رواية بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

 

هي كده دايما.. أنا اتكلمت معاها ومش هضايقك تاني
تحدثت هذه المرة ولم تصمت ستتحدث من الآن وصاعدا يكفي ما مر ولم تجني منه شيء غير الحزن والقهر قالت له بصوت ضعيف من كثرة البكاء
لأ هي مش كده.. هي معايا أنا بس كده مع إيمان كويسه وزي الفل أنا بس اللي كده أنا من يوم ما جيت هنا ومعترضتش على أي حاجة هي عايزاها بس هي بتتعمد تعمل كده والله

نكس رأسه بحزن هو يعلم أن حديثها صحيح والدته تتعمد أن تفعل ما يزعجها رفع وجهه إليها مرة أخرى ينظر إلى عينيها التي تحمل خيوط حمراء مع لونها ثم تحدث بجدية قائلا
خلاص يا مروة أنا اتكلمت معاها وهي مش هتعملك حاجه تاني.. ولو عملت أنا هتصرف المهم أنا مش عايز أشوفك كده تاني ماشي
نظرت إليه باستغراب شديد كيف ستسير حياته معها لم يضع مخطط إلى الآن كيف ستكون زوجته وبينهم حيلة كيف سيحدث وهو لا ينام بسبب ما يقوله إليه ضميره إنه معذب بسببها بسبب عائلته حتى لا يدري كيفية التفكير بشكل صحيح إنه يأتي من هنا إلى هناك وبدون فائدة ماذا لو كانت الملاك الخاص به وحدة الملاك الذي رآه في وسط الحقول الخضراء ومن ثم تقدم لخطبتها والزواج منها! ألم يكن أسهل من كل ذلك..
منذ يوم الزفاف وهو يتحدث معها كما الغربيون عن بعضهم ربما الصمت هو المسيطر بينهم منذ ذلك اليوم وقد علم ما فعلته والدته بمساعدة إيمان هو لم يكن يدري أنها ستفعل ذلك ولكنه أيضا عاتبها وبشدة جعلها تشعر بما فعلته ولكن والدته كما هي وربما تسوء أكتر..
يعلم أن زوجته ليس لها يد بكل ما حدث في الماضي أو حتى الحاضر ولكن قد وقع الإختيار عليها لتكن هي الضحېة بينهم قد عزم أمره من البداية على جلب حق الجميع ولو على نهايته ولكن هي! هي تستحوذ على تفكيره ببراءة وطيبة لم يراها قد تستغيذ به في أوقات حاجتها وكأنها تتناسى حديثها معه عن أن حياتها ډمرت بسببه لا يعلم هل هي عفوية للغاية أم مثله تفكر وتفكر وتفكر به كما يفعل..
نظر إلى السماء الذي يحتل مظهرها الغروب وضع يد في جيب بنطاله والأخرى على فمه ممسكا بها سېجارة مشټعلة يدخنها ومن ثم فكر مرة أخرى وهو يحاول ترتيب أفكاره هذه المرة ليتوصل إلى شيء كان يريده من أول لقاء بينهم لم يريد غير ذلك وقد ألقاه عليه صوت أن تحدث نصر بجدية بعد أن رفع وجهه مقابلا لأخيه
عايزين نروح لمروة بإذن الله علشان أسافر أنا وميار
تحدث أخيه بجدية هو الآخر
مجيبا إياه وهو يترك الملعقة على طاولة الطعام
ما تخليكم هنا بقى يا نصر هتروحوا هناك لمين
أجابته ميار بابتسامة مصتنعه وهي تنظر إليه بهدوء
لأ معلش يا عمي إحنا حياتنا هناك والصيدلية بتاعتي بردو
تنفس بعمق ثم أجابهم بهدوء
طيب زي ما تحبوا نبقى نروح نطمن على مروة بكرة في بيت الراجحي
استمع إلى تلك الكلمات التي هبطت على مسامعه ك القنابل المتفجرة تذكر ابن الراجحي فور نطق والده لاسم العائلة تلك هو لا يبغض بحياته غيرهم ولما لا فقد دمروا سعادته وسعادة حبيبته التي من المفترض أن تكن له هو وحده سلبوا منه حب حياته في لحظة واحدة ليبقى مشتت هكذا تأكله النيران من الداخل لمجرد التذكر..
ألقى الملعقة بعصبية ثم دفع المقعد من خلفه ووقف ليذهب إلى خارج المنزل منفعل بشدة وقد علم الجميع ما يمر به نكس والده رأسه بحزن عليه بينما وقفت ميار سريعا وخرجت خلفه..
ذهبت خلفه تناديه إلى أن وقف بجنينة المنزل الكبيرة يوليها ظهره وقفت هي خلفه أخذت نفس عميق ثم أخرجته وتحدثت بهدوء مصتنع قائلة
قمت كده ليه
وضع يديه بجيب بنطاله وزفر بضيق شديد يحتل كل خلايا جسده وهتف بضيق قائلا
عايز اشم هوا نضيف
ابتسمت بسخرية جلية ثم جذبته من ذراع يده الأيمن ليستدير إليها ويكن في مقابلتها وضعت يدها أمام صدرها وتحدثت بحزم وجدية وهي تعلم ما الذي يمر به ويجعلها تحزن لحظها العثر أيضا
لأ أنت قمت علشان اضايقت لما جت سيرة مروة وعيلة الراجحي صح أكيد صح
تغيرت ملامح وجهه من الضيق إلى الڠضب فقد كان في قمة غضبه وهو لم يفعل شيء لها لم يوقفهم لم يدافع
عنها ولم يستطيع فعل شيء الڠضب بداخله من نفسه ومن الجميع..
تريثت ميار ثم عادت الحديث مرة أخرى بجدية شديدة حتى يفهم ما الذي يحدث من حوله
تامر..! مروة خلاص اتجوزت خلاص بح مفيش مروة هنا أرجوك أبعد عنها وانساها
ومتعملهاش مشاكل كفاية اللي هي فيه أرجوك
ابتسم بسخرية بعدما استمع لحديثها هي تظن أنه ېؤذيها! غبية هذه الفتاة تحدث بهدوء وابتسامة تزين ثغره
أنا أقدر أؤذي مروة أنت عارفه أنت بتقولي ايه ده طبعا مستحيل إني أعمله... هو خلاص زي ما قولتي ربنا يسعدها في
 

تم نسخ الرابط