رواية بقلم ندا حسن
المحتويات
يديه لم تستطيع أن تتحمل أكثر من ذلك فتحدثت بضعف وصوت خافض للغاية قائلة
سيب ايدي بتوجعني
تأوهت بصوت مسموع أثر ضغطه على يدها الذي مالت إلى اللون الأزرق قليلا حيث أنه يضغط عليها بشدة نظرت إليه عن قرب بحزن وبريق الدموع بعينيها استمعت إليه يقول بحدة متسائلا
فاهمة يا مروتي!
أجابته سريعا بلهفة وخوف حتى تتخلص من قبضة يده على يدها الذي صار ألمها لا يحتمل
ترك يدها فمسكتها بالأخرى تدلكها وملامح وجهها تحمل بعض الألام رفعت نظرها إليه عندما وجدته لم يتحرك من مكانه بل جعل وجهه مقابلا لوجهها ابتلعت ريقها لتتحدث معه ولكنه وجد نفسه لا يستطيع المقاومة أمام وجهها الذي يحمل عينين تهلك وشفتين تميت..
..ولكنها دفعته بحدة قائلة بهلع
لأ لأ
ووقفت على قدميها على أرضية الغرفة تلتقط أنفاسها لاهثه بسبب انقطاع الهواء عن رئتيها وجدته ينظر إليها بتعجب من تحولها في كل مرة قربه يأخذ فيها مسارا أخر يعتبر تقدما في حياتهم سويا سألها باستغراب وهناك طيف ڠضب يظهر بعينيه
علشان... علشان لأ أنت! أنا.. أنا مش عايزه كده مش علشان أنت عايز كده يبقى اوكي تمام.. لأ
سألها بضيق قائلا وهو يقف على قدميه بعيد عنها قليلا
أنت شايفه أن أنا عايز كده وخلاص مفيش أي أسباب تانية
تحدثت برجاء ولهفة ربما يقول ما تريد أن تستمع إليه
مش لازم أنا أشوف أنت ممكن تقول لو فيه حاجه تانيه هتوفر عليا وعليك كتير أوي من فهم غلط لصح... قول يا يزيد قول
هتبصي كده كتير مفيش حتى اتفضل
عنفت نفسها
على ذلك الغباء وقفت تنظر إليه ببلاهة متناسية نفسها
احم لأ طبعا اتفضل
ابتسم بسخرية بعدما استمع لها وقال بتهكم صريح
بعد ايه بقى ما أنا قعدت من زمان
استدارت حول المكتب وذهبت لتجلس في مقابلته وهي تبتسم باتساع والفرحة تكاد تخرج من عينيها بسبب رؤيته هذه
أجابها وهو يتقدم للإمام بجسده ناحيتها بهدوء وابتسامة تزين ثغره
الحمدلله بخير أنت عامله ايه وعمي
احنا بخير بس يعني زيارة غريبة شويه
مرة أخرى يبتسم وكأنه يوزع ابتسامات مجانية أردف قائلا بجدية
كان عندي شغل قريب من هنا فقولت اعدي أسلم عليكي مايصحش ابقى هنا ومشوفكيش
يدق قلبها فرحا بتلك الكلمات العفوية التي تخرج منه لتعمل على إسعاد قلبها وروحها وكل شيء ينبض في جسدها فتحدثت بتردد قائلة
باستغراب تحدث متسائلا متعجب لما لن يوافق ولما هي تبتسم هكذا ببلاهة وليست على ما يرام
موافقش ليه موافق طبعا
ابتسمت باتساع شديد ولكن زالت ابتسامتها عندما تحدث متسائلا
مروة كويسه أصلي برن عليها كتير مبتردش عليا حتى جربت أرقام غريبة
إلى
الآن يفكر في شقيقتها التي تزوجت والآن تكون حياة أسرية مع زوجها في سعادة وهو إلى الآن يقف عند نقطة أنه يحبها منذ الصغر ويريد أن يتزوجها وتصبح له لا يرى أنها تحبه لا يرى أنها ضحت من أجل شقيقتها التي لم تكن تحبه من الأساس! فعلت ذلك فقط لأنها تعلم بحبه إليها ولم تكن تريد أن تخرب كل شيء عليهم لم تكن تريد أن تصبح شرير القصة لذا صمتت ولكن القدر وقف إلى
جوارها تزوجت شقيقتها غيره وهو إلى الآن لا ينسى وكأنه يحارب حبها إليه وما باليد حيلة فالحب ليس منا فهو من مكان
لا نستطيع الحكم عليه بل هو الذي يحكم علينا دائما..
تحدثت بحدة وبجدية هذه المرة تجيبه على سؤاله عن شقيقتها ولتلفت نظره إليها قليلا ربما يكن لها نصيب به
سيبك من مروة بقى يا تامر مروة خلاص اتجوزت ليه مش قادر تستوعب ده وبعدين جوزها قالها متردش على أرقام غريبة علشان كان في حد بيبعتلها رسايل وبيضايقها بص قدامك هتلاقي اللي بيفكر فيك واللي عايزك بجد أنت بس شيل الغشاوة اللي على عنيك أو أمام أحد حتى لا يخجلها أو يظهر عليهم الضيق من المفترض أن تكون هي من يفعل ذلك وليس هو فقد ترجته لكي يتحدث ولم يفعل هو الذي ابتعد وليس هي..
حاولت أن تشغل نفسها بتنظيف
أنها محقة به ولكن هناك شيء يزعجه رجولته لا تسمح له بموقف كهذا معها قال بسخرية سائلا إياها
هيفرق معاكي
أجابته بثقة كبيرة بعد أن وجدته يتهكم في حديثه وتعلم لأنه منزعج منذ أن رفضته قبل بضعة أيام
أكيد طبعا
نظر إليها مطولا بهدوء مستغرب من أجابتها
متابعة القراءة