عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
بنبرة صوت مخټنقه بفضل دموعها التي علي وشك الإنسياب ٠ يعني هنسيب حسن لوحدة في الحالة اللي هو فيها دي يا أحمد حسن بيحبها و موجوع عليها بجد
جذبها لداخل أحضانه من جديد واضع قبلة فوق مقدمة رأسها و تحدث ل تهدأتها ٠ متزعليش يا ثريا بكرة ينساها و يحب غيرها يا قلبي !!
خرجت من بين أحضانه سريع و نظرت إليه متسائلة بتعجب وأستغراب ٠ و هو الحب الحقيقي ممكن يتنسي بسهولة أوي كده يا أحمد
تحدث و نظرة ړعب تملكت من عيناه ٠ بعد الشړ عنك يا ثريا إوعي أسمعك تجيبي سيرة المۏت علي لسانك تاني
و أكمل بنبرة حزينة صادقة ٠ ربنا يجعل يومي قبل يومك علشان أنا مش قد ۏجع قلبي علي فراقك يا بنت قلبي
و أكملت بعيون عاشقة و نبرة صوت هائمة في عشق حبيبها ٠ صدقني يا حبيبي حياتي بعدك هتبقا بالنسبة لي المۏت بعينه
سحبها بين أحضانه و شدد من ضمته لها حتي كاد أن يسحق عظامها دون إدراك منه و تحدث برجاء ٠ علشان خاطري يا ثريا تسمعي كلامي و تبعدي عن موضوع حسن و ما تحاوليش تتكلمي فيه تاني مع أي حد
وأكمل بتأكيد ٠ حتي لو كان الحد ده هو عمي بذات نفسه فهماني يا ثريا
سعدت لعشق زوجها الحبيب لها و شعوره بالقلق خشية علي چرح قلبها البرئ و برغم حزنها علي شقيقها و رغبتها الملحة علي مساعدته في تحقيق حلمه إلا ان غمرتها السعادة من شعورها بعشق زوجها الهائل لها
و بات كلاهما يشدد من ضمته لإحتضان الآخر و ضل هكذا حتي غفا كلاهما بسلام داخل أحضان الأخر الحانية
بعد مرور خمسة أيام من الصراع الدائر داخل المنزل بين الجميع مازال صلاح مصرا علي موقفه الرافض برغم محاولة شقيقه محمد و عبدالرحمن و شقيقي ثريا فريد و علي
كان يجلس ليلا بغرفة الجلوس المتواجده بوسط الشقة ممسك ب كتيب يطلع علية بتركيز شديد أخرجه من تركيزة رنين ذلك الجرس الخاص بالباب الخارجي
صاح بصوته مناديا علي ياسين الجالس بالداخل يستذكر دروسه بتركيز و ذلك لمقاطعتة الحديث نهائيا مع منال و تجنبها كليا كنوع من العقاپ لها علي تدخلها فيما لا يعنيها و حتي لا تكرر الدخول في شوؤن عائلتة الخاصة مجددا ٠ إفتح الباب من فضلك يا ياسين
خرجت تلك الناقمة علي حياتها تتحرك بتذمر و ڠضب و ذلك بسبب عدم رضائها علي قيامها بخدمة زوجها و أطفالها بنفسها فكم من المرات الكثيرات التي طلبت فيها من عز أن يبتعدا و يسكنا هما و أطفالهما بعيدا عن منزل العائلة و أن يأتي لها بعاملة تعينها في شوؤن المنزل حيث أنها ليست بالبارعة في أمور التنظيف و إدارة المنزل بشكل جيد و لكن دائما كان يأتيها الرد منه بعدم الموافقة و إصابتها بخيبة الأمل في كل مرة تتحدث إليه فيها
خرجت من المطبخ و تحركت و هي تبرطم و تهمس بينها و بين حالها بكلمات غاضبة ناقمة
أتجهت نحو الباب و فتحته و تفاجأت حين وجدت ثريا تقف أمامها و هي تتحدث بلباقة و أبتسامة خفيفة علي ثغرها ٠ مساء الخير يا منال !
شملتها منال بنظرة إستغراب و ذلك لحضورها في ذاك التوقيت المتأخر من الليل خلاف علي أنها من الأساس لم تأتي لزيارتهم من ذي قبل
و أجابتها مقتصرة و بنبرة صوت رخيمة تحدثت ٠ مساء النور
إبتلعت ثريا غصة مريرة داخل حلقها من معاملة تلك المتعاليه و لكنها سرعان ما تغاضت عن سوء معاملتها في سبيل إكمال المضي قدم في خطواتها الهامة تلك و ذلك لمساعدة شقيقها بشتي الطرق
و تساءلت علي إستحياء و هي تفرك كفيها ببعضيهما خجلا يا تري عز موجود
وصلت همساتها المسائية إلي آذن ذاك العاشق الذي إستمعها بقلبه قبل آذناه و هي تتغني بحروف إسمه الذي يعشق الإستماع إليه أردف قائلا بلهفة وصوت
كست علي نبراته السعاده ٠ إدخلي يا ثريا واقفه عندك ليه !
إستجمعت شجاعتها و خطت بساقيها إلي الداخل بعدما أشارت لها تلك الرخيمه بيدها و أزاحت جسدها من أمام الباب لتفسح لها المجال للدلوف إلي الداخل
قابلها هو بإبتسامة ساحرة و عيون سعيدة غير مصدقة لرؤيتها بمسكنه لأول مرة و تحدث و هو يشير إليها للدخول فتحدثت هي علي إستحياء ٠عاوزاك في موضوع مهم يا عز فاضي نتكلم شوية و لا مشغول وأجي لك وقت تاني
أجابها علي الفور مما جعل منال تستشيط ڠضبا من معاملة زوجها الرقيقة لتلك الثريا مدللة المنزل و العائلة بأكملها ٠ و حتي لو ما كنتش فاضي أفضي لك نفسي مخصوص يا ثريا
و أشار بيده في دعوة منه لها إلي الجلوس ٠ إقعدي يا ثريا
إبتسمت له برضا و جلست بنفس أريكته لكن بطرفها مما أشعل روحه و جعلها تتراقص فرح
ثم حول بصره ناظرا علي تلك المتصنمه بوقفتها و تحدث إليها بإحترام مصطنع في محاولة منه للمحافظة علي شكل و كرامة زوجته أمام ثريا ٠ من فضلك يا منال تعملي أي عصير فريش علشان ثريا
أجابته بإيماءة بسيطة من رأسها مع طاعة مصطنعة كي لا تثير غضبه عليها أكثر ٠ حاضر يا سيادة العقيد
و أنسحبت بهدوء و تحركت بكبرياء إلي الداخل لتفعل ما امرها به زوجها
حين وجه هو بصره و صوبهما علي تلك الجالسة و حمرة الخجل كست ملامحها الرقيقة مما جعلها فاتنة و زاد من لهيب ذاك المسكين ولكنه أسرع بغض بصرة و إستغفر خالقة و طلب منه السماح و الثبات
فتحدثت و هي تنظر لذاك المشيح عنها ببصره ٠ عز أنا محتاجة منك خدمة ضروري
و أكملت مفسرة ٠ أنا جايه لك علشان تساعدني و تقف جنب حسن في موضوعه و تكلم بابا تاني و تحاول تقنعة
و أكملت بإطراء ٠ بابا طول عمرة بيحترمك جدا و بيثق دايما في أراءك و لو فاتحته و شاف الموضوع من وجهة نظرك بالتأكيد وقتها هيراجع نفسه و يغير رأيه و يتراجع عن قرارة الظالم ده
نظر إليها بعيون حزينة يائسة و تحدث بأسي ٠ للأسف يا ثريا مش هينفع عمي صلاح رافض إن أي حد يفتح معاه الموضوع و قافل باب النقاش فيه نهائيا
وأكمل مفسرا بتعجب ٠ تصوري إن وصل بيه الحال إنه إتخانق مع أبويا و أتهمه بإن قلبة مش علي حسن و إنه أناني و ما بيفكرش في مصلحته
و أكمل ليضع الصورة أمام أعينها كاملة ٠ و قال له كمان إن لو حسن ده كان إبنه كان رفض جوازته من بنت أسوان البسيطة و كان دور له علي جوازة تليق بيه و بمقامة
و أكمل بملامح وجة حزينة ٠ و الحاج زعل جدا من الكلام ده و منعني أنا و عبدالرحمن و أكد علينا إننا ما نتدخلش في الموضوع نهائي
تحدثت بنبرة مخټنقة و أغرورقت حبات الدموع بعيناها مما جعل داخله يستشيط لأجلها ٠ طب و أية الحل الوقت يا عز هنقف نتفرج علي حسن و إدينا متكتفه و نسيب الحزن ينهش في قلبه بالشكل ده
و أكملت بإتهام و قلب يتألم لأجل شقيقها الغالي ٠ أخويا تعبان أوي يا عز حسن بيحبها بجد و كلكم مش هاممكم غير الشكل الإجتماعي والحسب والنسب و محدش منكم حاسين بيه و لا بوجعه
نظر لها پألم لأجلها و أردف قائلا بنبرة مټألمة ينبثق من داخلها ۏجع و مرارة ٠ صدقيني يا ثريا أنا أكتر واحد حاسس بيه و بۏجع قلبه
وجهت إليه إتهام غير شاعرة بأنين روحه و صرخات قلبه الممېتة و التي تكاد أن تفتك به و تنهي علي حياة ذاك المسكين لتستريح من كل ذاك الألم الذي أصبح غير محتمل لقلبه الذي يحتضر منذ البعيد دون أمل للخلاص ٠ مش صحيح يا عز محدش منكم حاسس بۏجع قلب حسن و لا جربه
و أكملت بجبروت ٠ و لو كنت فعلا حاسس بيه زي ما بتقول طب ليه ساكت علي ظلم عمك ليه يا سيادة العقيد
ليه متحاولش توصل لدماغ بابا و تقنعه و ترحم حسن من ۏجع قلبه الغير محتمل ليه يا عز ليه
نظر لها وصمت زادت هي من الضغط علي چرحة غير مبالية بألام روحه المپرحة وتحدثت بنبرة صوت إستعطافية زلزلت كيانة ٠ أنا عارفة إني غالية عندك و إنك بتعزني و بتعتبرني أختك اللي ربنا ما رزقكش بيها لو كنت فعلا غالية عندك زي ما بتقول إثبت لي ده و ساعدني نكلم بابا و نقنعه
نظر لها بعيون تنم عن مدي ألمه و تحدث داخله بقلب صارخ يأن من ويلات الألم
كفا حبيبتي كفا رحماك قاتلتي
رحماك خليلتي
ألم تشعري بتمزق روحي و آشتعالها
ألم تستمعي لصرخات قلبي و أنينه
لقد أهلك غرامك قلبي حتي وصل للمنتهي
فالويل كل الويل لي بقربك المهلك
فلترأفي بروحي السجينة بداخل كيانك
ورحماك بمن أتي عليه الزمان و لم يعي ويلاته
هنا قد أتت منال عليهما بعد أن كانت تقف بجانب المطبخ تتسمع عليهما لمعرفة ما يتحدثا به كي تكون علي وعي و دراية كاملة بكل ما يجري من حولها
وضعت لهما أكواب المشروب و جلست فوق مقعدا مقابل لأريكتهما و وضعت ساق فوق الأخري بطريقة متعالية و تحدثت بوجة هادئ بعض الشئ ٠ إشربي العصير يا ثريا
أجابتها ثريا بإبتسامة باهتة رسمتها بإعجوبة كي لا تعبس بوجه منال ٠ تسلم إيدك يا منال و أسفه تعبتك معايا
إبتسمت لها بخفه بمجاملة و ذلك لأجل إرضاء عز فقط لا غير
نظر عز إلي ثريا و أردف قائلا بهدوء و بنبرة مستترة حتي لا يدع الفرصة إلي منال بالتدخل في الحديث كي لا تحزن حبيبته بحديثها اللازع ٠ إشربي العصير و إطمني يا ثريا و أنا إن شاء الله هعمل لك اللي إنت عوزاه و يرضيكي
إبتسمت له بسعادة و نظرت إلية بإمتنان و وقفت مستأذنه بنبرة رقيقة بعدما حصلت علي ما سعت إلية ٠ معلش يا عز مش هينفع أصلي سايبه رائف مع أمي تحت و لازم أنزل أجيبه علشان زمانه مغلبها معاه
و أكملت بعيون ممتنة ٠ و حقيقي متشكرة جدا علي كل حاجه
أومأ لها بصمت بإبتسامة سعيدة لأجلها ثم وقف و تحدث و هو يشير إليها بكأس العصير ممسك إياه بيده ٠ طب ممكن تشربي العصير بتاعك علشان خاطري
إتسعت حدقة عين منال بإستغراب و هي تشاهد رقة و حنان زوجها الموجهه لتلك الثريا و ما كان من ثريا إلا الإمتثال لحديث عز و أخذت من بين يده كأس العصير و أرتشفت منه القليل لإرضاءه و أنسحبت بهدوء من المكان بأكملة
خرجت من شقة عز و كادت أن تتحرك إلي الدرج إلا أنها أستمعت إلي صوت ذاك الغاضب و هو يناديها من خلفها بنبرة حادة
٠ ثريا
إلتفت إليه تنظر للخلف حيث وقوفه أمام باب شقتهما و تحدثت بإبتسامة بشوش رغم وجهه و ملامحه المكفهرة ٠ هنزل أجيب رائف و أرجع لك يا أحمد
و كادت أن تتحرك من جديد إلا أن صوته الهادر جعل ساقيها تتسمر بوقفتهما و هو يتحدث ٠ تعالي الأول عاوزك
نظرت ثريا إلي أحمد و تحركت إليه حتي إقتربت من وقفته سحبها من يدها و أدخلها عنوة عنها لداخل مسكنهما و أغلق الباب تحت ذهولها و عيناها المتسعة و هي تنظر إليه بإستغراب
ثم أقترب منها و تحدث بنبرة متسائلة يشوبها الشك ٠ كنت عند عز بتعملي أيه في الوقت المتأخر ده
إبتلعت لعابها و تحدثت بعيون مغيمة أثر غشاوة الدموع ٠ معناه أيه سؤالك ده يا أحمد
إحتدت نبرة صوت أحمد و تحدث بنبرة حادة صارمة ٠ ما ترديش علي سؤالي بسؤال وأكمل متساءلا بحدة ٠ بسألك كنت عند عز جوة بتعملي أيه في الوقت ده
تمالكت من حالها كي لا تجهش و تنفتح في نوبة بكاء مرير من حديثة الچارح و المهين لشخصها و تحدثت مفسرة بنبرة مخټنقة ٠ كنت رايحة أتكلم معاه في موضوع حسن و مراته كانت معانا و تقدر تسألها لو مش مصدقني
جحظت عيناه من حديثها المهين لشخصه قبل شخصها فهو لم يقصد التشكيك بشرفها بلحظة
ولكن
بماذا يحدثها و كيف يخبرها بأنه بات يشعر بڼار تأكل بداخله الأخضر واليابس بدون رحمة ڼار شاعلة بقلبه ټحرق جسده كلما تواجدت هي و عز بمكان واحد يجمعهما و ذلك بعدما رأي بعين شقيقة لهفته و عشقة و رعبه عليها يوم ولادتها المتعثرة لصغيرها رائف
يومها كانت الساعة قد تخطت الخامسة فجرا و شعرت ثريا بألام مخاض الولادة و التي كانت متعثرة للغاية وقتها فقط ظهر الړعب بعين عز و أسرع لإحضار الطبيب و لم يكتفي بذلك فقط لكنه أصر علي الدلوف للداخل و وقف أمامها و بث الطمأنينة لداخل روحها بحديثه المطمأن لها كي يزرع بداخلها التفاءل و العزيمة
ثم حدث و لا حرج عن حالته
متابعة القراءة