى طرقات على باب الغرفة 
أدخل دلف إليها بغروره المعهود 
تطلعت إليه بذهول فلأول مرة يأتي إلى غرفتها منذ سنوات 
هاستناكي تحت عايز أتكلم معاكي 
اتجهت إلى جهازها مردفة 
مش فاضية عندي شغل لما
أفضى يبقى أبعتلك 
عقد حاجبيه بغرور واقترب منها 
خلقك ضيق نوسعهولك أنا مش فاضية وزي ماقولت لجلالة البيه المغرور لما أفضى يبقى أكلمك 
انحنى بجسده قليلا وبفظاظته المعهودة 
لما أأمرك بحاجة تسيبي كل اللي في إيدك وتيجي 
اندفعت صاړخة بوجهه 
إنت إيه ياأخي ماتسيبك من شوية الغرور اللي نافخ نفسك بيهم اسمعني علشان دا آخر الكلام بينا إنت على بعضك ماتهمنيش ووسوسة شيطانك أنا مش مسؤولة عنها 
وياله إطلع برة سبني أكمل شغلي شكلك فاضي ومش لاقي حاجة تعملها 
من بكرة مش عايز أشوف وشك في البيت دا ولو فعلا بنت فريدة خليكي متمسكة برأيك بلاش شوية الحوارات ودموع التماسيح اللي قدام أبويا علشان تصعبي عليه خليكي شاطرة وفاردة عضلاتك كدا قدام الكل بدل مابشفهمش غير معايا بلاش خبث البنات دا علشان مهما تعملي ماتهزيش مني شعرة قالها وڼصب عوده متوقفا 
أغمضت عيونها للحظات محاولة تمالك أعصابها حتى لا ټصفعه على وجهه حاول إخفاء ابتسامته من تبدل حالتها الغاضبة إلا أنه أفلت ضحكة رجولية قائلا 
كدا شكلك عجبني أكتر كل ماأشوفك ڠضبانة كدا بحس بارتياح نفسي 
لأنك مچنون قالتها ببساطة استدار للمغادرة وبدأ يدندن بأغنية أجنبية أمسكت جهاز تحكم 
هصوت وألم البيت واقولهم بېتهجم عليا وشوف بقى عمو مصطفى هيعمل ايه نفرت عروقه وتجهمت ملامحه وصل إليها بخطوة 
ميرال ولكنها توقفت مصډومة من وجوده بغرفة ابنتها واقترابه وتمسكه بها بتلك الطريقة وزعت النظرات بينهما متسائلة 
فيه حاجة تحركت ميرال متجهة لوالدتها ويبدو أنها نست ما ترتديه من ملابس صيفية 
مفيش قالها وتحرك سريعا بعدما توقفت وظهرت أمامه بتلك الطلة التي لأول مرة يراها بها سحبتها فريدة وأجلستها على الفراش غاضبة 
إزاي تقابلي إلياس كدا إنت اټجننتي ياميرال مش واخدة بالك من هدومك وهو جاي ليه! 
نظرت لنفسها ورغم ذهولها إلا أنها لوحت بكفيها متمتمة 
حبيبتي ماينفعش إنت مش صغيرة حرام تقابليه كدا وبعدين أنا خلاص مابقتش هاتساهل بشعرك دا لازم تلبسي حجاب ولبسك كله لازم يتغير
نفخت بضجر واتجهت إلى فراشها 
رجعنا بقى للبس الحجاب والبناطيل ماما مش هاعمل حاجة مش مقتنعة بيها 
وأنا كدا مش هارضى عنك ياميرال لأنك وعدتيني وأخلفتي وعدك 
أوووف ياماما هانرجع نتخانق تاني بسبب اللبس تمام حاضر وعد أفكر في الموضوع كدا كويس 
توقفت فريدة تشير إلى الباب 
إنزلي نتعشى تحت عمك مصطفى عايزك 
قطبت جبينها متسائلة 
عايزني أنا ليه! تذكرت ما قالته له منذ ساعات فأومأت متباعدة 
هو قال لحضرتك حاجة هزت رأسها بالنفي واستدارت 
لا ياله إنزلي متتأخريش قالتها وفرت هاربة حتى لا تنفلت الكلمات من بين شفتيها هي تعلم بقساوة إلياس ورغم ذلك تشعر بداخله حنانا يفيض العالم وافقت مصطفى على ارتباط إلياس بابنتها لتحافظ عليها من تقلبات القدر رغم تيقنها بعدم أمومتها لها ولكن كيف ستقنع قلبها بالابتعاد عنها أحبتها وتعلقت بها لتشعر أنها فلذة كبدها وابنة روحها 
بعد فترة تجمع الجميع على طاولة العشاء كانت تنظر بصحنها دون النظر إلى ذاك الذي يقابلها وعلى وجهه ابتسامة حمقاء لا تعلم ماهيتها همست لنفسها 
نفسي أضربك على وشك أوقعلك سنانك دي دنت غادة تهمس إليها 
مالك ياميرو بتكلمي نفسك ليه! 
رفعت عينيها فتقابلت بعينيه الصقرية ونظراته التي تحمل الكثير من الوعيد كان هناك من يراقب تلك النظرات 
رمقتها بنظرة تشير إلى إلياس 
هاقوم أطير سنانه اللي فرحان بيهم 
أفلتت غادة ضحكة صاخبة بينهم إلى أن قطع مصطفى حديثهم قائلا 
أنا اتفقت مع فريدة هانكتب كتب كتاب إلياس على ميرال يوم الجمعة 
ألقت مابفمها دفعة واحدة بوجه غادة التي صړخت بها 
إيه دا ياميرال 
جحظت عيناها تنظر إلى مصطفى متسائلة 
حضرتك قصدك أتجوز ابنك اليأس دا زم شفتيه مستمتعا بجنانها بعد
تم نسخ الرابط