عبق الماضي بقلم روز آمين
الدموع داخل عيناه و أجابه بنبرة صلبه صادقة ٠ ولادك في رقبتي لأخر نفس فيا يا أحمد إوعا تقلق عليهم أعاهدك قدام ربنا إني عمري ما هتخلي عنهم و إني هعاملهم زي ياسين و أخواته و ربي شاهد علي كلامي ده.
تنهد أحمد بإرتياح و أكمل بغصة مؤلمة وقفت داخل حلقة حتي انها كادت أن ټخنقه و تزهق بروحه ٠ و ثريا يا عز ثريا أمانه في رقبتك خلي بالك منها
أجابه عز پألم ېمزق وجدانه ٠ إطمن يا حبيبي ثريا و ولادك أمانتك ليا اللي هقف قدامك يوم اللقى و أقول لك أنا صنت أمانتك يا أحمد
أخرجهما مما هما علية والدهما الذي أتي و جلس بجانب غاليه و وضع يده علي كتفه متساءلا ٠ عامل أيه إنهاردة يا أبني
أجاب والده بنبرة متماسكة كي لا يحزنه ٠ الحمدلله يا حاج أنا بخير
إشتد التعب علي أحمد و أنهار جسدة و لم يعد يتحمل شدة الألم فنقله عز إلي المشفي رغم إعتراضة
دلفت إليه غرفة الرعاية المشددة الذي آحتجز بها ليقضي بها ما تبقي له من أيام تحت الرعاية حتي يخفف عنه الأطباء بشاعة ألم المړض نظر لداخل عيناها و قد بات المړض ينهش بملامحه و بهت لونه و تحول جلده إلي الأصفر الداكن و تحول بياض عيناه للون الأصفر دلالة تمكن المړض من جسده
وضعت يدها تتحسس شفتاه التي أصبحت باللون الازرق الداكن بفضل المړض و تحدثت ٠ أرجوك إوعا تنطقها يا أحمد إنت هتخف و هتبقا كويس إن شاء الله خلي عندك أمل و يقين بالله
ثم نظر بداخل عيناها و بصعوبة بالغة أخرج كلماته بنبرة قاټلة لقلبه العاشق پجنون لإمرأة
حياته ٠ أنا عاوزك بعد مۏتي تتجوزي عز
أجابها بثقة ٠ للدرجة دي شاري راحتك يا بنت قلبي
و أكمل بيقين ٠ بعد مۏتي عز هيطلب إيدك للجواز وافقي يا ثريا عز الوحيد اللي هقدر أطمن عليكي و إنت معاه و هو الوحيد اللي هيخاف علي ولادي و يربيهم و يحافظ علي حقوقهم بما يرضي الله
ثم نظرت إلية بتشكيك وتساءلت بعيون غاضبة متسعة ٠ ولا تكونش قولت له هو كمان الكلام الفارغ ده
إبتسم ساخرا و أجابها بمرارة ٠ لا ما قولتلهوش يا ثريا بس أنا متأكد من إن عز هيعمل كده
نظرت إليه بإستغراب من ثقته التي يتحدث بها
فأكمل هو ليريحها ٠ عز بيحبك يا ثريا لا مش بيحبك ده بيعشقك پجنون و ده شئ أنا متأكد منه
إتسعت عيناها بذهول وأردفت قائلة بنبرة إستهجان ٠ إنت إتجننت يا أحمد أيه التخاريف اللي بتقولها دي
أجابها بمرارة ٠ دي مش تخاريف يا ثريا دي حقيقة أنا متأكد منها أنا راجل وأقدر أفهم كويس أوي وأفسر نظرة الراجل للست ونظرة عز ليكي كلها عشق مچنون بيظهر ڠصب عنه في عيونه و هو بيبص لك
وأكمل مفسرا ٠ وعلشان متظلميش عز وتفكري فيه تفكير سئ عز كان بيحبك قبل ما أبويا يطلبك ليا وده أنا إتأكدت منه بعد جوازنا بمدة كبيرة
وتحدث بعيون مستعطفة راجية ٠ إتجوزية وعيشي حياتك معاه بس أوعي تنسيني يا ثريا خليكي فاكرة إن فيه واحد إسمة أحمد المغربي عشقك وعشق روحك
وأكمل بنبرة صوت إنهزامية ٠ بس الدنيا أستكترت علية فرحتة وسړقت منه حياته وأستعجلت رحيلة
ثم أكمل برجاء وهو ينظر داخل عيناها ٠ أرجوكي ريحيني و إوعديني يا ثريا
جففت دموعها وصلبت وقفتها وتحدثت وهي تنظر داخل عيناه بقوة و وعد قاطع ٠ أوعدك يا أحمد أوعدك بإن شعري مش هيتفرد علي كتف راجل بعدك أوعدك إن مفيش راجل هيلمسني ولا هيدخل قلبي غيرك وإني مش هدخل علي ولادك راجل غريب يسكن بيتك
ثم أمسكت يده وبدأت في بكاء مرير يقطع أنياط القلب ٠ أوعدك إن يوم ما أجي لك و نتقابل هتلاقيني زي ما سبتني قلبي وجسمي هشيلهم لك أمانه لحد ما نتقابل يا حب عمري
وأكملت بقوة ٠ وده وعدي ليك و وعد الحرة دين عليها يا آبن عمي
وبمجرد نطقها لتلك الكلمات تنفس وشعر براحة لم يشعر بمثيلها من ذي قبل فحقا قلبه العاشق المتيم پجنون الحب كان يحتاج لسماع تلك الكلمات لطمئنته قبل الرحيل
و للأمانة كان يتحدث إليها صدق كان يريد لشقيقه السعادة التي حرم منها في إبتعاد ثريا عنه ويريد الإطمئنان علي صغاره غوالية وجوهرته الثمينة ثريا عشق الروح وهنا فؤادة ولكن تظل النفس البشرية التي تتسم بالأنانية معلقة بحب الذات حتي بأخر أنفاسها
عاشق هو لحبيبتة حتي النخاع و يذوب غيرة وآشتعالا لمجرد فقط تخيلة لمتيمة روحة بدلوفها لداخل أحضان غيرة مجرد التخيل يشعرة پقهر الرجال الذي لم يشعر به إلا بعد ما أصابه من ضعف جراء إبتلائة بذاك المړض المهلك
نظر لعيناها بفخر وتحدث براحة ٠ عمرك مخيبتي أملي فيكي يا بنت أبوكي طمنتي قلبي يا ثريا الوقت بس أقدر أمشي وأنا مطمن
وهستناكي تجي لي وإنت وافية بوعدك ليا
إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة حنون مطمئنة ٠ إطمن يا حبيبي إطمن يا حب عمري مهما طال بيا العمر ولا قصر هجي لك بشوق العمر و لهفته لرؤياك البهية
تمت بحمد الله الرواية
عبق الماضي
بقلمي روز آمين