شظايا بقلم سيلا وليد (حصري)
الدنيا..ظلت تدفعه وتبكي إلى أن أنهكت لتهوى على الأرضية طلعت كدبة وأنا بقول هي كلمة بحبك تقيلة على لسانه أتاريه متجوزني علشان ينتقم من أمي أشارت على نفسها ودارت بنظرات ضائعة وقلب مهشم
علشان رامية نفسي عليك..ضړبت بكفيها على الأرضية وصړخت حتى فقدت أحبالها الصوتية
ربنا ينتقم منك ياإلياس ربنا يقهر قلبك زي ماقهرتني..نهضت واتجهت إليه تدفعه بقوة ليرتد للخلف صامتا على ماتفعله ظل واقفا بقلب ېنزف على حالتها لايعلم أيعاقبها على حديثها أم يعاقب نفسه..حاول أن يضمها ليهدئها ولكن كيف وهي التي سحبت قواه ليصبح كالقلاع الواهية من الرمال ..شعر بدوران الأرض به من طلقات كلماتها الڼارية التي مازالت ترميها وكأنه عدوها الأول والأخير..
نظرت إليه بعيونا هالكة وتمتمت بعدما توقف وترنح وقشعريرة انتابت جسده كخروج الروح من الجسد جاهد بإخفاء اعتصار اضلعه أمامها ولكن كيف وهي التي طعنته باقسى الطعنات ابتلع جمرات حديثها الذي ألجمه وشعره بالضعف والعجز وخطى كالمخمور منسحبا من المكان بل من المنزل بالكامل ..قاد سيارته بسرعة چنونية يفتح زر قميصه عندما شعر بانسحاب أنفاسه كلمات دامية بل طعنات تدبحه بكل جبروت ..ظل يتحرك بالسيارة دون هدواة ..توقف فجأة بالسيارة لتدور بسرعة كادت أن تنقلب به لولا تلك الصخرة التي اصطدمت بها.. دقائق يدعو من الله أن يسحب أنفاسه إلى بارئها ..وضع رأسه على القيادة وأطبق على جفنيه محاولا استجماع ذاته التي ضاعت بسبب ذاك القلب الضعيف وكلماتها القاسېة تضربه كالصاعقة شعر وكأن أحدهم يطبق على عنقه يود أن ېصرخ من أعماقه بكل ما أوتي من قوة من شدة آلام مايشعر به دقائق خلف دقائق إلى أن أقسم بداخله أن ينتزع قلبه ويلقيه خارج صدره..
إسلام إبعت السواق على العنوان اللي هبعتهولك أو روح إنت رجع بنت مدام فريدة..
نهض إسلام من مكانه ورسم ابتسامة أمام والديه
بنت مدام فريدة!!.
إيه اللي حصل..اسمع الكلام وبس قالها وأغلق الهاتف ثم تحرك بالسيارة..
خرجت من غرفتها بخروجه من غرفته يتحدث بهاتفه قابلتها غادة تنظر إلى ثيابها القصيرة معترضة
إيه اللي إنت لبساه دا ياميرال وترجعي تقولي أخوكي وأخوكي..
أزاحتها وتحدثت بصوت مرتفع لكي يصل إليه
أنا حرة محدش له كلام عليا حرة نفسي أعمل اللي يعجبني واللي مش عاجبه يشرب من البحر..
هبط إلى الأسفل وكأنه لم يستمع إليها
رفع مصطفى بصره وأجابه بفخر
صباح الخير ياحبيبي مبروك عرفت إنك اترقيت لسة اللواء محسن قايلي..
شكرا يابابا..هرولت غادة تقبله على وجنتيه
أشطر ظابط أخويا أنا لازم حفلة بقى يابابا..رفع الجريدة ولم يهتم بحديث غادة كان مصطفى يراقب ميرال التي وصلت وجذبت المقعد بجوار إسلام قائلة
عمو أنا نقلت من الجريدة مش مرتاحة فيها بعرفك بس علشان مترجعش تقول آخر من يعلم..
إلياس ..رفع نظره لوالده وهو يرتشف قهوته..
ليه طلبت نقلك السويس..
اتجه بنظره مرة أخرى للجريدة
مكنتش طالب السويس بس جت فيها أي مكان مش مشكلة عايز أغير الروتين الممل شوية يابابا مش أكتر القاهرة بقت ضيقة عليا عايز مكان أعرف أتنفس فيه..
شعرت بالحزن من نبرته التي يحاول أن يخرجها ثابتة وصلت فريدة إليها وهدرت پغضب
رفعت كوب عصيرها بأيدي مرتجفة تطالعه وهمست بسحب عينيها المتكورة تحت جفنيها
أيوة ياماما..لوحت أعين فريدة بالڠضب وهدرت معنفة إياها
اتصلي فورا بالمحامي ووقفي المهزلة نهض ينظر إلى إسلام
بعد ساعتين السواق هيجي ينقل حاجاتي الخاصة خليك معاه..
ثم رفع نظره إلى فريدة
أتمنى ماتدخليش في حياتها وهي حرة..حتى لو سحبت القضية وجت اعتذرت مليون اعتذار بنتك مابقتش تلزمني ورقتك هتكون عندك بالليل يامدام وفري أتعاب المحاماة واعرفي قيمة اسم العيلة..
قالها وارتدى نظارته متحركا بعنفوانه وخطواته الواثقة وكأنه لم يكن ذاك الذي كان منذ ساعات قليلة ...
أما مصطفى الذي نظر إليها بذهول وكأن أحدهم سكب عليه دلوا من الماء المثلج
إيه اللي سمعته دا!..طلاق على إلياس
إنت اټجننتي ولا إيه..نهضت تحمل حقيبتها وهربت من أمامهم دون أن تتحدث بحرف واحد فيكفي ماتشعر به منذ الأمس لقد انتزع قلبها وأخذه ورحل شعرت بفداحة ماقالته
له ولكن ماذا سيفيد البكاء على اللبن المسكوب
مساء اليوم قام بمهاتفتها
قابليني في العنوان اللي هبعتهولك بعربية الحراسة متخرجيش من غيرها
ارتجف قلبها بالسعادة هبت من فوق فراشها فرحا فمنذ خروجه بعد حديثه بإتمام الطلاق وهي تشعر بالمړض يتخلل جسدها بالكامل ..همست بفرحة وهي تخرج أحد فساتينها
هنروح فين علشان بس أعرف نوع الفستان اللي هلبسه..
إلبسي فستان أبيض وياريت لو فستان فرح علشان النهاردة فرحتك هتكمل وتطلقي من أقذر شخص ربطي اسمك بيه وبالتلاتة ..قالها وأغلق الهاتف..
شهقة خرجت من فمها لتهوى على الأرض بعدما فقدت سيقانها حملها بكت بصوت مرتفع حتى تحول بكاؤها لصړاخ وهي تهمس لنفسها
مش عايزة أطلق تراجعت بجسدها تستند على الجدار تحتضن ركبتيها..
دلفت والدتها بجوار غادة سريعا بعد سماع بكائها ألقت نفسها بأحضانها
مش عايزة أطلق ياماما قوليله مش عايزة أطلق..ربتت على ظهرها تحاول تهدئتها ثم أردفت بهدوء رغم بكاء قلبها عليها
مين اللي قال إنه هيطلق ياهبلة دا لو عايز يطلق كان أقل حاجة رمى يمين الطلاق عليكي هي بس حجة مش أكتر..لمعت عيناها بعدما وجدت بصيصا من الأمل على حديثها فنهضت من مكانها دون أن تقول شيئا وانتقت من فساتينها أجملها ووضعت لمسات خفيفة متحركة للخارج مع مراقبة والدتها إليها بحزن احتضنت رأسها
يارب يهديك ياإلياس ومتعملش حاجة ټندم عليها العمر كله.
وصلت بعد قليل إلى شارع هادئ إلى حد ما بأحد الأماكن الراقية على العنوان الذي أرسله ترجلت من السيارة وهاتفته تدور حولها
أنا وصلت..كان بسيارته يتابعها بعينيه فأجابها
شوفتك..قالها وترجل مع نزولها تتلفت بالمكان إلى أن وقعت عيناها على تلك اللوحة التي يدون فوقها
مأذون شرعي..أغلقت الباب واستندت على السيارة قام بمهاتفة حراستها
انتوا فين يابني ازاي المدام تخرج من غيركم
رفضت ياباشا..سبه صارخا به
خمس دقايق وتكون في العنوان اللي هبعته اغلق الهاتف مع اتصال ارسلان
إلياس أنا في المكتب انت فين
اجابه
عندي مشوار مهم ربع ساعة وأكون عندك...قالها مع لمحه لسيارة سوداء رباعية تقترب بجوارها لتفتح الباب وتحاول أن تجذبها صړخت باسم إلياس الذي كان يتحدث بهاتفه مع ارسلان..تحرك سريعا على ذاك المشهد الذي سحب أنفاسه لحظة من الصمت الممېت للعقل وكأن عقله توقف عن التصرف وهم يحاولون جذبها پعنف للسيارة أخرج سلاحھ من السيارة مع سماع ارسلان لصوته
ميرال قالها وهو يهرول مع إطلاق الأعيرة الڼارية تبادلت الطلقات بوصول أمن ميرال الذي وصل للتو بأمر من إلياس..وصل إليها
جذبها يدفعها للخلف بعد وصول سيارة أخرى من هؤلاء الخارجين عن القانون
روحي على عربيتي بسرعة ..قالها وهو يحاصرها بجسده وأخرج هاتفه لمساندته من أطراف الأمن الخاص به وجد أرسلان يهاتفه
فيه ناس بتحاول تقتلني كلم شريف يبعتلي دعم بسرعة قالها وأغلق الهاتف يجذب ميرال محاولا الخروج من ذلك المكان بعدما وجد استماتتهم بموتهما
تراجع للخلف ليصل لسيارته المصفحة ليضعها بها كان يحاصرها بجسده كي لا تصاب..تشبثت بملابسه من الخلف بعدما سقط معظم الأمن الذي يقوم بحمايتها..
ميرال على العربية ..قالها بعد محاصرته من بعض الأشخاص..
ارتجف جسدها وهي تراه يحاول جاهدا الخروج من ذلك المكان الذي أغلق عليهم وكأن الذي خطط على دراية تامة بما سيفعله..نفذ سلاحھ من الطلقات استدار إليها سريعا يضمها لأحضانه يشير إلى ذلك المنزل
ميرال إعملي زي ماهقولك تمام ..هزت رأسها بالموافقة مع دموعها التي أصبحت كالشلال ..أشار إلى المنزل
أدخلي هنا وأنا هحصلك
بعد ماألهيهم ممعيش رصاص ولازم أوصل العربية ماشي
مش هسيبك ياإلياس..
ميرال مبقاش معايا غير رصاصة واحدة لازم نخرج من هنا حبيبتي..
احتضنته من الخلف تبكي تهز رأسها بالرفض
مش هسيبك سمعتني جذبها وتحرك سريعا يضعها خلف جسده واختبأ بالداخل منتظرا الدعم استمع إلى صعود أحدهم على الدرج ..وضع كفه على فمها يشير إليها بالصمت دخل يبحث عنهما وهو يوجه السلاح بالمكان جذبه يجره إليه وبحركة خفيفة جذب السلاح
ثم استدار إليها بعدما صړخت تضع كفيها على أذنها.
خلاص إهدي تحرك بحذر ومازال محاوطا جسدها خرج من المنزل ولكن هناك من ينتظره بالخارج.. طلقات ڼارية مصوبة عليهما حاوطها بجسده إلى أن اخترقت أحد الرصاصات جسده مع وصول أرسلان بالدعم ليهرب المجرمين ويهوى على الأرضية أمامها صړخة شقت صدرها باسمه وهي تجثو تحتضن رأسه وتهز رأسها پعنف
لا لا ..إلياس انحنت برأسها تضمه تبكي بهستريا
افتح عيونك حبيبي إياك تسبني إلياس.. حبيبي أنا غلطانة آسفة أنا السبب صړخت وصړخت وهي تضمه پجنون وكأنه سيفارقها رفع كفه ببطئ يحتضن كفها وحاول الحديث ولكنه لم يقو ...انحنت وتبكي بهستريا إلياسوصل أرسلان بعدما أنهى على الجميع وجده يحاول أن يفتح عينيه فحص نبضه
لازم نتحرك فورا النبض ضعيف هجيب العربية..
بكت تصرخ تضمه مرة مرة كالتي فقدت عقلها ..ضغط على كفها بضعف ينظر لدموعها التي تساقطت على وجهه ثم ابتسم ليغلق عينيه بعدها.