رواية جديدة بقلم سعاد محمد
المحتويات
احست بوخزة أصابت فؤادها ثم نظرت له
وكأنها طائر جريح ذبح پسكين بارد واردفت بشفاة مرتعشة _ألف مبروك إنت أحسن راجل في
الدنيا وتستاهل أجمل بنت متزعلش مني أرجوك ثم تركته وبخطى متعثرة اندفعت تركض قبل ان يشعر بضعفها وخېانة قلبها إتجاه
أسرعت إلى غرفتها حتى لا يراها أحد
أغلقت باب غرفتها وجلست بظهرها خلف الباب تبكي بنشيج لم تكن تعلم أن هذا الامر سيكون ممېت لروحها عندما تعرف منه بهذه الطريقة وضعت يداها على شفتاه تمنع صوت أهاتها وصراخاتها عندما اتى إليها جاسر وظل يطرق عليها الباب ووجده مغلق
غزل حبيبتي افتحي الباب لازم نتكلم
عايزة انام ياجاسر سيبني شوية وهقوم ونتكلم
انا مش همشي غير لما تفتحي ونتكلم حبيبتي
وقفت مترنحة بعدما مسحت دموعها هي تعلم أن اخاها لم يتركها بهذه الحالة
دخل وبدا ينظر إليها بتمعن ثم تحدث قائلا
مفيش حاجة بس تعبانة شوية
تعبانة ولا زعلانة عشان جواد هيخطب
جحظت عيناه عندما اكتشفت أمام اخيها
ولكن حاولت الثبات أمامه _ايه اللي بتقوله دا انا مالي وماله مايخطب ولا يتجوز حياته وهو حر فيها
جذب يديها وأجلسها على الاريكة ووجلس في مقابلتها وضم وجهها بين كفيها
غير كدا وبيحب واحدة بقاله سنة وكان رافض الارتباط الا لما تخلصي الثانوية عشان مينشغلش عنك
شوفتي هو دايما بيضحي بنفسه عشانك وبس بحسه اقرب لك عني جواد هو اللي سماكي وهو اللي رباكي وكل تفصيلة عنك هو يعرفها اكتر مني انا وبابا منجيش احنا نقسى عليه ونحرمه من حاجة هو حرم نفسه منه عشان سعادته وكمان بعد دا كله ان جزاته أننا نحزنه
ليه بتقولي كدا انت عارف جواد بالنسبالي إيه واتمنى له السعادة اكيد
تنهد باستسلام عندما علم ان إخته ترواده
فاسترسل حديثه ناظرا إليها بقيلة حيلة
بصي ياغزل انا أخوكي وأكتر واحد عارفك بعد جواد اه هو ممكن مااخدش باله لانه ابعد اللي انا شايفه بعيني وحاسس بيكي
عشان كدا شخصيته جذبتك وخصوصا انه طول الوقت معاكي رفع ذقنها ونظر داخل عيونها يارب تكوني فهمتي قصدي وبلاش تحسسيني إني غبي ومش حاسس بيكي واكمل حديثه قائلا حتى يقطع عليها أمل التفكير به
على الجانب الاخر
يجلس عاصم مع شخص ما نظر إليه وتحدث قائلا
عرفت هتعمل إيه إياكي ياجابر تضيع العملية دي وانا عيني ليك
بس دا ضابط ياعاصم باشا ومحبوب من كل البلد انت مبتشفش الناس بتعمل معه ايه لما يكون هنا
طرق عاصم بقلمه على سطح المكتب ثم نظر إليه مردفا
_لو خلصت الموضوع دا على خير صدقني هكتبلك نص فدان قريب من السواقي
نظر جابر بطمع إليه واردف متيقنا
اعتبره حصل ياعاصم باشا وهخليهم يقرأو الفاتحة عليه كمان
على جانب آخر
تجلس بثينة في حديقة الفيلا الخاص بناجي
مع صديقتها السو التي ادت بها إلى الهلاك تنفس دخان سيجارتها بضيق وتتحدث پغضب
لازم اخد حقي من كل اللي آذوني ووعد من بثينة بدران لخليهم يبكو بدل الدموع ډم اصبري عليا بس
نظرت سحر باستياء إليها
بلاش تفتحي في القديم يابثينة إحنا ماصدقنا ان جواد بعد عننا ماتخلهوش يحطنا في دماغه تاني وبعدين انت عارفة هو مالوش دخل باللي حصل
وقفت ورفع سبابتها أمامها _إياكي اسمعك تقولي كدا تاني ماهو انا منزلش للوحل وهو واخوه يعيشوا حياتهم بالطول والعرض
وقفت في مقابلتها سحر
صهيب مالوش ذنب انت شوفتي حالته كانت إزاي انا خاېفة عليكي صدقيني
جواد مش هيرحمك المرادي هو سامحك المرة اللي فاتت عشان صهيب اللي طلب منه واترجاه كمان ابعدي عن عيلة الالفي انت ليه بتقلبي في القديم احنا مصدقنا نسيناه
اتى ناجي ونظر اليهم وأردف متسائلا
مالكم پتزعقوا ليه
مفيش انا ماشية يابثينة واعملي زي ماقولتلك
زفرت بثينة بضيق ونظرت بشرود خلف سيرها
قاطع شرودها ناجي مالك يابثينة وعايز اعرف ايه حكايتك مع الضابط دا
مفيش ياناجي بعدين هحكيلك ثم تركته وغادرت متجهة الى غرفتها
جلست على فراشها وتذكرت حياتها القديمة
فلاش باك
تجلس فتاة في مقتبل العمر تبلغ من العمر تكتب شيئا دخلت بثينة من باب شقتهما
جنى انت جيتي ياحبيبتي إمتى
نظرت جنى بفرحة لاختها
باركيلي يابوسي اتعينت في النيابة وكمان سلمولي قضية
ضمتها بثينة بفرحة _الف مبروك ياحبيبتي
اخيرا اتعينتي لا وكمان مسكتي قضية
شوفتي ياما قولتلك ماتستعجليش وان شاءلله ربنا مش هيضيع تعبك ومجهودك
احكيلي ايه اللي حصل
جذبتها من يديها وجلست على الاريكة
شوفي انا رحت ادور في اسماء المتعينين الجداد انا مكنش عندي امل بس كنت بقول اهو هدور يمكن الحظ يضرب معايا عشان تقديري كويس لقيت مها بتناديلي وبتباركي
مصدقتش طبعا جريت ودورت في الاسماء لقيت اسمي فعلا وبعدين رحت سألت بعتوني كذا محكمة كدا وفي الاخر تعبت ويأست اني امسك قضية
بس بقى كان فيه حتة ضابط يابت يابسبوس انما ايه كريزما من اللي قلبك يحبها
ضحكت بثينة على حديثها _اه ياختي وحضرة الظابط دا عملك ايه
خد كذا حد مننا اللي النيابة وكلتهم لبعض القضايا لقيته ماسك ملفي
ونادى لي رحت معه المكتب
ووكلني بقضية مهمة لشاب متورط في قضية
جواد انا هوكلك في قضية لو نجحتي فيها ممكن تترقي وتوصلي لمنصب حلو في النيابة غير الشهرة طبعا انت شابة واكيد طموحة والمحاماة عايزة جهد ومجهود عشان توصلي للشهرة وعيونك بتقول إنك ذكية ومجتهدة
غير تقديرك طبعا
انا موكل من النيابة العامة إني اوزع القضايا بس انا مش وكيل نيابة ولا حاجة عشان تبقي عارفة كله هيروح للنيابة فخلي عندك يقين على اد ماتتعبي هتلاقي تقدير
جنا حضرتك اي قضية
في واحد هنا متأكد انه مظلوم اتورط مع ناس كبار وممكن يكون متهدد انتي هتمسكي القضية دي حاولي تعرفي ايه حكايته انا حاولت وهو رافض الكلام
بس طبعا انك المحامية فدا مختلف وصدقيني انا متاكد انه مظلوم
فكرت ندى للحظات _خلاص هدرس القضية واقابله وهعرف حضرتك اللي حصل
بالتوفيق ان شالله استاذة جنى
متشكرة حضرة الضابط
نظر إليها جواد بهدوء _إسمي جواد الالفي
البارت الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي فيها ميعادي واجعل الحياة ذيادة في كل خير واجعل المۏت راحة لي من كل شړ
بين البوح والصمت تظل الكلمات أسيره بين حنايا القلب في أبعد زوايا النفس والعقل تعترف تئن تثور وتشتكي ثم تتوارى خلف
عفة الصمت
كلمات مروة عصمت
في مكان بعيد لأول مرة نذهب إليه تركيا
شابة جميلة تجلس أمام سيدة أربعينية وتتحدث بمرح وتصفق بيديها
خلاص ياخالتو يعني هنسافر القاهرة يااااه أخيرا من زمان وأنا نفسي أزورها
نظرت ليلى إليها بحب وملست بحنان على شعرها
إنت فاكرة حاجة من مصر لسة ياميرنا
ابتسمت ميرنا مسترجعة ذكرياتها
يعني مش قوي بس ممكن أكون فاكرة آبيه جواد وصهيب ومليكة يعني ممكن أشكالهم
ايه دا ونسيتي غزل بنت خالتك وجاسر
تنهدت ميرنا بحزن
لا طبعا جاسر أنساه ازاي دا الحب كله ياخالتو
نظرت إليها ليلى باستياء
ميرنا اوعي تقولي كدا قدام حد جاسر دلوقتي مرتبط وهيتجوز قريب
أسبلت ميرنا عيونها
للأسفل قائلة
حاولت أنساه ياخالتو مكنتش أعرف إن حبه هيفضل معلم في قلبي كدا كنت لسه طفلة إتناشر سنه بس متوقعتش إني أفضل أحبه ويفضل حبه جوايا ملازمني الوقت دا كله
أخذت نفسا عميقا ثم أكملت
كنت بشوف اهتمامه بمليكة يصعب عليا نفسي تعرفي كان بيقولي ايه مليكة دي حبيبتي ياميرنا أما إنت أختي الصغيرة
كنت بتضايق وأضربه وأقوله أنا بس اللي حبيبتك
طلع عنده حق ف الأخر هي حبيبته وأنا ولا حاجة
حزنت ليلى على بنات أختيها وعرفت أنهما ستحصلان على ۏجع الحب وليس حلاوته
حتى حازم الذي أحب مليكة وأخفى حبه كي لا يحزن جاسر
دخل حازم في تلك الأثناء
مساء الخير على الحلوين أخبارك ايه يامرمر
نظرت بحب إلى أخيها
كويسة يازومي ايه ياعم بقي مش هنخرج دا حتى بيقولوا النهارده عيد
ابتسم حازم مردفا
هتفضلي طفلة ياميرنا هنستنى ماما ترجع من المستشفى وهنخرج كلنا
ثم توجه بنظره إلى خالته
مالك يالولا ايه مش فرحانة عشان هننزل أخيرا مصر
نظرت إليه لا تعلم بما تخبره
الحقيقة ياحازم أنا مش هعرف أنزل مصر دلوقتى محمود عنده مؤتمر وهيسافر باريس ومعرفش هينزل إمتى ومامتك كمان عندها عمليات محجوز مواعيدها في المستشفى لشهر قدام إنت فاهم وضع مامتك مش هيقدروا يستغنوا عنها
وقف حازم وتحدث پغضب
وبعدهالكم يعني كل سنة نفس الموال عشر سنين وكل سنة كدا أنا مش هأجل سفري ولا دقيقة بعد كدا وبعد يومين هسافر كفاية إتحرمت إني أدخل كلية الشرطة
في مدينة القاهرة
تجلس ندى مع والدتها تضع قدم فوق الأخرى وتتحدث عن تفاصيل خطبتها فهي الابنة المدللة لوالدها رجل الأعمال المشهور والذي يمتلك العديد من المشروعات الهامة
أنا طلبت من جواد نعمل الخطوبة في فندق ياماما وهو معندوش مانع
وافق وقالي هيجي بكرة ونتفق
ردت والدتها بعنجهية
معرفش يانودي إيه اللي عاجبك في جواد دا إنتي متعرفيش حياة الظباط دي عاملة ازاي كلها تحكمات وغير كدا كمان أنا عيلته دي مش عجباني تحسيهم كدا فلاحين
ردت عليها ندي باستياء
مامي أنا بحب جواد وعجباني شخصيته دا غير طبعا مكانته الإجتماعية ووضع عيلته ف الفيوم وبعدين بابا موافق ومرحب ويتمنى إننا نتمم جوازنا
تنفست الأم بضيق
براحتك يانودي بس مترجعيش تشتكي منه لما يتحكم فيكي
خلاص يامامي بقى أنا هقوم أكلمه وأشوفه هيوصل امتى
في محافظة الفيوم
يجلس في شرفة غرفته يتذكر حديثها يعلم أن هناك أمرا ما غير طبيعي تمر به يشرد بذكريات الماضي فيبتسم عندما تلوح بذكراه تعلقها به
فلاش باك
يجلس بالحديقة يستذكر دروسه وجدها مقبلة عليه تسرع الخطي ويظهر علي محياها علامات الڠضب
نظر لها بحب وتحدث
اجري براحة يازوزو عشان متقعيش مالك بتنفخي ليه كدا
جلست على العشب أمامه غاضبة ناقمة تهتف بصوت عال
أنا حايزة عايزة سيف يلعب معايا هو مس راضي قوله بابا جود
مسد على
شعرها بحنان وتحدث قائلا
سيف بيكتب واجبه هيخلصه ويجي يلعب معاكي
أزاحت وجهها للجهة الأخري غاضبة فابتسم لها مردفا
طب
متابعة القراءة