عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
و رفعه ليواجه عيناها التي يعشق النظر بداخلها و تساءل مداعب إياها بنبرة لأئمة لطيفة مصطنعه ٠ حد بردوا يتكسف من جوزة حبيبة ويحرمة من البصه في عيونة الحلوة دي
إشټعل داخلها من إستماعها ولأول مرة لقب زوجها وما أسعد روحها و أشعلها هي مداعباته اللطيفه لها بتلك الكلمات الساحرة الجديدة علي مسامعها
إستغل ذوبان روحها بكلماته وأقترب منها ومال عليها بطوله الفارع يتلمس شفتاها الناعمة ليقتطف منها أولي ثمار عشقهما الحلال فقد تحمل الكثير في بعدها ولم يعد قادرا علي التحمل بعد
و أكمل مبتسم وهو يتلمس وجنتها بحنان ٠ علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا و يرزقنا الرضي و الهداية
إبتسمت له وأومأت بموافقة و بالفعل خلعت عنها ثوبها بعدما جعلته يستدير كي لا يراها هكذا و أخذت معها ثوب للصلاة كانت قد أحضرته مع حقيبتها التي أعدتها من ذي قبل و دلفت لداخل المرحاض لتغتسل بعد مدة كانت تقف خلفة و يأم هو بها للصلاة صلي بها و بعد الإنتهاء من الصلاة وضع كف يدة فوق رأسها وبدأ بالدعاء كما السنة لنبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم
إقترب عليها و سحبها برقة لداخل أحضانه و ضل يشدد من إحتضانة لها و كأنه بإحتضانته تلك يعوض حرمانة السابق منها ويطمأن روحه قبل روحها بأن رحلة عذابهما قد إنتهت وبدأت سنوات الرخاء و الأمل والعشق والشوق الجارف لعاشقان إتحدا وألتقيا بعد معاناة
بعد مدة من الوقت كان يحتضنها ويقبل وجنتها بحنان شاعرا بسعادة لم يحظ بها من ذي قبل شعور بإرتياح بالغ مد أصابع يده وتلمس بها ذقنها رافع وجهها لتقابل عيناه عسليتاها الساحرة وتحدث بمباركة ٠ مبروك يا سمرا ألف مبروك يا بسمة عمري
إشټعل كيانه من إستماعه لتلك الكلمة التي طالما حلم أن يستمع إليها من بسمتة وهي داخل أحضانة فما كان منه إلا أنه أنهال علي شفتاها من جديد ليروي عطشه وعطشها الذي طال بالإنتظار
مساء اليوم التالي داخل مدينة الإسكندرية
كانت تجلس بجانبة داخل المكان المخصص لجلوسهما داخل حفل زفافهما الثاني وسعادة الدنيا تحوم من حولها وتمتلك من قلبها البرئ
إبتسمت له برقة بطريقة أذابت قلبه المتيم بعشقها و تحدثت في إشارة منها إلي ثوب زفافها المبهر ٠ متشكرة أوي يا حبيبي علي الفستان
نظر لعيناها وتساءل بإهتمام ٠ عجبك يا قلبي
وأكملت بنبرة مبهجة ٠ وتعرف كمان أيه أكتر حاجة مخلياني طايرة من السعادة
نظر لها بعيون عاشقة وتحدث مستفهما ٠ أيه يا قلبي
أجابته بسعادة ٠ إني وأخيرا زورت إسكندرية ومش أي زيارة ده أنا بتزف فيها علي أرجل وآجدع شاب فيكي يا آسكندرية
تحدث بعيون حنون ٠ أنا اللي حظي من السما علشان جنبي أحلا وأجمل وأرق عروسة خلقها ربنا
إبتسمت خجلا واكملا حديثهما السعيد لكليهما
أما ثريا فكانت تجلس حول الطاولة التي تجمعها بنساء المنزل وجدة ووالدة بسمه وأيضا صديقتيها تهاني وأمنية اللتان أتيا مع الجدة لحضور حفل زفاف صديقتهما الوفية
تحدثت منيرة إلي الصغيرة نرمين التي تحملها وټحتضنها برعاية ٠ عقبالك يا نرمين
و أكملت بنبرة حزينة متمنيه دوام الصحه لإبنها ٠ يا تري يا بنتي هعيش لما أشوفك عروسه وأبوكي بيسلمك بإيده لعريسك
تنهدت ثريا وعزيزة وهاجم قلبيهما الألم
فشعرت عزيزة بحزن إبنتها فتحدثت إلي الجدة بخيتة كي تخرج الجميع من تلك الحالة ٠ منورين إسكندرية كلها يا حاجة وألف مبروك لبسمة عقبال ما تشيلي أولادها إن شاء الله
إبتسمت لها الجده وأردفت قائلة ٠ إسكندرية منورة بناسها الطيبين يا بتي
وأكملت بضحكة زينة ثغرها ٠ ياااااه يا بتي يا مين يعيش تاني لساتني هعيش لحد مشيل صغار بسمة
ربتت زوجة ولدها سعاد علي كف يدها وتحدثت بنبرة صادقة ٠ ربنا يبارك في عمرك وصحتك يا أما ده أحنا من غيرك ما نسواش
إبتسمت لها بخيتة وتحدثت بنبرة حنون ٠ ويبارك في عمرك يا بت الأصول
أما عز فكان يجلس بجانب والده وأحمد ويضع فوق ساقية رائف يداعبه ويقبله بحنان
فنظرت إليه مجيدة وهمست بجانب آذن إبنتها التي تجلس بجانبها حول طاولة أخري بعيدة عن تجمع نساء العائلة ٠ بصي علي جوزك و أتفرجي وملي عينك كويس
٠ علي چثتي لو ده حصل يا ماما بكرة تشوفي بعيونك منال هتعمل أيه هتشوفي وتفتخري بتربية إيدك يا مجيدة هانم
إبتسمت مجيدة بفخر ورضا
بعد قليل إشتغلت الموسيقي النوبيه العريقة و تحرك حسن وبسمة إلي وسط القاعة حيث المكان المخصص لرقص العروسان و بدأن بالرقص وبدأ الشباب والفتيات النوبيين الذين اتوا من أسوان خصيصا لمشاركة إبنتهم فرحتها بالإلتفاف والرقص النوبي حولهما وسط سعادة جميع الحضور الذين بدأوا بالتصفيق لهم مع إنبهارهم بخطواتهم و الرقص وجمال روح هؤلاء الشباب التي تظهر علي ملامحهم الطيبة
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية
عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثلاثون والأخير
عادا العروسان من جديد إلي حيث جلوسهما وتحركت ثريا حاملة رضيعتها و وقفت بجانب أحمد وتحدثت إلية بهدوء ٠ أية رأيك يا أحمد ناخد صورة تذكارية مع العرسان
إبتسم لها بموافقة وتحرك بجانبها وصولا إلي بسمة وحسن الذي وقف سريع إحترام لأحمد وتقديرا له ولحالته التي وصل إليها بفضل المړض
إحتضن أحمد حسن مربت علي ظهره بحنان وأردف قائلا ٠ ألف مبروك يا حسن عقبال البكاري يا حبيبي
أجابه حسن بإبتسامة تسلم يا حبيبي عقبال ماتجوز أولادك في حياتك إن شاء الله
وأحتضنت ثريا بسمة بحنان وتحدثت إليها بإنبهار ٠ ماشاء الله عليكي يا بسمة زي القمر يا حبيبتي
أجابتها بإبتسامة خلابة تذهب العقل ٠ وأنا هاجي في جمالك أية بس يا أبلة ثريا
أما أحمد الذي حول بصره إلي إبتسام وتحدث إليها مهنئ بوجه بشوش ٠ ألف مبروك يا عروسة
ثم نظر إلي حسن وتحدث بلباقة ٠ طول عمر ذوقك عالي يا باشمهندس بس المرة دي تفوقت علي نفسك في الإختيار
إبتسمت له بسمة وأجابته شاكرة إياه ٠ متشكرة جدا لذوقك يا أستاذ أحمد
إبتسم لها وأردف قائلا أستاذ أية بس إنت زي أختيكفاية تقولي لي أحمد
هزت له رأسها بإيماء وتحدث حسن مشيرا إلي المصور في إشارة منه لإلتقاط بعض الصور التذكارية
وقفت ثريا متوسطة زوجها وشقيقها اللذان حاوطاها بالرعاية والحنان وأتخذت لهم أكثر من صورة للذكري
وبعد قليل أعلن عز عن إفتتاح البوفية وقام العروسان بتقطيع قالب الحلوي المخصص لزفافهما وأطعما بعضهما البعض تحت نظراتهما العاشقة وتحرك الجميع إلي البوفيه المتواجد به كل ما لذ وطاب من الأكلات الشهية
طال الإحتفال وسط سعادة الجميع وضحكاتهم التي تخرج من القلوب وبعد مدة إنتهي الحفل بسلام وأخذ حسن عروسه الجميل إلي منزل العائلة حيث مسكنه الخاص الذي أعده له صلاح ليصبح مقر سكنه عندما يأتي حسن و زوجته زياراتهما إلي الإسكندرية
بعد مرور إسبوع علي هذا الزفاف قضا منه العروسان خمسة أيام داخل منزل العائلة وسط أجواء عائلية سعيدة وبعدها أخذ حسن سمرائه وأتجة بها إلي الشالية المملوك للعائلة والذي يتواجد داخل منطقة العجمي ليستجما به مدة إسبوع كاملا حتي يحصلا علي بعض الخصوصية ويختليا ببعضهما كزوجان حديثان
كانت تتحرك علي شاطئ البحر بجانب حبيبها العاشق متشابكان الأيدي بترابط ناظرة إلي البحر بإنبهار تتأمل كل ما يحيطها بعيون متسعة تشعر وكأنها في عالم أخر لم ترا مثله من ذي قبل عالم ساحر ببحره وسماءة الصافية بلونها الأزرق الأخاذ وشاطئه الرملي الناعم الملمس
صدق من أطلق عليها عروس البحر الأبيض المتوسط
تحدث إليها عاشق عيناها متساءلا بحنان ٠ مبسوطة يا حبيبتي
حولت بصرها إلية سريع وأردفت قائلة بلهفة ٠ مبسوطة أوي يا حبيبي إسكندرية طلعت أجمل مما تخيلت بكتير كل شئ هنا ساحر وغير
سألها بدعابه ٠ لسه ما غيرتيش رأيك في إنك تنزلي تعومي معايا في البحر
أجابته بتأكيد ٠ و أية اللي هيخليني أغير رأيي يا حسن إنت مش فاهم أنا بعشق البحر و بعشق النظر ليه بس في نفس الوقت بټرعب من عمقه و وسعه لما ببص عليه و عيوني مبتجبش أخرة بلاقي جسمي كله بيرتعش علشان كدة بكتفي بالنظر عليه من علي الشط
و أكملت برضا كامل و هي تنظر حولها بإنبهار ٠ و بعدين كفاية جدا إنك جنبي و معايا بحر و شط و شمس و عيونك الحلوة تفتكر هحتاج إيه أكتر من كده تاني
إبتسم لها و تحدث بعيون هائمة ٠ ربنا يقدرني و أقدر أخليكي دايما مبسوطة يا بسمة
أجابته و هي تشدد من إحتضانها لكف يدة ٠ طول ما آنت جنبي و معايا أكيد هكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها يا حبيبي
بحبك يا بسمه جملة قالها حسن بعيون هائمة
ردت علية قائلة بحب ٠و أنا بعشقك يا حسن
بعد مرور حوالي سنة داخل مدينة الإسكندرية
كانت تتمدد إبتسام فوق الشزلونج داخل غرفة الكشف الخاصة بأمراض النساء والتوليد وبجانبها ثريا إنتهت الطبيبة من فحصها وخرجت من وراء ذاك الساتر الذي يفصل الشزلونج عن غرفة المكتبتحركت إلي مكتبها وجلست امام ذاك الحسن الجالس بالمقعد المقابل للمكتب وخرجت ثريا وإبتسام بعدما هندمت من ثيابها وجلست كلتاهما
تحدثت الطبيبة بوجه بشوش
بصي يا مدام من التحاليل وكشفي عليكي أقدر أأكد لك إنك ما عندكيش أي مشاكل تمنع الحمل عندك وبناء علي التحاليل اللي عملها جوزك هو كمان مفيش عنده أي عائق
سألتها ثريا بهدوء مستفسرة
طب لما هو مفيش مشكلة يا دكتورة الحمل ماحصلش ليه لحد الوقت
أجابتها الطبيبة بنبرة عملية
أول حاجة يا مدام الحمل ده رزق من ربنا وكل حاجة عند ربنا بميعاد معلوم
واسترسلت بطمأنة وهي تتناقل النظر بين حسن وابتسام
بس أحب اطمنكم إنه ممكن يحصل في أي وقت وبعدين إنتم مستعجلين ليه زي ما عرفت منكم إنكم لسه متجوزين من حوالي سنة وكام شهر يعني لسة بدري علي القلق اللي إنتم فيه ده
بسط حسن ذراعه وأمسك كف حبيبته ونظر لها بإبتسامة هادئة وأردف قائلا بطمئنان
أنا عن نفسي الحمدلله راضي بكل اللي ييجي من عند ربنا ومش مستعجل خالص وعارف إن كل حاجة هتيجي في ميعادها اللي ربنا كاتبه
ومال لها برأسه وأردف بعيناي عاشقة
إطمني
هزت رأسها بهدوء في حين تحدثت الطبيبة إليها بتوصية
أهم حاجة إنك تشيلي الموضوع خالص من تفكيرك وتحاولي علي قد ما تقدري إنك ما تفكريش فيه لأن الراحة النفسية عليها عامل كبير في حدوث الحمل
خرجوا من المشفي وتوجهت ثريا إلي المنزل لطمأنة العائلة وتحرك العاشقان بإتجاة البحر أمسكت كف يده وتحدثت بإرتياب
أنا خاېفة يا حسن خاېفة تأخير الحمل يطول واهلك يضغطوا عليك تتجوز عليا علشان تخلف
قهقه عاليا وتحدث لطمأنتها
المشكلة إنك معاشراني من أكتر من سنة ولسة ما تعرفنيش كويس أنا مفيش مخلوق يقدر يجبرني علي حاجة أنا مش عاوزها
وأكمل بعيناي عاشقة
وأنا مش عاوز من الدنيا دي كلها غيرك يا سمرا
والله العظيم إنت عندي كفاية
إبتسمت له واحتضنت كف يده وتحدثت بعيناي شاكرة
ربنا يخليك ليا يا حسن
اجابها بحب
ويخليكي ليا يا روح حسن
أما داخل منزل العائلة جلست ثريا مع والديها وبدأت تروي لهما ما أخبرتها بهم الطبيبة تحت حزن والديها
أما خارجا بساحة المنزل الواسعة يجلس أحمد و عز المجاور له و الذي وجة حديثه إلية و هو يسألة عن حالة بحنان ٠ صحتك أخبارها أيه الوقت يا أحمد
أجابه برضا و يقين ٠ الحمد لله يا عز كل اللي ييجي من ربنا خير
تحدث إليه عز بلهجة حادة بعض الشئ ٠ علي فكرة يا أحمد أنا مش عجباني حالة الإستسلام اللي إنت فيها دي إصلب طولك و قوي نفسك و قولها إنك أكبر من المړض صحيح إن الشفا بإيد ربنا سبحانة و تعالي بس العزيمة و الأمل كمان ليهم دور إيجابي كبير في الشفا
و أكمل بقوة ٠ حارب احساس الهزيمة اللي جواك ده و إنت إن شاء الله هتخف
و هتبقا كويس
إبتسم ساخرا و تحدث بنبرة حزينة ٠ إنت بتضحك عليا و لا علي نفسك يا عز أنا و إنت عارفين كويس أوي إن المړض ده مهما طالت مدته فأخرته المؤكدة هي المۏت
نكس عز رأسه حزن لتيقنه صحة حديث شقيقه و تألم داخله و صړخ قلبه علي أخية و شبابه الذي لم يعش منه إلا القليل
فتحدث أحمد إلية بحديث ذات مغزي ٠ أنا عارف و متأكد إن أيامي في الدنيا أصبحت معدودة و راضي بنصيبي و قدري اللي ربنا كتبه لي بس ليا عندك طلب واحد يا عز
نظر إليه عز و تحدث متلهف ٠ أؤمرني يا حبيبي
أجابه أحمد بحسرة و ألم ظهر داخل عيناه ٠ خلي بالك من ولادي يا عز ولادي أمانة في رقبتك يا أخويا أمانه عليك ما تسيب بناتي غير لما توصلهم بإيدك لبر الأمان في بيت إجوازهم و رائف يا عز خلي بالك من رائف و أعتبرة واحد من ولادك
و أكمل بترجي ٠ إوعدني يا عز
نظر له عز و تلألئت
متابعة القراءة