شظايا بقلم سيلا وليد (حصري)
المحتويات
رفع رأسه على دخولها هب من مكانه وهو يطالعها بنظرات مذهولة يهمس پصدمة
إنت..خلعت نظارتها واقتربت منه بثبات وكبرياء ترسم ابتسامة كفتاة تبلغ من العمر عشرين عاما
إيه..مستغرب ليه ماكنتش منتظر أردلك الزيارة ولا إيه
زيارة ..رددها مستفهما ..جلست تضع ساقا فوق الأخرى
إزيك ياراجح..جلس بعدما سيطر على نفسه من صدمة وجودها أمامه بعد تلك السنين ..طالعها باشتياق انبثق من عينيه
وطالعته بابتسامة ساخرة
ليه كنت ناوي تكمل اللي عملته توقف من مكانه واتجه إليها منحنيا
لا كنت عايز أعتذرلك وأقولك مش عارف أعيش من غيرك..قالها مع دفع إلياس الباب ودخوله مع اعتراض السكرتيرة..توقف متسمرا على ذاك المشهد بينما هي شعرت وكأن أحدهم وضعها بقبر وهي مازالت على قيد الحياة.
كأنك رسالة شوق
نسي ساعي البريد في أي صندوق وضعها
قل لي بربك
أين يباع الكره
لأكرهك بحجم حبي لك
قل لي بربك
أين يباع النسيان
لأستطيع نسيانك
بقدر إشتياقي
قل بربك كيف أكون أنا بلا أنت
تأخر شتائي
أحتاجك بالقرب لتمطر
لاااأستطيع أن أتجاوزك
فأنت وحدك محطتي الأخيرة ولاشيئ بعدك
وإن فقدتك فليس لدي ما أخسره أكثر
وإن بقيت فلاااشيئ قد أتمناه بعدك
صرت أراك حين لاااأراك
تبا لقلب صار يهذي من هواك
أيكون عشقي ضړبا من جنون
أهو جنون إن لم أر في الدنيا سواك
أمام البوابة الرئيسية لفيلا السيوفي ترجلت ميرال من سيارتها واتجهت تتطلع إلى امتناع الأمن عن دلوف رانيا للداخل اقتربت متسائلة
أشار أحد رجال الأمن إليها
المدام ممنوعة من الدخول ياهانم وهي مصرة تدخل
رمقتها رانيا بنظرة سريعة
أنا لازم أقابل فريدة أو إلياس السيوفي
توقفت ميرال
نعم تعرفي جوزي منين!
اقتربت منها تطالعها بتعمق وأردفت متسائلة
إنت بنت فريدة ولاقاطعهما إسلام الذي وصل يحاوط كتف ميرال
حبيبتي اتأخرتي ليه
المدام كانت بتسأل على ماما
ماما !! تساءل بها إسلام بسط كفه
أهلا بحضرتك تعمقت بالنظر إليه
إنت إلياس هز رأسه بالنفي فهزت رأسها متذكرة صورته يوم زفافه رسمت ابتسامة
أه افتكرت قاطعها وتحدث بمغذى
إلياس السيوفي تقصدي
هو أخوك ثم أشارت على ميرال
ودي أختك إزاي اقترب منها وهو يضع كفيه بجيب بنطاله
ابتلعت ريقها بصعوبة وتلعثمت وعينيها على ميرال
أبدا كنت عايزة أسأله عن حاجة
حاجة طيب ليه ممنوعة من الدخول هي ماما تعرفك
ماما!! قصدك مين
كانت تقف تطالعها بصمت وهي تتحدث مع إسلام إلى أن فجأة قطعت حديثها
إنت تعرفي ماما فريدة
هزت رأسها بالنفي واستدارت متحركة لسيارتها سريعا
استقلت السيارة ونظراتها على اسلام وميرال ثم رفعت هاتفها
عايزاك تعرف كل حاجة عن ولاد السيوفي وكمان البنت اللي اسمها ميرال دي دي اختهم ازاي وكمان مرات ابنهم الكبير قالتها وأغلقت الهاتف وهي تنظر إلى الفيلا
مفكرة بيهم هتقدري تبعدي عن شړي يافريدة وحياة ۏجعي السنين دي كلها منك ومن راجح وجمال لاحړق قلبك عليهم كلهم شكلهم بيحبوكي معرفش ليه بس البنت دي ازاي بنتك معقول تكون بنتي هزت رأسها
لا لا ذهبت بذاكرتها تهمس لنفسها
البنت شبه راجح وجمال فعلا وبعدين لازم اصرف اعمل ايه علشان اتأكد البنت دي مش شبه فريدة
ضيقت عيناها تهز رأسها
التحليل لازم اعمل التحليل
عند فريدة
انحنى راجح يحاوط المقعد الذي تجلس عليه قائلا
دورت عليكي كتير يافريدة كنتي فين وإزاي عرفتي العنوان
دفعته بحقيبتها تشير إليه پغضب اندلع من عينيها
اسمعني ياراجح قالتها بدفع إلياس الباب مع اعتراض السكرتيرة توقف متسمرا يوزع نظراته بينهما ووضعية حقيبتها التي تدفع بها راجح اقترب منهما مع ارتجاف جسدها من نظرات إلياس إليها دلف للداخل باعتدال راجح
إلياس باشا!!
دلف بخطوات ممېتة لقلبها وهي تطالعه پصدمة كيف علم بوجودها جذب المقعد مع بسط راجح يده للسلام عليه ولكنه تجاهله رفع عيناه إلى راجح ثم أشار إلى السكرتيرة
قهوتي سادة وقهوة طنط فريدة مظبوطة مش كدا ياماما فريدة
قالها بعدما جلس يضع ساقا فوق الأخرى رغم احتراق داخله من رؤية راجح قريبا منها
جلست فريدة وعينيها عليه تعلم أنه لن يصدقها فصمتت تطبق على جفنيها للحظات تحاول أن تسحب نفسا بعدما شعرت وكأن جدران الغرفة أطبقت على صدرها
ران صمت ممېت بالغرفة إلى أن قطعه إلياس وهو ينظر إلى راجح
الذي مازال متوقفا مذهولا من دخوله بتلك الطريقة استدار إلى مقعده وجلس عليه ينظر إلى إلياس الذي طالعه قائلا بنبرة يشوبها الثقة والغرور
اتقابلنا تاني بس ماعتقدش المرة دي هاتكون زي المرة اللي فاتت
توقف راجح من مكانه واستدار يجلس أمامه بكل عنجهية وتكبر يهز رأسه باستخفاف
مكتبي نور بيك ياحضرة الظابط
نفث إلياس تبغه وعيناه تخترق استخفاف حديث راجح فتراجع مستندا على المقعد وهتف بنبرة ممزوجة بالتعظيم والتكبر لشخصه
طبعا لازم المكتب ينور ومش المكتب بس الشركة كلها هو أنا قليل ولا إيه اللي قاعد قدامك إلياس السيوفي
اتجه بنظره إلى فريدة وتابع حديثه وعينيه تخترقها
وكمان عندك مدام مصطفى السيوفي ودي لوحدها يقفلها الكل وانت اولهم فريدة هانم السيوفي لوحدها مجرد اسمها في المكان الكل يقدم الولاء والطاعة مش كدا ولا إيه
أومأ راجح وأردف
مدام فريدة الكل لازم يوقفلها أصلك ماتعرفش قيمتها بتكون إزاي فيه حاجات ماتعرفهاش ياحضرة الظابط
أحس بقبضة تعتصر فؤاده ورغم ذلك رسم ابتسامة
لا عارف ومقدر مكانة ماما فريدة مش حضرتك اللي هاتقول
متأكد ياحضرة الظابط انحنى إلياس بجسده يرد بصوت خاڤت ورغم هدوئه إلا أنه أخرجه كالرصاصات التي تستقر بالصدر حينما قال
إعرف قدر نفسك ياراجح بيه واحمد ربنا اني جتلك اصلي لو بعت اجيبك هيكون فيها كتير
أفلت ضحكة بعدما علم بذكائه وأردف
عارف ومقدر ياحضرة الظابط
قائلا
أنا مابحبش أتكلم كتيير أنا عارف الماضي كله وكل واحد فيكم أخد حقه توقف عن الحديث بعد دخول العامل بالقهوة
هوت فريدة على المقعد وانتفض جسدها بالړعب من تحول إلياس وحديثه الذي علمت أنه النهاية برودة اجتاحتها وهي تتابع حديثه ظنا أنه سيصدقه ويخذلها أشار إلياس إلى راجح پغضب
هاتقرب على حد من العيلة همسحك من على وش الأرض إبعد عن عيلتي الست اللي قاعدة قدامك دي مرات مصطفى السيوفي انت فاهم يعني ايه وكمان في مقام والدتي ومهما عملت هتفضل في مقام والدتي أنا مارضتش أقرب منك وسايبك إنت والمدام اللي مش مبطلة تدور ورانا شكلها ماتعرفش مين هما عيلة السيوفي اتجه بنظره إلى فريدة التي تطالعه بذهول لم تكن تتوقع حديثه اقترب منها وساعدها على الوقوف يحمل حقيبتها التي سقطت من يدها وتحرك للخارج توقف لدى باب المكتب واستدار إلى راجح
عملت معاك واجب لما عرفت ابنك مالوش في السياسة ودا ماحدش بيعمله في منصبي ماتخلنيش أتراجع عليه وعايز أقولك صلة القرابة بس اللي شفعتلك عندي علشان كنت في يوم من الأيام جوزها وأنا بشفع مرة واحدة وبعدها أغطي عليك بالتراب واعدي وأنا بدوس كمان بتكلم بعقلي يكفيك شړ جنان إلياس السيوفي لما بيخرج جنانه على حد اقترب منه خطوة وعيناه ټحرق وقوفه وهمس بفحيح اعمى
هخليه عبرة لمن لا يعتبر حتى لو كان أقرب الناس ليا ابعد عن طريقي علشان مكرهكش نفسك ومتفكرش سنك هيشفعلك ياااا راجح بيه وراك على
متابعة القراءة