رواية بقلم ندا حسن
المحتويات
ممكن تستغفليني.. لا فوقي مش أنا الرقم متسجل على موبايلك حبيبي موبايلك ده ولا مش موبايلك
أجابته بخفوت احتل نبرتها بسبب تلك الدموع الجارية على وجهها بفعل قبضته على يدها
موبايلي بس والله ما أعرف حتى رقم مين ده والله مش أنا اللي سجلته مش أنا صدقني
ارهقته تلك النبرة الخاڤتة الحزينة تمادى في غضبه وسؤالها تمادى كثيرا تركها وعاد بنظرة للهاتف الذي بين يديه إلى الآن مسح على وجهه وأخذ نفس عميق محاولا العثور على بعض الهدوء بداخله ثم هتف مرة أخرى بصوت جعله هادئ قدر الإمكان وهو يضع الهاتف أمام وجهها بعد أن فتحه مرة أخرى
نظرت إليه
والدموع تأخذ مسارها على وجنتيها لم تكن هذه الإهانة سهلة إلى هذا الحد الذي يعتقده حتى تقف تتناقش معه نظرت إلى عينيه القاتمة بتردد ولكن حسمت أمرها في النهاية قائلة بثبات
أنا قولتلك معرفش عنه حاجه كفاية بقى واتفضل أخرج عايزه البس هدومي
بثبات هو الآخر عازما أمرة على معرفة الحقيقة
مكتوب في الرسايل دي
مروة حبيبتي روحتي
مروة ردي البقف اللي معاكي عملك حاجه
هستناكي تكلميني عايز اطمن عليكي يا حبيبتي
عاد إليها بنظرة بعد أن انتهى من قراءة بعض الرسائل التي اغضبته بشدة ليقول متسائلا وهو يشير إلى صدره ب سبابته
أنا
لم تعد تتحمل ما يفعله ألم تقل أنها لا تعلم شيئا ماذا يريد بعد هتفت بنفاذ صبر ونبرة مرهقة
قولتلك والله معرفش ياخي حتى خد الرقم شوفه أنت بمعرفتك بس والله أنا معرفش أعمل ايه علشان تصدق
... ها جاوبيني لآخر مرة تعرفيه
ارهقتها نبرته الرجولية أخذت كامل وهي غير مذنبة ثم عاد استكمال حديثة وهو يبتعد عنها للخارج بدون أي مشاعر
مروتي.. هل قال مروتي منزل عائلة الراجحي تحمل قماشة سوداء اللون على يدها وتشرف على الجميع في المنزل من أول كبيرهم إلى صغيرهم صاحت بصوت عال ليستمع إليه الجميع بحدة وقد ظهرت تجاعيد وجهها بين صياحها
عايزة البيت يبقى بينور وميكونش فيه ولو نقطة مش نضيفة هو احنا جايلنا بكرة أي حد دي بت عيلة طوبار بذات نفسها
متقلقيش يا مرات عمي الناس شغالة على آخرها
نظرت لها لتبتسم الأخرى بعنجهية وتعالي قائلة
اومال يا إيمان لازم تشوف بيتنا ايه وبيتهم ايه.. لازم تشوف العز اللي إحنا فيه لازم اوريها بت عيلة طوبار دي مين إحنا
أتت من خلفهم يسرى وقفت معهم تنظر إلى والدتها بهدوء ثم قالت موجهه حديثها إليها باهتمام
الاوضه عايزة تتفرش يا ماما بقى كده كده أصلا يزيد مش هيبات فيها النهاردة
نظرت إلى إيمان نظرة ذات مغزى ثم ناولتها قطعة القماش الذي كانت بين يديها لتقول بحزم وقوة
افرشي الملاية دي يا إيمان ووضبي الاوضه زين
نظرت إليهم يسرى بذهول غير مصدقة حديثها الذي هتفت به منذ قليل لتتحدث هي باستغراب جلي
أنت هتفرشي لعريس وعروسة فرحهم بكرة ملاية سودة نهار أسود يا ماما
نظرت إليها والدتها بحدة وعنجهية تسيطر عليها ثم اجابتها قائلة
مالكيش صالح أنت بالحكاية دي
ثم تركتها وذهبت وهي تفكر في كم الأشياء الذي ستفعلها في مروة ابنة عائلة طوبار ومن خلفها سارت إيمان لتلبي طلبها وهي تفكر كما الأخرى ماذا ..
الاثنين هذا وذاك الاثنين وقعوا في براثن اليزيد من يرسم الابتسامة على محياه من يقترب ليشتت العقل والقلب وجميع الحواس من يعمل على الاقتراب ليكون أقرب من الوريد ألم ترى چروح لم تلتئم بعد ألم ترى الاڼتقام بعينيه.
خرجت من سيارته أمام باب منزلهم الداخلي وخرج هو الآخر خلفها ثابتة تعابير وجهه تحمل الهدوء الشديد أو البرود الشديد أيهما أقرب تحرك نحوها إلى جانب السيارة الآخر واضعا يديه بجيوب بنطاله ذو اللون الأسود وقميص كما اللون
الآخر أسود..
نظرت إليه وهو يتحرك لم يجذبها غروره ولا عنجهيته بل بغضتهم بشدة ولكن ملامح وجهه جذبتها كما السحر تنظر إلى خصلات شعره الأسود
اللامع أم هو بني عينيه ذات اللون الزيتوني أم الأزرق أو هي خضراء أنفه الحاد
شفتيه البارزة لحيته النامية ما هذا الاختلاف بملامحه ولكن تروقها بشدة الآن نظرت إلى جسده الرياضي كم كان متناسق منكبيه العريضين خصره المنحوت الآن نظرت إلى وسامته عن حق..
خرجت من شرودها
متابعة القراءة