رواية جديدة بقلم سعاد محمد
المحتويات
الشمس اشاعتها الذهبية لتفرش الارض ببساطة نورها وتوسطت السماء لتعلن اشاعتها لتسلل المنازل كانت الجميلة تنام بهدوء بعد ليلة مرهقة لروحها تحاول وتحاول ان تضغط على قلبها بكل قوتها
تسلل شعاع الشمس حتى داعبها فقامت
بوضع يديها على عينيها لابعاد شعاع الشمس عنها ولكن كيف فقد اخترقت نومها
قامت بكسلها المعتاد كل صباح وبدات تهمهم كلماتها المستاءة لنفسها
وقفت واتجهت الى المرحاض وبعد دقائق انتهت من أداء فرضها
قام بالطرق عليها آخيها
الحنون كما أطلقت عليه
دخل جاسر اليها
جهزتي عشان هننزل كلنا النهاردة نظرت للارض بخجل
أنا آسفة ياجاسر مكنش قصدي احرجك مع جواد بس كنت عايزة عاااايزة
رفع ذقنها ومسد على شعرها بحنان
وضعت راسها في حضنه وتنهدت بحزن متخافش علي أختك كويسة وجامدة وان شاءلله هقوي نفسي
ثم رفعت رأسها واكملت حديثها
عارفة إنك بتقول كدا عشان محضرش خطوبته مش كدا اولته ظهرها
أيوة ياجاسر إنت عندك حق أنا حبيته بس ڠصب عني والله ڠصب عني بس هعمل زي ماقولتلي هحاول ماعرفوش وهعمل زي ماقولتله امبارح هو هيضايق شوية بس أحسن ماجرحه
عارف بكرة هتروحي الجامعة وتشوفي أحسن منه مليون مرة هو انت قليلة يابت يازوزو ولا إيه
ضحكت باستخفاف عليه هشوف الموضوع دا بعد كدا هو إحنا هنسافر امتى وندى لسة هنا ولا مشيت
مط شفتيه للاماملسة البوص مقلش هنمشي إمتى ندى هنا وخرجت مع جواد من نص ساعة كدا
غزل انسي ياقلبي وخليكي دايما فاكرة ان جواد بالنسبالك زي يعني مستحيل يفكر فيكي وكمان حتى لو فكر هيكون صعب
خبأت آهاتها داخل صدرها ونظرت لاخيها بابتسامة
أنا وعدت نفسي امبارح اني اتخطاه وبوعدك كمان وهعمل زي ماقولت مايمكن ربنا شايلي الاحسن
جرحه عامل ايه ياجاسر قلقانة عليه قوي
كويس ياحبيبتي مټخافيش عليه
قبل جبهتها ربنا يرزقك راحة البال ياحبيبتي
في فيلا ناجي
تجلس بثينة تحتسي قهوتها وتنظر في ساعة يديها تنتظر أحد ما وبعد دقائق دخل شاب في أوائل العشرينات مع الحارس الشخصي لها
أشارت له بيدها للانصراف ثم نظرت لهيثم بتقييم وتحدثت قائله
تعرف ايه عن سيف عايزة كل معلومة عنه الصغيرة قبل الكبيرة
شوفي انا وهو مش قريبين من بعض اوي بس صاحبي انتيمه وقريبين جدا ممكن اعرفلك تفاصيل حياته كلها
شاطر ياهيثم ثم نظرت في ملف بيديها انت في كلية هندسة واو يعني سيف هندسة برضو
وقفت واتجهت اليه انت شوفت الضابط دا
نظر لها هيثم واردف بخبث
اومال ايه كل يومين عندنا في الجامعة ولو عاوزة اعرفك مواعيده معنديش مشكلة
شملته بنظرة متهكمة
لا ياحبيبي ملكش دعوة انت بالموضوع دا أنا عايزة منك تقرب من سيف على اد ماتقدر تعمله حتى عجين الفلاحة عشان يحبك
حك ذقنه ثم ضيق عيناه واردف متسائلا
والمقابل ايه
تعجبني ياهيثم انا مش هلف وادور معاك أنا عايزة منك خدمة وقت ماتخلصها هديلك ربع ارنب ايه رأيك
أعرف نوع الخدمة الاول وبعد كدا نتكلم في السعر
انت مصدق نفسك انك في كلية هندسة
ضحك عليهابيقولوا كدا
ماشي ياهيثم هقولك بس مش دلوقتي لازم تقربلي منه وبعد كدا تاخد الاوردر مني ودلوقتي فيك تمشي
في محافظة الفيوم
يجلس في شرفته في الصباح الباكر بعد تأديته لصلاة الفجر ينفث دخان سېجاره پغضب كلما تذكر حديثها تغلي دمائه حتي أوشك إنه سيصاب بجلطة
نظر الى شرفتها وجدها مغلقة ومازالت مظلمة كاد يختنق ولا يعلم سبب اختناقه
اخذ شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ وبدأ يحدث حاله
أنا ينضحك عليا من عيلة ماشي ياغزل والله لاطلع دلعي عليك كله عقاپ عشان تعرفي تخبي عليا كويس تذكر
فلاش باك
كان ينتظر أمام مدرستها وهي في الصف الثالث الابتدائي
خرجت غزل تنظر للميس المسؤلة عن الباص الخاص بمدرستها وهي تنتظرها امام الباص
غزل حبيبتي اخوكي مستنيكي هياخدك النهاردة نظرت حولها وجدته متجها اليها عندما رأها خرجت
فتح ذراعيه اليها اسرعت اليه ترتمي باحضانه ابيه جود انت جيت امتى
قبلها على خديها واردف مبتسما
وحشتيني يازوزو عاملة ايه
بدأت تلعب في شعره وانت كمان وحشتني اوي ينفع كدا
غبت كتير عن غزل
حملها واخذها على سيارته
اسف حبيبة جود كان عندي شغل كتير تعالي نستنى مليكة لما تخرج انا كلمتها قالت عندها لسون كمان وهتنزل ايه رايك نخرج أنا وانتي ومليكة ونروح الملاهي النهاردة
لا أنا وانت بس مليكة خليها تروح مع صهيب وجاسر
هي بتخرج معهم على طول بس انا اروح معاك
ضحك عليها بصخب
حبيبتي هي كدا هتزعل عشان انا اخوها برضو ولازم نخرج احنا التلاتة مع بعض احكيلي عملتي ايه في المدرسة الفترة اللي فاتت
مدت شفتيها للامامبس متزعلش مني
ضيق عيناه مستفهما
عملتي ايه
يازوزو
وضعت يديها على وجههاضړبت ولد في الكلاس عشان بيقولي انت حلوة ياغزل وكان عايز يبوسني مش انت قولت اللي يضايق اضړبيه
جحظت عيناه وحاول أن يهدا من روعه نظر لها بهدوئه الغير المعتاد
وبعدين الميس عملت ايه
زعقلتي وقالتلي يعني هو بيشتمك عشان تضربيه
تنهد بضيق الميس دي اسمها ايه
ميس سوسن بتاعة الماث
الولا دا عملك حاجة تانية
هزت رأسها بلا وهي مازالت تضع يديها على وجهها
نزلي ايدك لم تسمع كلامه
قولت نزلي ايدك اردف بها بصوت مرتفع
واكمل مسترسلا حديثه
انت معملتيش حاجة غلط واي حاجة تحصل معاكي بعد كدا تيجي تحكهالي واياكي ياغزل تخبي عليا حاجة
حاضر مش هخبي عليك حاجة تاني
حاول ان يتنفس بهدوء ولا يظهر عصبيته وتحدث قائلا
اوعديني يازوزو وانتي عارفة اللي بيوعد حد لازم يكون اد وعده
وعد ياجود عمري مااخبي عليك حاجة
عودة للحاضر
حاول تنظيم انفاسه المضطربة من فرط عصبيته منها واهو خليتي بوعدك ياغزل
اعمل فيكي ايه بس ازاي مااخدتش بالي انها في سن خطړكان المفروض اقرب منها
زفر بضيق ثم وضع يديه على شعره وارجعه لاخلف كاد ان يقتلعه من شدة غضبه
سمع طرقات على باب غرفته توجه الى الباب وفتح
ندى انت صحيتي
انا منمتش اصلا فقولت اشوفك نخرج نتمشى شوية ايه رأيك ثم نظرت اليه بتفحص
انت منمتش ياجواد ولا ايه وكنت فين رجعت متأخر ودخلت اوضتك على طول نادلتك وماردتش
كنت في مشوار اسف ندى كان عندي مشوار ضروى مع جاسر ورجعت متاخر فمحبتش اقلقك
وضعت يديها على ذراعه
ولا يهمك حبيبي انت لسة تعبان ولا ايه
هز راسه بلا انا كويس
تذكر دموعها عندما وجدت دماء على جرحه وجريها خلفه حتى تطمئن عليه
نظر لندى بتخبط ولا يعلم ماذا يحدث له
جواد روحت فين بقولك
ياله نتمشى شكل البلد هنا هادي وحلو
أماء برأسه بنعم انزلي وهغير هدومي واحصلك
انا لاحظت انك بهدومك من انبارح معرفش مالك فيه حاجة مخبيها عليا
مفيش ياندى انزلي بس وانا هنزل وراكي على طول
بعد ساعتين
في فيلا الحسيني
خرج جاسر من غرفة اخته حزينا مهموما لا يعلم ماذا يفعل يشعر لاول مرة بعحزه يعرف إنها تعاني ولكن ليس بيده شيئا
توجه لحبيته كي تخفف عنه آلامه وعجزه
وجدها تجلس مع سيف في حديقة الفيلا
صباح الورد ياقلبي
نظرت بخجل للأ سفل وتوردت خدودها
صباح الخير فين غزل لسة نايمة
ازاح سيف من جانبها وجلس بجوارها وتحدث
غزل بتكوي هدومها قال ايه معندهاش لبس مكوي
أنا هقوم اروحلها البت دي بقت بتوحشني هروحلها قبل ماجواد يجي هذا مااردف به سيف عندما توجه اليها
بعد ذهاب سيف زفر جاسر بضيق وتنهد بحزن نظرت مليكة إليه
مالك ياجاسر بقالك يومين مش عاجبني
غزل! ضيقت عيناها مستفهمة عن حديثه
غزل بتحب جواد يامليكة
عادي ياحبيبي ماهي لازم تحبه ايه الغريب في كدا انت ناسي هو اللي مربيها
استدار للجهة الأخرى وحاول أن يستشق الهواء عندما شعر بضيق تنفسه وخاصة بعد كلام مليكة
أدارت مليكة وجه اليها ونظرت بعمق داخل حدقتيه
انت مخبي عليا ايه ياجاسر وكمان صهيب شكله مش عجبني وكل مايتكلم يقولي حاولي ماتسبيش غزل لوحدها مالكم في ايه
عصر عيناه وشعر پألم الكون حوله
غزل بتحب جواد كحبيب يامليكة مش أخ وبتتألم لوحدها وانا عاجز ومش قادر أعمل حاجة
وضعت يديها على فمها من هول الصدمة
انت أكيد بتهزر دا جواد بيقولها بنتي وهي بتقوله آبيه وكانت بتناديله بابا وهي صغيرة ازاي وصلت لكدا وازاي مااخدناش بالنا من كدا
أرجع شعره للخلف بضيق كاد ان يقتلعه
انا السبب انا اللي كان المفروض احط قيود بينهم هو مش في باله وهي حياتها وحلمها فيه
انت متأكد من كدا ياجاسر يمكن عادي وانت مكبر الموضوع
حبيبتي انت مشفتيش حالتها من ساعة ماعرفت خطوبته ولا لما شافت ندى اديكي شوفتي اڼهيارها ازاي مش عشان تعرضها للرصاص زي ماقلتلك ولا عشان مامتها عشان حست انه خلاص معدش ملكها
مايمكن غيرة ابوية ياجاسر اهدى وماتتعبش قلبي عليها ياحبيبي لو سمحت
دمعة غادرة شقت جفنيه وتساقطت
اديكي قولتي قلبك بيوجعك عليها انا ھموت عليها وخاصة لما تعرف ان جواد هيتجوز بعد شهر ثم اكمل حديثه
انا لازم اخدها ونمشي بعيد
يامليكة لحد ماكل حاجة تتم
انت بتقول ايه ياجاسر مستحيل دا جواد يقلب الدنيا ثم نظرت اليه وأكملت
استنى ممكن نلاقي حل
وممكن يكون غزل مش في دماغها وانت فاهم غلط
وقف پغضب وتحدث
انت بتقولي ايه هو انا أهبل ولا عبيط عشان مفهمش مشاعر أختى وبعدين هي اعترفتلي يامليكة روحي شوفي مذكراتها وانت تتأكدي
قاطع حديثهما دخول جواد ندى وشريف
صباح الخير هذا مااردف به شريف
وقف جاسر وحياه صباح النور حمد الله على السلامة كل سنه وأنت طيب
وانت طيب ياجاسر ثم اتجه بنظره لمليكة كل سنه وانتي طيبه استاذة مليكة
وانت
طيب يابشمهندس
اتجه جواد لجاسر لازم تتحرك دلوقتي ياجاسر عشان تلحق توصل في ميعادك
هتحرك بس اعرف غزل
عشان أخدها معايا
هتاخدها على فين أنت رايح الادارة وباباك رايح الساحل سبها وهاجبها معايا
قاطع حديثهما اصوات ضجة بحديقة منزل ماجد
نظر جواد وجد سيف يجري خلفها حتى يأخذ هاتفه وقفت فوق المنضدة ورفعت يديها بالهاتف وهي تضحك فكانت جذابة لكل من يراها ترتدي ملابس
منزليةترنج باللون الفيروزي يبرز مفاتنها باستفاضة وشعرها الناعم الطويل يسقط على ظهرها ليكمل صورتها الملائكية الرائعة مما جعل شريف ينظر لها بانبهار
مين الغزال دا ياجماعة لو جنب البحر كنت قولت دي حورية البحر ولا ايه!!
صوب جواد نظرات ڼارية له ثم اتجه لها
غزل صاح بها جواد بصوتا مرتفع مما أدى الى إرتباكها وسقطت من فوق المنضدة الموضوعة في حديقة المنزل
أسرع جاسر وجواد الذي شعر بالصدمة
حبيبتي حصلك حاجة أمسكت ساقها وتألمت
رجلي بتوجعني اوي ياجاسر شكلها اتكسرت اردفت بها پبكاء
جلس سيف بجوارهاأنا آسف ياغزل مكنش قصدي والله
نظرت إليه
متابعة القراءة