عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

و شط و شمس و عيونك الحلوة تفتكر هحتاج إيه أكتر من كده تاني
إبتسم لها و تحدث بعيون هائمة ٠ ربنا يقدرني و أقدر أخليكي دايما مبسوطة يا بسمة
أجابته و هي تشدد من إحتضانها لكف
يدة ٠ طول ما آنت جنبي و معايا أكيد هكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها يا حبيبي
بحبك يا بسمه جملة قالها حسن بعيون هائمة
ردت علية قائلة بحب ٠و أنا بعشقك يا حسن
بعد مرور حوالي سنة داخل مدينة الإسكندرية
كانت تتمدد إبتسام فوق الشزلونج داخل غرفة الكشف الخاصة بأمراض النساء والتوليد وبجانبها ثريا إنتهت الطبيبة من فحصها وخرجت من وراء ذاك الساتر الذي يفصل الشزلونج عن غرفة المكتبتحركت إلي مكتبها وجلست امام ذاك الحسن الجالس بالمقعد المقابل للمكتب وخرجت ثريا وإبتسام بعدما هندمت من ثيابها وجلست كلتاهما
تحدثت الطبيبة بوجه بشوش
بصي يا مدام من التحاليل وكشفي عليكي أقدر أأكد لك إنك ما عندكيش أي مشاكل تمنع الحمل عندك وبناء علي التحاليل اللي عملها جوزك هو كمان مفيش عنده أي عائق
سألتها ثريا بهدوء مستفسرة
طب لما هو مفيش مشكلة يا دكتورة الحمل ماحصلش ليه لحد الوقت
أجابتها الطبيبة بنبرة عملية
أول حاجة يا مدام الحمل ده رزق من ربنا وكل حاجة عند ربنا بميعاد معلوم
واسترسلت بطمأنة وهي تتناقل النظر بين حسن وابتسام
بس أحب اطمنكم إنه ممكن يحصل في أي وقت وبعدين إنتم مستعجلين ليه زي ما عرفت منكم إنكم لسه متجوزين من حوالي سنة وكام شهر يعني لسة بدري علي القلق اللي إنتم فيه ده
بسط حسن ذراعه وأمسك كف حبيبته ونظر لها بإبتسامة هادئة وأردف قائلا بطمئنان
أنا عن نفسي الحمدلله راضي بكل اللي ييجي من عند ربنا ومش مستعجل خالص وعارف إن كل حاجة هتيجي في ميعادها اللي ربنا كاتبه
ومال لها برأسه وأردف بعيناي عاشقة
إطمني
هزت رأسها بهدوء في حين تحدثت الطبيبة إليها بتوصية
أهم حاجة إنك تشيلي الموضوع خالص من تفكيرك وتحاولي علي قد ما تقدري إنك ما تفكريش فيه لأن الراحة النفسية عليها عامل كبير في حدوث الحمل
خرجوا من المشفي وتوجهت ثريا إلي المنزل لطمأنة العائلة وتحرك العاشقان بإتجاة البحر أمسكت كف يده وتحدثت بإرتياب
أنا خاېفة يا حسن خاېفة تأخير الحمل يطول واهلك يضغطوا عليك تتجوز عليا علشان تخلف
قهقه عاليا وتحدث لطمأنتها
المشكلة إنك معاشراني من أكتر من سنة ولسة ما تعرفنيش كويس أنا مفيش مخلوق يقدر يجبرني علي حاجة أنا مش عاوزها
وأكمل بعيناي عاشقة
وأنا مش عاوز من الدنيا دي كلها غيرك يا سمرا
والله العظيم إنت عندي كفاية
إبتسمت له واحتضنت كف يده وتحدثت بعيناي شاكرة
ربنا يخليك ليا يا حسن
اجابها بحب
ويخليكي ليا يا روح حسن
أما داخل منزل العائلة جلست ثريا مع والديها وبدأت تروي لهما ما أخبرتها بهم الطبيبة تحت حزن والديها
أما خارجا بساحة المنزل الواسعة يجلس أحمد و عز المجاور له و الذي وجة حديثه إلية و هو يسألة عن حالة بحنان ٠ صحتك أخبارها أيه الوقت يا أحمد
أجابه برضا و يقين ٠ الحمد لله يا عز كل اللي ييجي من ربنا خير
تحدث إليه عز بلهجة حادة بعض الشئ ٠ علي فكرة يا أحمد أنا مش عجباني حالة الإستسلام اللي إنت فيها دي إصلب طولك و قوي نفسك و قولها إنك أكبر من المړض صحيح إن الشفا بإيد ربنا سبحانة و تعالي بس العزيمة و الأمل كمان ليهم دور إيجابي كبير في الشفا
و أكمل بقوة ٠ حارب احساس الهزيمة اللي جواك ده و إنت إن شاء الله هتخف و هتبقا كويس
إبتسم ساخرا و تحدث بنبرة حزينة ٠ إنت بتضحك عليا و لا علي نفسك يا عز أنا و إنت عارفين كويس أوي إن المړض ده مهما طالت مدته فأخرته المؤكدة هي المۏت
نكس عز رأسه حزن لتيقنه صحة حديث شقيقه و تألم داخله و صړخ قلبه علي أخية و شبابه الذي لم يعش منه إلا القليل
فتحدث أحمد إلية بحديث ذات مغزي ٠ أنا عارف و متأكد إن أيامي في الدنيا أصبحت معدودة و راضي بنصيبي و قدري اللي ربنا كتبه لي بس ليا عندك طلب واحد يا عز
نظر إليه عز و تحدث متلهف ٠ أؤمرني يا حبيبي
أجابه أحمد بحسرة و ألم ظهر داخل عيناه ٠ خلي بالك من ولادي يا عز ولادي أمانة في رقبتك يا أخويا أمانه عليك ما تسيب بناتي غير لما توصلهم بإيدك لبر الأمان في بيت إجوازهم و رائف يا عز خلي بالك من رائف و أعتبرة واحد من ولادك
و أكمل بترجي ٠ إوعدني يا عز
نظر له عز و تلألئت الدموع داخل عيناه و أجابه بنبرة صلبه صادقة ٠ ولادك في رقبتي لأخر نفس فيا يا أحمد إوعا تقلق عليهم أعاهدك قدام ربنا إني عمري ما هتخلي عنهم و إني هعاملهم زي ياسين و أخواته و ربي شاهد علي كلامي ده.
تنهد أحمد بإرتياح و أكمل بغصة مؤلمة وقفت داخل حلقة حتي انها كادت أن ټخنقه و تزهق بروحه ٠ و ثريا يا عز ثريا أمانه في رقبتك خلي بالك منها
ثم أنزل بصرة سريع كي لا يري شقيقه مرارة نظراته و يفهم أنه يعلم
أجابه عز پألم ېمزق وجدانه ٠ إطمن يا حبيبي ثريا و ولادك أمانتك ليا اللي هقف قدامك يوم اللقى و أقول لك أنا صنت أمانتك يا أحمد
أخرجهما مما هما علية والدهما الذي أتي و جلس بجانب غاليه و وضع يده علي كتفه متساءلا ٠ عامل أيه إنهاردة يا أبني
أجاب والده بنبرة متماسكة كي لا يحزنه ٠ الحمدلله يا حاج أنا بخير
بعد مرور إسبوعان فقط
إشتد التعب علي أحمد و أنهار جسدة و لم يعد يتحمل شدة الألم فنقله عز إلي المشفي رغم إعتراضة
دلفت إليه غرفة الرعاية المشددة الذي آحتجز بها ليقضي بها ما تبقي له من أيام تحت الرعاية حتي يخفف عنه الأطباء بشاعة ألم المړض نظر لداخل عيناها و قد بات المړض ينهش بملامحه و بهت لونه و تحول جلده إلي الأصفر الداكن و تحول بياض عيناه للون الأصفر دلالة تمكن المړض من جسده
أمسكت يده و قبلتها بحنان أغرقت دموعها التي هبطت عنوة عنها كف يداه و تحدث و هو مبتسم بوهن و ضعف ٠ متعيطيش يا حبيبتي و إسمعيني كويس أنا اللي فاضل لي مش كتير علشان كده عاوز أضمن أمانك إنت و ولادي
وضعت يدها تتحسس شفتاه التي أصبحت باللون الازرق الداكن بفضل المړض و تحدثت ٠ أرجوك إوعا تنطقها يا أحمد إنت هتخف و هتبقا كويس إن شاء الله خلي عندك أمل و يقين بالله
أجابها بنبرة رجل يائس بائس يحتضر و يجهز حاله للرحيل الحتمي ٠ خلينا واقعيين يا ثريا ده مش كلامي ده كلام كل الدكاترة اللي شافوا حالتي و قالوا إني بقضي أخر أيامي إسمعيني أرجوك و متقاطعنيش و خلينا نتكلم في المهم
ثم نظر بداخل عيناها و بصعوبة بالغة أخرج كلماته بنبرة قاټلة لقلبه العاشق پجنون لإمرأة
حياته ٠ أنا عاوزك بعد مۏتي تتجوزي عز
جحظت عيناها بذهول و تحدثت بإشمئزاز ٠ إنت بتقول أيه يا أحمد للدرجة دي
بايعني و مفرقش معاك
أجابها بثقة ٠ للدرجة دي شاري راحتك يا بنت قلبي
و أكمل بيقين ٠ بعد مۏتي عز هيطلب إيدك للجواز وافقي يا ثريا عز الوحيد اللي هقدر أطمن عليكي و إنت معاه و هو الوحيد اللي هيخاف علي ولادي و يربيهم و يحافظ علي حقوقهم بما يرضي الله
إبتسمت ساخرة و تحدثت بتهكم ٠ و أية بقا اللي مخليك متأكد أوي كده من إن عز هيطلب يتجوزني
ثم نظرت إلية بتشكيك وتساءلت بعيون غاضبة متسعة ٠ ولا تكونش قولت له هو كمان الكلام الفارغ ده
إبتسم ساخرا و أجابها بمرارة ٠ لا ما قولتلهوش يا ثريا بس أنا متأكد من إن عز هيعمل كده
نظرت إليه بإستغراب من ثقته التي يتحدث بها
فأكمل هو ليريحها ٠ عز بيحبك يا ثريا لا مش بيحبك ده بيعشقك پجنون و ده شئ أنا متأكد منه
إتسعت عيناها بذهول وأردفت قائلة بنبرة إستهجان ٠ إنت إتجننت يا أحمد أيه التخاريف اللي بتقولها دي
أجابها بمرارة ٠ دي مش تخاريف يا ثريا دي حقيقة أنا متأكد منها أنا راجل وأقدر أفهم كويس أوي وأفسر نظرة الراجل للست ونظرة عز ليكي كلها عشق مچنون بيظهر ڠصب عنه في عيونه و هو بيبص لك
وأكمل مفسرا ٠ وعلشان متظلميش عز وتفكري فيه تفكير سئ عز كان بيحبك قبل ما أبويا يطلبك ليا وده أنا إتأكدت منه بعد جوازنا بمدة كبيرة
وتحدث بعيون مستعطفة راجية ٠ إتجوزية وعيشي حياتك معاه بس أوعي تنسيني يا ثريا خليكي فاكرة إن فيه واحد إسمة أحمد المغربي عشقك وعشق روحك
وأكمل بنبرة صوت إنهزامية ٠ بس الدنيا أستكترت علية فرحتة وسړقت منه حياته وأستعجلت رحيلة
ثم أكمل برجاء وهو ينظر داخل عيناها ٠ أرجوكي ريحيني و إوعديني يا ثريا
جففت دموعها وصلبت وقفتها وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بقوة و وعد قاطع ٠ أوعدك يا أحمد أوعدك بإن شعري مش هيتفرد علي كتف راجل بعدك أوعدك إن مفيش راجل هيلمسني ولا هيدخل قلبي غيرك وإني مش هدخل علي ولادك راجل غريب يسكن بيتك
ثم أمسكت يده وبدأت في بكاء مرير يقطع أنياط القلب ٠ أوعدك إن يوم ما أجي لك و نتقابل هتلاقيني زي ما سبتني قلبي وجسمي هشيلهم لك أمانه لحد ما نتقابل يا حب عمري
وأكملت بقوة ٠ وده وعدي ليك و وعد الحرة دين عليها يا آبن عمي
وبمجرد نطقها لتلك الكلمات تنفس وشعر براحة لم يشعر بمثيلها من ذي قبل فحقا قلبه العاشق المتيم پجنون الحب كان يحتاج لسماع تلك الكلمات لطمئنته قبل الرحيل
و للأمانة كان يتحدث إليها صدق كان يريد لشقيقه السعادة التي حرم منها في إبتعاد ثريا عنه ويريد الإطمئنان علي صغاره غوالية وجوهرته الثمينة ثريا عشق الروح وهنا فؤادة ولكن تظل النفس البشرية التي تتسم بالأنانية معلقة بحب الذات حتي بأخر أنفاسها
عاشق هو لحبيبتة حتي النخاع و يذوب غيرة وآشتعالا لمجرد فقط تخيلة لمتيمة روحة بدلوفها لداخل أحضان غيرة مجرد التخيل يشعرة پقهر الرجال الذي لم يشعر به إلا بعد ما أصابه من ضعف جراء إبتلائة بذاك المړض المهلك
نظر لعيناها بفخر وتحدث براحة ٠ عمرك مخيبتي أملي فيكي يا بنت أبوكي طمنتي قلبي يا ثريا الوقت بس أقدر أمشي وأنا مطمن وهستناكي تجي لي وإنت وافية بوعدك ليا
إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة حنون مطمئنة ٠ إطمن يا حبيبي إطمن يا حب عمري مهما طال بيا العمر ولا قصر هجي لك بشوق العمر و لهفته لرؤياك البهية
تمت بحمد الله الرواية
عبق الماضي
بقلمي روز آمينبسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز أمين
البارت الحادي والعشرون
نكس الطبيب المعرفة رأسه و أردف قائلا بنبرة صوت بائسة ٠ بنسبة كبيرة الأستاذ أحمد عنده مشكلة كبيرة في الكلي و الخۏف كله من الحبوب المسكنة اللي أخدها طول المدة اللي فاتت و ده طبعا بناء علي كلامه
ثم نظر الي الحاج محمد و تساءل لائم بنبرة محب ٠ إنتوا ليه بس سبتوة المده دي كلها من غير علاج يا حاج محمد
أما محمد فكانت الصدمة و الذهول و الړعب من نصيبة حيث نزلت كلمات الطبيب علي قلبه الضعيف فزادته ضعف و وهن علي وهنه و زلزلت كيانه بالكامل
أما عز الذي تصنم بمكانه و ألجمت الصدمة لسانه تحامل علي حاله و بالكاد أخرج صوته قائلا بنبرة صوت يائسة ٠ أحمد كان مخبي علينا وجعه يا دكتور كان خاېف لنضغط عليه و نجيب له دكتور يكشف علية و يحتاج ل مستشفي
و أكمل مبررا حديثه أحمد للأسف من صغرة و هو عنده فوبيا من الدكاترة و من المستشفيات و مانع التعامل معاهم نهائي و ده من وقت ما جاله دور الحصبة و تعب و إضطر الحاج يحجزة في المستشفي علشان يلاقي رعاية صحية لأن جسمة وقتها كان ضعيف جدا و محتاج رعاية طبية ضروري علشان يعدي من الدور و يقوم بالسلامة
تنهد بيأس و أكمل حديثه بصوت واهن ٠ و من يوم ما أتحجز لوحدة في المستشفي و هو حصل له عقدة لدرجة إن حاليا لما حد عزيز عليه بيتحجز في مستشفي ما بيزرهوش
تفهم الطبيب موقفهم و أجري جميع الفحوصات اللازمه لمعرفة حالة أحمد المړضية
و بعد مدة عاد الجميع إلي المنزل و أستقبل أحمد بالدموع من والدته و ثريا و عزيزة التي تعتبرة نجل من أنجالها و ليس مجرد زوج إبنتها فقط
تحركت والدته محتضنه إياه تتساءل بلهفه و هي تتفحص جسده بتلهف ٠ إنت كويس يا حبيبي طمني الدكتور قال لك أيه يا أحمد
أجابها عز مربت علي كتفها بحنان في محاولة منه بتهدأتها ٠ عملنا تحاليل و إن شاء الله كل خير يا أمي سبيه حضرتك علشان يطلع ينام لأن جسمة محتاج للراحه بعد الحقن المسكنه اللي أخدها في المستشفي
رد عليه محمد بإعتراض و هو يشير بيده إلي تلك الغرفة الجانبية المخصصه لمرضي العائلة أو لإستقبال حالات الولادة لنساء المنزل ٠ دخل أخوك ينام في الأوضة دي يا سيادة العقيد
و أكمل بحنين و هو ينظر إلي صغيرة المړيض بنظرات ضعف ٠ علشان أنا هنام جنبة زي زمان
إبتسم لأبيه و تحرك منساقا إلي الداخل بصحبته تحت عيون ثريا و قلبها الذي ېتمزق لأجل متيمها التي تتيقن من داخلها أنها شاركت بصمتها المخزي في تطور حالة المړض و تأخر حالته الصحية إلي الأسوء
دلفت منيرة بصحبة عزيزة لتجهيز الطعام الذي أمر به الطبيب إلي أحمد
و تفرق الجميع كل إلي وجهته إلا من عز الذي نظر إلي تلك الحزينة و دموعها التي تنزل علي قلبه تكوي كل ما تقابله في طريقها
إقترب منها و تحدث إليها بنبرة معتزرة أسفه ٠ أنا أسف يا ثريا إني إحتديت عليكي في الكلام
تم نسخ الرابط