عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

تسلم إيدك يا بنتي
و بدأ إثنتيهما بإحتساء المشروب ثم تساءلت سعاد بنبرة بائسة محملة بالهموم ٠ و بعدين يا أما هنعمل أية مع اللي إسمه ناجي اللي واقف حال البنت ده ده تاني عريس ييجي لها من وقت الجدع بتاع إسكندرية ما مشي و ناجي يهدده و يطفشه من برة حتي من غير العريس ما يرجع يعتذر و يقول أيه أسبابه
كانت الجده تستمع إليها بهدوء و ملامح وجه مستكينة ثم أجابتها بيقين ٠ سيبي كل حاجة لربنا و سبحانة و تعالي كفيل بإنه يحلها و يعدلها يا سعاد إحنا في حالنا و كافيين غيرنا شرنا و متوكلين عليه و هو شايف حال قلوبنا إزاي مسالمة و بتخشاه
ثم هزت رأسها بإيماء و تحدثت بيقين ٠ ربنا إن شاءالله مش هيجيب لنا غير كل الخير يا بنتي
تنهدت سعاد و أستغربت في حال نفسها إطمئنان و هدوء تلك العجوز و تساءل حالها من أين تأتي بكل هذا الهدوء و الراحة و الثبات الظاهران بملامحها رغم كل ما يحيط بهما من مشكلات
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثاني و العشرون
داخل مدينة
أسوان الحبيبة
كانت تتحرك داخل إحدي الأسواق متفقدة المحال التجارية بعقل مشتت تائه جسد بلا روح قلب بلا حياة تتحرك بين المارة تتفقد وجوههم و تتأملها تراه هي في كل الوجوة و كأنه أصبح بعيناها العالم بأكمل
تنهدت حينما تذكرت الأيام الخوالي اللواتي كانا فيها يلتقيان كم كانت تعيش معه أسعد أيامها إبتسمت تلقائيا عندما تذكرت كيف كان سلام روحيهما كانت العيون تحتضن بعضها البعض و القلوب تربت بحنان حقا كانت أسعد لحظاتها التي تلتقيه فيها
تنهدت بإستسلام و روح ممزقة و أكملت بطريقها إتسعت عيناها بذهول حين رأته أتيا عليها من بعيد و كعادتها عندما تراه إنتفض قلبها من مكانه و كاد أن يتركها و يسرع إليه ليحتضنه متلهف و برغم حزنها الكبير الساكن بداخلها منه إلا أنها لم تستطع إبعاد و حجب عسليتيها عن سوداويتاه اللواتي باتا يتفحصنها بلهفه و إشياق جارف ظهر بداخلهما
و ما كان حال ذلك العاشق ببعيد عنها فقد ثار قلبه عليه منتفض من مكانه كان يحدثه پحده موبخا إياة تحرك أيها الأبله إذهب إلي فاتنتك و أحتضنها و ضمض چرحي النازف من إبتعاد عيناها عنك لطف بي تحرك إليها و أنهي عذابي الممېت رجاء إستمع لأنين نبضاتي التي لم تهدأ و لا تستكين منذ الرحيل
تحرك هو و أقتربت نقطة اللقاء و هنا تحدثت العيون و صړخت القلوب و للأسف الفوز كان للوفاء بالوعد !!
تحرك كل إلي وجهته ضاغط علي قلبه و رغبته الملحه بإحتضان كفوف الأخر لإستماع نبضاتة عبر عروق جسدة الصاړخة
أغمضت عيناها پألم و نزلت حينها دمعة حنين هاربه من كبرياءها
و تحركت مستكملة طريقها إلي الأمام بإستسلام و إحباط تام
و ما أن خطت بساقيها عدة خطوات حتي وجدت من يجاورها الطريق قائلا بإستسلام و نبرة صوت ضعيفة واهنة ٠ خلاص يا بسمة ما بقتش قادر علي البعاد أكتر من كدة من يوم ما سبتك و أنا حاسي إن روحي بتتسحب مني
نظرت إليه و دمعة حنين أخري خدعتها و هربت إلي وجنتها فأسترسل هو حديثه پتألم ٠ أنا مش عايش يا بسمة كل يوم بقنع نفسي إنها فترة و هتعدي بس خلاص مبقتش قادر أكتر من كدة
و الحل أيه يا حسن جملة تساءلت بها بسمه بنبرة رقيقة حزينة مټألمة
أجابها بيقين ٠ مش عارف بس اللي أنا متأكد منه إن ربنا إن شاء الله مش هيتخلي عننا أنا و إنت معملناش حاجه غلط علشان ربنا يعاقبنا بالقساوة دي ربنا رحيم و أنا ظني بيه جميل
أجابته بتمني و لهفه ٠ يارب يا حسن يارب
تحدث إليها بقوة و حماس ٠ أنا كلمت إخواتي و ولاد عمي من يومين و أتفقت معاهم إننا نواجة بابا بقوة و نضغط عليه و إن شآء الله هسافر الإسبوع ده و مش هرجع من إسكندريه غير و ابويا معايا علشان يخطبك ليا من أهلك خلاص يا بسمة مش هقدر أستني أكتر من كدة و أسيبك تضيعي من إيدي
إبتسمت بشدة وسعد داخلها و ضلا يتحدثان بشغف و سعادة و أحاديث شيقة لا تنتهي و لم يشعرا بحالهما إلا و هما يقفان أمام بحيرة ناصر يستنشقان هوائها النقي البارد
نظر لها و تحدث بضحكه رجولية أهلكت روح تلك العاشقه ٠ إحنا إزاي وصلنا لحد هنا
نظرت حولها تتطلع إلي المكان بإستغراب فهي حقا لم تشعر بحالها و هي معه و كأنها كانت مغيبه تماما لاتري ما حولها إلا من عيناه الساحرة التي لم تحل ناظريها عنهما منذ أن إلتقيا بالصدفة و يا لروعة صدفتهما
إبتسمت بإشراقه واسعه أظهرت صفي اللؤلؤ مما أثار داخل ذاك العاشق و تحدثت هي ٠ لا فعلا إحنا إزاي وصلنا لهنا من غير ما نحس
أجابها بشغف و هو ينظر لعسليتاها ٠ من وقت ما اتقابلنا و أنا مشفتش غير عيونك و مش عاوز أشوف غيرهم عيونك و بسمتك هما دنيتي اللي نفسي أكمل بيهم اللي باقي لي من عمري يا سمرا
إبتسمت له و أردفت قائلة بنبرة حنون ٠ أقولك علي سر
نظر لها بتمعن و هز رأسه بموافقة فأكملت هي بحنين و حب ٠ إنا حبيت معاك سماري أوي عمري ما كنت مفتخرة بلوني زي ما أنا معاك الوقت قد أية حبيت نفسي و قد أيه بعشق منك لما تناديني يا سمرا
اجابها مسحورا بعيناها ٠ تعرفي أيه أكتر حاجة شدتني ليكي و سحرتني من أول طلة شافتك فيها عيوني
نظرت له بعيون فاتنه و ترقب لما هو قادم فأكمل هو بفخر و أعتزاز ٠ سمارك الملفت قد أيه سمارك ساحر و فاتن و يشد أي حد من أول طلة
و أكمل بنبرة هائمة و عيون مهلكه لروحها العاشقة ٠ كلك فتنتيني يا بسمة عمري
إبتسمت و انزلت وجهها خجلا فتحدث هو بعيون هائمة بالعشق ٠ وحشتيني أوي يا بسمه وحشتي قلبي
إبتسمت بسعادة و اكملا حديثهما بقلوب راقصة بالعشق هائمة غير مدركين بتلك العيون المراقبة لهما بغل و حقد دفين
و كالعادة أوصلها إلي البزار و تحرك هو متجه إلي وجهته قاصدا مقر عمله و أثناء سيره في إحدي الطرق الخالية من المارة قطع طريقه ذاك الناجي عديم المروءة و الأخلاق و تحدث إليه بفحيح و وجه غاضب ٠ بردك مسمعتش الكلام يا أبن الناس و قابلتها رغم إني حظرتك !!
زفر حسن بضيق و قلب عيناه بتملل قائلا و هو ينظر إليه ٠ هو آنت يا جدع إنت مش هتبطل تطلع لي كل شوية زي عفريت العلبه كده
إقترب عليه واضع يده خلف ظهرة و تحدث و هو ينظر لداخل عيناه بشړ ٠ متقلقش يا أبن الذوات أوعدك إن دي هتكون أخر مرة هتشوف وشي فيها
و بلمح البصر أخرج يده من خلف ظهرة و إذ به تظهر بيده مطواه مدببه كان متمسك بها بقوة حتي أن عروق يده كانت بارزة و بشدة و بدون أن ترمش له طرفة عين غرسها و بقوة بداخل جنب حسن الأيمن قاصدا بها ټمزيق كبده
و بالفعل قد أصاب هدفة تحت ذهول ذاك المصډوم و الذي إتسعت عيناه و هو ينظر بذهول إلي الډماء الغزيرة التي بدأت تتدفق بشدة من جنبه
في حين تحدث ناجي بفحيح و هو يحرك المطواه المستقرة بكبد حسن يمينا و يسارا دون رحمة حتي إستقرت للداخل و مزقت جزء من الكبد ٠ أنا حذرتك قبل كدة و وعدتك إن حياتك هتكون تمن قربك من بسمه تاني و إنت اللي إختارت مصيرك بنفسك و حددته
و أكمل بعيون غاضبة ٠و علشان وعد الحر دين عليه أنا نفذت وعدي ليك أهو
كان يستمع لحديثه الشامت غير مستوعب لما جري و بدأ بحديثه البائس مع النفس أحقا أتت النهاية بتلك السرعة و البساطة أهكذا إنتهت حياتي بلحظة
آااه ما أقرب المۏت من الإنسان لا إنتظر آيها المۏت قليلا
أرجوك فما زالت لدي الكثير من الأحلام لم أحققها بعد ما زالت لدي حبيبة أشتاق و أتطلع لضمتها الحلال و تذوق حنانها
ما زالت لدي أم لم تشبع عيناها من طلتي بعد ما زال لدي أب يريد أن يملي عيناه بطلة أنجالي و هم يلهون حوله
تمهل أيها المۏت أرجوك فما زالت الأحلام و الأمنيات معلقة و لم أحقق الكثير منها بعد !!!
شعر بعالمه ينهار من تحت قدماه حتي أنه تهاوي بوقفته جثي علي ركبتية ناظرا لذاك الشامت التي زينت الإبتسامة ثغره شعر پألم حاد مپرح لم يشعر بمثله من ذي قبل و بلحظة بدأت غيمة سوداء تلوح و تقترب عليه رويدا رويدا و تحجب عن عيناه الرؤية الكاملة و بلحظة بدأ بالتهاوي بجلسته
و بلمح البصر خر واقعا مستسلما فاقدا لوعيه ليستقبل مصيره المظلم الغير معلوم
نظر إليه ذلك المچرم و أبتسم و قد قرر التحرك سريع قبل أن يره أحد أو هكذا هو إعتقد !!
قبل ان يتحرك نظر لذاك الغائب عن الوعي الغارق في دمائة و تحدث إلية بفحيح و حقد دفين ٠ إنت اللي جبت الأذي لنفسك و نهيت حياتك بإيدك
و أكمل بنيرة حنون لعاشق ملتاع أذاب العشق قلبه ٠ كنت عاوز ټخطف مني نسمة حياتي اللي عشت عمري كله أستناها و آتحمل دلالها لجل ما أفوز بيها في الأخر و ترطب علي قلبي العاشق !
و أكمل بغل ٠ ده بعيد عن عينك يا آبن الأكابر
كانت هناك عيون تختبئ جيدا و تراقبه من بعيد إنه الرجل الذي وضعة مهرب الأثار مجدي حمدان الذي يعمل معه ناجي وذلك لمراقبته و نقل جميع تحركاتة جحظت عين الرجل من هول المشهد تحرك مهرولا مع إتخاذ الحيطة لعدم رؤيتة من ذاك الناجي ضل يسرع حتي توقف أمام إحدي مكاتب التليفونات و دلف لإحدي الكبائن و طلب رقم مكتب مجدي حمدان رجل تهريب الأثار
تحدث الرجل بصوت هامس ٠ إلحقنا يا مجدي باشا المچنون اللي إسمه ناجي قتل الباشمهندس بتاع إسكندرية !
إنتفض الرجل من فوق مقعدة كمن لدغه عقرب و تحدث بحدة بالغة ٠ الله ېخرب بيته هيضيعنا الحمار و يودينا في ستين داهيه معاه
ثم تساءل متمنيا بلهفة ٠ إنت متأكد إنه قتلة يا حامد
تحدث حامد إليه بنبرة مذبذبة ٠ أنا شفته غرس مطوة في بطنة و شفته و هو بيحركها في لحمة و بعدها لقيت الراجل وقع علي الأرض و هو فاقد الوعي يا باشا بس معرفش إذا كان ماټ و لا لسه عايش
تحدث مجدي إلي حامد بنبرة غاضبة ساخطة ناهرا إياه بحدة ٠ و إنت كنت فين يا بقف إنت كمان لما المصېبة دي حصلت مجرتش عليه و منعته حتي و لو بالقوة ليه
إرتبك حامد بوقفته ثم ثحدث بنبرة مرتجفة مبررا تصرفاته ٠ يا باشا هو أنا لحقت ده طلع المطوة من ورا ظهرة و طعن الراجل في لمح البصر ده غير إن سعادتك كنت منبه عليا اني أراقب ناجي من بعيد و مخلهوش يلمحني و لا يحس بيا
قطع مجدي حديث حامد قائلا بإستهجان و سخط ٠خلاص خلاص إنت هتحكي لي قصة حياتك و مغامراتك في المراقبة إنت كمان
ثم تحدث مجدي بنبرة قوية أمرا إياه ٠إسمعني كويس يا حامد إنت تروح تشوف الحيوان ده فين الوقت و تقطع لي طريقه و تقول له إني محتاجه يجي لي علي المخزن القديم فورا لأني محتاجه في شغل مستعجل
و أكمل محذرا إياه ٠ إوعي تحسسه إنك عرفت أو شوفت حاجه يا حامد مفهوم
أجابه الرجل بطاعه ٠ مفهوم يا باشا !!
أنهي المكالمة ثم وضع سماعة الهاتف و دق علي مكتبة پحده عبرت عن مدي غضبه
نظر له المدعو بديع المجاور له و الذي يعتبره مجدي ذراعه الأيمن لذا لا يفارقه أبدا
و تحدث بحنكة و عقل واعي بعدما قص عليه مجدي كل ما حدث ٠ و هتعمل أية مع الباشمهندس يا مجدي باشا
أجابه مجدي بنبرة ساخطة ٠ هعمل له أيه يعني يا بديع أروح انقلة للمستشفي علشان أسلط العين عليا و أقول للي ميعرفش علاقتي باللي إسمة ناجي تعال إعرف
و أكمل بإحباط ٠ ده غير إن زمانه ماټ بعد اللي عملة فيه الغشيم الله ېخرب بيته
أردف بديع بحنكة و دهاء ٠ موضوع مۏته لسه مش مؤكد لحد الوقت و لازم سعادتك تعمل أقصي جهدك و تحاول تنقذة قبل ما يجري له أي حاجة
و أكمل مفسرا ٠ الواد ده لو ماټ قيامتنا هتقوم مع مۏته يا باشا إنت ناسي سعادة الباشا الكبير قال لسيادتك أية لما كان بيبلغك إن مش لازم ناجي يضايقة بأي شكل من الأشكال
ضيق مجدي عيناه و تحدث مستفهما ٠ قصدك علي إبن عمة عقيد المخابرات
أكمل علي حديثة بديع مذكرا إياه ٠ و عمة لوا الشرطة مدير الأمن اللي إسمة إسماعيل المغربي
نظر مجدي إلية بتمعن و تحدث بإطراء إلي بديع ٠ كلامك كله صح و عين العقل يا بديع
ثم أكمل أمرا إياه بلهفة سريعة ٠ طب خلي حد من الرجالة يتصل حالا من أي كبينة بالإسعاف و يبلغ بالمكان اللي بلغنا بيه حامد و يقول إنه لقي واحد مرمي و مطعون في بطنة
واسترسل حديثه بحيطة ٠ بس من غير ما يقول أي بيانات عنه علشان ما ننكشفش يا بديع
و أكمل أمرا ٠ و أبعت حد من رجالتنا حالا يحوم حوالين المهندس و يتابعه بس من بعيد و من غير ما حد يشوفة لحد ما الإسعاف توصل له و ييجي يبلغني إذا كان لسه عايش و لا اية
أجابه بديع بطاعة عمياء ٠ تمام يا باشا نص ساعة بالكتير و كل اللي معاليك أمرت بيه هيتنفذ بالحرف الواحد
قال بديع كلماته و أنصرف متجه إلي الخارج لينفذ ما آمر به
تم نسخ الرابط