عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
إنت عارفة قد أية غلاوتك عندي و إني أكيد
ما كنتش أقصد أزعلك أنا بس إضايقت و ما كنتش عارف أنا بقول أيه لما شفت أحمد پيتألم بالشكل ده قدامي
و أكمل بنبرة حانيه و عيون متألمه لأجلها ٠ أرجوك يا ثريا متزعليش مني!!
نظرت إليه بضعف و تحدثت من بين دموعها الحاړقة مما أتعب روحه و ألمها ٠ و انا هزعل منك ليه يا عز و إنت معاك كل الحق
و أكملت و عڈاب الضمير ينهش داخل صدرها ٠ و لو أحمد جري له أي حاجة عمري ما هقدر أسامح نفسي لأني هكون متأكدة من جوايا إن أنا بسلبيتي و سكوتي المخجل اللي وصلته لكده
حزن لأجل شعورها القاټل بالذنب و أردف قائلا بهدوء كي يمسح عنها ذلك الحزن و الألم اللذان أصاب قلبها الرقيق ٠ ما تحمليش نفسك فوق طاقتها يا ثريا اللي حصل لأحمد ده مكتوب و مقدر من ربنا سبحانه و تعالي ثم إحنا كلنا عارفين إن أحمد عندة فوبيا من الدكاترة من اللي حصل له زمان و أكيد هو اللي أثر عليكي و خلاكي ڠصب عنك تسكتي
و بكت بإنهيار ثم تحركت متجهه إلي المطبخ تاركه إياه في حيرة لتتابع مع والدتها و والدة زوجها تحضير الطعام لزوجها المړيض
نظر إلي طيفها بحزن ثم زفر بضيق لأجلها و تحرك متجها إلي الغرفة التي يتواجد بها شقيقة كي يطمئن عليه من جديد و يجاوره الجلوس هو و أبيه
دلفا معا إلي حجرة الطبيب و اجلسهما بعدما القوا عليه التحيه و تحدث إليه الحاج محمد متشاءلا بنبرة متلهفة ٠ طمني يا دكتور علي حالة أحمد
أخذ الطبيب نفس عاليا ثم أخرجه و تحدث إلية بنبرة يائسة ٠ للأسف يا حاج محمد حالة أستاذ أحمد مؤسفه جدا و أكتر كمان مما كنت أتوقع
اجابه الطبيب مفسرا للأسف يا سيادة العقيد أستاذ أحمد كان عنده قصور في الكلي و كان سهل جدا إنه يتعالج و حالته تتحسن و يرجع لطبيعته
ثم أكمل بنبرة حزينة ٠ لكن بفضل المسكنات اللي اخدها طول العشر شهور اللي فاتوا حولت الحالة من قصور لفشل كلوي مزمن
إنهار داخل محمد علي شباب صغيره الذي سيخطفه ذاك المړض الصعب إلي المۏت الحتمي
فأخرج صوته بصعوبة بالغة متسائلا بنبرة مرتجفه ٠ و نسبة الشفا من المړض ده قد أيه يا دكتور
أجابه الطبيب بنبرة هادئة ٠ كل شئ بأمر الله يا حاج أنا هبذل كل جهدي لكن الموضوع صعب بجد و محتاج متابعة و أول حاجة لازم تحصل هو إن الأستاذ أحمد يتحجز في المستشفي علشان نقرر العلاج المناسب لحالته و يتحط تحت الملاحظة الطبية
تحدث عز لذاك الجالس بجانبة و يعتصره الألم ٠ أرجوك يا حاج تحاول تهدي و تهون علي نفسك علشان صحتك ما تتأثرش و أحمد إن شاء الله هيبقا كويس و هيصحي
إبتسم لإبنه بمرارة و تحدث بوهن ٠ إنت بتضحك علي نفسك و لا عليا يا عز هو المړض ده لما بيصيب حد بيبقا ليه قومه تاني
تحدث عز بيقين و إيمان بالله القادر علي كل شئ ٠ خلي إيمانك بالله قوي يا حاج و خليك دايما متأكد إن ربنا قادر علي كل شئ و إن شاء الله يظهر لنا قوته و قدرته في شفاء أحمد
هز محمد رأسه بيقين و أردف قائلا ٠ و نعم بالله العلي العظيم
عاد عز و محمد إلي المنزل و جلس بصحبة أحمد و أخبروه بالحقيقة في محاولة منهما بإقناعه بالذهاب إلي المشفي و المكوث بداخلها لفترة محدودة
بعد مدة أخرج أحمد صوته بصعوبه متسائلا بنبرة صوت يائسة ٠ الدكتور قال لكم فاضل لي قد أيه و أقابل وجة كريم
نزلت كلماته تلك علي قلب عز زلزلته و تحدث محمد بنبرة حازمة ناهرا إياه بشدة ٠ مش عاوز اسمع منك و لا كلمة عن الموضوع ده إنت فاهم إنت هتخف و هتبقي كويس و هتربي ولادك و تعيش لحد ما تجوزهم بنفسك
و نظر له قائلا بضعف واهن ٠ و يكون في معلومك محدش هيحل عليا الكفن غيرك إنت يا أحمد خليك قوي يا أبني علشان خاطر أبوك الضعيف
إبتسم بمرارة يائسا من وضعه و نظر لأسفل قدمية منكس الرأس مفضلا الصمت
و بالفعل أحتجز أحمد داخل المشفي مدة أسبوعان و قد تحسنت حالته بعض الشئ بفضل جرعة الأدوية المناسبة لحالتة والتي قررها الاطباء بعد مراقبة حالته و الفحص الجيد له و لكن اخبرهما الطبيب ان هذا التحسن للأسف سيثبت عند هذا الحد لأن الحالة معقدة و النهاية الحتمية له هي المۏت الأكيد و كل ما بيدة ليفعلة لأجلة هو أن يحقنه بالمسكنات المناسبة كي يمارس حياته دون أن يشعر بذاك الألم الممېت
جاء حسن من أسوان إلي المشفي لمؤازرة شقيقته الغالية التي إنقلبت حياتها رأس علي عقب فور تلقيها خبر مرض زوجها القاټل
جلس بجانبها بعد أن إصطحبها إلي الأسفل داخل حديقة المشفي لتتنفس الهواء النقي و لو قليلا بعيدا عن رائحة الأدوية التي تقبض النفس و تؤرق النفس
أمسك كف يدها و وضعه بين راحتيه بحنان و تحدث إليها بإطمئنان ٠ مټخافيش يا حبيبتي إن شاء الله أحمد هيقوم بالسلامة و هيبقا كويس و زي الفل !!
ردت عليه متلهفة بنبرة ضعيفة ٠ إدعي له يا حسن إدعي له و إنت بتصلي إن ربنا يشفيه و يقوم لي أنا و أولاده بالسلامة
أجابها بإبتسامة حانية كي يضع الطمأنينة داخل صدرها ٠ إن شاء الله ربنا هيشفيه يا حبيبتي و هيرجع أحسن من الاول كمان. خلي يقينك بربنا كبير يا ثريا !!
أردفت قائلة ٠ و نعم بالله العلي العظيم
دلف عز من بوابة المشفي بعد إنتهاء دوام عمله كي يقوم بزيارة أخيه و متابعة تطور حالته مع الاطباء مثلما يفعل كل يوم منذ أن تم إحتجاز أخيه بالمشفي
وجدهما يجلسان فأقترب منهما و أحتضن حسن برعاية و حنين و جلس الجميع ثم تحدث إليه بنبرة ملامة ٠ مش ناوي تعقل بقا و ترجع
تنور بيتك و لا آية يا باشمهندس
نظر له حسن و تحدث إلية بنبرة حزينة ٠ تقصد البيت اللي إتطردت منه قدام العيلة كلها يا عز
تنهد عز بأسي لاجله و تحدث إلية بتعقل ٠ و أية المشكله يعني لما أبوك إتعصب عليك و قال لك كلمتين بايخين في وقت زعله و بعدين اللي حصل بينكم ده حصل بين إخواتك و ولاد عمك اللي هما بردوا اخواتك فياريت متكبرش الموضوع و تدي له حجم أكبر من حجمة
ثم أخذ نفس عميق و تحدث بهدوء ٠ إرجع يا حسن البيت قبل الفجوة اللي بينك و بين عمي ما تكبر و ساعتها هيبقا صعب تصفوا لبعض تاني و ترجعوا مع بعض زي الأول
أردفت ثريا قائله بتأكيد علي حديث عز ٠ عز عنده حق في كلامه يا حسن البعد بيولد الجفا يا حبيبي و ده مهما كان أبوك و ما ينفعش تقاطعة بالشكل ده !!
أردف حسن متمللا برجاء ٠ أرجوكم يا جماعة سيبوني علي راحتي و ياريت ما تضغطوش عليا أكتر من كدة أنا مش راجع البيت غير لما بابا يقتنع برأيي و يديني الحق في إني أختار البنت اللي هعيش معاها باقي حياتي
صمت كلاهما بإحباط من عناد ذاك الحسن و أباة
و بعد زيارته القصيرة تلك سافر مباشرة مرة أخري إلي أسوان دون رؤية والدية كي يضغط عليهما بالرضوخ لزواجة من سمراءة
و بعد عدة أيام خرج أحمد من المشفي و آجبر علي الإعتياد علي الأدوية و زيارة المشفي بين الحين و الأخر لتلقي العلاج اللازم
بعد مرور عدة أسابيع أخر
داخل منزل دياب بأسوان الحبيبة
في الصباح الباكر و بعدما تناول الجميع وجبة إفطارة و ذهب كل إلي وجهته دياب إلي أرضه ليرعاها و يسعي علي رزقة و رزق أطفالة
و بسمة إلي عملها داخل البزار و الصغار إلي مدارسهم
كانت الجده تجلس فوق الدكة الخشبية كعادتها و تربع ساقيها بإسترخاء ممسكة بمسبحتها التي تسبح الله و تذكرة بلسانها بخشوع خرجت إليها سعاد و هي تحمل صنية بين يديها موضوع عليها كوبان من مشروب الشاي الدافئ
وضعت سعاد ما بين يدها فوق الدكة ليتوسطها هي و أم زوجها ثم جلست و تحدثت و هي تناولها كأس الشاي بيدها ٠ الشاي يا أما
تناولت الجده منها الكوب و أردفت قائله بوجة بشوش ٠ تسلم إيدك يا بنتي
و بدأ إثنتيهما بإحتساء المشروب ثم تساءلت سعاد بنبرة بائسة محملة بالهموم ٠ و بعدين يا أما هنعمل أية مع اللي إسمه ناجي اللي واقف حال البنت ده ده تاني عريس ييجي لها من وقت الجدع بتاع إسكندرية ما مشي و ناجي يهدده و يطفشه من برة حتي من غير العريس ما يرجع يعتذر و يقول أيه أسبابه
كانت الجده تستمع إليها بهدوء و ملامح وجه مستكينة ثم أجابتها بيقين ٠ سيبي كل حاجة لربنا و سبحانة و تعالي كفيل بإنه يحلها و يعدلها يا سعاد إحنا في حالنا و كافيين غيرنا شرنا و متوكلين عليه و هو شايف حال قلوبنا إزاي مسالمة و بتخشاه
ثم هزت رأسها بإيماء و تحدثت بيقين ٠ ربنا إن شاءالله مش هيجيب لنا غير كل الخير يا بنتي
تنهدت سعاد و أستغربت في حال نفسها إطمئنان و هدوء تلك العجوز و تساءل حالها من أين تأتي بكل هذا الهدوء و الراحة و الثبات الظاهران بملامحها رغم كل ما يحيط بهما من مشكلات
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثاني و العشرون
داخل مدينة أسوان الحبيبة
كانت تتحرك داخل إحدي الأسواق متفقدة المحال التجارية بعقل مشتت تائه جسد بلا روح قلب بلا حياة تتحرك بين المارة تتفقد وجوههم و تتأملها تراه هي في كل الوجوة و كأنه أصبح بعيناها العالم بأكمل
تنهدت حينما تذكرت الأيام الخوالي اللواتي كانا فيها يلتقيان كم كانت تعيش معه أسعد أيامها إبتسمت تلقائيا عندما تذكرت كيف كان سلام روحيهما كانت العيون تحتضن بعضها البعض و القلوب تربت بحنان حقا كانت أسعد لحظاتها التي تلتقيه فيها
تنهدت بإستسلام و روح ممزقة و أكملت بطريقها إتسعت عيناها بذهول حين رأته أتيا عليها من بعيد و كعادتها عندما تراه إنتفض قلبها من مكانه و كاد أن يتركها و يسرع إليه ليحتضنه متلهف و برغم حزنها الكبير الساكن بداخلها منه إلا أنها لم تستطع إبعاد و حجب عسليتيها عن سوداويتاه اللواتي باتا يتفحصنها بلهفه و إشياق جارف ظهر بداخلهما
و ما كان حال ذلك العاشق ببعيد عنها فقد ثار قلبه عليه منتفض من مكانه كان يحدثه پحده موبخا إياة تحرك أيها الأبله إذهب إلي فاتنتك و أحتضنها و ضمض چرحي النازف من إبتعاد عيناها عنك لطف بي تحرك إليها و أنهي عذابي الممېت رجاء إستمع لأنين نبضاتي التي لم تهدأ و لا تستكين منذ الرحيل
تحرك هو و أقتربت نقطة اللقاء و هنا تحدثت العيون و صړخت القلوب و للأسف الفوز كان للوفاء بالوعد !!
تحرك كل إلي وجهته ضاغط علي قلبه و رغبته الملحه بإحتضان كفوف الأخر لإستماع نبضاتة عبر عروق جسدة الصاړخة
أغمضت عيناها پألم و نزلت حينها دمعة حنين هاربه من كبرياءها
و تحركت مستكملة طريقها إلي الأمام بإستسلام و إحباط تام
و ما أن خطت بساقيها عدة خطوات حتي وجدت من يجاورها الطريق قائلا بإستسلام و نبرة صوت ضعيفة واهنة ٠ خلاص يا بسمة ما بقتش قادر علي البعاد أكتر من كدة من يوم ما سبتك و أنا حاسي إن روحي بتتسحب مني
نظرت إليه و دمعة حنين أخري خدعتها و هربت إلي وجنتها فأسترسل هو حديثه پتألم ٠ أنا مش عايش يا بسمة كل يوم بقنع نفسي إنها فترة و هتعدي بس خلاص مبقتش قادر أكتر من كدة
و الحل أيه يا حسن جملة تساءلت بها بسمه بنبرة رقيقة حزينة مټألمة
أجابها بيقين ٠ مش عارف بس اللي أنا متأكد منه إن ربنا إن شاء الله مش هيتخلي عننا أنا و إنت معملناش حاجه غلط علشان ربنا يعاقبنا بالقساوة دي ربنا رحيم و أنا ظني بيه جميل
أجابته بتمني و لهفه ٠ يارب يا حسن يارب
تحدث إليها بقوة و حماس ٠ أنا كلمت إخواتي و ولاد عمي من يومين و أتفقت معاهم إننا نواجة بابا بقوة و نضغط عليه و إن شآء الله هسافر الإسبوع ده و مش هرجع من إسكندريه غير و ابويا معايا علشان يخطبك ليا من أهلك خلاص يا بسمة مش هقدر أستني أكتر من كدة و أسيبك تضيعي من إيدي
إبتسمت بشدة وسعد داخلها و ضلا يتحدثان بشغف و سعادة و أحاديث شيقة لا تنتهي و لم يشعرا بحالهما إلا و هما يقفان أمام بحيرة ناصر يستنشقان هوائها النقي البارد
نظر لها و تحدث بضحكه رجولية أهلكت روح تلك العاشقه ٠ إحنا إزاي وصلنا لحد هنا
نظرت حولها تتطلع إلي المكان بإستغراب فهي
متابعة القراءة