عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

و أنهيارها تنتظر إفاقته بين الحين و الأخر لان قلب الجميع لها حتي أنهم شعروا بأنها فرد من العائلة و تأكد صلاح أنه كان مخطئ حين أبعد تلك الملاك عن أحضان ولده الملتاع بعشق تلك السمراء جميلة الملامح رائعة الحس و الخلق
و في خلال تلك الأربعة أيام إستطاع عز بمساعدة بعض الرجال من داخل جهاز المخابرات إيجاد خيط البداية للوصول لصاحب السجادة و ذلك بعد تتبعهم خط سير المصنع ثم البائعين حتي أن وصلت السجادة إلي أسوان و ربط عز علاقة ثراء ذلك الناجي و بعض الإشاعات المتداولة بين الأهالي و التي إكتشف أنها ليست إلا الحقيقة المؤسفة لهؤلاء الخونة بائعي تاريخ بلدهم الحبيب
داهموا رجال الشرطة مكتب مجدي حين كان يجلس هو بداخل مكتبة بصحبة بديع يتابعان عملهما ككل يوم
دلفت السكرتيرة علي عجل دون أن تطرق الباب و نظرت إليه بإرتباك و أردف هو قائلا بإستغراب لحالة الزعر التي إرتسمت علي وجهها ٠ إنت إتجننتي يا أسماء من أمتي و إنت بتدخلي عليا كدة من غير ما تستأذني
تحدثت بتلعثم ٠ أنا أسفه يا أفندم بس فيه ناس عاوزة حض ٠
ثم إبتلعت باقي حديثها عندما داهم ضابط الشرطة و باقي القوة المصاحبة له المكتب موجه حديثه إلي مجدي قائلا بإبتسامة سمجة ٠ مش وقت عتابك لسكرتيرتك يا مجدي يا حمدان
إرتعب داخل مجدي و لكنه إدعي التماسك ثم وقف علي الفور و تحدث بنبرة ثابتة ٠ خير يا حضرة الظابط ممكن أعرف أية هي المناسبة السعيدة اللي خلت حضرتك تشرفني و ټقتحم مكتبي بالطريقة دي حتي من غير ما تستأذن
نظر الضابط المكلف بالتحقيق في القضية و الذي يدعي إيهاب عرفة إلي مجدي بإبتسامة شامتة فكم من المرات التي حاول بها إيقاع مجدي و البحث خلفه عن وجود دليل كي يثبت علية تلك الإشاعات التي تدور حوله و لكن باءت كل محاولاته بالفشل بل و ما كان يحزن هذا الضابط أن ذاك المجدي كان يشتكية إلي رؤساءة و يتهمه بعرقلة عملة و التعمد إلي تسويئ سمعته داخل مدينة أسوان
تحدث إلية الضابط إيهاب ساخرا و هو مبتسم بشماته واضحة ٠ أوعدك إن دي أخر مرة هدخل عليك فيها من غير إستئذان بعد كده يوميا و أنا داخل عليك البورش و العساكر جايبين لك التعيين في الأروانة هبقا أخبط علي سعادتك علي باب الزنزانة
إبتلع لعابه بړعب و تحدث بكبرياء و صمود عكس ما يدور بداخلة ٠ هو حضرتك لسه ما زهقتش يا باشا من إتهاماتك الباطلة اللي من غير أي دليل دي
إبتسم له إيهاب و أردف قائلا بتحدي ٠ المرة دي جاي لك و أنا معايا الدليل اللي إن شاء الله هيلف حبل المشنقة حوالين رقبتك يا مجدي
ثم أشار إلي رجالة ٠ فتشوا المكتب كله
إرتعب مجدي و بدأوا الرجال بالتفتيش و من سوء حظة أنه لم يتخلص بعد من السلاح الذي إستخدمه في إرتكاب جريمته و أطلق منه تلك الړصاصة القاټلة علي جبين ناجي و التي أوقعته صريع علي الفور
و تم القبض الفوري علي مجدي و بديع اللذان أنكرا كل ما حدث في البداية و لكن النيابة إحتجزتهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق لحين ظهور أدلة جديدة تثبت تورطهما أكثر
و بعد البحث الدقيق من رجال المخابرات تم العثور على مخزن تحت الأرض تابع لذلك المجدي ملئ بالأثار النادرة و العملات الأجنبية المتنوعة و قد إعترف الرجال القائمون علي حراستة ملكية المخزن لمجدي حمدان مما أثبت التهمة علية و ألصقها به
ذهب عز إلي النيابة العامة مستأذن إياهم و أتخذ إذن بالسماح له بواسطة رئيسه بالعمل بالمشاركة في التحقيق مع مجدي و بديع و ذلك لعدم قانونيتة و بالفعل بدأ بالتحقيق معهما بوجود رجلي نيابة أحدهما لمساعدة عز بالتحقيق و الأخر ليسجل إعترافهما لكنهما ضلا علي إصرارهما علي الإنكار و بعد ضغط عز عليهما و ممارسته أساليب الترهيب النفسي و التي تدرب عليها بإتقان داخل جهازة و التي مارسها عليهما داخل التحقيق إنهارت أعصابهما و إعترفا بجريمتها الكاملة پقتل ناجي
و أعترفا أيضا علي تجارتهما بالأثار و ذكروا أسماء باقي أعضاء التنظيم و الذي ضم شخصيات معروفة و مرموقة داخل الدولة و هذا ما عزز من موقع عز داخل الجهاز و الذي بالتأكيد سيحصل من ورائة علي ترقية عالية و وسام
في اليوم الخامس ذهبت إبتسام كعادتها إلي المشفي وجدت ثريا جالسه و يبدوا وكأنها بإنتظارها
تحدثت إليها بسعادة ٠ حسن فاق يا بسمة و الدكاترة قالوا إن الحمدلله عدي مرحلة الخطړ و نقلوة لأوضة عادية
شعرت و كأن روحها قد ردت إليها من جديد و تحدثت إليها ٠الحمدلله أنا كدة إطمنت علية
و أسترسلت حديثها پتألم ٠ خلي بالك منه كويس أوي يا ثريا و ياريت تحاولي تقنعية يسيب أسوان و يرجع إسكندرية معاكم
و أكملت بدموع ٠ كفاية عليه اللي شافه من أسوان و ناسها
نظرت إليها ثريا بعيون متسعة و تساءلت بذهول ٠ معقولة يا بسمة اللي بسمعه منك ده قد كدة إنت طلعتي ضعيفة و هشه بالسهولة دي هتتخلي عن حسن و عن حلمك فية
إبتسمت ساخرة بمرارة و أردفت قائلة بنبرة إمراة بائسة مهزومة ٠ حلمي هو اللي إتخلي عني مش انا اللي إتخليت عنه يا ثريا أنا و حسن إتقابلنا صدفة و أكتشفنا إن أرواحنا كانت بتتقابل في الملكوت قبل الزمان بزمان حلمنا نبني بيت جميل و أتمنينا نكمل حياتنا فية مع بعض بس فجأة الحلم ده إتحول لكابوس و خنقنا جوا دوامتة اللي سحبتنا للقاع من غير رحمة
و تحدثت بيقين و تأكيد ٠ و أكيد بباكي اللي كان رافض جوازنا قيراط قبل ما يعرفني أو حتي يشوفني هيرفض أربعة و عشرين بعد اللي حصل من إبن عمي الله يرحمه و يسامحة
تحدثت إليها ثريا بنبرة حزينه لعلمها بصحة حديثها ٠ طب حتي إدخلي سلمي علية لأخر مرة
أجابتها بنبرة يائسة ٠ كدة أحسن ليا و ليه يا ثريا خلية يتعود من ده الوقت علي غيابي !!
قالت كلماتها و أنسحبت للخارج تحت دموع ثريا التي إنهمرت بغزارة فوق وجنتيها لم تدري أكانت دموعها تلك حزن علي حال شقيقها و بسمته و ما أصابهما
أم أنها علي ألمها الذي ينتظرها فقد باتت تنتظر مؤخرا رحيل مالك روحها و متيمها الوحيد بين الحين و الآخر بعد أن تملك
المړض من جسدة و أصبح الرحيل أمرا محتم لا محال
ضلت جالسة بالخارج حتي هدأت ملامح وجهها و زالت أثار البكاء كي لا يراها شقيقها بتلك الحالة و يحزن
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السادس و العشرون
دلفت للداخل وجدت شقيقها قابع فوق تختهتجاورة والدتها محتضنة كف يده برعاية و هي تشدد علية كمن تمسك بصغيرها ذو الأربع أعوام و تخشي عليه من فقدانها إياه وسط الزحام
نظر لها و زينة ثغرة إبتسامة حانية أما عزيزة فتساءلت بإستفهام ٠كنتي بتعملي أية كل ده برة لوحدك يا ثريا
أجابت والدتها بمراوغة ٠ كنت بتمشي تحت في الجنينة شوية أصلي إتخنقت من ريحة الأدوية و المستشفي يا ماما
شملتها والدتها بنظرة مشفقة علي حالتها و أردفت قائله بنبرة جادة ٠ أنا شايفة إن كفاية عليكي قعاد هنا لحد كدة يا ثريا لازم ترجعي بكرة مع عز علي إسكندرية مبقاش ليها لازمة قعدتك هنا خلاص
و أكملت بهدوء ٠ أخوكي و الحمد لله إطمنا عليه و بقا زي الفل يبقا لازم ترجعي علشان جوزك و ولادك هما الوقت محتاجين لك أكتر من حسن و كلها يوم و لا أتنين و أخوكي يرجع معانا لأسكندرية و يبقا في وسطنا
أكمل حسن مؤكدا علي حديث والدته ٠ ماما عندها حق يا ثريا لازم تسافري بكرة علشان تبقي جنب أحمد
هزت رأسها إلية بإيماء و موافقة فتحدث هو متساءلا علي إستحياء ٠ هي بسمة مجتش سألت عليا إنهاردة يا ثريا
تهربت بعيناها بعيدا كي لا تحزن قلبه فتحدث هو بإصرار ٠ مخبية عني أية يا ثريا
و أكمل متساءلا بهلع ٠ إوعا تكون بسمة جرا لها حاجه و مخبيين عني
أجابته علي عجل كي يطمأن ٠ لا يا حبيبي هي كويسه جدا مش أنا حكيت لك إنها كانت بتيجي تقعد جنبك كل يوم و تكلمك و إنت في الغيبوبة
ثم أكملت بنبرة حذرة ٠ هي كانت برة من شوية و حتي فرحت جدا لما بلغتها إنك فوقت
سألها بنبرة متلهفة ٠ طب لما هي كانت هنا لية مدخلتش علشان تشوفني
نظرت إلي والدتها المټألمة لأجل ولدها و حيرته و لكن لا يوجد بيدها شئ لتفعله لأجله
و تحدثت ثريا بنبرة مټألمة ٠ بسمة شافت إن البعد أفضل ليك و ليها بعد اللي حصل لك علي إيد إبن عمها يا حسن
إحتدت ملامحه پغضب و كاد أن يتحرك لكنه صړخ مټألم نتيجة حركته العڼيفة المفاجأة مما جعل عزيزة و ثريا تسرعان إليه ليمنعاه من الحركة لأجل چرحة الذي مازال حديث و لم يشفي تمام بعد
و تحدث هو بنبرة حادة ٠ مين إداها الحق في إنها تقرر مصيرنا لوحدها أنا و هي دخلنا الحكاية سوا و لازم علشان نقرر البعد نقررة سوا
أردفت عزيزة قائلة لتهدئ صغيرها ٠ إهدا يا آبني و صدقني كل اللي إنت عاوزة إن شاء الله هيحصل
ثم أدخلته داخل أحضانها و شددت من ضمته و بدأت تتخلل شعر رأسه بأناملها بحنان و أردفت قائلة مطمئنة إياه أنا معاك يا حبيبي و مش هسيبك
إستكان داخل أحضان والدته و كأنه وجد ملاذة داخلها
في صباح اليوم التالي
دلف صلاح إلي الغرفة التي يقبع بها صغيره نظر عليه بقلب ېتمزق لحالة الحزن التي تملكت من عيناها و أصبحت لا تفارقها منذ أن فاق و وعي علي حالة سحب حسن بصره و أبعده عن مرمي عيناي والده مما أحزن صلاح
وقفت ثريا من جلستها جانب شقيقها و تحركت إحترام لحضرة والدها و تحدثت بإحترام و إجلال وهي تفسح له الطريق في إشارة من كف يدها ٠ إتفضل يا بابا
أماء لها صلاح و أبتسم بحنان و تحرك و جلس بالمقعد المجاور لتخت نجله ثم تحدث بنبرة صوت حنون ٠ عامل أية إنهاردة يا باشمهندس
أجاب والده بإحترام دون النظر إليه ٠ الحمدلله أحسن
ملس صلاح علي كتفه بحنان و تحدث بنبرة دعابية ٠ أنا عاوزك حديد عشان تطول رقبتنا و متكسفناش مع بنت أسوان
نظر سريع إلي والده بعيون متسائلة فتحدث صلاح مداعب إياه ٠ يلا شد حيلك و قوم بالسلامة عشان نروح للراجل و نتمم إتفاقك معاه و نخطب لك...
و أكمل بتساؤل مضيق عيناه ٠ هي آسمها أيه البت دي
أنار وجهه من شدة سعادته و هو ينطق حروف إسمها غير مستوعب لما يجري ٠ بسمة إسمها بسمة يا بابا
إنفرج فاه صلاح عندما رأي السعادة تغمر وجه غاليه و تحدث بإبتسامة و وجه ضاحك ٠ أيوااا بسمة زي اللي إترسمت علي وشك دي لما جت سيرتها
شعر بالعالم أجمع يتراقص و يتغني حوله من شدة سعادته و لم يعد للألم المپرح الناتج عن چرحة مكان بل كل ما شعر به هو فرحة لم يشعر بمثلها من ذي قبل غمرت قلبه و تملكت من كيانه بالكامل
و تحدثت ثريا التي آنارت الفرحة وجهها ٠ صحيح يا بابا هتخطب له بسمة
أجابها بنبرة جادة معنف إياها بلطف ٠ و من أمتي و أنا بهزر في الكلام ده يا بنت عزيزة
إقتربت علي والدها و قبلت رأسه بإحترام و تحدثت ٠ ربنا يخليك لينا يا بابا
نظر له حسن بسعادة و أردف شاكرا إياه ٠ ربنا يخليك ليا يا بابا أنا مش عارف أقول أيه لحضرتك مش لاقي جوايا كلام يعبر لك عن اللي أنا حاسه
حزن صلاح من داخله عندما رأي فرحة ولدة و كيف تحول وجهه من قمة يأسة و حزنة إلي قمة سعادته في غضون ثواني و لام حاله علي ما فعله بقلبه البرئ
و في اليوم التالي
ذهب عز و صلاح و محمد إلي منزل دياب الذي قابلهم بترحاب و ود و كرم ضيافة عالي معروف لدي أهل أسوان أهل الكرم و الجود
تحدثت الجده إلي صلاح بأسي و أسف ٠ حقك علينا في اللي حصل من ولد إبني ناجي الله يرحمه في حق الباشمهندس
رد عليها صلاح بهدوء كي يغلق هذا الموضوع و للأبد ٠ اللي حصل حصل يا حاجه و إحنا ولاد إنهاردة و كل عيلة فيها الصالح و الطالح و هو الله يرحمه و يسامحه بقا عند ربه
ثم تنقل النظر بينها و بين دياب و تحدث بإبتسامة سمحة ٠ خلينا في المستقبل كفيانا حزن و ۏجع أنا جاي أطلب منكم إيد بنتكم المحترمة لإبني حسن و يسعدني و يشرفني إنكم توافقوا علي طلبي ده
و أكمل ٠ أنا عارف إن حسن جا لكم قبل كدة و طلبها و أنا جاي إنهاردة علشان أأكد علي طلبه ده و أتمني إنكم توافقوا و نتمم الموضوع
تنهدت الجده بأسي و تحدثت بنبرة حزينة ٠ طلبك يشرفنا يا حاج و أنا أديها لحسن عن طيب خاطر و أوصلها لكم لحد باب بيتكم كمان بس إنت شايف الظروف اللي إحنا فيها البت لسه
إبن عمها مېت و مش حلوة في حقنا نفرح و نعمل خطوبة و الواد لسه مكملش حتي أسبوعين
تحدث صلاح بتفهم ٠ و إحنا بنفهم في الأصول بردوا يا حاجة أنا عارف كل الكلام ده و مقدر حزنكم علي إبنكم ده غير إن حسن لسه تعبان و محتاج شهور علشان يقدر يرجع زي الأول و يمارس حياته بطبيعيه
و أسترسل حديثه بنبرة جادة ٠ أنا هنقلة علي إسكندرية في طيارة خاصة بعد يومين الدكاترة قالوا إنه لازم يقعد في المستشفي علي الأقل إسبوعين كمان تحت الملاحظة و بعدها هيفضل في إسكندرية لحد
تم نسخ الرابط