عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
مرغم علي طلب الجدة لإقامة حفل زفاف بسيط داخل منزلها كي لا يحزنها و كي تقوم بإكرام ضيوفها علي أكمل وجة من حيث مقدرتها مثلما طلبت هي
و قد وافق صلاح دون إعتراض منه و ذلك لإنتواءة أخذ ولده و عروسه في الصباح الباكر و العودة بهما إلي محافظة الأسكندرية حيث سيقيم له حفل أخر هائل داخل إحدي كبري قاعات الأفراح لكي يدخل السرور علي قلب نجلة و عروسه و أيضا لحضور و مشاركة رجال الدولة و والمال و الأعمال الذي بعث لهم دعوات لمشاركتة فرحته بنجلة العائد من المۏت
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثامن و العشرون
كان يجلس بجوارها داخل ذلك المكان المزين بشكل بسيط ببعض أفرع النخيل و البالونات و الزهور هذا المكان المخصص لجلوسهما المسمي بالكوشة و التي و برغم بساطة تزيينها إلا أنها سحرت كل من تطلع إليها
كانت تنظر إليه خجلة من نظراته الجريئة المتفحصة لملامحها و كأنه يراها لأول مرة و يريد حفرها داخل رأسه للإحتفاظ بها
تحدثت إليه بتساؤل لطيف ٠ مبسوط يا حسن
إشټعل قلبها عشق و فرح من كلماته المعبرة و تحدثت بعدم تصديق ٠ تعرف إني لحد الوقت مش مصدقة اللي حصل حاسة إني في حلم جميل و خاېفة أوي اصحي منه و ما ألقكش جنبي
أمسك كف يدها الرقيق و ضغط علية بطريقة أذابت قلبها البرئ و تحدث و هو ينظر داخل مقلتيها ٠ ده مش حلم يا حبيبتي ده أجمل واقع حصل لنا
إبتسم لها و أردف قائلا بنبرة حنون ٠ ربنا يقدرني و أحقق لك كل أحلامك يا حبيبتي
أما منال التي كانت تجلس بجانب والدتها مجيدة التي همست إليها بكبرياء و هي تتطلع إلي ما حولها بإشمئزاز ٠ ده أية النسب اللي إبن عم جوزك دبسكم فيه ده
و أكملت مستغربه ٠ ثم إزاي عز يوافق علي المسخرة دي
ثم أكملت ساخرة ٠ لا و اللي يشوف عم جوزك و هو حاجز للمعازيم طيران خاص و حاجز لهم في أكبر أوتيل في اسوان كلها علشان يباتوا فيه يقول إننا هنيجي نلاقي نسب و فرح محصلش و لا هيحصل
إستغربت مجيدة حديثها و تساءلت ٠ ليه هو عز مكنش معترض علي الجوازة دي
أجابتها منال بنبرة ساخرة ٠ معترض ده إتخانق معايا و راح نام إسبوع بحاله في أوضة ياسين و طارق علشان إعترضت علي الجوازة و حاولت أتدخل علشان أمنعها بطريقتي
تنفست مجيدة عاليا ثم آسترسلت حديثها بإهتمام قائلة ٠ سيبك بقا من موضوع حسن و جوازته اللي مش هتفيدنا بحاجة دي و خلينا في المصېبة اللي إحنا داخلين عليها
نظرت إليها منال بهلع و تساءلت بإستفهام ٠ مصېبة أيه يا ماما اللي بتتكلمي عنها دي
فأجابتها مجيده بدهاء ٠ إسمعيني كويس وركزي في اللي هقوله لك ده يا منال
نظرت لها منال بتدقيق تنتظر باقي حديثها بتمعن حين أكملت مجيدة قائلة ٠أنا عوزاكي تخلي بالك من جوزك كويس أوي اليومين دول و عوزاكي تهتمي بنفسك أكتر و تدلعيه و تعلقيه بيكي علي قد ما تقدري مش عاوزة عيونه تشوف ست غيرك في الدنيا دي كلها مفهوم كلامي يا منال
تساءلت منال بإستغراب و فضول ٠ و أية مناسبة كلامك الغريب في الوقت ده بالتحديد يا ماما
إبتسمت مجيدة و أكملت حديثها بطريقة أمرة ٠ إسمعي كلامي و نفذية من غير نقاش يا منال و كمان عوزاكي تجيبي له طفل تاني
جحظت أعين منال و تحدثت بإستنكار و نبرة معترضة ٠ قصدك طفل رابع يا ماما
ثم ضيقت عيناها بإستغراب وأسترسلت حديثها بتساؤل ٠ و بعدين أية اللي حصل فجأة كده و خلاكي تغيري مبدأك و تحولي كلامك بالشكل الغريب ده !
إنت مش طول عمرك بتقولي لي إتقلي علي جوزك و بلاش تدلقي عليه و تظهري له حبك علشان مياخدش مقلب في نفسه و يتغر و يتقل عليكي يا منال
أجابتها مجيدة بذكاء و دهاء ٠ الوضع هيبدأ يتغير يا منال و عرشك في مملكة عز المغربي أصبح في خطړ
و أكملت مفسرت لها مغزي حديثها السابق ٠ أحمد سلفك خلاص بقا علي وشك المۏت و كل يوم المۏت بيقرب منه أكتر و أكيد حماكي مش هيسيب بنت أخوة اللي لسه في عز شبابها تقعد أرملة كدة و تكمل باقي حياتها لوحدها ده غير ولاد إبنه اللي هيحتاج يطمن عليهم قبل ما ېموت هو كمان و بالتأكيد هيفكر يجوزها لحد من أولاده
و أكملت پحقد ٠ و طبعا لأنها مدللة العيلة و بنتهم الوحيدة هيختارو لها أحسن و أقوي واحد من ولادهم علشان يقدر يحمي الولاد و يربيهم كويس
و أكملت بإحباط ٠ و زي ما أنت عارفة عبدالرحمن سلفك طول عمرة ضعيف الشخصية و سلبي وزمش حمل مسؤليه
و أكملت و هي تنظر داخل عيناها بتأكيد ٠ يبقا العيون كلها هتبقا علي سيادة العقيد الراجل القوي حامي الحمي لأهله
إرتعبت منال و شحبت ملامح وجهها و حولت بصرها سريع إلي عز
الجالس بجانب أبية يتحدثان بملامح حزينة و هذا أصبح الطبيعي لدي جميع العائلة بعدما علموا بمرض عزيز أعينهم و غاليهم
تساءلت منال بإرتياب ٠ تفتكري يا ماما إنهم ممكن فعلا يفكروا في كده
أجابتها مجيدة بيقين و تأكيد ٠ أنا متأكدة إنهم مش هيفكروا غير كده و لو مكنوش هيفكروا في ده علشان خاطر خوفهم علي بنتهم و ولاد إبنهم يبقا هيفكروا علشان الورث الكبير اللي هيورثوة أولاد أحمد بعد ما حماكي قرر يخالف شرع ربنا و يكتب لهم نصيب أحمد كامل علي حسب كلامك اللي بلغتهولي و ده طبعا غير اللي ثريا نفسها هتورثه من الحاج صلاح
و أكملت بتذكير لإبنتها ٠ إنت ناسية إن أهل جوزك من أغني أغنياء إسكندرية ده كفاية بس الأراضي و جناين الفواكة اللي بيملكوها
و أكملت بتساؤل ٠ تفتكري يا منال بعد كل اللي قولتهولك ده أهل جوزك هيترددوا لحظة واحدة من إنهم يجبروا عز علي جوازة من أرملة أخوة
و طبعا لأن جوزك عامل لي فيها حامي الحما هيوافق مرغم علشان يحافظ علي الأولاد
إرتعبت منال و ظهر الهلع فوق ملامحها و أمسكت كف يد والدتها و تحدثت إليها بإستعطاف ٠ و العمل أية يا ماما أنا ممكن أموت فيها لو ده حصل و عز لمس ست غيري
ربتت مجيدة فوق كف يدها و أردفت بإبتسامة مطمأنة إياها ٠ إهدي يا منال أنا مش عوزاكي تخافي طول ما أنا و بباكي جنبك بس أهم حاجه تسمعي كلامي و تنفذية بالحرف الواحد و أهم حاجة لازم تعمليها و فورا هي إنك تشيلي الوسيلة و تحملي و ياسلام لو الحظ كان حليفك و جيبتي لهم ولد ثالث
و أكملت مبتسمة بإستهزاء ٠ ما أنت عارفه إن الفلاحين مفيش حاجة بتسعدهم و بتعزز مكانة الست عندهم قد خلفة الصبيان
إبتسمت لوالدتها و أماءت بموافقة و شعرت بالإطمأنان و نظرت أمامها في ثبات تنظر بكبرياء للحضور كعادتها
كانت تقف أمام المشعل داخل المطبخ تبكي بمرارة علي حال زوجها و ما أوي إليه و هي تصنع لحبيبها الطعام الخاص به و بها أيضا فمنذ أن إشتد علية المړض و أمتنع من تناول معظم الأكلات إلا من البسيط منها و هي تشاركه وجباتة كي لا يشعر بالحرمان و الملل و السخط
و من حيث الجانب النفسي كان هذا عقابها التي أختارتة لنفسها علي تقصيرها الغير مقصود الذي سيكلفهم هي و معشوقها و غواليهم الثلاثة ثمن باهظ ألا و هو فقدان حياة معشوقها و متيم عيناها ستخسره للأبد هي و غواليها اللذين سيصبحون بدون سند بدون حماية بدون حنان بدون أب و هم في بداية عمر الزهور
جففت دموعها بكفيها و نظرت للأعلي تطلب من الله سبحانه و تعالي أن يمدها بالصبر كي تتحمل ما هي عليه
رصت أواني طعامهما فوق الصنية المخصصة بعناية و أهتمام ثم أخذت نفس عميق و زفرته بهدوء في محاوله منها بتهدئة حالها ثم حملت الصنية بين يديها و تحركت بها إلي خارج المطبخ
وجدته يجلس بجانب يسرا و رائف و يحمل بين ساعدية صغيرته نرمين التي بالكاد أكملت شهرها السابع كان يزيدها من قبلاته التي يتيقن أنها ستحرم منها و للأبد في القريب العاجل
وضعت الطعام فوق الطاولة الموضوعه بالصالة و تحركت إلية قائلة بنبرة حنون و هي تحمل عنه صغيرتها و تعطيها إلي يسرا التي حملتها بحنان ٠ يلا يا حبيبي علشان ناكل و تاخد علاجك
ثم نظرت إلي يسرا و تحدثت محذرت إياها بهدوء ٠ خلي بالك من أختك يا حبيبتي و أوعي توقع منك !
تحدثت الصغيرة إلي والدتها بإبتسامة حنون ٠ ما تخافيش يا ماما أنا هدخلها جوة حضڼي أوي و أمسكها كويس علشان مش تقع مني
و أكمل رائف بنبرة طفوليه لطفل بالكاد أكمل عامه الثالث والنصف ٠ مش تقلقي يا ماما أنا كمان هخلي بالي منها علشان الۏحش ميجيش و يخطفها
إبتسم له أبيه و ملس علي رأسة و قبلها بحنان كمودع و تحرك بجانب حبيبته ليتناولان طعامهما و ذلك بعدما أعدت ثريا الطعام لطفليها يسرا و رائف و أطعمتهما بعيدا عن مرمي والدهما
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل التاسع و العشرون
غرفت له الطعام و أبتسمت و هي تناوله صحن حساء الخضروات إبتسم لها و تناوله علي الرحب و جلست و شرعا معا بتناول الطعام
فتحدث و هو ينظر إليها بعيون هائمة ٠ لسه مملتيش من أكل العيانين اللي بتاكليه معايا كل يوم ده يا ثريا
إبتسمت له و تحدثت بحب صادق ٠ عمري ما أزهق من حاجة بشاركك فيها يا نور عيون
و أكملت بإبتسامة كي لا يشعر پتألم روحها و ضميرها الملام اللذان باتا يلازماها أينما ذهبت ٠ و بعدين فين أكل العيانين ده دي شوربة خضار و طعمها جميل جدا و أرانب مسلوقة فضل و نعمة من ربنا لحد ماتخف و ترجع لي تاني أحسن من الأول و ساعتها ناكل من تاني كل اللي نفسنا فيه
إبتسم لها بمرارة و نظر لغواليه و هم يلهون و ضحكاتهم السعيدة التي تملئ المنزل و تحدث بنبرة يملؤها الألم و المرارة ٠ خلي بالك من الأولاد يا ثريا و خصوصا نرمين
و أكمل بمرارة ٠ لأنها هتبقا أكتر واحده محتاجة للحنان و الرعاية اللي هتتحرم منهم في غيابي
إنزعجت ملامحها و أقشعر بدنها و تحدثت متلهفة ٠ إوعي أسمعك بتتكلم بنبرة الإنهزام دي تاني يا أحمد إنت هتخف و هتقوم لأولادك بالسلامة و محدش هيربيهم و ياخد باله منهم غيرك
ثم نظرت إلي نرمين بإبتسامة حنون و تحدثت بنبرة تفاؤلية متمنية ٠ و محدش هيسلم نرمين لأيد جوزها غيرك إن شاء الله
أمال رأسه و نظر لداخل صحنه و الألم ينهش داخلة و شبح المۏت يحوم أمام ناظرية طيلة الوقت حيث أنه بات ينتظرة يوميا و تابع تناول الحساء بصمت تام
أما هي فكان الألم يعتصر قلبها العاشق و ضميرها يحملها نتيجة ما وصل إليه حبيبها و تحدثها نفسها اللوامه أن لولا صمتها المخجل ما وصلت حالتة و تطورت و تملك المړض من جسده إلي هذا الحد و لكان شفي أحمد و عاد إلي حالتة الأولي
إستغفرت ربها بسرها و طلبت منه المغفرة علي إنجرافها وراء أفكار الشيطان الذي يوسوس لها بها طيلة الوقت ليجعلها تسخط علي حياتها و تشكك بقدرها و لكنها إستغفرت ربها و عادت لرشدها و هي تصبر حالها بأن هذا هو قدرة من الحياة و هذة إرادة الله التي لا راد لها
إنتهي حفل الزفاف و وقفت الجده تودع إبنة نجلها الغالي و هي تبكي و تؤمن حسن عليها قائلة بدموع ٠ خلي بالك من بسمتي يا ولدي و خليك فاكر إنك واخد قلبي معاك و ماشي
نزلت دموعها متأثرة بدموع و كلمات جدتها المؤثرة فحاوط حسن
كتفها برعايه و تحدث إلي الجدة بخيتة بكلمات مطمأنة ٠ أوعي تقلقي علي بسمة و هي معايا يا جدتي بسمة موجودة جوة قلبي و هشيلها جوة عيوني
إبتسمت له بهدوء و ودعتها سعاد و نورا أيضا بدموعهما الغزيرة
ثم أخذ حسن عروسه إلي الفندق الذي إحتجز به غرفة لقضاء ليلته المميزة مع سمرائة و التي بات يحلم بها طيلة المدة المنصرمة وبالتحديد منذ أن قابل تلك الجنية ساحرة العيون سمراء النيل وحوريته
و ذلك لعدم إكتمال منزله الذي صمم حسن علي بناءة داخل أسوان و وافق صلاح مرغم وشرع صلاح ببناء منزل جميل لإبنه بحديقة صغيرة علي الطراز الحديث و لكنه لم ينتهي بعد
دلف لداخل غرفة الاوتيل وأوقفها أمامه وتحدث بنبرة حنون ٠ ألف مبروك يا بسمة
أجابته بنبرة قلقة و هي تتهرب من النظر داخل عيناه بإرتباك ممزوج بخجل شديد ٠ الله يبارك فيك
أمسك ذقنها
متابعة القراءة