عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

نفسي بسبب ما لم تفصح عنه له و أبلغهم بضرورة معرفة السبب و معالجته في أسرع وقت خشية من أن تسوء الحالة و تؤثر علي الجنين و صحة الأم معا
كان صلاح يستمع إلي الطبيب بتمعن شديد و قلبه ينشطر إلي نصفين نصف ېتمزق لأجل أولاده و ما حدث لهما من إنتكاسة و الأخر يعاند و بشدة مستمع إلي صوت عقله اليابس الذي يخبرة و يحدثه بأن علية الثبات و الصبر قليلا و بأن يصر علي موقفه الرافض و بعد مدة سيتحسن الحال إلي الأفضل بالنسبة للجميع بعد عودة حسن تائبا نادما هكذا حدثت له نفسه المكابرة
في الثلث الأخير من الليل
كانت عزيزة تنزل الدرج أتيه من مسكن صغيرتها متجهه إلي الأسفل حيث غرفتها بصحبة زوجها وجدت عز يصعد لأعلي بطريقه لمسكنه
توقفت و تحدثت إليه و هي تنظر حولها بترقب ٠ بقولك إية عز أنا كنت عاوزة أطلب منك خدمة
أجابها بإحترام و طاعة ٠أؤمريني يا مرات عمي
تنهدت بأسي و أردفت قائلة بنبرة هادئة ٠ الأمر لله وحدة يا أبني
و أكملت بنبرة جاده هامسة ٠ بص يا عز أنا عرفت إن ثريا طلبت منك تكلم عمك علشان تتوسط ل حسن في موضوع جوازة من البنت بتاعت أسوان و أنا بصراحه لما عرفت وقتها زعلت منها و بهدلتها
و أكملت بأسي ٠ بس بعد اللي حصل لها هي و حسن أنا يا أبني اللي بطلب منك الوقت و بقول لك كلم عمك و حاول تقنعه
ثم أسترسلت حديثها بنبرة أم مټألمة لأجل ما حدث ل صغارها ٠ أديك شايف بعنيك ولاد عمك و اللي صابهم حسن و طلوعه من البيت بالشكل ده و ثريا و حالتها اللي كل يوم في النازل ده غير حملها و تعبها فيه و بين خۏفي و قلقي عليها ليجري لها اللي حصل لها قبل كده في ولادة رائف
و أكملت بنبرة حزينه ٠ أنا كلمت عمك بس هو كالعادة بهدلني و حلف عليا لو جبت له سيرة عن الموضوع ده تاني هيسيب لي البيت و يروح يبات في الإستراحه بتاعت مزرعة الخيل
كان يستمع إليها بذهن متشتت و أردف متسائلا ٠ هو حضرتك عرفتي منين إن ثريا جت و أتكلمت معايا في موضوع حسن
و أكمل بفطانة و عقل مخابراتي ٠ أكيد مش ثريا اللي جت و قالت لك بدليل إنها نبهت عليا مجبش سيرتها في الموضوع علشان إنت و عمي متزعلوش منها !!
إرتبكت عزيزة و تلبكت بالحديث و أجابته بمراوغة كي لا تخلف وعدها التي قطعته إلي منال ٠ عرفت من مكان ما عرفت يا عز مش ده المهم الوقت المهم توعدني إنك تكلم عمك و تحاول بكل قوتك إنك تقنعه
تساءل هو بذكاء ٠ منال هي اللي قالت لحضرتك صح
إرتبكت و أجابته بتملل ٠ يوه بقا يا عز إنسي الموضوع يا أبني و أوعدني إنك هتكلم عمك
تيقن من داخله أنها منال لا غير فتحدث بوعد إلي زوجة عمه بالتدخل و طمأنها قائلا ٠ ما تقلقيش يا مرات عمي أنا كده كده كنت ناوي أفاتح عمي و أقنعه بس كنت مستني لما الدنيا تروق و عمي يهدي من عصبيته دي شويه
و أكمل بتأكيد و أهتمام ٠ أنا بس عاوزك تركزي شوية مع ثريا و تحاولي تخففي عنها و تخرجيها من اللي هي فيه علشان
تقوم لولادها بالسلامة
إبتسمت له عزيزة بحنان و تحدثت ٠ ربنا يخليك لينا يا عز طول عمرك بتحب ثريا و بتهتم بيها و بتعتبرها أختك اللي مخلفتهاش أمك
هز لها رأسه بإيماء و تحركت عزيزة إلي وجهتها و صعد هو و أتجه إلي مسكنه بملامح وجه لا تبشر بخير أبدا
دلف للداخل وجدها تجلس فوق المقعد الهزاز المتواجد ببهو الشقة ساندة برأسها للوراء و يبدو علي ملامحها الإسترخاء التام تستمع إلي موسيقاها الكلاسيكية غير عابئة بكل ما يجري من حولها بالمنزل و لا لأحد غير حالها حالها و فقط
إستشاط داخله من شدة برودها و أنانيتها التي تزداد و تتوحش بداخلها كلما مر الوقت
تحدث إليها بفحيح و نبرة حاده تنم عن مدي إشتعالة و ڠضبة ٠ بذمتك مش مكسوفة من نفسك يا سليلة العائلات يا بنت الحسب و النسب
أفتحت عيناها بفزع تتلفت حولها و تنظر إلية ثم تساءلت بإستغراب ٠ فيه أيه يا عز مالك داخل عليا بزعبيبك كده ليه
و أكملت بكبرياء مقللة من شأنه ٠ الناس بتقول الأول و بعدين تتكلم مش تفزع الناس بالشكل الھمجي ده !!
أجابها بفحيح ك فحيح الأفعي و هي تهجم علي فريستها ٠ همجي طب الكلمة دي هتتحاسبي عليها بس بعدين مش وقته يا منال
و أكمل مفسرا ٠ أما بقا بخصوص مالي يا محترمة يا بنت الأصول فأنا هقول لك فية أية
و أكمل بعيون غاضبه تطلق شزرا ٠فيه إني اكتشفت إن مراتي المحترمه إتسنطت عليا أنا و بنت عمي اللي جاية توسطني في موضوع أخوها
و أكمل و هو يرمقها بنظرة إشمئزاز ٠ لا و مكفكيش كده و بس ده إنت كمان رايحه بكل بجاحة تفتنيها في مامتها و تقوميها عليها و إنت سمعاها بودانك اللي إتسنطي علينا بيها و هي بتترجاني و بتأمني إني ما أجبش سيرة إنها كلمتني علشان ابوها وأمها ما يزعلوش منها و يلوموها
و أكمل ساخرا و هو يرمقها بنظرة إشمئزاز ٠ هي دي بردوا أخلاق بنات الأكابر المتربيين
إرتبكت بوقفتها و أنسحبت الډماء من عروقها شعرت و كأن أحدهما أدلي بدلوه المحمل بالماء البارد و سكبه فوق رأسها دفعة واحده
و لكنها و برغم ذلك قررت التبجح و الإنكار و تساءلت ٠ مين اللي قال لك الكلام الفارغ ده يا سيادة العقيد
أجابها مستغرب بجاحتها ٠ هو المهم عندك مين اللي قال لي يا محترمة ده بدل ما تتكسفي و تتداري من عملتك الرخيصه واقفه بكل بجاحة تسألي مين اللي قال لي !
تساءلت پحقد و عيون تطلق شزرا ٠ ثريا هي اللي قالت لك
رمقها بنظرة إشمئزاز و أجابها بحسرة ملأت صدرة ٠ ياريتك تبقي في ربع عقل ثريا و في إتزانها و إدارتها الحكيمة للأمور
إشټعل كيانها من كلماته المقللة لشأنها التي دائما ما تراه عظيما و تحدثت پحده و آستعلاء ٠ إنت إتجننت يا عز بقا عاوزني أنا منال العشري سليلة الحسب و النسب خريجة مدارس الراهبات أبقي في ربع عقل اللي إسمها ثريا اللي بالعافيه أخدت حتة معهد
و أكملت بإشمئزاز ٠ أهو ده اللي كان ناقص يا سيادة العقيد تقارني بواحدة فاشلة و تافهه زيها
إشټعل كيانه من حديثها المتعالي المقلل من شأن ساكنة الفؤاد و لم يشعر بحالة إلا و هو يجذبها من فوق مقعدها لتواجهه و يصفعها بكل ما أوتي من قوة لتقع أرض صاړخة علي أثر صڤعته القوية
خرج ياسين مسرع من داخل غرفته علي صوت صړخة والدته تسمر مكانه من هول ما رأي ف لأول مرة يري والده يهين والدته بهذا الشكل
و لم يكتفي عز ب صڤعته لتلك المغرورة فأنحني علي ركبتيه مائلا بجسده عليها و قبض علي فكيها پحده و بات يهزها پعنف و يحدثها ناهرا إياها ب زئير ك زئير الأسد و هو ينقض علي ضحيتة بعدما فاض به الكيل منها ٠ مرة تانيه لو سمعتك بتتكلمي عن أي حد من عيلتي بقلة أدبك دي هقطع لك لسانك
و أكمل بحدة معريا إياها أمام حالها ٠ فهماني يا بنت العشري يا اللي عيشه لي علي أطلال جدودك اللي ماتوا من حصرتهم بعد ما حكومة عبدالناصر حجزت علي كل أملاكم المنهوبة من الدولة و أخدوها في الإصلاح
و أكمل بإستفزاز مقللا من شأنها و شأن عائلتها ٠ واحدة زيك كانت المفروض تحمد ربنا إن إبن عيلة المغربي أغني أغنياء إسكندريه و أصلها المعروف و أملاكهم الكتيرة اللي كسبوها بشرف و عرق سنين فكر يتجوز واحدة زيك بعد ما أعلنتوا إفلاسكم و بقيتوا عايشين علي مرتباتكم و بتكملوا شهركم بالسلف و الديون
أسرع ياسين إلي والدته و خر جالس علي ركبتيه بجوارها و أمسك يد والده محاولا خلاص فك والدته منه قائلا برجاء و هو ينظر ل عيناي والده بعيون متوسلة ٠ سيبها يا بابا علشان خاطري أرجوك يا بابا
نهره عز مخاطبا إياه پحده ٠ إبعد يا ياسين و سيبني أعرفها مقامها الحقيقي علشان تفوق لنفسها و تصحي من وهم أطلال الماضي اللي عايشة عليه
تحدث الفتي إلي والده برجاء ٠ أبوس إيدك يا بابا تسيب ماما أمي ما تستحقش منك المعاملة دي
و أكمل برتابة و ذكاء و حضرتك أرقي و أكبر من إنك تمد إيدك علي مراتك أم أولادك مهما كان الدافع
نظر إلي صغيره فطن الحديث و بلحظة فاق و وعي علي حالة من حالة الجنون التي أصابته عندما إستمع إلي حديثها المتعالي علي مالكة القلب و الروح
خجل من حالة بما قام به في أثناء حضور نجله الغالي فمهما كانت مستفزة و تستحق العقاپ و لكن كان لابد أن لا يحدث هذا أمام ياسين الذي رأي والدته تهان علي يد والده
نفض وجهها بعيدا پحده مخلصا إياه من قبضة يده القوية و تحدث إلي تلك الباكية و هي تنظر إليه بذهول و رهبه و جسد مرنجف ٠ إحمدي ربنا إن إبنك جالك و خلصك من إيدي في الوقت المناسب
ثم وقف منتصب الظهر و تحدث إليها بحدة و جمود ٠ إسمعيني كويس و ركزي في كلامي يا بنت الناس يا تعيشي معايا بالإحترام و الأصول و تصوني لسانك و تحترمي الصغير قبل الكبير في عيلتي
و أسترسل حديثه مهددا إياها بسبابته ٠ يا إما كل واحد فينا يروح لحالة و زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
و أكمل بنبرة حاده و إعتبري إن ده أخر تنبية ليكي
قال كلماته تلك و تحرك غاضب إلي خارج المسكن بأكمله و أغلق خلفه الباب پحده هزت أركان الشقه ب أكملها
كانت تنظر إلي طيفه بعيون متسعه مذهوله مما رأت و أستمعت من هذا الۏحش الكاسر الذي تهجم عليها و هددها منذ القليل
هل هذا زوجها العاقل الرزين رجل الدولة المحترم
ألهذا الحد أغضبته و أخرجته عن شعورة ل يتحول لذاك الھمجي عديم الرحمة
وضع ياسين يده الرقيقه فوق
وجنة منال التي تبكي بهيستريا و أردف مهدء إياها بنبرة حنون ٠ إهدي يا ماما أرجوك و ما تزعليش أكيد بابا عنده مشاكل في شغله و هي اللي مأثرة عليه و موتراه بالشكل دة
نظرت إلي صغيرها الحنون و بدون سابق إنذار رمت حالها لداخل أحضانه الدافئة و أجهشت پبكاء مرير غير مستوعبه ما فعله بها عز فقد كشف لها حقيقتها العاړية التي طالما هربت منها و وضعها أمام أعينها و بكل صراحة
تحدث إليها ياسين و هو يحاول تهدئتها ٠ قومي يا حبيبتي إدخلي أوضتك و أغسلي وشك و حاولي تنامي
إستمعت إلي صغيرها العاقل و بالفعل توجهت إلي غرفتها و منها إلي المرحاض لأخذها حمام دافئ عله يهدي من روعها و لو قليل
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل التاسع عشر
بعد مرور خمسة أيام أخر
عادت الباخرة التي يعمل بها حسن و أستقرت إلي مرساها علي الشاطئ بعد إسبوع كانت قد قضته داخل رحلة نيلية تنقلت خلالها ما بين مدينتي أسوان و الأقصر
داخل غرفته المتواجدة بالباخرة إرتدي ملابسه بعدما إتخذ قراره المحسوم بضرورة المواجهه ف يكفيه هروب إلي هذا الحد وقف أمام مرأته يهندم من ملابسة و أمسك فرشاتة و بدأ ب تصفيف شعرة بعناية
دلف إليه أشرف الذي نظر إلية بإستغراب و تساءل مستفهما بإهتمام ٠لابس و متشيك كده و رايح علي فين يا حسن
نظر إلي صديقه بجديه ثم أخذ نفس عاليا و زفره بهدوء و أردف قائلا بصلابه ٠ رايح أتكلم مع بسمه يا أشرف و بعدها هروح ل بباها و جدتها علشان أتكلم معاهم و أفهمهم الوضع
سأله أشرف بإهتمام ٠ هتقول لهم علي الخلاف اللي حصل بينك و بين أبوك
أجابه نافيا لا طبعا أهل بسمه مش لازم يحسوا بأي حاجه ل حد ما أشوف حل مع أبويا
وافقه أشرف علي قرارة و تحرك حسن و ذهب إلي البزار الذي تعمل به بسمه و كله إشتياق و حنين إلي تلك الجميلة التي ما منعه عن رؤيتها إلا الضرورة القصوي
خطي بساقيه إلي الداخل و بات يتلفت عليها بلهفة هنا و هناك حتي رأها تجلس فوق مقعدها المخصص لها و ما أن رأها أمامه و وقعت عليها عيناه كاد قلبه أن يتركه و يسرع إليها ليحتضنها و لو إستطاع إدخالها لداخل ضلوعه كي يخبئها عن عيون البشر لفعلها و ما تأخر
إنتبهت تهاني إلي وجوده و أبتسمت بسعاده ثم تحركت سريع إلي صديقتها الشارده لتنبئها بحضور متيمها إنتفض جسدها و شعرت بقلبها سيقفز من بين أضلعها حين ألتفتت إليه و لمحته يقف بطلته المهلكه لقلبها العاشق بغرامه حتي النخاع
و برغم إشتياقها و حنينها الجارف إلية إلا أنها نظرت إليه بعيون حزينة لائمة نظرت لمتيمة تركها عاشقها بمفترق الطرق لتتقطع سبلها و تتوه بظلمة ليلها القاسې تركها لتواجة مصيرها المجهول و كأنها طفلة صغيرة تائهه بليل شتاء قارص البرودة بدون دفئ بدون أمان بدون إحتواء
تقدم نحوها بخطوات متباطئة تخشي المواجهة وقف قبالتها و تحمحم منظف حنجرته و أردف قائلا بنبرة ممتزجه ما بين الخجل و لهفه العاشق ٠ وحشتيني
إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة و أردفت متساءلة بإستهجان ٠ ده بجد
أخرج تنهيدة يائسة تنم عن ۏجع روحه و تشتتها ثم تحدث بأسف ٠ أنا أسف يا قلبي أنا عارف إن الإنتظار طعمه مر و إني خزلتك و ۏجعتك أوي بس و الله كان ڠصب عني
إلتمعت عيناها بدموع ممزوجة بالألم و الإشتياق معا و تحدثت بنبرة ملامه مخټنقة بعبرات الدموع ٠ و
تم نسخ الرابط