عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

تقدروا عليها
نظر لها و أبتسم بتسلي متحدث ٠ بكرة نشوف مين فينا اللي هيقدر علي التاني يااااا يا قلب ناجي من جوة
إرتعب داخلها من نظراته الغريبة و تحركت سريع متجهه إلي الخارج تحت نظرات ذاك المستشاط التي إشتعلت النيران بقلبه حين لمح رعبها و قلقها علي ذاك الدخيل و أكثر ما جعل الغل و الحقد يستوحشان بداخلة هو نطقها لإسمه بكل هذا الدلال و التفاخر
ضغط علي كف يده بغيظ و غل حتي أبيضت يده و برزت عروقها من شدة غضبه
حين تحدثت إلية نجية بنبرة حادة غير راضية عن كل ما جري أمامها و لكنها فضلت عدم التدخل إمتثالا لأوامر ولدها ٠ انا مش عارفة إنت ليه ماسك في البومة اللي مش عوزاك دي و مصمم عليها من قلة البنات يعني طب شاور بس بصباع إيدك الصغير و أنا أجيب لك ست ستها و في خلال شهر واحد أكون مجوزاك أجمل و أحلا بت فيكي يا أسوان و أقهرها هي و أمها و جدتها و أعرفهم قيمتهم بجد
نظر إلي والدته بهدوء و تحدث بنبرة حنون لرجل عاشق حتي النخاع ٠ بسمة ملهاش زي علشان يبقا لها ست يا أم ناجي بسمة ست البنات كلهم و اللي تملكة ما فيش حرمة غيرها تعرف تديهولي
و أكمل بإستكانة و هو يجلس فوق مقعده الوثير مرة أخري ٠ كل ما في الموضوع إنها عارفة غلاوتها عندي و إنها مالكة القلب و الروح علشان كده بتدلل عليا و ده حقها يا أما
وحك ذقنه و تحدث و هو يمرر لسانه فوق شفته بإشتياق و نشوة ٠ و يليق لها الدلال بنت دياب
كانت تنظر إليه پغضب و ڼار الغيرة تشتعل داخل صدرها ل حالة العشق الواصل لها ولدها لوت فاهها بإعتراض و فضلت الصمت كي لا يصيبها غضبه و يمنع عنها تدفق الأموال الكثيرة التي يغمرها بها طيلة الوقت
مرت خمس أيام علي أخر مكالمة تحدث بها حسن إلي بسمة و بدأ القلق يقتحم عالمها و يتسلل إلي داخلها من إبتعادة و إنسحابه من وسطها بهذا الشكل المفاجئ
كان الليل قد أسدل بستائره منذ وقت بعيد و عم الهدوء و السكون علي المكان صعدت إلي سطوح منزلها ثم رفعت وجهها إلي السماء تنظر إلي ذاك القمر المنير حيث إكتمالة بليلة النصف من الشهر العربي
نظرت إلي القمر و نجومه اللامعة المنتشرة حوله تقتبس من نوره و تتراقص حوله فرح و بدون سابق إنذار نزلت دموعها الساخنه تجريان علي وجنتيها جففتهم بكفوفها الرقيقة و بدأت ب محادثة حالها بقلب ېتمزق ألما
ماذا دهاك خليلي أحقا تخليت عني مثلما تحدثني و تلومني نفسي السيئه
أيمكن أن يكون غرامك لي مجرد نزوة و أنتهت
لا لا عاشقي و مبتغاي لا تفعلها أرجوك سأصاب بالجنون حتما إذا تأكدت ظنوني
ثم رفعت وجهها و نظرة إلي السماء و بدأت بمناجات خالقها و مولاها بتوسل و تضرع و من لنا سوي الله لنلتجأ إليه حين نضيع من أنفسنا و تتقطع بنا السبل
في نفس التوقيت ب محافظة القاهرة كان يقف داخل شرفة غرفته بالأوتيل مستندا عليها بجسده بتراخي وآستسلام يناجي الله و يستعطفه كي لا يتركه وحيدا بذاك الطريق الصعب
حدث حالة بأسي
تري كيف هو حالك الأن بدوني سمرائي
أتشتاقيني و عيوني مثلما پجنون أنا أشتاق
أم أن طول الجفاء و البعد أنساك
أعرف تماديت علي قلبك الرقيق بسخاء !
فالعفو كل العفو أرجوك مولاتي !!
أخشي محادثتك بصوتي هذا و نبراتي
و ما تحمله من خزلان و يأس و حصرات !
ستكتشفي خيباتي من بين كلماتي !
و هذا
كل ما أخشاه عليكي حسنائي !
تنهد بأسي و رفع رأسه من جديد إلي السماء مناجي الله يالله كن معي و بعوني و لا تتركني إلي نفسي طرفة عين
بعد مرور إسبوع علي جميع أبطالنا
انتهت إجازة حسن و عاد من جديد إلي أسوان منذ ثلاثة أيام و لكنه أمضاهم داخل الباخرة حيث أنه مازال تحت تأثير الصدمه من قرارات والده الظالمة لم يستطع الذهاب إلي إبتسام و لا إلي أهلها فبما سيبرر لهم عدم حضور عائلته و إتمام خطبته من تلك السمراء التي سحرته فضل المكوث حتي يهدأ و بعدها يبدأ بالمواجهه فقد قرر بين حال نفسه أنه لم و لن يستسلم لأوامر والده و سيحاول معه مرارا و لن يتنازل أبدا عن عشق سمرائه الذي أسر روحة
كانت تجلس فوق سطوح منزلهاممسكة بتلك الحمامة البيضاء التي تؤنس وحدتها منذ أن إنسحب ذاك العاشق من حياتها غير مبررا تطعمها بيدها و هي حزينه شارده و قد ذبل وجهها و نحل جسدها وةفقد بعض وزنه من تأثير إبتعاد الشاطر حسن عنها
و أكثر ما أحزنها و جعل الخيبات تتسلل إلي أعماق كيانها و جعلها تتأكد من تخلي حبيبها عنها هو علمها بمجيئة إلي أسوان منذ ثلاثة أيام
حيث كانت صديقتها المقربة تهاني تتواجد داخل مطار أسوان تجاور صاحب البزار الذين يعملون به كي يستقبلان وفدا أجنبيا جاء خصيصا من رحلته في القاهرة ل زيارة البزار و أقتناء ما يلزمهم منه و بالصدفة رأت حسن يهبط من الطائرة بصحبة صديقه أشرف و بالطبع أبلغت بسمه بما رأته بأم أعينها
و منذ ذلك اليوم و هي تنتظر أن يأتي إليها حبيبها بشغفه المعهود و لهفته عليها و يقدم لها مبرراته لإبتعادة المفاجئ
و لكن للأسف دائما يخزلها الإنتظار و تأكدت شكوكها بأنه بالفعل قد تخلي عنها و قرر نسيانها و ذبح روحها و الحكم علي قلبها بالإعدام بعدا
أخرجها من شرودها صوت شقيقتها نورا التي صعدت إليها دون أن تشعر الأخيرة بها ثم تحدثت بنبرة مشفقة علي حال شقيقتها ٠ و بعدين معاكي يا بسمة هتفضلي قاعدة فوق السطوح ل وحدك كدة كتير طب إتكلمي معايا و خرجي لي اللي في قلبك و تاعبك اوي كدة
و أكملت بنبرة حنون ٠مش يمكن أقدر أساعدك أو حتي أخفف عنك وجعك
أخذت نفس عميق ثم زفرته بهدوء و تحدثت بنبرة صوت حزينه ٠ جربتي إحساس إنك تلاقي حلمك اللي عشتي عمرك كله تحلمي بيه و اللي كنتي فكراه عبارة عن خيال و مجرد أحلام يقظة ملهاش وجود فجأة تلاقية بيتحرك قدام عيونك و خلاص قرب منك و قربتي تلمسيه بأديكي و تحسيه و تعيشي جوة دايرته
و أكملت بعيون حزينة و ملامح وجه يشوبها الإحباط ٠ و فجأة تلاقي حلمك ده إختفي بعد ما علقك بيه و خلاكي ترسمي دنيتك اللي جايه كلها عليه و من غير حتي ما تعرفي أيه هي أسباب البعد ده و كأنه كان سراب مجرد سراب و أختفي
تنهدت نورا بأسي ثم تحدثت إلي شقيقتها بنبرة معترضة ٠ طب و إنت ليه بتقدري البلا قبل وقوعه مش تستني لما يظهر و ييجي يتكلم معاكي الأول مش يمكن عندة أسباب شديدة و مقنعة هي اللي منعته من إنه ييجي و يقابلك
و أكملت بحيرة ٠ أو يمكن كلام اللي إسمة ناجي ده و ټهديدة ليه قلقه و خوفه و خلاه يقرر يبعد شويه لحد ما يشوف هيرسي علي أية و يتصرف إزاي !!
نظرت لها بشراسة و تحدثت بنبرة حادة ٠ لو ده فعلا السبب اللي خلاه يبعد يبقا ما يلزمنيش رجوعة ليا تاني و لا وجودة في حياتي من الأساس
و أكملت بتأكيد ٠ علشان مش أنا اللي هحب و أتجوز راجل ضعيف و جبان
أجابتها نورا بهدوء ٠ يا بنتي بقولك يمكن إنت ليه بس مصرة تسبقي الأحداث و تحكمي علي الجدع من قبل حتي ماتسمعي منة
ردت عليها إبتسام بنبرة غاضبه ٠ و أنا بقا ما بقاش يلزمني لا كلامه و لا حتي تفسيراته لو كان عاوز يتكلم كان جه في التلات أيام اللي قعدتهم الباخرة علي المرسي قبل ما تتحرك في النيل
نظرت لها نورا بحزن و هي تري تألم شقيقتها و حيرتها و حزنها الذي تملك من ملامحها البريئة و تمكن من إطفاء بريقها و مرحها و كأنه حولها من فتاة عشرينية مليئة بالحيوية إلي إمرأة في العقد السابع من عمرها فاقدة الشغف لكل متع الحياة من حولها
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثامن عشر
داخل مدينة الإسكندريه
تتمدد ثريا فوق تختها متخذه وضع الجنين و منكمشه علي حالها فهذا أصبح حالها منذ رحيل شقيقها الغالي عن منزل العائله بتلك الطريقة القاسېة
و يجاورها أيضا أحمد بوجه حزين مهموم لأجلها حتي هو عاشقها و مبتغاها لم يستطع إخراجها من حالة الحزن و الإكتئاب اللتان أصاباها و تملكا منها بقوة
تحدث أحمد و هو يميل عليها و يتحسس وجنتها الناعمه بأصابعه الغليظه المحببه لديها ٠ كفايه بقا لحد كدة يا غالية و قومي نوري الدنيا من جديد مش لايق عليكي الحزن يا حبيبتي
تنفست بصمت فتحدث هو ٠ طب بلاش علشاني أنا قومي علشان خاطر يسرا و رائف اللي كل شوية يعيط و هو شايفك راقدة ليل و نهار قدامة كدة
إستمعا إلي طرقات فوق الباب و بعدها دلفت عزيزة حاملة بين ساعديها صنية موضوع عليها طبق من الحساء الساخن و بعض القطع من الدجاج المسلوق
و تحدثت إلي صغيرتها بنبرة حنون و هي تحسها علي النهوض ٠ يلا يا ثريا قومي علشان تاكلي لي لك لقمة تسندي بيها قلبك
لم تستجب لنداء والدتها و ضلت راقدة ك چثة هامدة تنظر أمامها بعيون متحجرة لا ترمش إلا قليلا و كأنها أصبحت زاهدة في الحياة
تحدث أحمد إليها بنبرة حنون مترجيا إياها ٠ قومي علشان تاكلي يا بنت قلبي متوجعنيش عليكي أكتر ما أنا موجوع
نظرت إليه تتطلع إلي وجهه الذي ذبل أكثر و قد بدا عليه ظهور علامات المړض و الإرهاق
تحاملت علي حالها لأجله و أمسك هو يدها و أسندها و قد بدأت عزيزة بإطعامها و تحدثت إليها ل تحثها علي النهوض ٠ أبوكي هيتجنن عليكي تحت يا ثريا و كل شوية يسألني عليك و يقولي هي عاملة أيه الوقت
حزن داخلها لأجل والدها الغالي و التي تعشقه و لكن بنفس التوقيت ما زالت غاضبة منه للغاية لأجل ما فعله بشقيقها و جعله يرحل بقلب ېتمزق وروح مشتته
إستمع ثلاثتهم إلي صوت منيرة و هي تنطق بإسم ثريا من الخارج تحدث أحمد بصوته الهادئ يجيبها ٠ إدخلي يا أمي
دلفت إليهم و تحدثت إلي ثريا بإطمئنان ٠ عاملة أيه إنهاردة يا ثريا
نظرت إليها و تحدثت بصوت
ضعيف واهن بالكاد يسمع لهم ٠ الحمدلله يا عمتي
تنهدت منيرة و تحدثت بأسي ٠ دي شكلها عين جامدة و صابت البيت كله
و أكملت و هي تشير إليها بيدها إنت و رقدتك اللي محدش عارف لها سبب دي و أبوك اللي قاعد تحت ساكت ما بيتكلمش من يوم إللي حصل و جوزك و وشة و جسمة اللي يوم عن يوم بيدبلوا و الهم و الحزن اللي سكن البيت من يوم موضوع البت بتاعت أسوان دي ما أتفتح
و أشارت بكف يدها علي كتفها و تحدثت بتأكيد ونبرة حاده ٠ أقطع دراعي من هنا إذا ما كانتش البت دي ساحرة لنا هي و أهلها
تململت ثريا بجلستها من كلام زوجة عمها المستفز بهذا الحديث الخالي من العقل أما عزيزة فاتخذت من الصمت ملاذا لها
و تحدث أحمد إليها بنبرة جامدة ملامة يا أمي أتقي الله و أستغفري الكلام اللي بتقوليه ده تأثمي عليه و الناس اللي إنت بتتهميهم دول هيبقو خصم ليكي يوم القيامة قدام ربنا سبحانة و تعالي
و أكمل بتساؤل و هو ينظر داخل عيناها بتأكيد ٠إنت قد الوقفة مدانه قدام رب العالمين يا أمي
أجابته والدته بإستخفاف ل حديثة ٠ و الله يا أبني إنت اللي غلبان و علي نياتك و متعرفش الناس و سواد قلوبهم ممكن يوصلهم ل أية
و أكملت بنبرة جادة و هي تتطلع إلي عزيزة ٠ الكلام خدني و كنت هنسي قومي يا عزيزة ساعدي ثريا و خليها تلبس حاجة تستر جسمها و شعرها علشان عز إتصل بدكتور و زمانه جاي في الطريق علشان يكشف عليها
إنتفض أحمد بجلسته ك من صعق بالكهرباء و قد إشټعل داخله و تجددت ڼار الغيرة داخل قلبه من أفعال و أهتمام شقيقه الزائد بزوجته و تحدث بنبرة حادة غاضبة ٠ و مين اللي قال لعز يجيب دكتور
هو عارف كويس إني كنت هجيب لها الدكتور إمبارح و ثريا بنفسها اللي رفضت و صممت و هو سمع الكلام ده بنفسة لأنه كان قاعد وقت ما أبويا سألني
و أكمل بعيون مشټعلة ٠يبقا إسمه أيه اللي بيعملة عز ده يا أمي
نظرت إليه عزيزة و تحدثت مستغربه حدته ٠ هو كان إية اللي حصل يستاهل غضبك ده كله يا أحمد ثم أيه المشكلة يا أبني لما أخوك يجيب لها الدكتور
مش أحسن من رقدتها و تعبها اللي مش باين له أخر ده
ثم نظرت إلية بتمعن و أكملت بنبرة لائمة ٠ و لا تكونش حابب رقدتها و رميتها قدامك بالشكل ده
كان يشتعل من شدة ڠضبة بإعجوبة كظم غيظه و فضل عدم الرد كي لا يزيد من الوضع سوء
أردفت ثريا بتذمر قائلة بنبرة ضعيفه واهنه ٠ أنا مش عاوزة دكاترة و مش عاوزة أي حاجه غير إنكم تسبوني في حالي
و هنا إستمعوا إلي صوت عز و هو ينادي بإسم شقيقة وقفت عزيزة بسرعة و اتجهت إلي الخزانة كي تجلب إلي صغيرتها ثوب يستر جسدها و تحرك أحمد غاضب إلي الخارج لإستقبال عز و الطبيب الذي جاء بصحبته
و بعد مدة قصيرة تدلي الطبيب إلي الأسفل بصحبة أحمد بعد ما إنتهي من الكشف علي ثريا إنتبه لهما عز الجالس بجانب أبيه و عمه و شقيقه عبدالرحمن وقف سريع و بادر بسؤال الطبيب عن حالة ثريا تحت إستشاطة أحمد و أشټعال ناره الحاړقة داخل قلبه ف أخبرهم الطبيب أنها تعاني من إضطراب
تم نسخ الرابط