عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

الطفل ما يتأثرش و لا قدر الله يحصل أي حاجة
أومأت له برأسها بطاعة و هدوء و تحرك هو إلي عمه و جلس بجانبة كي يخفف عنه توترة
لفت إنتباة ثريا تلك التي تفترش الأرض أمام غرفة العمليات بحالة مزرية و عينان منتفخة جراء بكائها المتواصل لمدة طويلة و تيقنت بفطانتها أنها سمراء شقيقها و فاتنته
تحركت إليها بهدوء و تساءلت بنبرة متأثرة و هي تنظر إليها بتمعن ٠ إنت بسمة
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز أمين
الفصل الرابع و العشرون
نظرت لها ثريا و تساءلت بإهتمام ٠ إنت بسمة
لم تعر لحديثها أية إهتمام و لم تنظر حتي إلي وجهها بل ضلت علي حالتها تنظر أرض بشرود تام حتي دموعها قد جفت و تحجرت داخل عسليتاها و كأن كل ما بها قد توقف يترقب بإنتظار و تمعن خروجه من خلف هذة الجدران
التي تحجب عن عيناها رؤيته و ضحكته البهية و التي سوف تحييها من جديد !!
عذرتها ثريا ثم تحركت من جديد إلي والدتها و جاورتها الجلوس حيث أنها لم تعد تحتمل الألم و الوقوف جراء تعبها من حملها
تحرك إليها دياب الواقف جانب ينظر إلي الجميع و يراقب ردود أفعالهم من بعيد و وجه حديثه إليها بهدوء ٠ قومي يا بنتي خلينا نروح علي بيتنا مبقاش ليها لازمة قعدتنا دي بعد ما أهلة جم
نظرت إلي أبيها بذهول و كأنها إستفاقت من تيهتها للتو و تحدثت بحدة و هي تهز رأسها رفض ٠ ريح نفسك يا بابا أنا مش هتحرك من هنا غير لما أشوف حسن خارج من أوضة العمليات بعيوني دي و أتأكد إنه خلاص بقا كويس و بخير
تنهد دياب و وقف مكانه بثبات يتطلع إلي هؤلاء الرجال ذوات الهيبة و النفوذ و الجاه
هنا قد أتي مدير المشفي و وقف أمام عز المغربي أسرعت إليه ثريا و الجميع كي يطمأنوا علي غاليهم أما تلك الشاردة فظلت ساكنه بجلستها و بجوارها أبيها المړتعب داخليا من فكرة صحة شكوكة نحو ناجي
تحدث مدير المشفي إلي عز بإحترام ٠ أهلا و سهلا بحضرتك يا باشا نورت أسوان
ثم عرف عن حالة ٠ أنا دكتور مهران مدير المستشفي
تحدث عز إليه بإستفسار ٠ أهلا يا دكتور من فضلك طمني علي حالة الباشمهندس
أخبره الطبيب بمهنية كي لا يتحدث أمام السيدات حتي لا ينهرن أكثر ٠ ياريت حضرتك تتفضل معايا علي مكتبي علشان نتكلم هناك براحتنا يا سيادة العقيد
قاطعتة عزيزة بصياح حاد ٠ عاوزين تتكلموا بعيد عني لية يبقا أكيد إبني فية حاجة و عاوزين تخبوها عليا
تحدث إليها صلاح كي يهدئ من ثورتها ٠ إهدي يا أم فريد و خلينا نفهم من الدكتور الأول
تحدثت عزيزة بإصرار ٠ مش ههدي غير لما أعرف إبني فية أية و حالا
وجه عز حديثه إلي الطبيب كي ينهي هذا الجدال قائلا إتكلم من فضلك يا دكتور و إحنا سامعينك
تحدث الطبيب بهدوء ٠ أول حاجه عاوز حضراتكم تطمنوا و تتأكدوا من إن عندنا هنا في المستشفي أمهر متخصصين و إننا مش هنقصر في أي حاجه محتاج لها الباشمهندش
تحدث صلاح پحده بعدما فقد السيطرة علي صبره ٠ كل الكلام ده ميهمنيش أنا عاوز أعرف إبني جوة في العمليات لية
و أية هي حالتة بالظبط
تحدث الطبيب بهدوء متفهم لحالة صلاح النفسية ٠ للأسف يا أفندم إبن حضرتك إتعرض لكذا طعڼة في الكبد من خنجر مدبب و المچرم اللي طعڼة حرك الخڼجر و عمقة و ده تسبب في تهتك في جزء من الكبد و بالطبع تسبب في ڼزيف حاد و ده اللي بيحاولوا الدكاترة حاليا يوقفوة
خبطت عزيزة صدرها بيدها و صړخت بإسم ولدها بإنهيار أما ثريا فوضعت يدها فوق فمها و بدأت پبكاء مرير يقطع أنياط القلوب
فتحدث صلاح بحدة ناهرا كلاهما ٠ مش عاوز أسمع و لا كلمة من واحدة فيكم
صمتت إثنتيهما عنوة و ذهب الطبيب تحت إنهيار الجميع و بعد مدة جاءت الشرطة عندما علمت بوجود عز المغربي بالمشفي و أيضا لأخذ أقوال تلك البسمة و والدها في البلاغ المقدم من أشرف و الذي يتهم فية ناجي عبدالسلام بالشروع في قتل حسن المغربي و أستشهد ببسمة و أبيها
أما عن بسمة فقد أخرجها من شرودها صوت أمين الشرطة الحاد حيث أوقفها عنوة عنها بناء علي توجيهات ضابط الشرطة له و تحركت ببطئ حيث تجمع الجميع
و تحدث إليها الضابط المسؤل عن التحقيق سائلا إياها ٠ قولي لي يا بسمة هو المدعو ناجي إبن عمك هدد حسن پالقتل فعلا زي ما أشرف إبراهيم بيتهمه
أماءت برأسها بإيجاب و تحدثت سريع بتأكيد ٠ أيوة يا أفندم حصل و جه البيت عندنا و هدد بابا و جدتي و بعدها بكام يوم هددني أنا شخصيا
تدخل عز سائلا إياها بإستفسار ٠ هددك قال لك أية بالنص يا آنسة بسمة
نظرت إلية و أجابته بدموع ٠ قال لي لو خاېفة علي عمر الباشمهندس خلية يبعد عنك !!
تحدثت عزيزة بحدة و أتهام ٠ يعني اللي حصل لإبني ده كله بسببك و بسبب أهلك
و أكملت بحدة ٠ ربنا ينتقم منكم حسبنا الله و نعم الوكيل فيكم
إرتعبت بسمة من رؤيتها لڠضب ملامح عزيزة و زادت في نحيبها و تحدثت مفسرة ما حدث ٠ و الله العظيم أنا بعدت عنه خالص دي حتي جدتي لما عرفت إنكم رفضتم إرتباطنا طلبت منه يبعد عني خالص و حلفته ما يقربش من أي مكان أكون أنا موجودة فيه تاني و فعلا حسن وفي بوعده لجدتي و عمل كده لحد إنهاردة شافني صدفة في الطريق و مشي معايا و كلمني
و أكملت پبكاء مرير يقطع أنياط قلب من يراها ٠ ڠصب عنه ضعف و مقدرش يكمل عهدة لجدتي لحظة ضعف كلفته و كلفتني حياتنا
وجه الظابط تساءلة إليها ٠طب تفتكري يا بسمة إن ناجي هو اللي ممكن يكون عمل كدة في الباشمهندس و نفذ ټهديدة ليه و ليكم
اجابته بتأكيد و حده من ببن دموعها ٠ أنا متأكده من إنه هو اللي عمل كدة
و أكملت بنبرة حنون و عيون باكية ٠ حسن إنسان راقي و محترم و مستحيل يكون له أعداء هو ناجي مفيش غيرة اللي ممكن يعمل كده حسبنا الله و نعم الوكيل فيه
حول الضابط بصره إلي دياب و وجه إلية نفس الأسئلة التي طرحها علي بسمة و الذي أكد علي حديث إبنته بټهديد ناجي له و لأسرتة
ثم تحدث الضابط إلي عز ٠ علي العموم إحنا لقينا الخڼجر اللي الجاني إرتكب بيه الچريمة و حرزناه و بعتناه للطب الشرعي علشان نعرف إذا كان فعلا الخڼجر ده هو اللي إطعن بيه الباشمهندس و لا لاء و النيابة بعتت دكتور من الطب الشرعي مع الباشمهندس جوة علشان يعاين الچرح و يقدر يحكم
و أكمل ٠ و كمان هنعاين البصمات اللي موجودة علي الخڼجر و اللي من خلالها هنتأكد إذا كان ناجي هو الجاني الحقيقي و لا لاء
و ما أن إنتهي الضابط من حديثه حتي إستمع إلي صياح أحد العساكر الذي كان يأتي مهرولا من خلال رواق المشفي متحدث و هو يلهث قائلا ٠ إلحق يا حضرة الظابط إلحق يا حضرة الظابط
نظر له الضابط بإستغراب من حالته و تساءل مستفهما ٠ فية أية يا عسكري
نظر له الضابط بإستغراب من حالته المزرية و تساءل مستفهما ٠ فية أية يا عسكري إنطق
تحدث العسكري بأنفاس لاهثة متقطعة ٠ فية باخرة سياحية قدمت بلاغ من حوالي ساعة قالت فيه إن القبطان لاحظ تقل في حركة الباخرة و لما الغطاس نزل يشوف الريشة فيها أيه لقي سجادة كبيرة محشورة في الريشة و جزء منها مقطوع
و أكمل لاهث ٠ طلع و طلب كذا غطاس معاه علشان يعرفوا يسلكوا السجادة لأنها
كانت مربوطه بحجارة تقيلة و صعب يتحكم فيها لوحدة و هما بيخرجوها هو و زمايلة من الريشة لقوا جواها چثة مقطوعه نصين
خرجوها و طلعوها برة علي المرسي و فيه شهود من اللي كانوا واقفين شافوا الچثة و أتعرفوا علي وش القتيل اللي الريشة مجتش جنبة و كان سليم تماما
و أكمل بنبرة لاهثة من حديثه المتلاحق ٠ و الچثة دي طلعت للمتهم اللي حضرتك أمرت بضبطة و إحضارة يا باشا
ضيق عز عيناه و وجه تسائلا إلي العسكري بفطانة ٠ إنت تقصد إن الچثة اللي خرجوها طلعت چثة اللي إسمة ناجي
هز العسكري رأسه بإيماء سريع و تحدث إلي عز بإعجاب ٠ عفارم عليك يا أفندي هو كدة بالظبط !
حولت بسمة نظرها سريع و نظرت إلي والدها بعيون حزينه مټألمة لأجل إبن عمها أما دياب الذي وضع يده فوق مقدمة رأسة و ظهر الألم و التأثر فوق ملامحه الحنونه فمهما كان ناجي خاطئ و تغلب الشيطان علي رأسه و تملك منه إلا أنه يضل إبن شقيقه الغالي رحمة الله عليه عبدالسلام طيب القلب الحنون
نظر الظابط إلي عز الذي تحدث بغموض ٠ ده كدة الموضوع وسع أوي يا حضرة الظابط
ثم أكمل أمرا ٠ يلا بينا نتحرك أنا لازم أحضر التحقيق ده و أطلع علي كل المعلومات اللي جمعتوها بنفسي
تحدث دياب بإنكسار و تألم ٠ و أنا جاي معاكم يا بهوات عشان أتأكد إذا كانت الچثة فعلا بتاعت إبن أخويا و لا لاء
ثم نظر إلي إبنته و أردف أمرا ٠ روحي علي البيت حالا يا بسمة و خليكي مع جدتك زمانها عرفت بالخبر و تعبانه الأخبار الشوم بتوصل بسرعة
نظرت إلية بإستعطاف و أردفت قائله بترجي ٠ علشان خاطر ربنا يا بابا تخليني هنا لحد حسن ما يخرج و أطمن علية و بعدها أوعدك إني هروح علي طول
نظر لها بإستسلام و ضعف فكيف يجبر قلبها العاشق علي الرحيل و الإبتعاد عن متيمها
و تحرك مع الظابط و عز و باقي القوة
أما ثريا التي نظرت إليها بتعاطف شديد و ذلك نظرا لحالتها المشتته ما بين حبيبها و متيم عيناها الراقد بالداخل يصارع الحياة في جولة نتائجها غير مضمونة إما أن يخرج منها ناجي بحياته و حياتها أم ستهزمه هي و تنتصر عليه و يخرج من تلك الغرفة چثة هامدة و ما بين إبن عمها الذي قټله الحقد و الشړ و إتباعه طريق الشيطان بلا رجعه
إقتربت منها ثريا و تحدثت إليها ٠ البقاء لله يا بسمة
أجابتها بدموع قد خانتها و نزلت متدفقة رغم عنها ٠ لا إله إلا الله
أما داخل مكتب المدعو مجدي الذي تلقي پجنون خبر ظهور الچثة بعد حدفها بعدة ساعات فقط لا غير
فقد دبر بدقة فائقة لكل شئ و أجاد رسم خطتة بكل تفصيلها و لكن تأتي إرادة الله فوق إرادة الجميع فقد تحركت الچثة بفضل سرعة الرياح المفاجئة و قبل أن تستقر في القاع للأبد إصطدمت بريشة الباخرة و حشرت بداخلها ليكشف أمرها و أمر مدبرها
و تبقي إرادة الله و تدابيرة للكون هي العليا
كاد يجن و هو يتحرك داخل المكتب و يجوبه إيابا و ذهاب و تحدث بحدة إلي بديع موبخ إياه ٠ أدي أخرة اللي يعتمد عليك إنت و رجالتك الخايبه يا سي بديع
تحدث بديع بذهول مما حدث مدافع عن حاله ٠ و أنا و الرجالة ذنبنا أيه بس يا باشا الرجالة عملوا اللي إنطلب منهم بالحرف الواحد و رموه في وسط النيل زي ما حضرتك أمرت بالظبط بس الحظ محالفناش و جثته القڈرة شبطت في ريشة الباخرة بدل متغطس في القاع
و أسترسل حديثه بغيظ ٠ الله يجازية مطرح ما راح مؤذي حتي و هو مېت
و اكمل مطمئنا إياه ٠ و بعدين متقلقش أوي كده يا باشا الحكومة كل اللي يهمها إنهم عرفوا مين اللي عمل كدة في إبن الأكابر
و أكمل ساخرا ٠ يطلع مين ناجي ده كمان علشان يشغلوا دماغهم بيه و يدورا علي مين اللي قټله
تساءل مجدي بلهفة كمن تعلق بقشة تفتكر كدة يا بديع
اجابه بتأكيد و طمأنه ٠ ده أكيد يا باشا إطمن سعادتك و ريح بالك
ثم أكمل ساخرا ليخفف من توتر مجدي الذي أصابه ٠ ده مش بعيد الحكومة تعمل جواب شكر و تعلن عن جايزة مالية للي قتلة و خلص العالم من أذيته و شره
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الخامس و العشرون
ذهب دياب و تعرف علي چثة ناجي و نظر له بقلب ېنزف ډم علي شباب إبن شقيقه الذي أضاعه هباء و بالنهاية خسر حياته و أخرته أيضا و حولت النيابة الچثة إلي الطب الشرعي لتشريحها و معرفة سبب الۏفاة أما عن عز المغربي الذي قرر أن يستغل ذكائه المخابراتي لكشف الچريمة سريع حيث أمر رجالة بتتبع الخيط الذي أمسكه بين يديه و هو تلك السجادة التي وجدت بها الچثة
و أمر بمعرفة نوع السجادة و أين صنعت و لمن بيعت و لحسن حظهم كانت تلك السجادة باهظة الثمن و نادرة و يصعب علي الأهالي إقتنائها و بدأ الضابط بالتحري و البحث عن صاحب تلك السجادة
أما داخل المشفي خرج حسن من داخل العمليات بعدما مكث داخلها فوق الخمس ساعات حتي سيطروا علي الڼزيف و نقلوا له ډم تبرع به شقيقه فريد و عز الذي هما نفس فصيلتة
خرج محمولا علي ترولي و أتجهوا به إلي غرفة الإفاقة حيث أوصلوا جسده ببعض الأجهزة لخطۏرة حالتة الحرجة
كانت تنتظرة تلك العاشقة أمام غرفة العمليات و ما أن رأته يخرج بتلك الهيئة حتي إنهارت و دخلت في نوبة بكاء شديد و أنهيار تام عندما لمحته بتلك الحالة الصعب علي قلبها العاشق تحملها مما أستدعي إستغراب عزيزة و صلاح و محمد و فريد
و كل تساءل داخل نفسه متي خلق هذا العشق الهائل بين ذاك الثنائي برغم قصر المدة
كانت تنظر إلية من خلف الزجاج العازل بقلب ېتمزق لأجل حبيبها الغائب عن الوعي
تم نسخ الرابط