عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

تروح تقوله لعمك مش ليا أنا خالص و ياريت كمان تروح تقعد مع عمك و تحاول تحل معاه مشاكلك العائلية دي بعيد عني وعن مكان شغلي
وأكمل بإستئذان كي ينهي هذا اللقاء السخيف بعد إذنك
و آستدار ليغادر حتي يدلف إلي مكان عملة أوقفته بالإجبار كف يد ناجي القوية التي جذبته من كتفه پعنف و قوة فاضطر حسن علي الوقوف من جديد وأستدار إليه و نظر له بسودويتاه التي أظلمت من شدة ڠضبها من فعلته ثم أمسك يده الموضوعة علي كتفه و نفضها بعيدا عنه في الهواء بحدة بالغة
مما أستدعي إستغراب ذاك الناجي الذي تحدث إليه بنبرة تهكمية إسمع يا أبن الناس الكلمتين دول علشان أكون برأت ذمتي من ناحيتك و ما تقولش إني أخدتك علي خوانه و ما نبهتكش
و أكمل بحديث ذات مغزي لتخويفه و إدخال الړعب داخل قلبه إنت باين عليك غلبان و مش بتاع مشاكل و منتاش قدي ولا قد زعلي و ڠضبي
واسترسل حديثه بنبرة ټهديدية صريحة أحسن لك تبعد عن إبتسام و تشيلها من دماغك و كأنك ما شفتهاش من الأساس و ده طبعا لو كت عايز تكمل هنا في أسوان و إنت مطمن علي نفسك وضامن أمانك و حياتك
إستشاط داخل حسن من ټهديد ذاك الأرعن له و أردف قائلا بنبرة حادة و عيون غاضبه تطلق شزرا مما يدل علي شدة غضبه طب إسمع إنت بقا الكلمتين دول و حطهم حلقة في ودانك علشان ما تنساهمش ولا تنساني أنا شخصيا إنت طبعا فاكر إنك هتهتني و تخوفني بشوية الكلام السخيف اللي إنت حافظهم لي و جاي تسمعهم لي دول
وأكمل مسترسلا حديثه بتأكيد بس خليني أخيب ظنك و أصدمك و أقول لك إنك غلطت و وقعت نفسك مع الشخص الغلط و لو مش مصدق كلامي روح إسأل عن حسن المغربي وإنت تعرف إنك غلطت لما قررت تيجي لحد عندي و تهددني
وأكمل مشيرا إليه بأصابع يده في حركة ټهديدية و نبرة صوت حادة غاضبة و إسمع بقا من الأخر علشان تريح نفسك و تريح قلبي معاك
وأكمل مؤكدا ملكيته لحبيبته السمراء بسمه أنا أخدت كلمة شرف و وعد من أبوها بإنها تكون ليا يعني بالعربي كده خلاص بقت خطيبتي والباقي كله مجرد شكليات
وأكمل محذرا إياه بسبابته من جديد وأنا بقا اللي بحذرك و بقول لك تبعد عنها نهائي و تنسي كل كلامك السخيف اللي قولته من شوية ده و إلا والله هتشوف مني وش مش هيرضيك ولا هيعجبك
إتسعت حدقة عين ناجي متعجب من أمر ذاك الجرئ و أبتسم بجانب فمه بطريقة ساخرة و أردف قائلا بنبرة تهكمية الله الله الله ده الباشمهندس طلع عندة لسان و بيعرف يتكلم و ېهدد كمان يا ولاد
وأكمل بشړ و وعيد طب إسمع إنت بقا نهاية الكلام و اخرة زي ما بيقولوا
و أكمل بتأكيد بسمة تنسي إنك شفتها و تشيلها من دماغك نهائي و الكلام الأهبل اللي سمعته من عمي تشيله من راسك و كأنك ما سمعتوش من الأساس
و أكمل مهددا إياه بسبابته المشيرة أمام وجهه ده لو كنت حابب تحافظ علي حياتك و تحميها من شړي و ڠضبي عليك أنا حظرتك يا أبن الناس و إنت ليك الإختيار و لو حصل غير اللي أنا عاوزة و طلبته منك ساعتها بقا ما تبقاش تلوم حد غير حالك إنت
وأسترسل حديثه بنبرة تهكمية ساخرا منه سلام ياااا يا أبن الأكابر
كانت تلك أخر جملة نطقها ناجي و رحل بعدها مباشرة تارك حسن ينظر لأثره بشرود و أستغراب لحال ذاك الذي تتطاير من عيناه شرارات الشړ والڠضب و يبدوا علي هيئته و اخلاقه الإختلاف الكلي عن أهل بسمة ذوات القلوب الطاهرة النقية
ضل ينظر في أثره بعدما اختفي عن عيناه ثم إبتسم ساخرا و لم يعطي لحديثه أي إهتمام أو جدية بل أقنع حاله بأنه مجرد حديث لشخص غاضب لا أكثر و تحرك للامام متجه إلي الباخرة من جديد
دلف لداخل غرفته المشتركة مع أشرف وجده يعتلي تخته مسطح علي ظهرة فتحدث إليه حسن بإبتسامة بشوشه و وجه مشرق يا مساء الفل علي أحلا باشمهندس ميكانيكا في النيل كله
نظر له أشرف بإستغراب وبات يتلفت يمينا ويسارا باحث بعيناه عن المقصود بذاك الإطراء اللطيف و الذي لم يعتاد علية من ذي قبل
ثم تحدث إلية متعجب وهو يشير إلي حالة بسبابته بتعجب إنت بتكلمني أنا يا حسن !
ضحك حسن و تحدث إليه بنبرة مداعبه طبعا بكلمك إنت هو فيه حد هنا غيرنا إحنا الإتنين يا هندسه
إبتسم له أشرف و تحدث مداعب صديقه بملاطفة دي الغزالة شكلها رايقة علي الآخر يا باشا
وأكمل و هو ينظر إلي عيناه بتمعن شديد إلا قولي يا حسن هو الحب بيحلي الشكل و يسلطن المزاج أوي كدة
قهقه حسن بصوت عالي و تحدث بعيون هائمة حالمة بس ده مش أي حب يا أشرف ده حب بنت أسوان السمرا اللي شقلبت حياتي و خلتني أشوف الدنيا بطعم و لون جديد عمرة ما مر عليا في حياتي قبل كده
أردف أشرف مداعب صديقه سيدي يا سيدي علي العشق إوعدنا يا رب و أرزقني بقصة حب صادقة زي ما رزقت إبن المغربي
إبتسم حسن و أخرج تنهيدة عالية ثم أرجع ظهره مستندا خلف تخته و نظر أمامه متذكرا سمراءه وإذ بإبتسامة خلابة إعتلت ثغره عندما تخيلها وهي تبتسم له وتحدثه بحماسها وجمالها الأخاذ
ثم تذكر ذاك الناجي و تحدث إلي صديقه بنبرة ساخرة مقلله من الحدث نسيت اقول لك مش بسمة طلع عندها إبن عم معتوة وهربانه منه
ضيق أشرف عيناه وتساءل بإستفهام هربانه منه إزاي يعني
أجابه حسن بضحكه ساخرة قال ايه البيه بيقول لي إن ابوة قبل ما يتوفي كان طالب له إيد بسمه من أبوها و بيطلب مني أبعد عنها و أنسي إني شفتها من الاساس وإلا ما الومش غير نفسي علي اللي هيحصل لي من غضبه
إستغرب أشرف الحديث و تحدث إليه قائلا بإرتياب و إنت ليه واخد اللي حصل بينكم علي إنه مجرد كلام و السلام
و
أكمل بنبرة يشوبها القلق مش يمكن الراجل ده يكون جادي في تهديده ليك و فعلا يحاول يأذيك لو ما سمعتش كلامه و بعدت عنها
اطلق حسن ضحكة عالية و تحدث ساخرا من حديث صديقه الذي أخذ ټهديد ذاك الأرعن علي محمل الجد إسمعني يا صديقي وخدها مني حكمه اللي بيبقا ناوي علي الأذية و الغدر ما بيقولش و اللي بيقول و يتكلم كتير تأكد إن عمرة ما هيعمل
نظر له أشرف وأقتنع بحديث صديقه وأكملا تسامرهما في موضوع جديد
داخل محافظة الأسكندرية
في المساء بمنزل عائلة المغربي
وبالتحديد داخل المطبخ كانت ثريا و منيرة و عزيزة تققن علي قدم وساق و هن يجهزن ألذ و أشهي المأكولات البحرية التي يعشقها حسن لتقديمها له فور عودته بعد كل هذا الغياب الذي تخطي الشهران
أما بالخارج كانت منال تجهز مائدة الطعام المستطيله و تضع عليها الصحون و كأوس الماء و باقي الأغراض المطلوبه للتحضير بصحبة راقية و التي تحدثت بنبرة خبيثة كي تستدعي ڠضب منال و تجعلها تثور علي الوضع الغير لائق بالنسبة لها ناس تقف زي الهوانم في المطبخ تجهز الأكل و تطبخ
وأكملت بنبرة ساخطة وهي تشير إلي حالهما بإعتراض و ناس تقف تجهز السفرة و ترص الاطباق و السكاكين زيها زي عمي عبدة السفرجي
و لما الكل يقعد علي السفرة و يدوق الأكل يقعدوا يمجدوا و يشكروا في قد أية روعة و طعامة أكل منيرة هانم و الكونتيسه عزيزة ده غير طبعا البرنسيسة ثريا دلوعة العيلة كلها اللي بتاخد نصيب الأسد من المجاملات و الكلام الحلو و اللي طبعا بيخليها تتغر و تشوف نفسها و تترسم علينا أكتر و أكتر
وأكملت بنبرة ساخطة أما أحنا بقا اللي بنقف علي رجلينا نرص السفرة و نجهزها قبل الأكل و بعد الأكل نلمها و ندخل الاطباق المطبخ و لا حد بيذكرنا بكلمة شكر واحدة كإننا هوا و مش موجودين قدام عنيهم من الأساس
نظرت إليها منال بذهول و تعجب و تحدثت بنبرة مستغربة مشمئزة غير مستوعبة ما تفوهت به تلك الفضولية المتحشرة أنا حقيقي مش مصدقاكي يا راقية إنت فعلا زعلانه إنهم مانعينك تدخلي المطبخ علشان تقشري توم و تقطعي بصل و تخرطي قلقاس
وأكملت بإستحسان و نبرة ساخرة أنا عن نفسي شايفه إني محظوظة جدا إن رجالة البيت ما بيعرفوش ياكلوا غير من إيد الثلاثي المرح نساء أل المغربي
وآسترسلت حديثها بنبرة جادة أول حاجه أنا أصلا ما بعرفش أطبخ و لا بحب المطبخ و لا الوقفه فيه من الأساس
و بعدين إحمدي ربنا إنهم سمحوا لهنية تدخل المطبخ علشان تغسل المواعين
وأكملت بنبرة ساخرة و هي تقوم بتقليد والد زوجها محمد قائلة ٠و أنكل محمد ما وقفش و نفش ريشه علينا و قال أنا مبحبش حد غريب يدخل مطبخ أمي الله يرحمها علشان كدة منال و راقية هما اللي هيغسلوا المواعين
جحظت أعين راقية و تحدثت بإستهجان أهو ده اللي كان ناقص كمان إننا نغسل لهم المواعين و نخدم علي هوانم البيت وهما بيطبخوا
ثم تحدثت بنبرة جادة معترضة بس بجد يا منال أنا إبتديت أحس بالإهانه من قرار عمو محمد بمنع أي حد من إنه يدخل المطبخ غير ثلاثي أل المغربي دول كمان
وأكملت بنبرة ساخرة وهي ترفع قامتها للأعلي مقلدة إياه قال أيه التلاتة وارثين نفس أمي الطعم الله يرحمها في الأكل
ضحكت منال علي تلك الراقية وتحدثت إليها بإعتراض علي حديثها إهانة أيه بس يا بنتي اللي إنت حاسة بيها وبتتكلمي عنها دي
وأكملت وهي تفرد كفي يداها أمام ناظريها وتنظر علي أظافرها بملامح وجه مكشعرة ٠أنا بالنسبة لي الإهانة اللي بجد هي وقوفي في المطبخ و تقشيري للبصل و ظوافري اللي قاعدة أربي فيها واظبطها تبوظ وتتكسر
واكملت بإشمئزاز ٠ يااااي ده أنا جسمي قشعر من مجرد بس التخيل
نظرت إليها راقية ولوت فاهها إعتراض علي حديثها الفارغ بالنسبة لتفكيرها فلكل منهما تفكيرها المختلف كليا عن مثيلتها ولكن إجتمعتا علي الغيرة و الحقد علي ثريا التي لا ذنب لها سوي هدوئها وقلبها الرحيم الذي يتسع للجميع و يطبطب علي قلوبهم برقتها و جمال روحها الفريد
بعد قليل كانت ثريا قد إنتهت من إعداد قائمة أصناف الطعام الكبيرة و ذلك بمساعدة والدتها و زوجة عمها و بعد أن إطمأنت علي الإستعدادات صعدت إلي شقتها و دلفت إلي المرحاض خلعت عنها ثيابها المحملة برائجة الطعام و أخذت حمام دافئ أنعشت به حالها و زالت به عناء يومها الشاق
خرجت و أرتدت ثيابها و صففت شعرها بعنايه و نثرت عطرها الهادئ فوق جسدها بسخاء إستعدادا لمقابلة شقيقها المقرب إلي قلبها
ثم فتحت صندوق المجوهرات التي تتزين بها و نظرت بداخله بتمعن لتختار شئ مناسب ترتديه بسهرتها وجدت تلك القلادة الرقيقة التي كان قد أهداها لها عز منذ الكثير و الكثير من الأعوام و لم ترتديها و لو حتي لمرة واحدة
سعد داخلها و تلمستها بيدها تستعيد تلك الذكري الغالية عليها فهي حقا تعتبر عز شقيقها الرابع و تكن له إحترام كبيرا و له داخل قلبها البرئ مكانة مميزة تخصة لحاله
فاقت من شرودها علي صوت أحمد و هو يناديها و يبحث عنها من الخارج فتحدثت بنبرة حنون لتستدعيه للدلوف إليها أنا هنا يا أحمد

إبتسمت له بهدوء و أجابته بنبرة صوت تكسوها السعادة دي سلسلة عز كان جابها لي هدية من زمان أيام ما كان لسه بيدرس في الكلية
ضيق عيناه مستغرب و أردف قائلا بتعجب و نبرة حادة و عز يجيب لك هدية زي دي بمناسبة أيه !
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السابع
إحتد صوت أحمد مكررا سؤاله علي مسامع ثريا بوجة محتقن غاضب ما تردي عليا يا ثريا ساكتة ليه إيه اللي يخلي
عز يجيب لك هدية زي دي
نظرت إلية بإستغراب وذلك لحدة نبرته الغاضبة وتحدثت بهدوء وثبات إنفعالي هو فية يا أحمد
الموضوع عادي جدا علي فكرة ومش محتاج حدتك دي كلها عز جاب لي الهدية لأنه طول عمرة بيعزني وبيعتبرني أخته فحب يهاديني وهو راجع من كليتة بعد طول غياب أنا مش فاهمة إنت ليه مستغرب الموضوع أوي كده !
نظر لها وأردف قائلا بنبرة أهدي قليلا بعدما رأي ثباتها وأيضا منطقية حديثها إستغربت لأن عز مش من الناس اللي بتهتم تجيب هدايا لحد ده تقريبا عمرة ما أشتري هدية لأي حد
وأكمل مبررا حدته دي حتي أمي نفسها عمرة ما جاب لها هديه في أي مناسبة كان دايما يديها فلوس ويقول لها تشوف اللي ناقصها واللي حباه وتشتريه هي علي ذوقها
هزت كتفها بلا مبالاة وأجابته بمبرر يمكن مثلا كان خارج مع أصحابة
تم نسخ الرابط