صرخات انثى حصري للموقع الفصول الاولى
المحتويات
يقف آدهم منشغلا بتأمل هاتفه ليفيق على صوت صفير منخفض وصوت انوثي رقيق
_كابتن.
رفع عينيه إليها فتفاجئ بها ابتسم آدهم وهو يرد بتهذب
_شمس هانم.
رفعت طرف فستانها وتسللت بعيدا عن المياه الرطبة المحاطة للأرض الخضراء حتى وقفت جواره رمش بدهشة وهو يراقب قدميها دون حذاء ولكنه لم يعلق وعاد يراقب ما ستقول.
_أنا كنت عايزة أشكرك أنك مقولتش لراكان حاجة وأكد عليك من تاني أنك مسبقش إنك شوفتني فوق.
تطلع لها بغموض ومازال يقف بثبات يزيد من جموده ظنته سيتحدث بالأمر فقالت برجاء
_بليز مش تقول لراكان حاجة لحسن ممكن يقول لفريدة هانم وهتبهدلني.
_أنا بعتذر بس مش فاهم تقصدي أيه دي أول مرة أقابل حضرتك وش لوش يا شمس هانم.
بدت كالبلهاء تحاول فهم ما يقوله فانفرجت شفتيها بضحكة واسعة ولفت اصبعها
_آيوه آيوه فهمتك إنت بتمثل من دلوقتي.
ضحك بصوته الرجولي وهو يهز رأسه
_بالظبط كده.
_براڤو استمر على كده.
اتجهت لتغادر ومن ثم استدارت لتخبره
_شكل كده هيكون بينا أسرار كتير يا آآ.. آآ..
انقطعت كلمتها حينما تهاوت قدميها بالمياه الرطبة فكادت بالسقوط أرضا وكان ذراعه الصلب الأسرع لمساندة خصرها المرن تعلقت شمس تلقائيا برقبته في نفس لحظة استكماله لجملتها
قالها وعينيه هائمة بعينيها وجهها الملائكي اختطفه وكأنها تملك تعويذة سحرية تشده بها رفرفرت بجفنيها وهي تتأمل عينيه عن قرب ذاك الغريب الذي اختطفها منذ أول نظرة وأول لقاء انتبه آدهم لراكان الذي يتقدم منهما فاستقام بوقفته جذبها لتقف أمامه وتراجع خطوتين للخلف واضعا يده خلف خصره المستقيم
_في أيه
أجابه آدهم وعينيه الثاقبة تحيطه
_شمس هانم كانت بتتمشى بالحديقة واتكعبلت في طرف الفستان وكانت هتقع.
ابتسم راكان وربت على كتفه بفخر
_إنت مش بس منقذي المخلص يا آدهم شكل هتكون المنقذ الرسمي لافراد عيلتي كلها.
اخبره راكان
_اتصل بالسواق يجيب العربية عشان نوصل شمس هانم.
رفع آدهم هاتفه ليردد باقتضاب لمن يجيبه
_هات العربية قدام الشركة يا حامد.
استدار راكان تجاهها فشملتها نظراته فردد بدهشة
_شمس فين الشوذ بتاعك!
حكت جبينها بتوتر فاحنى آدهم رأسه ضاحكا خشية من أن يرأه أحد بينما تلعثمت بردها
_آآ.. أنا بس كنت حابة أجرب النجيلة عندكم في الشركة ناعمة ولا خشنة.
برق راكان بدهشة فتمادت بثقتها بالحديث
_دي نقاط مهمة متخدش بالك إنت منها الستات دقيقة جدا.
أحمر وجه آدهم من فرط كبته للضحك بينما رفع راكان يده لصدره ليشير لها
_اسندي لما نوصل للشوذ بتاعك عشان نخرج.
وما أن طوفت ذراعه حتى تحرر رنين هاتفه للمرة الألف راقب راكان الشاشة فابتعد وهو يشير للخلف
_آدهم.
اقترب منه ليجده يهمس له
_ساعد شمس هانم معايا مكالمة مهمة.
احتل آدهم مكانه فاحنى يده لصدره ارتبكت شمس وهي تستند بيدها على ذراعه ثم تحمل طرف فستانها باليد الاخرى لتتفادى الحشائش المبتلة تلون وجهها بخجل وقلبها ينبض تأثرا لقرب ذاك الغريب منها انتهت مسافتها القصيرة حينما وصلت للحاجز الرخامي فحملت طرف فستانها وصعدت عليه تركها آدهم وكاد بالتراجع لتوقفه كلماتها
_شكرا يا كابتن آدهم.
ابتسم مجددا وقال دون أن يلتفت لها
_العفو يا شمس هانم.
غادر من أمامها تاركا قلبها يكاد يركض من خلفه ولجت شمس للداخل ومازالت بسمتها لا تفارقها فارتدت حذائها وخطت للخارج بفرحة لم تشعر بها يوما صعدت بالسيارة بالخلف جوار راكان الذي مازال يتابع حديثه بالهاتف طوال الطريق حتى لحظة هبوطها من السيارة وذاك الأمر لم يزعجها تلك المرة كل ما يشغلها هو ذاك الحارس.. آدهم
صف علي سيارته أمام المشفى فصعد للأعلى حاملا باقة الزهور البيضاء ببسمة بشوشة كعادته كل يوم لم يتجه لمكتبه كانت غرفتها أول وجهة له طرق الباب وحرر مقبضة على الفور فتلاشت ضحكته تدريجيا حينما وجد أمامه آرثر أحد الأطباء الذين تم تعينهم منذ فترة صغيرة وما لفت إنتباهه امتقاع ملامح فطيمة بشكل ملحوظ.
دلف علي حتى بات قبالته فتحرر من صمته بسؤال تحرر بعصبية
_ماذا تفعل هنا
تلبس رداء الثبات قبالته ليجيبه ببرود
_ماذا يتوجب على الطبيب فعله!
رده الفظ دفع علي ليردد بنفس وتيرته
_أنا الطبيب المسؤول عن علاج فطيمة لا يحق لك التواجد هنا.
ابتسم ساخرا مردفا
_سمعت إنك مسؤول عن حالتها منذ ثمانية أشهر ولم تتحسن حالتها ربما أنا الأجدر بعلاجها دكتور علي.
وتركه وقبل أن يغادر من باب الغرفة قال
_فكر جيدا بالأمر.
منذ لحظة قدومه للمشفى وهو يضعه بخانة منافسته الرخيصة وأخر ما توقعه علي أن يسخر منه بتلك الطريقة وضع علي باقة الزهور على الكوماد المجاور لفطيمة ثم جلس على المقعد المجاور لها باهمال.
أزاح نظارته الطبية عنه وهو يفرك مقدمة أنفه بضيق شديد لأول مرة يعجز عن علاج أحد حالاته وليكن صادقا مع نفسه فطيمة تهمه
متابعة القراءة