عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
القريب العاجل
وضعت الطعام فوق الطاولة الموضوعه بالصالة و تحركت إلية قائلة بنبرة حنون و هي تحمل عنه صغيرتها و تعطيها إلي يسرا التي حملتها بحنان ٠ يلا يا حبيبي علشان ناكل و تاخد علاجك
ثم نظرت إلي يسرا و تحدثت محذرت إياها بهدوء ٠ خلي بالك من أختك يا حبيبتي و
أوعي توقع منك !
تحدثت الصغيرة إلي والدتها بإبتسامة حنون ٠ ما تخافيش يا ماما أنا هدخلها جوة حضڼي أوي و أمسكها كويس علشان مش تقع مني
إبتسم له أبيه و ملس علي رأسة و قبلها بحنان كمودع و تحرك بجانب حبيبته ليتناولان طعامهما و ذلك بعدما أعدت ثريا الطعام لطفليها يسرا و رائف و أطعمتهما بعيدا عن مرمي والدهما
يتبع
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل التاسع و العشرون
غرفت له الطعام و أبتسمت و هي تناوله صحن حساء الخضروات إبتسم لها و تناوله علي الرحب و جلست و شرعا معا بتناول الطعام
فتحدث و هو ينظر إليها بعيون هائمة ٠ لسه مملتيش من أكل العيانين اللي بتاكليه معايا كل يوم ده يا ثريا
و أكملت بإبتسامة كي لا يشعر پتألم روحها و ضميرها الملام اللذان باتا يلازماها أينما ذهبت ٠ و بعدين فين أكل العيانين ده دي شوربة خضار و طعمها جميل جدا و أرانب مسلوقة فضل و نعمة من ربنا لحد ماتخف و ترجع لي تاني أحسن من الأول و ساعتها ناكل من تاني كل اللي نفسنا فيه
و أكمل بمرارة ٠ لأنها هتبقا أكتر واحده محتاجة للحنان و الرعاية اللي هتتحرم منهم في غيابي
إنزعجت ملامحها و أقشعر بدنها و تحدثت متلهفة ٠ إوعي أسمعك بتتكلم بنبرة الإنهزام دي تاني يا أحمد إنت هتخف و هتقوم لأولادك بالسلامة و محدش هيربيهم و ياخد باله منهم غيرك
أمال رأسه و نظر لداخل صحنه و الألم ينهش داخلة و شبح المۏت يحوم أمام ناظرية طيلة الوقت حيث أنه بات ينتظرة يوميا و تابع تناول الحساء بصمت تام
أما هي فكان الألم يعتصر قلبها العاشق و ضميرها يحملها نتيجة ما وصل إليه حبيبها و تحدثها نفسها اللوامه أن لولا صمتها المخجل ما وصلت حالتة و تطورت و تملك المړض من جسده إلي هذا الحد و لكان شفي أحمد و عاد إلي حالتة الأولي
إنتهي حفل الزفاف و وقفت الجده تودع إبنة نجلها الغالي و هي تبكي و تؤمن حسن عليها قائلة بدموع ٠ خلي بالك من بسمتي يا ولدي و خليك فاكر إنك واخد قلبي معاك و ماشي
نزلت دموعها متأثرة بدموع و كلمات جدتها المؤثرة فحاوط حسن كتفها برعايه و تحدث إلي الجدة بخيتة بكلمات مطمأنة ٠ أوعي تقلقي علي بسمة و هي معايا يا جدتي بسمة موجودة جوة قلبي و هشيلها جوة عيوني
إبتسمت له بهدوء و ودعتها سعاد و نورا أيضا بدموعهما الغزيرة
ثم أخذ حسن عروسه إلي الفندق الذي إحتجز به غرفة لقضاء ليلته المميزة مع سمرائة و التي بات يحلم بها طيلة المدة المنصرمة وبالتحديد منذ أن قابل تلك الجنية ساحرة العيون سمراء النيل وحوريته
و ذلك لعدم إكتمال منزله الذي صمم حسن علي بناءة داخل أسوان و وافق صلاح مرغم وشرع صلاح ببناء منزل جميل لإبنه بحديقة صغيرة علي الطراز الحديث و لكنه لم ينتهي بعد
دلف لداخل غرفة الاوتيل وأوقفها أمامه وتحدث بنبرة حنون ٠ ألف مبروك يا بسمة
أجابته بنبرة قلقة و هي تتهرب من النظر داخل عيناه بإرتباك ممزوج بخجل شديد ٠ الله يبارك فيك
أمسك ذقنها و رفعه ليواجه عيناها التي يعشق النظر بداخلها و تساءل مداعب إياها بنبرة لأئمة لطيفة مصطنعه ٠ حد بردوا يتكسف من جوزة حبيبة ويحرمة من البصه في عيونة الحلوة دي
إشټعل داخلها من إستماعها ولأول مرة لقب زوجها وما أسعد روحها و أشعلها هي مداعباته اللطيفه لها بتلك الكلمات الساحرة الجديدة علي مسامعها
إستغل ذوبان روحها بكلماته وأقترب منها ومال عليها بطوله الفارع يتلمس شفتاها الناعمة ليقتطف منها أولي ثمار عشقهما الحلال فقد تحمل الكثير في بعدها ولم يعد قادرا علي التحمل بعد
ذاب معها داخل قبلتها الشهية رائعة المذاق و بعدها أبعدها وبدأ بسحب سحاب ثوبها للأسفل و تحدث بهدوء محاولا التماسك تحت خجلها الممېت ٠ غيري الفستان و أدخلي إتوضي علشان نصلي قبل أي حاجة
و أكمل مبتسم وهو يتلمس وجنتها بحنان ٠ علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا و يرزقنا الرضي و الهداية
إبتسمت له وأومأت بموافقة و بالفعل خلعت عنها ثوبها بعدما جعلته يستدير كي لا يراها هكذا و أخذت معها ثوب للصلاة كانت قد أحضرته مع حقيبتها التي أعدتها من ذي قبل و دلفت لداخل المرحاض لتغتسل بعد مدة كانت تقف خلفة و يأم هو بها للصلاة صلي بها و بعد الإنتهاء من الصلاة وضع كف يدة فوق رأسها وبدأ بالدعاء كما السنة لنبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم
و. بعدها وقفا معا و ابدلت هي ثيابها بأخري رقيقة جذابة تصلح لتلك الليلة المميزة
إقترب عليها و سحبها برقة لداخل أحضانه و ضل يشدد من إحتضانة لها و كأنه بإحتضانته تلك يعوض حرمانة السابق منها ويطمأن روحه قبل روحها بأن رحلة عذابهما قد إنتهت وبدأت سنوات الرخاء و الأمل والعشق والشوق الجارف لعاشقان إتحدا وألتقيا بعد معاناة
كانت تقبع داخل أحضانه الحانية مستسلمة له بكل ما فيها إستغربت حالها وحالة الأمان والطمأنينة التي شعرت بها داخل أحضانه فتيقنت حينها أنها آصيبت الإختبار وأختارت رجلا بكل ما تحملة الكلمة من معني رجل تأمن علي حالها معه
بعد مدة من الوقت كان يحتضنها ويقبل وجنتها بحنان شاعرا بسعادة لم يحظ بها من ذي قبل شعور بإرتياح بالغ مد أصابع يده وتلمس بها ذقنها رافع وجهها لتقابل عيناه عسليتاها الساحرة وتحدث بمباركة ٠ مبروك يا سمرا ألف مبروك يا بسمة عمري
إبتسمت خجلا و تحدثت بنبرة أنثوية جذابة أثارت داخله ٠ الله يبارك فيك يا حبيبي
إشټعل كيانه من إستماعه لتلك الكلمة التي طالما حلم أن يستمع إليها من بسمتة وهي داخل أحضانة فما كان منه إلا أنه أنهال علي شفتاها من جديد ليروي عطشه وعطشها الذي طال بالإنتظار
مساء اليوم التالي داخل مدينة الإسكندرية
كانت تجلس بجانبة
داخل المكان المخصص لجلوسهما داخل حفل زفافهما الثاني وسعادة الدنيا تحوم من حولها وتمتلك من قلبها البرئ
نظرت إلية بعسليتاها الجذابة ورموشها الكثيفة التي آوقعته صريع داخل عشقها من أول نظرة ومنذ ذاك اليوم وقد أصبحت عيناها محور أحلامه وأقصي مبتغاه
إبتسمت له برقة بطريقة أذابت قلبه المتيم بعشقها و تحدثت في إشارة منها إلي ثوب زفافها المبهر ٠ متشكرة أوي يا حبيبي علي الفستان
نظر لعيناها وتساءل بإهتمام ٠ عجبك يا قلبي
أجابته سريع بإنبهار ٠ جداااا حقيقي مبهر مش هو بس القاعة وتجهيزاتها الفرقة كل حاجة مبهرة يا حسن
وأكملت بنبرة مبهجة ٠ وتعرف كمان أيه أكتر حاجة مخلياني طايرة من السعادة
نظر لها بعيون عاشقة وتحدث مستفهما ٠ أيه يا قلبي
أجابته بسعادة ٠ إني وأخيرا زورت إسكندرية ومش أي زيارة ده أنا بتزف فيها علي أرجل وآجدع شاب فيكي يا آسكندرية
تحدث بعيون حنون ٠ أنا اللي حظي من السما علشان جنبي أحلا وأجمل وأرق عروسة خلقها ربنا
إبتسمت خجلا واكملا حديثهما السعيد لكليهما
أما ثريا فكانت تجلس حول الطاولة التي تجمعها بنساء المنزل وجدة ووالدة بسمه وأيضا صديقتيها تهاني وأمنية اللتان أتيا مع الجدة لحضور حفل زفاف صديقتهما الوفية
تحدثت منيرة إلي الصغيرة نرمين التي تحملها وټحتضنها برعاية ٠ عقبالك يا نرمين
و أكملت بنبرة حزينة متمنيه دوام الصحه لإبنها ٠ يا تري يا بنتي هعيش لما أشوفك عروسه وأبوكي بيسلمك بإيده لعريسك
تنهدت ثريا وعزيزة وهاجم قلبيهما الألم
فشعرت عزيزة بحزن إبنتها فتحدثت إلي الجدة بخيتة كي تخرج الجميع من تلك الحالة ٠ منورين إسكندرية كلها يا حاجة وألف مبروك لبسمة عقبال ما تشيلي أولادها إن شاء الله
إبتسمت لها الجده وأردفت قائلة ٠ إسكندرية منورة بناسها الطيبين يا بتي
وأكملت بضحكة زينة ثغرها ٠ ياااااه يا بتي يا مين يعيش تاني لساتني هعيش لحد مشيل صغار بسمة
ربتت زوجة ولدها سعاد علي كف يدها وتحدثت بنبرة صادقة ٠ ربنا يبارك في عمرك وصحتك يا أما ده أحنا من غيرك ما نسواش
إبتسمت لها بخيتة وتحدثت بنبرة حنون ٠ ويبارك في عمرك يا بت الأصول
أما عز فكان يجلس بجانب والده وأحمد ويضع فوق ساقية رائف يداعبه ويقبله بحنان
فنظرت إليه مجيدة وهمست بجانب آذن إبنتها التي تجلس بجانبها حول طاولة أخري بعيدة عن تجمع نساء العائلة ٠ بصي علي جوزك و أتفرجي وملي عينك كويس
نظرت منال فرأت عز يقبل رائف بحنان ويضمه إلي صدرة برعايه فأسترسلت مجيدة حديثها الخبيث ٠ شفتي وإتأكدتي إن كلامي صح أهو سعادة العقيد المحترم بيستعد للدور اللي هيستلمه قريب
إشتعلت الڼار داخل صدر منال وذلك لشدة غيرتها علي زوجها وتحدثت بغل ٠ علي چثتي لو ده حصل يا ماما بكرة تشوفي بعيونك منال هتعمل أيه هتشوفي وتفتخري بتربية إيدك يا مجيدة هانم
إبتسمت مجيدة بفخر ورضا
بعد قليل إشتغلت الموسيقي النوبيه العريقة و تحرك حسن وبسمة إلي وسط القاعة حيث المكان المخصص لرقص العروسان و بدأن بالرقص وبدأ الشباب والفتيات النوبيين الذين اتوا من أسوان خصيصا لمشاركة إبنتهم فرحتها بالإلتفاف والرقص النوبي حولهما وسط سعادة جميع الحضور الذين بدأوا بالتصفيق لهم مع إنبهارهم بخطواتهم و الرقص وجمال روح هؤلاء الشباب التي تظهر علي ملامحهم الطيبة
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثلاثون والأخير
عادا العروسان من جديد إلي حيث جلوسهما وتحركت ثريا حاملة رضيعتها و وقفت بجانب أحمد وتحدثت إلية بهدوء ٠ أية رأيك يا أحمد ناخد صورة تذكارية مع العرسان
إبتسم لها بموافقة وتحرك بجانبها وصولا إلي بسمة وحسن الذي وقف سريع إحترام لأحمد وتقديرا له ولحالته التي وصل إليها بفضل المړض
إحتضن أحمد حسن مربت علي ظهره بحنان وأردف قائلا ٠ ألف مبروك يا حسن عقبال البكاري يا حبيبي
أجابه حسن بإبتسامة تسلم يا حبيبي عقبال ماتجوز أولادك في حياتك إن شاء الله
وأحتضنت ثريا بسمة بحنان وتحدثت إليها بإنبهار ٠ ماشاء الله عليكي يا بسمة زي القمر يا حبيبتي
أجابتها بإبتسامة خلابة تذهب العقل ٠ وأنا هاجي في جمالك أية بس يا أبلة ثريا
أما أحمد الذي حول بصره إلي إبتسام وتحدث إليها مهنئ بوجه بشوش ٠ ألف مبروك يا عروسة
ثم نظر إلي حسن وتحدث بلباقة ٠ طول عمر ذوقك عالي يا باشمهندس بس المرة دي تفوقت علي نفسك في الإختيار
إبتسمت له بسمة وأجابته شاكرة إياه ٠ متشكرة جدا لذوقك يا أستاذ أحمد
إبتسم لها وأردف قائلا أستاذ أية بس إنت زي أختيكفاية تقولي لي أحمد
هزت له رأسها بإيماء وتحدث حسن مشيرا إلي المصور في إشارة منه لإلتقاط بعض الصور التذكارية
وقفت ثريا متوسطة زوجها وشقيقها اللذان حاوطاها بالرعاية والحنان وأتخذت لهم أكثر من صورة للذكري
وبعد قليل أعلن عز عن إفتتاح البوفية وقام العروسان بتقطيع قالب الحلوي المخصص لزفافهما وأطعما بعضهما البعض تحت نظراتهما العاشقة وتحرك الجميع إلي البوفيه المتواجد به كل ما لذ وطاب من الأكلات الشهية
طال الإحتفال وسط سعادة الجميع وضحكاتهم التي تخرج من القلوب وبعد مدة إنتهي الحفل بسلام وأخذ حسن عروسه الجميل إلي منزل العائلة حيث مسكنه الخاص الذي أعده له صلاح ليصبح مقر سكنه عندما يأتي حسن و زوجته زياراتهما إلي الإسكندرية
بعد مرور إسبوع علي هذا الزفاف قضا منه العروسان خمسة أيام داخل منزل العائلة وسط أجواء عائلية سعيدة وبعدها أخذ حسن سمرائه وأتجة بها إلي الشالية المملوك للعائلة والذي يتواجد داخل منطقة العجمي ليستجما به مدة إسبوع كاملا حتي يحصلا علي بعض الخصوصية ويختليا ببعضهما كزوجان حديثان
كانت تتحرك علي شاطئ البحر بجانب حبيبها العاشق متشابكان الأيدي بترابط ناظرة إلي البحر بإنبهار تتأمل كل ما يحيطها بعيون متسعة تشعر وكأنها في عالم أخر لم ترا مثله من ذي قبل عالم ساحر ببحره وسماءة الصافية بلونها الأزرق الأخاذ وشاطئه الرملي الناعم الملمس
صدق من أطلق عليها عروس البحر الأبيض المتوسط
تحدث إليها عاشق عيناها متساءلا بحنان ٠ مبسوطة يا حبيبتي
حولت بصرها إلية سريع وأردفت قائلة بلهفة ٠ مبسوطة أوي يا حبيبي إسكندرية طلعت أجمل مما تخيلت بكتير كل شئ هنا ساحر وغير
سألها بدعابه ٠ لسه ما غيرتيش رأيك في إنك تنزلي تعومي معايا في البحر
أجابته بتأكيد ٠ و أية اللي هيخليني أغير رأيي يا حسن إنت مش فاهم أنا بعشق البحر و بعشق النظر ليه بس في نفس الوقت بټرعب من عمقه و وسعه لما ببص عليه و عيوني مبتجبش أخرة بلاقي جسمي كله بيرتعش علشان كدة بكتفي بالنظر عليه من علي الشط
و أكملت برضا كامل و هي تنظر حولها بإنبهار ٠ و بعدين كفاية جدا إنك جنبي و معايا بحر
متابعة القراءة