عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
بعدما فهمت مغزي حديثها و لكنها إدعت البرود لأبعد الحدود و ابتسمت لها شاكرة ثم تحركت خلفها إلي الخارج بعد بخ سمومها كعادتها الدائمة
داخل مدينة أسوان الحبيبة
و بالتحديد داخل منزل هاشم زوج نورا و شقيق ناجي بنفس الوقت و لكنه يختلف كليا عنه في كل شئ ف منذ أن سلك شقيقه طريق الشيطان و قد قاطعه هاشم بعد أن قدم له النصيحة مرارا و تكرارا و حاول معه جاهدا علي التراجع قبل فوات الأوان و لكنه إتبع وساوس الشيطان و تحرك خلفه مسلوب الإرادة و ساندته والدته علي ذلك
كانت نورا تجاور زوجها الجلوس و طفليها يلهوان بمرح حولهما داخل الحوش إستمعا ل بعض الطرقات فوق الباب الخارجي ف وقف هاشم و أتجه إلي الباب و فتحه ليري من الطارق فوجئ بوالدته تقف أمامه بوجه عابس و يبدوا عليها الڠضب التام
خطت بساقيها إلي الداخل وهي تنظر لكل ما حولها بإشمئزاز و تحدثت بنبرة تهكمية ٠ أنا قولت طالما آنت ما بتسألش علي أمك اللي ولدتك و خلتك راجل قد الدنيا طول بعرض أجي أنا أسأل عليك و علي ولادك اللي حارمهم من عز و خير عمهم و جدتهم
وقفت نورا سريع إحترام لوالدة زوجها و تحدثت بترحاب رغم عدم القبول المتبادل بينهما ٠ يا مرحب يا مرت عمي نورتي البيت
نظرت لها نجية و لوت فاهها بإستهجان ثم تحركت إلي أطفال غاليها و أحتضنتهما بحفاوة ثم جلست علي مضص
تحدثت إليها نورا بإحترام ٠ هعمل لك شاي يا مرت عمي
أشارت إليها مستوقفه إياها قائلة بنبرة تهكمية ٠ إقعدي مكانك مش عاوزة حاجه واكلة في بيتي الغالي و شاربه الحلو كله ربنا يخلي لي ناجي اللي مهنيني و مغرقني في العز
أجابتها نجيه بنبرة إستفزازية ٠ زايدنا يا حبيبتي و غرقانيين فيه ليل و نهار و ده علشان نيتنا الطيبه و ضميرنا السالك
و أكملت بحديث ذات مغزي و هي تنظر داخل عيناها پحده ليصلها المعني ٠ بس فيه ناس حوالينا مش وش خير غاويين فقر و ماسكين فيه و متبتين
أجابته بنبرة حاده ٠ أطمن يا سي هاشم أنا المرة دي لا أقصدك و لا أقصد السنيورة مراتك
ثم حولت بصرها إلي نورا و أكملت بنبرة تهكمية ٠ أنا قصدي علي عمك دياب و مراته اللي ماشيين زي العمي ورا الولية الخرفانة اللي إسمها جدتك و معاندين في جوازة ناجي من البرنسيسة اللي إسمها إبتسام
ثم أكمل هاشم حديث زوجته معاتب والدته بنبرة حزينة ٠ و بعدين معاك يا أما
نظرت إلي نورا و هتفت بحنق غاضبة ٠ أنا ما غلطش في حد يا ست نورا بس اللي جدتك و ابوكي بيعملوه هيخلق مشاكل و هيفتح باب مش هييجي من وراه غير الخړاب
ثم حولت بصرها إلي إبنها و هتفت قائلة بنبرة حاده ٠ أخوك مش هيسكت و ناوي علي الشړ يا هاشم
و أكملت بتفسير ٠ ناجي راح للواد بتاع إسكندرية اللي إتقدم لبنت عمك و هدده و مش بس كده ده ناوي يقف له و يضربه لو راح دار عمك مرة تاني
ردت نورا بإستهجان و نبرة حاده ٠ هو الجواز بقا بالعافيه و لا أيه يا ناس أختي و مش عيزاه و لا قبلاة و أبويا و جدتي مش عايزين يناسبوة أيه هيتجوزها ناجي بالڠصب إياك
هتفت نجية صاړخة پحده و وجه غاضب ٠ و هما كانوا يطولوا إن واحد زي ناجي يطلبها للجواز حقهم يبوسوا إيدهم وش و ضهر إنه
رضي يبص لها أصلا ده بفلوسه يتجوز ست ستها
و أكملت بنبرة تهكمية ٠ بس تقولي أيه لنفسه الحلوة اللي ليها الجنة
ڠضبت نورا من حديثها المقلل الشأن لأهلها و صاح هاشم بنبرة حاده بوجه والدته ٠ عيب يا أما الكلام ده إبتسام بنت عمي ست البنات كلهم و يتمناها سيد الرجال و الكلام اللي هيعيبنا بلاش نقوله
هبت واقفة من جلستها و هتفت بنبرة غاضبه ٠ إنت بتزعق لي عشان مراتك و أختها يا هاشم هي دي أخرتها يا آبن بطني يا خسارة ربايتي اللي ما طمرتش فيك
و أكملت مھددة كلاهما ٠ علي العموم أنا جيت و نبهتكم علي اللي ناجي ناوي يعمله و إنتوا أحرار لو فعلا خايفين علي عمر الواد ده تخلوة يروح لحال سبيلة و ينفد بعمرة بعيد عن ڠضب ناجي و اللي ناوي يعمله فيه
و تحركت متجه إلي الخارج بوجه مشتعل ڠضب تحت صدمة نورا و هاشم و نظراتهم المرتعبه المتبادلة بينهما
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز أمين
الفصل الرابع عشر
بعد مرور يومان أخران
عصرا داخل منزل العائلة حيث الجميع يلتف حول مائدة الطعام يتناولون غدائهم إلا من حسن المعتكف داخل غرفته منذ ذاك اليوم و تلك المواجهه الساخنة التي حدثت بينه و بين أبيه
نظر صلاح إلي زوجته و وجه حديثه إليها بنبرة غاضبة حادة ٠ هو البيه إبنك هيفضل حابس نفسه في أوضته كده كتير و لا اية
هتفت عزيزة متلبكة خشية ڠضبتة من جديد ٠ يومين زعل يا أخويا و هيروحوا لحال سبيلهم و بعدها إن شاء الله هينزل و هيبقا زي الفل و ييجي يبوس إيدك و يراضيك كمان
تحدث أحمد إلي عمه بنبرة تعقلية ٠ خليه براحته يا عمي أنا شايف إن حسن بقعدته و إعتكافة في أوضته بيمنع الإحتكاك بينكم و بيهدي الأمور
أمور أيه دي اللي هتهدي يا أحمد طول ما الموضوع زي ما هو محلك سر و ما أتحلش تساؤل وجهه عز إلي شقيقة الأصغر
أجابه أحمد بجمود دون النظر إليه فهذا أصبح حالة منذ أن إكتشف عشق عز إلي ثريا لم يقوي علي النظر داخل عين أخية كي لا يدع للشيطان فرصة ل تفريقهما عن بعضهما ٠ و الله دي وجهة نظري المتواضعة يا سيادة العقيد أنا شايف إن حسن لما يلاقي عمي متجنبة و ما سألش في زعله و لا في قمصته هيعرف إن عمي قفل باب النقاش في الموضوع نهائي من ناحيته و كمان بعد عمي عن حسن هو اللي هيهدي الموضوع و يخلي حسن يشيله من دماغه و ينساه بعد ما يتأكد إن مفيش فايدة من اللي بيعمله
هتف عز بإستنكار و حدة ٠ غلط يا أحمد طريقة تفكيرك غلط
و نظر إلي عمه و كاد أن يكمل حديثه لولا صوت عزيزة التي إرتعبت من فكرة حديث عز و إقناعه ل صلاح فتحدثت علي عجل لإلهاء الجميع بإبتسامة واسعة ٠ مش تباركوا ل أحمد و ثريا يا جماعة
توجهت إليها أنظار جميع الموجودين بترقب و انتظار لإكمال حديثها
حين تحدث عبدالرحمن مستفسرا من زوجة عمه ٠ خير يا مرات عمي
ياتري هنبارك لهم علي أية
نظرت إلي أحمد المبتسم بهدوء و هو ينظر إلي معشوقة عيناه التي تنظر إلي الأسفل خجلا و أمسك يدها بحنان محتويا إياها كي يدعمها و يجعلها تهدئ من روعها
في حين هتفت عزيزة بنبرة حماسية سعيده ٠ ثريا ما شاء الله حامل في شهر و نص
نزلت تلك الجملة علي قلب عز كالصاعقة المدمرة فأحړقته ماټ ړعب من فكرة معايشته من جديد ل تجربتة المريرة السابقة أثناء تعثر ولادتها في صغيرها رائف إرتعب جسده و أنتفض من مجرد تخيله ل فقدانها
نظر عليها سريع وجدها تنظر أرض و الخجل و السعادة يسيطران علي ملامحها الرقيقة
نظر محمد إلي غاليه و تحدث بسعادة و تمني ٠ ألف مبروك يا أحمد مبروك يا ثريا يا بنتي المرة دي بعون الله ربنا هيرزقك بالولد
عز هتجيب لنا عز بإذن الله كلمات هتفت بها منيرة بسعاده و فخر تحت إحتراق روح أحمد الذي كاد أن ېصرخ بوجه والدته و يعترض لكنه كالعادة فضل الصمت و كظم قهرته و غيظة داخل صدرة الذي بدأ بالأنيين و لم يعد يحتمل الكثير من الصبر بعد
أخرج صوته بصعوبه بالغة متحاملا علي حالة و تحدث برضي و يقين ٠ مش مهم ولد و لا بنت يا حاج المهم إن ثريا تقوم لي بالسلامة و الطفل يكون معافي و بصحة كويسه
و نظر إلي يسرا الجالسه بجانب ياسين و تحدث بعيون سعيده ٠ يعني مثلا لو جت بنت في جمال و رقة و هدوء يسرا يبقا ألف حمد و شكر لربنا علي نعمته عليا
كانت منال تأخذ من الصمت ملاذا لها ولكن بداخل مستشاط و ذلك بعدما شاهدت سعادة الجميع المبالغ بها بخبر حمل ثريا و هذا ما لم يكن يحدث مع أحدا غير مدللة تلك العائلة لكنها لم تستطع الصت أكثر حينما ذكرت أم زوجها إسم عز
و تحدثت منال بنبرة رخيمة و هي تنظر إلي ثريا بتعالي ٠ أولا ألف مبروك يا ثريا
إبتسمت لها ثريا و أومأت رأسها بهدوء
ثم حولت بصرها إلي والدة زوجها منيرة و أردفت قائله بنبرة متعالية ٠ ثانيا بقا يا طنط مفيش حد هيطلع زي سيادة العقيد غير ولادة
و أكملت بنبرة متفاخرة و هي تنظر إلي زوجها السارح بخياله بعيدا حتي أنه لم يستمع لحديثها من الأساس ٠ثانيا بقا عيلة المغربي مجبتش و لا هتجيب غير عز واحد بس
إستشاط داخل منيرة و كادت أن تجيبها لولا صوت ثريا القوي الذي هتفت بكل قوة قائلة ٠و أنا يا مدام منال مع إحترامي الشديد لعز و شخصيته و هيبته إلا إني ما بتمناش لإبني غير إنه يطلع شبه أبوة في كل حاجه
و تبادلت مع زوجها نظرات هائمة عاشقة و هي تتحدث بنبرة فخورة ٠ الراجل اللي بعتبرة و بشوفه بعيوني سيد الرجاله كلها و علشان كدة إختارته من بين الدنيا كلها يكون أبو أولادي
ثم نظرت إلي ياسين و طارق و أكملت بإبتسامة حانية و تمني صادق ٠ و إن شاء الله ياسين و طارق يطلعوا شبه سيادة العقيد في كل حاجه و يشرفوه و يشرفونا معاه قدام الدنيا بحالها
طار قلب أحمد من شدة سعادته و ذلك لإطراء زوجته العاشقة علية
أما محمد و منيرة الذي شملاها بنظرات إستحسان و ابتسما برضي علي تلك التي أخذت بثأرها من تلك المتعالية و بنفس الوقت ردها المقنع عليها بتعقل و أحترام دون أية إسفاف أو تقليل من شأن أحد
مالت تلك الخبيثة المسماة ب راقية علي ٱذن منال و تحدثت هامسة بنبرة خاڤتة كي لا يشعر عليها أحد و ذلك لحړق روحها
و إستدعاء ڠضبها من جديد علي تلك ال ثريا ٠ شفتي خبثها و هي بتركبك الغلط و زي عادتها بتظهر نفسها قدام الكل الملاك البرئ اللي شوية و هيطلع لها جناحين و تطير بيهم
رمقتها منال بنظرة حاړقة جعلتها تبتلع ما تبقي في جوفها من كلام محرض و تحدثت بنبرة محتقنة هامسة ٠ خلاص يا حبيبتي إنتوا أحرار في بعض قال علي رأي المثل يا
لم تكمل حديثها المحرض من إرتعاب أوصالها الذي أصابها حين إستمعت إلي صوت منيرة الهادر التي تحدثت بنبرة حادة و هي ترمقها بنظرات ذات معني ل علمها مدي خبث تلك الراقية معډومة الرقي و الأخلاق ٠ فيه حاجة يا راقية
إرتجف جسدها وأبتلعت لعابها ثم تحدثت بنبرة مرتبكة ٠ سلامتك يا طنط ده أنا كنت بسأل منال عن رأيها في طعم الزيتون أصلي ملاحظة إن طعمه متغير شوية إنهاردة
إتسعت أعين منال و نظرت لتلك الكاذبه المتلونة التي تغير جلدها بإستمرار كا الحية
أما عز الذي كان سارح لبعيد فقد تحامل جاهدا علي حاله و ذلك جراء حالة الذعر التي إنتابته خلافا عن غيرته و أشټعال روحه و هذا ما يصيبه كلما حملت غاليته بأحشائها جنين جديدا لأحمد و هذا شئ لم يتمكن من إحتواءة داخله برغم محاولاته المستمرة و المستميتة
فطالما حاول التخلص من ذاك العشق الملعۏن الذي كبل قلبه و جعله سجينا داخل مدينته و ذلك لأجل شقيقه الغالي و لكن بائت جميع محاولاته بالفشل الذريع فقد فات أوان النسيان بعد أن توغل عشقها بداخله و أستفحل بشراهه و تمكين
و تحدث مهنئ شقيقه بنبرة خاڤتة ٠ مبروك يا أحمد
ثم حول بصرة مهنئ قاتلته بنفس نبرة الصوت ٠ مبروك يا ثريا
نظر له أحمد ليستشف ردة فعله وجد حزن عميق متملك من عيناه رغم محاولات عز المستميتة بظهورة بثبات و هدوء لكنه عاشق حتي النخاع
و متي كان للعاشق القدرة علي التحكم و الثبات
بعد قليل خرج عز أمام ساحة المنزل كي يتنفس بعض الهواء النقي و يهدئ من روعه و لو قليلا
و أثناء و هو يتفقد المكان بعيناه وجد شقيقه جالس فوق مقعدا جانبيا بمفردة تحرك إليه و جلس بجانبه و تساءل بهدوء ٠ قاعد لوحدك ليه يا أحمد
أجابه أحمد و مازال ناظرا للأمام بجمود ٠ مفيش بحاول بس أصفي ذهني من ضغط الشغل في الهيئة
فقد كان أحمد يعمل محاسب مميزا في إحدي الشركات العامة الكبري و يحظي داخلها بمكانه مرموقه
تحدث عز من جديد متساءلا بنبرة حنون لإستغراب حال شقيقه و تغير إسلوب معاملته كليا معه مؤخرا
متابعة القراءة