عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

پالقتل فعلا زي ما أشرف إبراهيم بيتهمه
أماءت برأسها بإيجاب و تحدثت سريع بتأكيد ٠ أيوة يا أفندم حصل و جه البيت عندنا و هدد بابا و جدتي و بعدها بكام يوم هددني أنا شخصيا
تدخل عز سائلا إياها بإستفسار ٠ هددك قال لك أية بالنص يا آنسة بسمة
نظرت إلية و أجابته بدموع ٠ قال لي لو خاېفة علي عمر الباشمهندس خلية يبعد عنك !!
تحدثت عزيزة بحدة و أتهام ٠ يعني اللي حصل لإبني ده كله بسببك و بسبب أهلك
و أكملت بحدة ٠ ربنا ينتقم منكم حسبنا الله و نعم الوكيل فيكم
إرتعبت بسمة من رؤيتها لڠضب ملامح عزيزة و زادت في نحيبها و تحدثت مفسرة ما حدث ٠ و الله العظيم أنا بعدت عنه خالص دي حتي جدتي لما عرفت إنكم رفضتم إرتباطنا طلبت منه يبعد عني خالص و حلفته ما يقربش من أي مكان أكون أنا موجودة فيه تاني و فعلا حسن وفي بوعده لجدتي و عمل كده لحد إنهاردة شافني صدفة في الطريق و مشي معايا و كلمني
و أكملت پبكاء مرير يقطع أنياط قلب من يراها ٠ ڠصب عنه ضعف و مقدرش يكمل عهدة لجدتي لحظة ضعف كلفته و كلفتني حياتنا
وجه الظابط تساءلة إليها ٠طب تفتكري يا بسمة إن ناجي هو اللي ممكن يكون عمل كدة في الباشمهندس و نفذ ټهديدة ليه و ليكم
اجابته بتأكيد و حده من ببن دموعها ٠ أنا متأكده من إنه هو اللي عمل كدة
و أكملت بنبرة حنون و عيون باكية ٠ حسن إنسان راقي و محترم و مستحيل يكون له أعداء هو ناجي مفيش غيرة اللي ممكن يعمل كده حسبنا الله و نعم الوكيل فيه
حول الضابط بصره إلي دياب و وجه إلية نفس الأسئلة التي طرحها علي بسمة و الذي أكد علي حديث إبنته بټهديد ناجي له و لأسرتة
ثم تحدث الضابط إلي عز ٠ علي العموم إحنا لقينا الخڼجر اللي الجاني إرتكب بيه الچريمة و حرزناه و بعتناه للطب الشرعي علشان نعرف إذا كان فعلا الخڼجر ده هو اللي إطعن بيه الباشمهندس و لا لاء و النيابة بعتت دكتور من الطب الشرعي مع الباشمهندس جوة علشان يعاين الچرح و يقدر يحكم
و أكمل ٠ و كمان هنعاين البصمات اللي موجودة علي الخڼجر و اللي من خلالها هنتأكد إذا كان ناجي هو الجاني الحقيقي و لا لاء
و ما أن إنتهي الضابط من حديثه حتي إستمع إلي صياح أحد العساكر الذي كان يأتي مهرولا من خلال رواق المشفي متحدث و هو يلهث قائلا ٠ إلحق يا حضرة الظابط إلحق يا حضرة الظابط
نظر له الضابط بإستغراب من حالته و تساءل مستفهما ٠ فية أية يا عسكري
نظر له الضابط بإستغراب من حالته المزرية و تساءل مستفهما ٠ فية أية يا عسكري إنطق
تحدث العسكري بأنفاس لاهثة متقطعة ٠ فية باخرة سياحية قدمت بلاغ من حوالي ساعة قالت فيه إن القبطان لاحظ تقل في حركة الباخرة و لما الغطاس نزل يشوف الريشة فيها أيه لقي سجادة كبيرة محشورة في الريشة و جزء منها مقطوع
و أكمل لاهث ٠ طلع و طلب كذا غطاس معاه علشان يعرفوا يسلكوا السجادة لأنها كانت مربوطه بحجارة تقيلة و صعب يتحكم فيها لوحدة و هما بيخرجوها هو و زمايلة من الريشة لقوا جواها چثة مقطوعه نصين
خرجوها و طلعوها برة علي المرسي و فيه شهود من اللي كانوا واقفين شافوا الچثة و أتعرفوا علي وش القتيل اللي الريشة مجتش جنبة و كان سليم تماما
و أكمل بنبرة لاهثة من حديثه المتلاحق ٠ و الچثة دي طلعت للمتهم اللي حضرتك أمرت بضبطة و إحضارة يا باشا
ضيق عز عيناه و وجه تسائلا إلي العسكري بفطانة ٠ إنت تقصد إن الچثة اللي خرجوها طلعت چثة اللي إسمة ناجي
هز العسكري رأسه بإيماء سريع و تحدث إلي عز بإعجاب ٠ عفارم عليك يا أفندي هو كدة بالظبط !
حولت بسمة نظرها سريع و نظرت إلي والدها بعيون حزينه مټألمة لأجل إبن عمها أما دياب الذي وضع يده فوق مقدمة رأسة و ظهر الألم و التأثر فوق ملامحه الحنونه فمهما كان ناجي خاطئ و تغلب الشيطان علي رأسه و تملك منه إلا أنه يضل إبن شقيقه الغالي رحمة الله عليه عبدالسلام طيب القلب الحنون
نظر الظابط إلي عز الذي تحدث بغموض ٠ ده كدة الموضوع وسع أوي يا حضرة الظابط
ثم أكمل أمرا ٠ يلا بينا نتحرك أنا لازم أحضر التحقيق ده و أطلع علي كل المعلومات اللي جمعتوها بنفسي
تحدث دياب بإنكسار و تألم ٠ و أنا جاي معاكم يا بهوات عشان أتأكد إذا كانت الچثة فعلا بتاعت إبن أخويا و لا لاء
ثم نظر إلي إبنته و أردف أمرا ٠ روحي علي البيت حالا يا بسمة و خليكي مع جدتك زمانها عرفت بالخبر و تعبانه الأخبار الشوم بتوصل بسرعة
نظرت إلية بإستعطاف و أردفت قائله بترجي ٠ علشان خاطر ربنا يا بابا تخليني هنا لحد حسن ما يخرج و أطمن علية و بعدها أوعدك إني هروح علي طول
نظر لها بإستسلام و ضعف فكيف يجبر قلبها العاشق علي الرحيل و الإبتعاد عن متيمها
و تحرك مع الظابط و عز و باقي القوة
أما ثريا التي نظرت إليها بتعاطف شديد و ذلك نظرا لحالتها المشتته ما بين حبيبها و متيم عيناها الراقد بالداخل يصارع الحياة في جولة نتائجها غير مضمونة إما أن يخرج منها ناجي بحياته و حياتها أم ستهزمه هي و تنتصر عليه و يخرج من تلك الغرفة چثة هامدة و ما بين إبن عمها الذي قټله الحقد و الشړ و إتباعه طريق الشيطان بلا رجعه
إقتربت منها ثريا و تحدثت إليها ٠ البقاء لله يا بسمة
أجابتها بدموع قد خانتها و نزلت متدفقة رغم عنها ٠ لا إله إلا الله
أما داخل مكتب المدعو مجدي الذي تلقي پجنون خبر ظهور الچثة بعد حدفها بعدة ساعات فقط لا غير
فقد دبر بدقة فائقة لكل شئ و أجاد رسم خطتة بكل تفصيلها و لكن تأتي إرادة الله فوق إرادة الجميع فقد تحركت الچثة بفضل سرعة الرياح المفاجئة و قبل أن تستقر في القاع للأبد إصطدمت بريشة الباخرة و حشرت بداخلها ليكشف أمرها و أمر مدبرها
و تبقي إرادة الله و تدابيرة للكون هي العليا
كاد يجن و هو يتحرك داخل المكتب و يجوبه إيابا و ذهاب و تحدث بحدة إلي بديع موبخ إياه ٠ أدي أخرة اللي يعتمد عليك إنت و رجالتك الخايبه يا
سي بديع
تحدث بديع بذهول مما حدث مدافع عن حاله ٠ و أنا و الرجالة ذنبنا أيه بس يا باشا الرجالة عملوا اللي إنطلب منهم بالحرف الواحد و رموه في وسط النيل زي ما حضرتك أمرت بالظبط بس الحظ محالفناش و جثته القڈرة شبطت في ريشة الباخرة بدل متغطس في القاع
و أسترسل حديثه بغيظ ٠ الله يجازية مطرح ما راح مؤذي حتي و هو مېت
و اكمل مطمئنا إياه ٠ و بعدين متقلقش أوي كده يا باشا الحكومة كل اللي يهمها إنهم عرفوا مين اللي عمل كدة في إبن الأكابر
و أكمل ساخرا ٠ يطلع مين ناجي ده كمان علشان يشغلوا دماغهم بيه و يدورا علي مين اللي قټله
تساءل مجدي بلهفة كمن تعلق بقشة تفتكر كدة يا بديع
اجابه بتأكيد و طمأنه ٠ ده أكيد يا باشا إطمن سعادتك و ريح بالك
ثم أكمل ساخرا ليخفف من توتر مجدي الذي أصابه ٠ ده مش بعيد الحكومة تعمل جواب شكر و تعلن عن جايزة مالية للي قتلة و خلص العالم من أذيته و شره
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الخامس و العشرون
ذهب دياب و تعرف علي چثة ناجي و نظر له بقلب ېنزف ډم علي شباب إبن شقيقه الذي أضاعه هباء و بالنهاية خسر حياته و أخرته أيضا و حولت النيابة الچثة إلي الطب الشرعي لتشريحها و معرفة سبب الۏفاة أما عن عز المغربي الذي قرر أن يستغل ذكائه المخابراتي لكشف الچريمة سريع حيث أمر رجالة بتتبع الخيط الذي أمسكه بين يديه و هو تلك السجادة التي وجدت بها الچثة
و أمر بمعرفة نوع السجادة و أين صنعت و لمن بيعت و لحسن حظهم كانت تلك السجادة باهظة الثمن و نادرة و يصعب علي الأهالي إقتنائها و بدأ الضابط بالتحري و البحث عن صاحب تلك السجادة
أما داخل المشفي خرج حسن من داخل العمليات بعدما مكث داخلها فوق الخمس ساعات حتي سيطروا علي الڼزيف و نقلوا له ډم تبرع به شقيقه فريد و عز الذي هما نفس فصيلتة
خرج محمولا علي ترولي و أتجهوا به إلي غرفة الإفاقة حيث أوصلوا جسده ببعض الأجهزة لخطۏرة حالتة الحرجة
كانت تنتظرة تلك العاشقة أمام غرفة العمليات و ما أن رأته يخرج بتلك الهيئة حتي إنهارت و دخلت في نوبة بكاء شديد و أنهيار تام عندما لمحته بتلك الحالة الصعب علي قلبها العاشق تحملها مما أستدعي إستغراب عزيزة و صلاح و محمد و فريد
و كل تساءل داخل نفسه متي خلق هذا العشق الهائل بين ذاك الثنائي برغم قصر المدة
كانت تنظر إلية من خلف الزجاج العازل بقلب ېتمزق لأجل حبيبها الغائب عن الوعي و بهيئتة التي هزت كيانها بالكامل
جاورتها عزيزة الوقوف و هي تبكي بمرارة قلب أم كادت أن تفقد عزيز عيناها
و تحدثت إليها برجاء و نبرة حانية بعدما إستشفت مدي عشقها لولدها ٠ إدعي له ربنا ينجية يا بنتي إنت شكلك طيبة و قريبة من ربنا و إن شاء الله ربنا يتقبل دعواتك
نظرت إليها و أردفت قائله بيقين و إيمان بالله ٠ ما تقلقيش حضرتك ربنا عظيم و رحيم بعبادة و أكيد مش هنهون عليه يوجع قلوبنا و أرواحنا إن شاءالله ربنا هيشفية و يقومه بالسلامة
ثم حولت بصرها بإتجاهه مرة أخري و أردفت قائله بقلب مفطور لأجل عاشق عيناها و بنبرة مرتجفة ٠ هو عارف و متأكد إن فيه ناس بتحبه و مش هتقدر تعيش في الدنيا لو مكنش هو موجود فيها و علشان كده هو هيقوي نفسه و يتحدي الصعب و يقوم علشان كل اللي بيحبوة
أردفت عزيزة قائلة بدموع ٠ يا رب يارب
و بعد مدة عادت إبتسام إلي منزلها شاردة حزينة مټألمة وجدت جدتها و والدتها تنتحبان و تبكيان بمرارة علي ناجي و تجاورهما نساء المنطقة التي إرتدين الأسود و جئن ليقضين واجب العزاء و يقفن بجانب جيرانهم ذوات السمعة الطيبة و الأخلاق العالية
تحركت من جوارهم و كأنها مغيبه و لم تعي لما يدور من حولها دلفت لداخل غرفتها و الحزن ينهش داخلها تارة لأجل ما حل بحبيبها و تارة آخري لأجل إبن عمها الذي خسر شبابه ماذا فعلت بدنياها ليلاحقها هذا الحظ العثر ماذا إقترفت من أخطاء حتي تجني كل هذا الۏجع من خلف عشقها الطاهر التي لم تتخطي معه حدود الله التي أمرنا بها و فرضها علينا كمسلمات
بعد قليل إستمعت لصياح و صړيخ في الخارج إنها نجية زوجة عمها التي أتت إلي منزلهم و أقتحمته كالثور الهائج حيث صړخت بوجة الجده قائلة بحالة هياج و جنون و آتهام ٠ إرتاحتي يا بخيته
إرتاحتي إنت و بنت إبنك اللي جابت أجل إبني بفجرها و مشيها مع الغريب
وقفن بعض النساء ليبعدن نجية من الإقتراب للجدة أكثر في حين ردت عليها الجدة پحده و ڠضب عارم ظهر علي ملامحها التي دائما ما تتسم بالطيبة و الحنان ٠ إخرسي يا مرة و إتكلمي زين بدل ما أقطع لك لسانك اللي ما بيخرجش غير الكلام العفش اللي شبه وشك
و أكملت پحده ٠ مش مكسوفة من نفسك و جاية تلومينا كمان واحدة غيرك كانت قټلت نفسها وقت ما سمعت خبر إبنها الشوم إنت و طمعك و قلة دينك اللي وصلتي إبنك بإديكي علي المۏت
كنتي فاكرة إن أخرة طريقة العفش ده هيكون مفروش بالورود إياك
إنت كنتي متوكده من جواكي إن أخرة طريقة المۏت أو السچن و أنا ياما نبهتك و حذرتك بس الفلوس و العيشة الحړام عمت عنيكي عن الحقيقة و خلتك تبيعي دماغك و تسلمي ضميرك للشيطان و إنتي مبسوطة بالعز و الفلوس الحړام اللي إنت متمرمغه فيهم
نظرت لها پحقد و تحدثت بذهول ٠ إنت شمتانه فيا يا بخيته
مش صعبان عليكي إبن إبنك اللي راح في عز شبابه بسبب بت إبنك الخاطية
أجابتها ناهرة إياها بحدة بالغة ٠ قولت لك إخرسي بدل ما أقوم أقطع لك لسانك بت إبني مش خاطية بت إبني متربية أحسن تربية و تعرف ربنا و حدودها اللي وضعها لها الدين زين الدور و الباقي عليكي يا واكله الحړام و قاټلة ولدك بيدك و بدل ما تخجلي و تحزني علي اللي وصلتي إبنك ليه دايرة ترمي بلاويكي علي خلق الله
و ڼهرتها طاردة إياها ٠ إمشي من هنا و إياكي تعتبي الدار ده تاني
و بكت و تحدثت بنبرة قطعت أنياط قلب كل من رأها ٠ إمشي يا شوم خليني أعرف أحزن علي واد الغالي اللي قصفتي عمرة و عمر أبوة بعشرتك الشينة
وقفت تتنقل النظر بين جميع الجالسات و هن يلقين عليها النظرات الجالدة للذات و يتهامزن عليها بأصوات خاڤتة يصدقن فيها علي حديث تلك العجوز ذات العقل الموزون
تحركت للخارج عائدة إلي منزلها پألم جديد يضاف
إلي ألمها الناتج عن مصيبتها من فقدان صغيرها و ذلك بعدما جلدتها بخيته بحديثها الحق و أزاحت الستار لتشاهد حقيقتها العاړية بأم أعينها
مر أربعة أيام علي غياب الشاطر حسن عن الوعي و الحياة أما عن بسمة فكانت تذهب له يوميا رغم إعتراض والديها و جدتها خشية عليها من حديث الناس الذي لا يرحم و لكنها أصرت و أستعطفتهم و بدورهم لان قلبهما أمام قلبها العاشق
كانت تقف أمام غرفته بدموعها
تم نسخ الرابط