عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
لما آنت عارف إن الإنتظار مر دوقتني مرارته و رضتها عليا ليه يا باشمهندس !
صړخ داخله يأن ألما عندما لاحظ لمعات دمعاتها العزيزة و أستمع لنبراتها المخټنقه لعڼ حاله و ضعفه أمام عائلته ألاف المرات
ثم تنهد و تماسك و أردف قائلا بترجي ٠ أرجوك يا بسمة ترحميني أنا مش قد دموعك و لا حزن عيونك دي المۏت عندي أهون يا غاليه
نظرت إليه پألم لأجل حالته و شعرت و كأن أحدهم غرس خنجرا حادا بداخل قلبها البرئ فتحدثت إليه كي تخفف من ألامه ٠ إزاي جالك قلب تسيبني كل ده من غير ما تطمني عليك و تطمن عليا
إبتسمت حتي آنير وجهها و سعد داخلها حين إستمعت لقسمه بغلاوتها لدية نظر إليها و أبتسم و كأن الحياه ردت إليه من جديد بعد أن كادت أن تفارقه
و أردف قائلا بتبرير ٠ هحكي لك كل حاجه يا سمرا بس مش هينفع هنا أنا هسبقك علي مكاننا و أستناكي هناك
تحرك هو إلي الخارج ليسبقها الذهاب و أسرعت إليها صديقتيها و تحدثت إليها أمنية بنبرة سعيدة متفائلة ٠ مش قولت لك إنه هيرجع اللي يحبك و يقرب منك و يعرف قلبك و طيبته ما يقدرش يبعد عنك تاني يا بسمة
إبتسمت لها إبتسام ثم تحدثت إليها تهاني و هي ټحتضنها بإحتواء ٠ إدخلي إغسلي وشك من أثار الدموع و أضحكي علشان وشك يبقا منور لما تروحي تقابلية
و بعد حوالي نصف ساعة كانت تجاورة و تتحرك بجانبه بهدوء و قد قص لها ما أبعده عنها طيلة الفترة المنصهرة و رفض عائلته لأمر زواجه من خارج محافظة الإسكندريه و بالطبع لم يخبرها برفض عائلته لشخصها و شخص أبيها و فقرة كي لا يأذي مشاعرها و يوصل لها أي شعور سئ سيصيبها من حديثه
أجابها بكذب لطيف مجملا الحقيقة كي لا يأذي مشاعرها الرقيقة ٠ أهلي رافضين مبدأ إني أخطب خارج محافظتي يا بسمه مش رافضينك لشخصك و دي تفرق كتير
تساءلت بنبرة حزينة و دموع لمعت كحبات لؤلؤ داخل عيناها الجميلة ٠ طب و هتتصرف إزاي أيه يا حسن
و أكمل بعيون صادقة و نبرة قوية ٠أنا ما صدقت إني لقيتك و مش هيبعدني عنك غير مۏتي
شهقت عاليا ثم وضعت يدها سريع فوق فمه كي تمنعه من إكمال حديثه المؤلم الذي لم يتحمله قلبها العاشق نظر لها بذهول من حركتها البريئه تلك
فتحدث إليها بنبرة متيمة و نظرة عاشقة ٠بحبك يا بسمه بحبك و مش هسمح لأي ظروف مهما كانت تبعدك عني و تبعدني عن إمتلاكي لحضنك
نظرت إلية و أطمأن قلبها و أستكانت روحها الحائرة جراء حديثه الذي نزل علي قلبها ككأس من شراب الليمون البارد في يوم صيفي حار فأنعشه و رواه
ضلا يتحركان و يتحدثان لوقت لم يعلموا مداه من شدة سعادتهما و آندماجهما بالحديث المحبب لكلاهما
في اليوم التالي
ذهب حسن إلي منزل إبتسام و جلس بصحبة الجميع إلا من دياب الذي كان مسافرا إلي مدينة الاقصر ليقضي واجب عزاء في والد أحد أصدقائة
شرح لهم حسن موقفه من التأخير و أخبرهم برفض والده فكرة زواجه من فتاه خارج محافظته و أخبرهم أيضا أنه سيصر علي موقفه أمام والده و يحاول مرارا معه و لم يهدأ له بال حتي يقنعه و ما يطلبه منهم هو الصبر فقط و إعطاءة الفرصه لمجئ ذاك اليوم
نظرت إليه الجده بعيون ثاقبه كاشفه لكل ما بداخلة بسلاسة و تحدثت بحكمة و خبرة إكتسبتهما عبر الزمن ٠ إسمع يا أبني الكلمتين دول زين و حطهم حلقة في ودانك إنت لما جيت من الباب و طلبت يد بتنا إحنا إحترمناك و شفناك راجل محترم و إبن ناس زرعوا فيك الأصول و التربية الزينه
و أكملت بتيقن ٠ و أنا أول ما شفتك قولت عليك راجل محترم شفت البت و عجبتك جيت لباب بيتها و طلبت يدها من أهلها زي الشرع و الأصول ما بيقولوا
ثم أردفت لتكمل بحديث ذات معني ٠ ليه عايز تغير الصورة الحلوة اللي خدناها عنك يا آبن الناس
إبتلع لعابه و تحدث مستفهما و الړعب يتسلل لداخله خشية أن تكون الجده إكتشفت أمر حديثه ٠ تقصدي أيه بكلامك ده يا جدتي
قصدي إنت فاهمه زين يا ولدي ملوش لزوم نفتح في كلام هيتسبب في چروح واعرة ملهاش دوا كانت تلك هي جملة العجوز ذات الخبرة التي تيقنت أن عائلة حسن إستكبرت و تعالت عليهم و علي رق حالهم
فأكملت بذكاء ٠ روح يا ولدي لحال سبيلك و سيبنا في حالنا إحنا ناس غلابه و مش قدكم و لا من توبكم يا أبن الأكابر
نظر لها بيأس و عيون مټألمة ثم نظر إلي بسمه التي هبطت دموعها و نظرت مستعطفه جدتها التي اردفت قائلة بشموخ و عزة نفس ٠ بتنا غاليه و غاليه قوي كمان و لازمن اللي يطلبها يكون عارف قيمتها زين
إستعطفها راجيا ٠ أرجوك يا جدتي تحاولي تفهميني و تقدري موقفي و تديني فرصه أقنع فيها أهلي
أجابته بشموخ و غزة نفس ٠ أنا اللي برجوك يا ولدي تسيبنا في حالنا و تخلينا نحفظ كرامتنا و عزة نفسنا اللي محلتناش غيرهم
ثم نظرت إلي إبتسام التي شهقت بصوت مسموع و أردفت الجده قائلة بنبرة جامدة ٠ إنسانا يا أبني و عيش حياتك بعيد عنينا إعتبر حالك مشفتناش و ممرناش علي بالك من الأساس
و لو ليا خاطر و معزة عندك تنسي إبتسام و ما تحاولش تقرب منها تاني
و تعمقت بالنظر داخل عيناه قائلة برجاء بعدما رأت الإعتراض بعيناة ٠ و حق العيش و الملح اللي كلناه سوا لتوعدني إنك مش هتحاول تقرب تاني من إبتسام
إتسعت عيناه بذهول و كاد أن يتحدث معترض قاطعته الجده بصرامه و رجاء ٠ إوعدني يا ولدي
حول بصره إلي إبتسام التي بادلته نظرات الضعف و الوهن ثم وقفت و تحركت سريع للداخل تحت صرخات قلبه المټألم لأجل كلاهما
ثم من جديد حول بصره إلي الجده المنتظرة الرد و أردف قائلا برجوله ٠ أوعدك إني مش هعترض طريق إبتسام تاني بس أنا كمان عاوز منك وعد يا جدتي
ضيقت عيناها بإستغراب و أنتظرت باقي حديثه بترقب و أكمل هو ٠ أنا عاوزك توعديني إن إبتسام مش هتكون لحد غيري و من هنا لحد ما أجيب أهلي لحد باب بيتك يطلبوا إيد بنتكم حسب الشرع إبتسام هتبقا ليا علي حسب الوعد اللي حضرتك إدتهولي قبل كده إنت و عمي دياب
أغمضت الجدة عيناها بإستسلام و أردفت قائلة بيقين ٠ اللي فيه الخير يقدمه ربنا و اللي من نصيبك لابد يصيبك يا ولدي
وقف مستأذنا من الجده و سعاد الصامته پألم لأجل صغيرتها و تحرك هو بقلب ېنزف ډم علي فراق غاليته و صوت يقين داخله يحدثه و يطمئنة بأن لا يقلق و بأن بسمته ستبقي علي شفتاه هو و فقط
بعد مرور يومان علي ما حدث كان ناجي يتواجد داخل مخزن سري في ضواحي أسوان بعيدا عن الأعين و المارة يمتلكه مجدي حمدان رجل الأعمال المشبوة و مالك شركة الإستيراد و التصدير الذي يختبأ داخل عباءة رجل الأعمال و الذي يتخذ من شركته ستارا ليستعملها في شحن الأثار و تهريبها خارج البلاد و ذلك بعد دفع أموالا طائلة لبعض الموظفين المرتشين بائعي ضمائرهم للشيطان و الذين يعملون بالميناء
كان ناجي يقف ممسك بإحدي القطع الأثرية النادرة و قربها من أعين مجدي و تحدث بإنتشاء و سعادة ٠ إتفرج يا باشا و ملي عينك بجمال عروستنا الجديدة اللي مستنيه بشوق تسافر لعريسها الغالي
إتسعت أعين مجدي بذهول من جمال ما يري أمامه تناول تلك القطعه من يد ناجي و نظر لها بتمعن و تدقيق ثم أردف قائلا بإنتشاء و سعادة ٠ حقيقي برافوا عليك يا ناجي
و أكمل و هو ينظر إلي باقي القطع التي توضع فوق المنضدة المستطيلة و تملؤها بالكامل و تحدث بإنتشاء ٠ المجموعة المرة دي مميزة و نادرة و حبايبنا اللي برة كانوا مستنيينها تظهر بفارغ الصبر
و أكمل بعيون متسعة بشراهه لحب المال ٠ و هيدفعوا فيها كتير كتير أوي يا ناجي
و أكمل محفزا إياه ٠ و حلاوتك إنت و الرجالة بتوعك اللي حفروا و طلعوا العروسة و أهلها هتبقا كبيرة أوي المرة دي
تهللت أسارير ناجي و أتسعت حدقة عيناه طمعا و جشع و سال لعابه بشدة لعشقه الهائل للمال و تحدث مجاملا و متملق لسيدة ٠ أنا تحت أمرك دايما يا باشا و صدقني أنا كل اللي يهمني هو رضاك عليا و بس
نظر له مجدي و كأنه إستفاق من حالة الغرام و الذهول التي يعيش بداخلها بسبب عثورة علي هذه المقپرة الأثرية النادرة و رجع إلي أرض الواقع ٠ كويس إنك فكرتني بكلمة رضايا عليك دي يا ناجي
و أكمل بنظرة حادة ٠حبايبنا اللي في القاهرة باعتين لك رسالة معايا بينبهوك فيها و بيحظروك من إنك تتهور و تحاول تضايق المهندس بتاع إسكندرية ده تاني بأي شكل من الأشكال
و أكمل مفسرا ليخيفه الولد أهله واصلين و زي ما قولت لك قبل كده إن إبن عمه ظابط مهم في المخابرات و ليه مكانته في وسطهم مش عايزين نزعل المخابرات مننا و ننبهم بوجودنا يا سي ناجي
ثم نظر له محظرا
إياه بتأكيد و هو يمليه ما يجب علية فعله ٠ تنسي الولد ده و تشيلة من دماغك نهائي و تسيبك من بنت عمك دي كمان اللي واضح إن مش هييجي من وراها غير ۏجع القلب عايزين نفضي لشغلنا بقا
و أكمل بطريقة خبيثة وقحة ٠ أنا مش عارف إنت ليه مصر علي البنت دي بالشكل ده أية للدرجة دي البنت جامدة لدرجة إنها تشد واحد زي الطور زيك طول بعرض و صحة و كمان ما تخلهوش يفكر ېلمس واحدة غيرها طول السنين دي كلها
غلي الډم داخل عروق ناجي و آشتعلت ڼار غيرة قلبه من تطاول ذلك القذر في الحديث المثير علي من ملكت الفؤاد فتحدث بحدة بالغة غير مبالي بمكانة ذاك المجدي ٠ مجدي بااااشا الكلام اللي بتقوله ده تطير فيه رقاب عندنا سيرة بناتنا خط أحمر يا باشا و ممنوع الخوض فيها بأي تلميحات
ضحك مجدي برجوله و تحدث ناظرا إلي بديع ذاك الرجل المجاور له و الذي يلازمه دائما مثل ظلة أينما ذهب و أردف قائلا بدعابه و غمزة من عيناه ٠ دي شكلها تستاهل فعلا يا بديع
إبتسم بديع بطريقة ساخرة مجاريا سيده ثم أكمل مجدي و هو ينظر إلي ملامح ناجي التي إزدادت شراستها و تحدث بنبرة جاده ٠ سيبك بقا من الهزار ده و أسمعني كويس يا ناجي الباشمهندس ده تنساه نهائي و تخرجه من حسباتك علشان ما تتسببش لنفسك في مشاكل مع الناس الكبار بتوعنا لان الأمر جاي لك من فوق أوي و إنت مش قد زعلهم و قلبتهم الۏحشة فاهمني يا ناجي !!
أجابه ناجي بإبتسامة ساخرة ٠ إطمن و طمن البهوات بتوعك يا باشا الموضوع أصلا إنتهي و الواد شكل أهله ما رضيوش بالنسب و إتحلت من عند ربنا لوحدها
أردف مجدي قائلا بإطراء و نبرة دعابيه ٠ تمام كدة أوي يا ناجي عايزين نفضي بقا لشغلنا و ننقب في الجبل أكثر علشان نخرج المساكين اللي بقا لهم ياما تحت الأرض دول
و استرسل حديثه محفزا إياه بطمع و كمان علشان تقبض أكثر و أكثر و تعرف تزغلل عين حبيبة القلب و تخليها تعشقك مش بس تحبك
إنتشي داخل ناجي و سال لعابه و هز رأسه بموافقة ذليلة لسيده
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل العشرون
داخل مدينة الإسكندرية
و بعد إسبوع كان قد قضاه عز بغرفة ياسين متجنب تلك المتعجرفة كي يهذب روحها و يؤدبها مثلما أمر الشرع كادت تجن من تجاهله المتعمد حتي أمام أهل المنزل بالأسفل مما جعلها تشعر بالإهانة و الذل و الإنكسار
شعرت منال بحجم خطأها الكبير التي إقترفته بحق زوجها الراقي و الذي لم يسئ إليها مطلقا منذ أن تزوجته بل علي العكس دائما ما يلبي لها جميع متطلباتها من ملبس و مجوهرات و مأكل و حتي الخروجات و لكن بحدود و في أماكن ترقي إلي مستوي عز و منصبة الرفيع ك عقيد في جهاز المخابرات المصرية و ما له من مكانه خاصة بداخل الجهاز
ليلا داخل غرفة ياسين و طارق
كان يتمدد فوق تخت صغيرة طارق الغافي بجانبه بسلام ناظرا في سقف الحجرة بشرود وتفكر أما ياسين فكان يجلس فوق مكتبه يتابع دروسه بإهتمام كعادته
إستمع إلي طرقات خفيفه فوق الباب و دلفت بعدها منال دون إنتظار الرد نظرت خجلا إلي عز و تحدثت بنيرة هادئة ٠ من فضلك يا عز أنا عاوزة أتكلم معاك
لم يعر لحديثها أية إهتمام بل ضل علي وضعه و لم يتحرك له ساكن فتحدثت هي من جديد بصوت راجي ٠ أرجوك يا عز !!
أجابها بصوت رخيم بارد دون عناء النظر إلي وجهها ٠ إتفضلي روحي
متابعة القراءة