عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
كل اللي إنت عاوزة إن شاء الله هيحصل
ثم أدخلته داخل أحضانها و شددت من ضمته و بدأت تتخلل شعر رأسه بأناملها بحنان و أردفت قائلة مطمئنة إياه أنا معاك يا حبيبي و مش هسيبك
إستكان داخل أحضان والدته و كأنه وجد ملاذة داخلها
في صباح اليوم التالي
دلف صلاح إلي الغرفة التي يقبع بها صغيره نظر عليه بقلب ېتمزق لحالة الحزن التي تملكت من عيناها و أصبحت لا تفارقها منذ أن فاق و وعي علي حالة سحب حسن بصره و أبعده عن مرمي عيناي والده مما أحزن صلاح
والدها و تحدثت بإحترام و إجلال وهي تفسح له الطريق في إشارة من كف يدها ٠ إتفضل يا بابا
أماء لها صلاح و أبتسم بحنان و تحرك و جلس بالمقعد المجاور لتخت نجله ثم تحدث بنبرة صوت حنون ٠ عامل أية إنهاردة يا باشمهندس
أجاب والده بإحترام دون النظر إليه ٠ الحمدلله أحسن
نظر سريع إلي والده بعيون متسائلة فتحدث صلاح مداعب إياه ٠ يلا شد حيلك و قوم بالسلامة عشان نروح للراجل و نتمم إتفاقك معاه و نخطب لك...
و أكمل بتساؤل مضيق عيناه ٠ هي آسمها أيه البت دي
أنار وجهه من شدة سعادته و هو ينطق حروف إسمها غير مستوعب لما يجري ٠ بسمة إسمها بسمة يا بابا
شعر بالعالم أجمع يتراقص و يتغني حوله من شدة سعادته و لم يعد للألم المپرح الناتج عن چرحة مكان بل كل ما شعر به هو فرحة لم يشعر بمثلها من ذي قبل غمرت قلبه و تملكت من كيانه بالكامل
أجابها بنبرة جادة معنف إياها بلطف ٠ و من أمتي و أنا بهزر في الكلام ده يا بنت عزيزة
إقتربت علي والدها و قبلت رأسه بإحترام و تحدثت ٠ ربنا يخليك لينا يا بابا
نظر له حسن بسعادة و أردف شاكرا إياه ٠ ربنا يخليك ليا يا بابا أنا مش عارف أقول أيه لحضرتك مش لاقي جوايا كلام يعبر لك عن اللي أنا حاسه
و في اليوم التالي
ذهب عز و صلاح و محمد إلي منزل دياب الذي قابلهم بترحاب و ود و كرم ضيافة عالي معروف لدي أهل أسوان أهل الكرم و الجود
تحدثت الجده إلي صلاح بأسي و أسف ٠ حقك علينا في اللي حصل من ولد إبني ناجي الله يرحمه في حق الباشمهندس
ثم تنقل النظر بينها و بين دياب و تحدث بإبتسامة سمحة ٠ خلينا في المستقبل كفيانا حزن و ۏجع أنا جاي أطلب منكم إيد بنتكم المحترمة لإبني حسن و يسعدني و يشرفني إنكم توافقوا علي طلبي ده
و أكمل ٠ أنا عارف إن حسن جا لكم قبل كدة و طلبها و أنا جاي إنهاردة علشان أأكد علي طلبه ده و أتمني إنكم توافقوا و نتمم الموضوع
تنهدت الجده بأسي و تحدثت بنبرة حزينة ٠ طلبك يشرفنا يا حاج و أنا أديها لحسن عن طيب خاطر و أوصلها لكم لحد باب بيتكم كمان بس إنت شايف الظروف اللي إحنا فيها البت لسه إبن عمها مېت و مش حلوة في حقنا نفرح و نعمل خطوبة و الواد لسه مكملش حتي أسبوعين
تحدث صلاح بتفهم ٠ و إحنا بنفهم في الأصول بردوا يا حاجة أنا عارف كل الكلام ده و مقدر حزنكم علي إبنكم ده غير إن حسن لسه تعبان و محتاج شهور علشان يقدر يرجع زي الأول و يمارس حياته بطبيعيه
و أسترسل حديثه بنبرة جادة ٠ أنا هنقلة علي إسكندرية في طيارة خاصة بعد يومين الدكاترة قالوا إنه لازم يقعد في المستشفي علي الأقل إسبوعين كمان تحت الملاحظة و بعدها هيفضل في إسكندرية لحد ما يشد حيلة خالص و ترجع له صحته زي الاول و بعدين نبقا نتمم الجوازة علي طول بإذن الله
أنا بس عاوز منك وعد بالموافقة و عاوزك تسمحي لبسمة تيجي بكرة المستشفي تشوف حسن قبل ما نسافر علشان أكيد هيفرق في نفسيته و في علاجة اللي لسه مطول
تحدث دياب بموافقة و ترحاب ٠ إن شاء الله بكرة أنا هجيبها و أجي و نزور الباشمهندس بس سعادتك و باقي العيلة الكريمة معزومين بكرة هنا علي العشا علشان تدوقوا الأكل الأسواني
معلش إعفونا مرة تانيه إن شاء الله جملة تفوة بها صلاح بإعتذار
فأصرت الجدة علي حضورهم لتناول العشاء و وافق صلاح علي طلبها و أستأذنوا بالرحيل
و مع رحيل الشمس بنفس اليوم
داخل الطائرة المتجهه برحلتها من الحبيبة أسوان إلي عروس البحر الأبيض مدينة الجمال الأسكندرية
كان يجلس ذلك العاشق بجوار إمرأة أحلامه التي حرمت عليه كتحريم الأم و الأخت
ينظر إليها بقلب عاشق سعيد لأجل تواجدها بالقرب منه بهذا الحد
تحدث إليها متلاشيا النظر داخل عيناها حتي لا تسحرة كعادتها دون إدراك منه و تجعله متيما هائما في سماء عشقها و هذا الشعور يرفضه و يحاربه طيلة الوقت ٠ إنت كويسه يا ثريا
تنفست بعمق ثم زفرت بهدوء و أجابته بنبرة حزينة و ذلك لحزنها علي زوجها و ما أصابه ٠ الحمدلله علي كل حال يا عز مرتاحه شوية إني إطمنت علي حسن و خصوصا بعد موافقة بابا علي موضوع خطوبته من بسمة
أردف هو قائلا بإعجاب ٠ تعرفي إني إحترمت البنت دي جدا لما أعترفت إن ناجي هددها بإنه هيأذي حسن لو مبعدتش عنه واحده غيرها كانت خاڤت علي إبن عمها من السچن أو حتي خاڤت من لوم أهلها ليها
و أكمل بنبرة حنون ٠ بس الظاهر إنها بتحب حسن أوي لدرجة إنها متفكرش في أي حاجة غير إنها تجيب له حقة حتي لو هتقف هي في وش المدفع يا بخت قلبه بيها و بحبها
إبتسمت ثريا و أردفت قائلة بنبرة دعابية ٠ قصدك يا بختها هي بحب حسن المغربي يا عز باشا
قهقه برجولة و أرجع رأسه للخلف قائلا بدعابة مماثلة ٠ قوام إبتديتي شغل الحموات يا ثريا
و أكمل مداعب إياها ٠ ده أنا كنت مخدوع فيكي بقا
ضحكت بنعومة و أردفت بنبرة رقيقة جعلت القشعريرة تسري داخل جسد ذاك العاشق الولهان و أردفت قائلة بنبرة مدافعه عن حالها ٠ طول عمرك و إنت مظلومة يا ثريا
أردف قائلا علي عجل و لهفة ٠ لا عاش و لا كان اللي يظلمك طول ما انا عايش علي وش الدنيا و فيا نفس يا غالية
شعرت بسعادة الدنيا تحوم حولها لإستماعها لتلك الكلمات من إبن عمها الغالي التي تعتبره بمثابة شقيقها الثالث
و تحدثت إلية بعيون شاكرة و نبرة سعيدة ٠ربنا يخليك ليا يا عز و تفضل طول عمرك أخويا و سندي اللي لما بحتاج له دايما بلاقية
إبتسم و سعد داخله فحتي
و إن كانت تعتبره ك شقيقها فيكفيه أنه قريب من قلبها و له بداخله مكانة و لو صغيرة
أما هي فالټفت بوجهها تنظر من نافذة الطائرة و تتأمل في السماء و كلها إشتياق لرؤية زوجها الغالي و صغارها التي إشتاقتهم حد الجنون
شعرت بحركة طفلها العڼيفة داخل أحشائها و كأنه يركلها بساقيه فقشعرت ملامح وجهها و وضعت يدها علي أحشائها و تألمت في صمت
فسألها ذاك المراقب لها متلهف و الخۏف ظهر بعيناه ٠ فيه حاجة بټوجعك يا ثريا
حولت بصرها إلية و أجابته مبتسمة ٠ شكل إبن أخوك و لا بنته هيطلعوا أشقيا أوي مبيبطلش ترفيس طول الوقت جوة بطني
إبتسم لها و سألها بإهتمام ٠ نفسك في ولد و لا بنت
أجابته بنبرة راضية كلها يقين ٠ كل اللي يجيبه ربنا خير أهم حاجه البيبي يكون بصحة كويسه
و أكملت بنبرة حزينة و عيون منكسرة ٠ اللي أهم من كل ده إن ربنا يشفي لي أحمد و يخليه في وسط أولادة و يفرح بيهم و يشوفهم و هما بيكبروا قدام عيونه
نزلت كلماتها تلك علي قلبه زلزلته و حزن لأجل شقيقه و مصيره المحتوم بالمۏت المؤكد وساد الصمت بينهما بعد تلك الكلمات
و بعد مدة من الوقت
دلفت إلي منزل العائلة بجوار عز وجدت ذاك العاشق بإنتظارها و الغيرة تنهش قلبه و تشعله لرؤيتهما معا و أيضا منيرة و منال و راقية و عبدالرحمن و اطفال المنزل الجميع بإنتظارهما بإشتياق جارف لرؤيتهما و أيضا للإطمئنان منهما علي صحة حسن و كيف أصبح
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السابع و العشرون
نظرت ثريا إلية و شعرت أن روحها قد ردت إليها من جديد بفضل رؤياه البهية أسرعت إليه و بدون وعي منها أو إدراك لمن هم حولها وجدت حالها ترتمي لداخل أحضانه و تحتمي به من مرارة الأيام و قسۏتها عليها لم يشعر هو الاخر بحاله حاوطها بذراعيه و شدد من ضمته لها مقبلا مقدمة رأسها و هو يشتم عبيرها پجنون متناسيا غضبته و غيرته التي إنتابته منذ القليل
و تحدث إليها بنبرة عاشقه مشتاقه ٠ حمدالله علي السلامة يا حبيبتي
أجابته و هي مغمضة العينان و كأنها تريد أن تتناسي العالم بأكمله داخل أحضانه ٠ وحشتني يا أحمد وحشتني أوي
كل هذا كان يحدث تحت أعين ذاك المغروم و عنوة عن قلبه حزن داخله و تألم بعدما رأي شوقها الجارف لحبيب صباها و فارس أحلامها الوحيد
نفض رأسه من تلك الأفكار و أستغفر ربه و طلب منه السماح و العفو و المغفرة عن تلك المشاعر التي لا حيلة له في تحريكها و يعلم الله علم اليقين أنه دائما ما يحاربها و بشدة و لكن يبدوا أنها تأصلت حتي بات عشقها يتحرك داخل عروقة و يسري كسريان الډم داخل الشريان
تحرك هو إلي والدته أولا و أحتضنها و بعدها أطفاله ثم منال الذي إحتضنته بحنان قائلة ٠حمدالله علي السلامة يا سيادة العقيد
إبتسم لها بهدوء و رد عليها قائلا و هو يربت علي كتفها ٠ الله يسلمك يا منال
ثم إلتفت بوجهه إلي شقيقه و أردف متساءلا بنبرة حنون ٠ صحتك عاملة أيه الوقت يا أحمد يا تري إتحسنت علي الدوا الجديد اللي كتبه لك الدكتور الفرنسي
و بصعوبة بالغه تحامل علي حاله و أزال من داخله شعور الغيرة الذي يسكنه كي لا يحمل أي ضغينة لشقيقه و الذي يجزم أنه لم يحمل له بداخله إلا كل الحب و الخير
و تحدث بهدوء ٠ الحمدلله حاسس إني أحسن من الأول بكتير
إبتسمت له متيمته التي كانت تحتضن صغيرها رائف و تزيده من القبلات الشغوفه و أردفت قائلة بسعادة ظهرت علي وجهها ٠ الحمدلله يا حبيبي أنا متفائلة جدا بالدكتور ده و إن شاء الله الشفا هيكون علي إديه بأمر من ربنا
أردفت منيرة قائلة بتفاؤل ٠ إن شاء الله يا ثريا
تبادل الجميع السلام و تحركوا إلي الداخل و جلسوا
نظرت منال إلي ثريا و تساءلت بإهتمام ٠ ياتري الباشمهندس حسن عامل اية الوقت يا ثريا
أجابتها ثريا بإبتسامة هادئة ٠ الحمدلله أحسن كتير
ثم أسترسلت حديثها بإبتسامة واسعه و هي تتنقل النظر بين الجميع ٠ عندي ليكم خبر هايل و إحتمال كمان ما تصدقهوش
حول الجميع أبصارهم إليها و أنتظروا باقي حديثها بترقب قاطعها عز مداعب إياها بإبتسامة ٠أقولهم أنا
قاطعته بإبتسامة سعيدة تحت إستشاطة أحمد و منال التي إشتعلت الڼار بداخلها غيرة علي رجلها الذي دائما ما يغمر تلك الثريا بالدلال و المداعبة أما هي فدائما ما ېعنفها و يحاسبها حتي علي خروج النفس من داخلها هكذا حدثتها نفسها
رمقته ثريا بنظرة لائمة مصطنعه و أردفت قائلة ٠ و بعدين معاك بقا يا عز
أجابها مبتسما غير مستوعب كمية الڼار الشاعله داخل قلبي أحمد و منال ٠ خلاص يا ستي أديني سكت إتفضلي قوليلهم علي المفاجأة الغير متوقعة
تبادلت النظر بين الجميع و تحدثت بنبرة حماسية ٠ بابا وافق علي خطوبة حسن و البنت اللي بيحبها مش بس كدة ده كمان راح لبباها إنهاردة و طلب منه إيدها رسمي
تهلل وجه عبدالرحمن و منيرة التي تحدثت بسعادة ٠ اللي عمله أبوكي ده عين العقل علشان نفسية حسن تتحسن
و أكملت بتمني ٠ ربنا يتمم شفاه علي خير و يقوم لنا بالسلامة و نفرح بية
نظرت ثريا إلي أحمد و أحتضنت كف يده و تساءلت بإهتمام ٠ أية رأيك يا أحمد في المفاجأة الحلوة دي
أجابها بإبتسامة سعيدة لأجل سعادتها التي إرتسمت فوق ملامحها ٠ مفاجأة حلوة أوي ألف مبروك يا حبيبتي
أما منال التي نزل عليها الخبر كصاعقة فهي دائما يوهمها خيالها أن تلك الزيجة ستؤثر علي مستقبل أطفالها فتحدثت بإستهجان و نبرة إعتراضية ٠ و بباكي وافق إزاي بعد كل اللي حصل من إبن عمها ده
وجه عز بصره إليها سريع و رمقها بنظرات محذرة فابتلعت ما تبقا من كلمات داخل جوفها و فضلت الصمت حفاظ علي كرامتها التي حتما ستهدر علي يده و أيضا كي لا تستدعي ڠضبة و يعيد تجربة هجره لها من جديد
أما راقية التي تحدثت بإستهجان ٠ غريب أوي تصرف عمي محمد بقا اللي كان رافض الفكرة من الأساس و مانع أي حد يفتح معاه الموضوع فجأة كده يوافق بعد إبن عم البنت ما كان ھيموت
متابعة القراءة