بنت الجنايني
المحتويات
... فوق بقي أنا مش بحبك بالعكس بكرهك وكل يوم بكرهك أكتر من الأول ... كانت تتحدث بكل كلمة وهو يقف مائلا يسند جسده ع إطار الباب ويعقد ساعديه أمام صدره ويرمقها بدون أي تعابير تدل ع حالة الڠضب الذي يثور بداخله
أردفت حديثها _ مسألتش نفسك ليه أنا بحبه !! لأنه راجل وحنين وعمره مازعلني ف يوم... وعمره ماغصبني ع حاجة ف يوم من الأيام ... آدم بالنسي.....
ظلت تتراجع حتي أوقفها ذلك الجدار الذي أرتطم به ظهرها ... تتلفت يمينا ويسارا حتي وقعت عينيها ع سلاسل حديدية ملقاه ف الأرض ... وع الجانب الأخر مقعد ذو مسندين وعليه حبل مبعثر .... مد يده ليجذبها من ساعديها فلا أحد يعلم ماينوي عليه لها .... وفي تلك اللحظة لفت إنتباهها ع الجدار صرصور كبير ذو شوارب ... قد أتي من فتحة البلوعة الموجودة بالغرفة ... صاحت پصرخة أهتزت لها جميع الجدران بالقصر _ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه... وهي تدفع ذلك القصي وهي ترتمي ع صدره وتتشبث به وعلامات الذعر ع وجهها ... أرتسمت البسمة ع محياه حيث أدرك لديها رهاب من ذلك الكائن التي ترتعب منه أغلب بنات حواء .
تنفست الصعداء فأبتعدت عنه ... أقترب منها وأمسك طرف ذقنها ليرفع وجهها إليه وهو يحدق ف عينيها وقال بنبرة هادئة _
الي رحمك مني ده ... قالها وهو يشير إلي الصرصورالذي تساوي بالجدار.. فأدرف _ المرة الجاية ياصبا لو انطبقت السما ع الأرض محدش هيرحمك من الي هعملو فيكي ... اتقي شړي احسن لك
قصي _ والله ده يتوقف عليكي .... ويلا أطلعي عشان تتغدي وبعديها جهزي نفسك عشان هنسافر
_ أنا مليش نفس
تنهد وقال ساخرا بنبرة ټهديد _ الظاهر عجبك البدروم وعايزة تقضيلك فيه يومين حلوين ... خاصة لما أهل المسكين الي لازق ف الحيطة ده يطلعو من البلاعة واحد ورا التاني عشان يقرو الفاتحة عليه
وضع يديه ف جيوبه وقال بأمر _ أطلعي ادامي
مشت بخجل فغادرت الغرفة وصعدت الدرج .... لتجد الخادمات ينظرن إليها بدهشة وقلق وهن يتفحصن بنظراتهم جسدها لعل حدث لها مكروها ع يد قصي كما يظنون .... جاء خلفها فأختبئوا قبل أن يراهم
ذهبت صبا إتجاه الدرج الذي يؤدي إلي الغرف ... فأوقفها بإشارة من يده وقال _ من هنا ... يشير إلي غرفة المائدة
أمسك سيجارته ووضعها بفمه وأشعلها بالقداحة ليأخذ نفسا عميقا وزفر دخان بشراهة وقال _ إيطاليا
_ مش هينفع أسافر ... معنديش باسبور ... قالتها وهي تدعو ف داخل عقلها بأن يسافر ويتركها تتنفس بحرية
لكن خابت ظنونها حينما أجاب وقال بثقة _ إحنا هنسافر ف طيارتي
ع رجلك ... ولو حصل أي ظرف هيكون كنان مكاني ... وصلت
قالها وهو يحدق ف عينيها فلم تجيب عليه .... وضع السېجارة بفمه ثم زفر دخانا كثيفا ف وجهها متعمدا .... أبعدت الدخان من أمامها بيدها لتشعر بالسعال وأشتد حنقها فأخذت السېجارة من بين أصبعه وألقتها ع الأرض ودعستها بحذائها ... ثم رمقته بتحدي وإصرار وتركته وذهبت لتتناول الطعام وقبل أن تخطو قدميها الغرفة
أوقفها صوته وقال _ الي أنتي عملتيه ف السېجارة ده نفس الي هعمله ف أي حد يفكر يقرب من أي حاجة ملكي .
علمت مغزي حديثه الذي يقصد به آدم البحيري .... فقالت بصوت غير مسموع _ ملكك !!! .... ربنا ياخدك وارتاح منك .
_________________________
_ يتجمع حشد من عشاق اللوحات الفنية بداخل معرض فني .... العديد من الأعمال المعلقة ع الجدران يقف أمامها الحاضرين ....
يتجول يونس باحثا عن صديقه الذي أرسل له دعوة للحضور .... وها قد رآه أخيرا .... أبتسم له وتوجه نحوه ليصافحه بعنق أخوي
_ وأخيرا شوفتك يا عم زياد ... أي يابني سافرت إيطاليا وقولت عدولي ... قالها يونس مازحا
أعدل من ضبط نظارته الطبية وقال _ ياعم ما أنت عارف بقي معارض ومؤتمرات مبتخلصش ...
متابعة القراءة