صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
المحتويات
لجيبه بابتسامة ماكرة
_يبقى تسمعي الكلام.
هزت رأسها بطاعة ونهضت عن فراشها تبحث عن حذائها ارتدته فطيمة ولفت طرف حجابها من حولها ووقفت قبالته قائلة بحرج
_أنا جاهزة.
فتح باب غرفتها وخرج وهي تتبعه بخطوات مترددة لفت انتباهها الطابق القابع به غرفتها يغمره اللون الأبيض النابع عن صفاء العين وبالرغم من الهدوء الشامل للمكان الا إنه لم يخلو من المارة سواء من الاطباء أو المرضى وكأنه هي بمفردها التي تحبس ذاتها بغرفتها.
استدارت فطيمة تتفحص المكان ولم تنتبه لتوقف علي عن الحركة فارتطمت به وكادت بالسقوط لولا يده التي تشبثت بها وصوته الدافئ يصل لها
_خلي بالك يا فطيمة بصي قدامك.
_آسف إني وقفت فجأة بس مش هينفع ننزل كل المسافة دي.
انفتح باب المصعد فأشار لها بالدخول وزعت نظراتها المرتبكة بينه وبين المصعد صحيح أنها تراه أمانها ولكن بخروجها معه تختبر شيئا لم تختبره من قبل والآن أعليها البقاء معه بمفردها داخل المصعد!!
_فطيمة إنت كويسة
أومأت برأسها وهي تلحق به ففور انغلاق الباب حتى اهتز جسدها وتسلله البرودة اضطربت أنفاسها رويدا رويدا وهي تراقب مكان وقوفه فابتعدت لأخر زوايا المصعد.
تفهم علي حالتها لذا بقى ثابتا لم يعير ما يحدث أي اهتماما قد يضايقها هو بالنهاية ليس شخصا عاديا هو طبيب نفسي يحلل تصرفاتها ويعلم بماذا تفكر ولماذا تشعر.
_وصلنا.
لحقت به للخارج فوقفت تتطلع للحديقة بنظرة انبهار طافت حدقتيها كل ركن بها لم تكن كبيرة ولكنها منسقة بزهور ترآها لأول مرة تملأها عدد من الطاولات وعدد من المړضي المرتدون لنفس لون جلبابها أشار لها على على الطاولة القريبة منهما متسائلا بلباقة
اكتفت بإيماءة من رأسها فاتجه للطاولة ثم جذب المقعد ليشير لها بالجلوس فجلست وهي تردد على استحياء
_شكرا.
جلس علي قبالتها مستندا على الطاولة بجسده العلوي عليها ليسحبها من دوامة تشتتها
_شوفتي بقا إنك سايبة الجمال كله تحت وقاعدة حبسة نفسك فوق.
تكلفت بسمة على شفتيها وعادت تتطلع من حولها بفضول متجاهلة حديثه عن مداخل الحديقة ووصفه الدقيق عن كل مكان بها ابتسم علي حينما تأكد بأنها لا تصغي لحرف واحد مما يقول فردد بصوته الرخيم
عادت برأسها إليه ورددت بحرج
_بتقول حاجة يا دكتور
استند على يده وتابع بنفس بسمته
_كنت بقول حاجات بس الظاهر إن جمال الحديقة خطڤك مني.
ابتسمت وهي تخبره
_المكان فعلا جميل أوي.
بداخله يهمس دون توقف مفيش في جمالك!
وتنحنح قائلا
_شوفي بقى عشان سمعتي الكلام هكافئك بالرغم من إنك غلبتيني.
تساءلت باستغراب
_مكافأة أيه!
أخرج علي هاتفه ثم حرر زر الاتصال بعدما فعل السماعة الخارجية فتابعته باهتمام لمعرفة مقصده زف إليها صوتا رجوليا مألوفا لمسمعها
_دكتور عليإزيك.
ابتهجت للغاية ورددت بلهفة
_مراد!
_فطيمة أخيرا سمعت صوتك!
وتابع بحماس
_طمنيني عاملة أيه
اتسعت بسمتها وهي تجيبه
_أنا كويسة الحمد لله أخبارك إنت أيه
_بخير بفضل الله.. المهم إنت عايزك تفوقي كده وتستردي صحتكوالأهم إنك تسمعي كلام دكتور علي.
ابتسم علي وأشار باصبعيه للهاتف
_سمعتي.
أجابته بلطف
_حاضر.. أنا بجد مبسوطة أوي أني اتكلمت معاك.
_وقريب هاجي بنفسي أزورك بس عشان ده يحصل لازم تخفي وتكوني أحسن عشان أخدك في إيدي على مصر وأعرفك على حنين وبناتي مرين ومارال هيتجننوا عشان يشوفوكي.
ببسمة مشرقة قالت
_ما شاء الله ربنا يباركلك فيهم وتفرح بيهم يا رب.
اتاها صوت ضحكاته ومن بعدها سخريته بالحديث
_بتدعي عليا أني أكبر ماشي يا فطيمة مكنش العشم!
شاركته الضحك وتحدثت بصعوبة
_قولي الدعوة اللي تحبني أدعهالك وأنا أدعي.
رد عليها بجدية تامة
_مفيش عندي شيء أتمناه غير إنك تقومي بالسلامة.
تمعنت ببسمتها وهي تردد بهمس
_يا رب.
تبادلا الحديث حتى أغلق مراد معها على وعد بأنها ستجاهد لتلقي خلفها الماضي بما يحمله من آهات قاټلة كانت مكالمة الجوكر لها في الصميم مثلما توقع علي فقد تبدلت فطيمة من حال للأخر فجلس يراقبها خلسة وكلما أمسكت به عينيها ادعى انشغاله بمراقبة هاتفه حتى أخرج لها دفترا صغيرا وقلما مرددا
_أنا هسيبك تقعدي لوحدك شوية في الجمال ده وعايزك تدوني بالدفتر ده ذكريات جميلة لسه فاكراها لحد النهاردة عن طفولتك.
جذبت الدفتر منه ببسمة هادئة ففتحت أول صفحاته لتتفاجئ بأنه يدون فاطيما بأول صفحاتها فرفعت عينيها إليه وقالت
_انا اسمي فاطمة بالالف و لكن في المغرب كنقولوا فاطما و لا فطيمة
و انا انا دارنا كيقولو لي فطيمة.
برق بدهشة فجذب الدفتر يمحي إسم فطيمة ويكتب فاطمة وأعاده لها وهو يسألها
_يعني أناديكي فاطمة ولا فطيمة
أجابته ببسمة صغيرة
_ الاسم اللي يعجبك و تبغيه عيطلي بيه
ردد بتيهة
_ما تكلميني مصري ينوبك ثواب!
تعالت ضحكاتها وهي تعيد ما قالته
_الاسم
متابعة القراءة