عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
و ترك مجدي يستشيط ڠضب من تصرفات ذلك العنيد الذي لم يستمع إلي تهديدات مجدي السابقه إليه و رمي بها إلي عرض الحائط
بعد مرور حوالي نصف ساعة وصلت سيارة الإسعاف و الشرطة معا إلي موقع حدوث الچريمة و بعد المعاينة الدقيقة حملوا حسن الغائب عن الوعي نتيجة الڼزيف الحاد الذي نتج عن تلك الطعڼة الغادرة و ذهبوا به إلي مستشفي أسوان التخصصي و التي كانت مجهزة علي أعلي المستويات الطبية لتكون جاهزة لإستقبال أي طوارئ تحدث للسائحين المتوافدين علي أسوان بكثرة في هذا التوقيت من كل عام
ذهب إلية أشرف و بعض أصدقائهم و أيضا أحد مدرائة فور تلقيهم هذا الخبر المشؤوم و قد أبلغ أشرف عائلة حسن علي رقم هاتفهم المنزلي و الذي أجاب عليه صلاح و تلقي صدمة الخبر أطلق صړخة بإسم صغيرة هز بها
و بالاخص ثريا و عزيزة التي صړخت بوجة زوجها قائلة بقوة و دموع و أتهام صريح ٠ إبني لو جرا له حاجة و هو بعيد عني عمري ما هسامحك يا صلاح
ثم تحدثت پحده و دموع و صړاخ ٠ إنت السبب في كل اللي حصل لإبني إنت السبب يا صلاح
جذبها نجلها الأكبر فريد و احتضنها و تحدث مربت علي كتفها بحنان ٠ إهدي يا أمي و أدخلي إلبسي علشان نلحق نسافر له قبل الدنيا ما تليل
ثم تبادل النظر بين الجميع و تحدث ٠ شوفوا مين اللي هيسافر منكم و جهزوا نفسكم و أنا هتصل برئيس الجهاز عندي يأمر لنا بطيارة خاصة توصلنا لأسوان و إن شاء الله هنكون عنده بسرعة و نتطمن علية
تحدث عز إلي والدة بتعقل ٠ الكلام ده لسه بدري اوي عليه يا حاج إحنا لحد الوقت ما نعرفش أي حاجة عن حالتة و لا أية اللي حصل له نتيجة الطعڼة دي أول حاجة لازم نسافر له و نتطمن من الدكاترة إن حالتة بقت مستقرة و تسمح بالنقل من غير لاقدر الله مايتعرض لأي مضاعفات و بعدها أكيد هننقله في وسطنا هنا
وافقهما الجميع الرأي و تحرك عز إلي الهاتف و أستعان بمساعدة رئيس الجهاز الذي وافق سريع و أخبره أن يستعد هو و عائلتة و أن الطائرة ستقلع بهما فور تجهزهم مباشرة
كانت تبكي بإنهيارا تام ساندة أحشائها بكف يدها تحرك إليها أحمد و أجلسها و جلس بجوارها بجسد منهك و تحدث بإرهاق جراء حالتة الصحية المزرية ٠ إهدي يا ثريا إهدي يا حبيبتي علشان اللي في بطنك و بعدين عمي و مرات عمي هيسافروا و هيبقوا يطمنوكي علية
تحدث عز إليها بعيون مترجية ٠ إسمعي الكلام و أقعدي يا ثريا أحمد تعبان و محتاج لك جنبة و إنت حامل و تعبانة و في أي لحظة ممكن تولدي و السفر في ظروفك دي هيكون خطړ عليك
أصرت بقوة و بالفعل ذهبت بصحبة عز و والديها و شقيقها فريد و عمها محمد تحت حزن أحمد منها و عليها
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثالث و العشرون
داخل مكتب مجدي حمدان
مازال يجلس هو و بديع و القلق يسيطر علي حالتهما ينتظران بتلهف علي أحر من الجمر وصول الأخبار من رجالهم المتواجدون داخل المشفي ليطمئناهما علي حالة حسن إتصل علي الرجل الأول داخل تشكيلهم العصابي الماكث داخل القاهرة
و تحدث إلية الرجل بنبرة حادة بعدما قص مجدي علية ما حدث ٠ الراجل بتاعك بقا كارت محروق و هيجرنا معاه واحد ورا التاني للهلاك يا مجدي
طب و العمل يا باشا جملة تساءل بها مجدي
فأجابه الرجل بحدة و حديث ذات مغزي ٠ نضف الفوضي اللي حصلت عندك فورا يا مجدي نضف من غير ما حد يحس بينا فاهمني يا مجدي
أغلق مجدي هاتفه بعدما طمئن ذاك المهم ثم نظر إلي بديع و تحدث إلية بنبرة أمرة ٠ بديع خد معاك راجلين و هات لي اللي إسمه ناجي ده من تحت طقاطيق الأرض
لم يكمل جملته حتي إستمع إلي طرقات خفيفة تلاها دخول السكرتيرة الخاصة حيث تحدثت بنبرة هادئة ٠ ناجي عبدالسلام هنا و مصر إنه يقابل حضرتك يا أفندم
جحظت أعين مجدي و تحدث متلهف ٠ دخليه بسرعة
دلف ناجي يتلفت حوله بنظرات مړتعبة و تحدث مستنجدا به ٠ إلحقني يا مجدي باشا أنا وقعت في مصېبة و جاي لك عشان محدش غيرك هيعرف ينجدني و يخرجني منها
وقف مجدي و أقترب عليه كالمچنون ماسك إياه من تلابيب جلبابه و أردف قائلا پحده ٠ إنت إتجننت يا بني أدم إنت إزاي تيجي لحد هنا بعد عملتك السودة اللي عملتها مع الباشمهندس إنت عايز تفتح عيون الداخلية عليا و توديني في داهية يا حيوان
نظر إليه ناجي بإستغراب و تساءل بغباء ٠ و إنت عرفت منين اللي حصل
ثم أستعاد ذاكرته و تحدث بتذكر قائلا ٠ آآااه نسيت إن جنابك ممشي جواسيسك ورايا
ثم نظر إلية و تحدث بنيرة قوية ٠ إنت لازم تشوف لي حل يا باشا أنا الراجل بتاعك و أكيد مش هتسيبني أروح في داهية
أجايه مجدي بنبرة ساخطة ٠ و عاوزني أعمل لك أيه بقا يا سي ناجي ثم أنا يا بني أدم مش حظرتك قبل كدة و قلت لك تبعد عن اللي إسمة حسن ده و ما تتعرضلوش خالص
تحدث ناجي بغل ٠ اللي حصل بقا يا باشا و الواد إتحداني و خد نصيبه مني و الوقت لازم تثبت لي حمايتك ليا إنت مش كل شوية كنت تقول لي متخافش طول ما أنت معايا إنت تحت حمايتي يا ناجي
تحدث مجدي بتخابث ٠ طب إسبقني علي المخزن السري و أنا هجي لك علي هناك و نتكلم و نشوف هنحلها إزاي مع بعض
تحدث ناجي بحدة و عناد ٠ أنا لا رايح مخازن و لا غيره يا باشا ما فيش قدامي وقت للكلام ده كله أنا هطلع من هنا علي بيتي و لما الحكومة تيجي و تسألني هقول لهم إني في وقت الچريمة ما حصلت كنت عند حضرتك هنا بنتكلم في شغل !
ثم حول بصرة إلي بديع و تحدث مستشهدا ٠ و بديع بيه هيشهد معانا و بكدة أطلع أنا منها زي الشعرة من العجينة و آكون خلصت من اللي إسمة حسن و في نفس الوقت حميت نفسي
كاد بديع أن يتحدث و لكن سبقه حديث مجدي الذي تحدث إلية پحده و جنون ٠ إنت إتجننت يا بني أدم إنت عاوز توديني في داهية ثم شغل أية ده اللي هيكون بيني و بين واحد زيك يا غبي
تحدث بديع بتخابث ٠ ما تخليش عقلك المشتت من اللي حصل يخليك تقول كلام مش محسوب يا ناجي الشغل اللي بينك و بين البشوات كله في السر و محدش يعرفه و حتي كل مقابلتنا في أماكن سريه ثم بالعقل كدة شغل أيه اللي هيبقا بينك و بين مجدي بيه صاحب شركات التصدير
و الإستيراد
تحدث ناجي ساخرا ٠ ده علي أساس إن أسوان كلها متعرفش شغلكم الأساسي و لا ما يعرفوش إني شغال معاكم في الحفر عن الأثار و تهريبها برة البلد
أجابه مجدي بدهاء نافي دي مجرد شكوك يا سي ناجي بس مفيش مخلوق عندة دليل واحد يقدر يثبت بيه أي حاجة علينا و إنت بكلامك المعتوة ده عايزني أثبت عليا الإشاعات و كأني بقول للحكومة تعالي دوري ورايا
تحدث ناجي بحدة و جنون مهددا مجدي ٠ إسمع يا مجدي باشا لو بتفكر تتخلي عني إنت و بشواتك و تخلوني أشيل الليلة تبقوا غلطانيين أنا لو إتسجنت مش هتسجن لوحدي لااااا ده أنا هجركم معايا واحد واحد و نقضيها صحبة حلوة كدة في السچن
تحدث مجدي و هو يخرج مسدسه المعبئ بطلقاته الڼارية و مجهز سابق من درج مكتبة و يضع به كاتم الصوت كي لا يصنع ضجة بالمكتب ٠ يبقا أنت اللي حكمت علي نفسك يا ناجي
و بلمح البصر صوب المسډس نحو نقطة ما بين العينين بحرفية عالية و أطلق علية تحت ذهول ناجي و عدم تصديقة بالتخلي عنه بتلك السهولة
وقع ناجي علي الفور صريع بعد تلك الطلقة المدروسه القاټلة تحرك بديع إلية سريع يختبر نبضة وجده قد فارق الحياة علي الفور
فتساءل مستفهما بلهفة و ړعب دب بأوصاله ٠ هنعمل أية في الچثه دي يا باشا
أجابه مجدي ببرود و هو ينظف مسډسة بنفخه به و كأن شئ لم يكن ٠ الأول خد الخڼجر من جيبه و خلي الرجالة يروحوا يرموة بسرعه جنب المكان اللي إتقتل فية المهندس علشان البوليس يتأكد من إرتكاب ناجي للچريمة بعد ما يلاقوا بصماته علية
و أشار بيدة علي السجادة الموضوعة أرض ٠ و هات الرجالة و لفوة في السجادة دي و أربطوها علية كويس و خليهم يشيلوها عادي كأنهم مودينها للتنضيف و بعدها يرموة بيها في قلب النيل
و أكمل بذكاء ٠ و متنسوش تربطوا معاه حجارة كبيرة علشان الچثة تغطس و تستقر في القاع و متطلعش لفوق علشان الطلقة اللي واخدها دي خلي الحكومة تفتكر إنه خاف و هرب بعد ما قتل الباشمهندس حسن
و آسترسل حديثه بتأكيد منبه إياه ٠مش عاوز ديول تظهر للموضوع يا بديع !!
ثم أشار إلي الډماء المتناثرة فوق الأرض و تحدث بإشمئزاز ٠ و يلا هات رجالتك الموثوق فيهم و نضف لي القرف ده بسرعة !
تحدث بديع بهدوء ٠ أوامرك يا باشا بس الأول هطلع أسرب السكرتيرة و اخليها تمشي علشان متحسش بحاجة من اللي هيحصل هنا
و بالفعل خرج بديع و أعطا للسكرتيرة إجازة عارضة بحجة ذهابهما هو و مجدي إلي الخارج إذا لا داعي لتواجدها بالمكتب و أيضا إتخذ بديع كل ما يلزم من الحيطة لأمانهم و إبعاد الشبهات عنهما و سيدة
بعد مدة أخذ الرجال چثة ذاك الهالك الذي لم ينجي بحياته و لا حتي بمماته من كثرة ذنوبة التي إقترفها بدنياة و لم يضع الله أمام ناظرية و يعمل علي إرضاءة و كسب أخرته
بعد حوالي ثلاث ساعات
كانت قابعه أمام غرفة العمليات تجلس أرض بعينان متسمرتان لا يتحرك لهما رمش لا دموع لا وعي و لا حياة من دونه
تشعر و كأن دقات قلبها توقفت مترقبه دقاته لإن عاد عادت دقاتها و إن فارقت فستلحق بها في الحال إلي حيث الفناء الأخير فلا حياة لقلبها الضعيف بعد الرحيل
إنها ساحرته بسمة الحسن
فإن عاد لها عادت له الأمل
وإن غابت شمس حياته
غابت بسمتها إلي الأبد
فقد أتت إلي هنا بعد ذهاب أشرف إليها داخل البزار مهددا إياها إذا حدث شئ لصديقة فسيجعلها تدفع الثمن باهظ هي و أهلها و ناجي الذي هدده و لكنه إضطر لإصطحابها معه إلي المشفي بعد حالة الإنهيار التي أصابتها من جراء تلقيها ذلك الخبر المشؤؤم
مما أدي إلي تعاطفه الشديد معها بعدما كان ثائرا عليها و يحدثها بحدة بالغه و أيضا لعلمه مدي عشق صديقة لها
و قد ذهبت أمنيه و أماني إلي بيت إبتسام و أخبرا والدها الذي أتي سريع إلي إبنته ليأخدها إلي البيت و لكنها صممت بإصرار و ترجته علي أن لا تتحرك من أمام غرفة العمليات حتي يخرج أسر كيانها و تراه أمامها معافي البدن
في تلك اللحظات حضر الجميع من الأسكندرية و هم يسرعون بخطواتهم داخل رواق المشفي بتخبط و تشتت
أسرع الأب الملكوم إلي أشرف و تحدث إليه متسائلا بلهفة ٠ طمني يا أبني حسن أخباره أيه
أجابه أشرف برأس منكس و عينان يسكنهما الألم حزن علي ما حدث إلي صديقه و رفيق دربة ٠ ما أعرفش أي حاجة يا عمي من وقت ما أخدوة جوة في العمليات من أكتر من تلات ساعات و نص و محدش خرج علينا و لا حتي طمنا علي حالتة
تحدثت عزيزة إلي عز بدموعها الغزيرة التي تدمي القلوب ٠ إتصرف يا عز و شوف لنا حد في المستشفي دي يطمنا علي إبني
أمسك عز يدها و أجلسها فوق إحدي المقاعد و تحدث إليها مطمئن إياها ٠ إهدي يا مرات عمي وأنا هتصرف و هطمنك
و بالفعل تحرك الضابط المصاحب له و المكلف من رئيس المخابرات شخصيا لتسهيل الأمور إلي سيادة العقيد داخل أسوان
تحرك و أبلغ إدارة المشفي بشخصية عز المغربي و موقعة مما أربك الإدارة و بعثوا له علي الفور بطبيب ذو مكانة عالية بالمشفي كي يطمأنهم علي حسن و بالفعل ابلغهم أنه الأن داخل العمليات و بصحبته لفيف من أمهر الأطباء في هذا المشفي المجهز و المخصص لخدمة الأجانب الوافدين إلي تلك المحافظة السياحية العريقة
بعد إنصراف الطبيب نظر عز إلي ثريا و جسدها المنهك و أشار لها بأن تجلس كي تريح حالها من عناء و مشقة السفر فآستمعت إلية و بالفعل جلست ثم تحدث إليها بقلب مفطور لأجلها ٠ من فضلك يا ثريا حاولي تهدي علشان حالتك الصحية مش متحملة توتر و كمان علشان
متابعة القراءة