عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

باشا جملة تساءل بها مجدي
فأجابه الرجل بحدة و حديث ذات مغزي ٠ نضف الفوضي اللي حصلت عندك فورا يا مجدي نضف من غير ما حد يحس بينا فاهمني يا مجدي
أغلق مجدي هاتفه بعدما طمئن ذاك المهم ثم نظر إلي بديع و تحدث إلية بنبرة أمرة ٠ بديع خد معاك راجلين و هات لي اللي إسمه ناجي ده من تحت طقاطيق الأرض
لم يكمل جملته حتي إستمع إلي طرقات خفيفة تلاها دخول السكرتيرة الخاصة حيث تحدثت بنبرة هادئة ٠ ناجي عبدالسلام هنا و مصر إنه يقابل حضرتك يا أفندم
جحظت أعين مجدي و تحدث متلهف ٠ دخليه بسرعة
دلف ناجي يتلفت حوله بنظرات مړتعبة و تحدث مستنجدا به ٠ إلحقني يا مجدي باشا أنا وقعت في مصېبة و جاي لك عشان محدش غيرك هيعرف ينجدني و يخرجني منها
وقف مجدي و أقترب عليه كالمچنون ماسك إياه من تلابيب جلبابه و أردف قائلا پحده ٠ إنت إتجننت يا بني أدم إنت إزاي تيجي لحد هنا بعد عملتك السودة اللي عملتها مع الباشمهندس إنت عايز تفتح عيون الداخلية عليا و توديني في داهية يا حيوان
نظر إليه ناجي بإستغراب و تساءل بغباء ٠ و إنت عرفت منين اللي حصل
ثم أستعاد ذاكرته و تحدث بتذكر قائلا ٠ آآااه نسيت إن جنابك ممشي جواسيسك ورايا
ثم نظر إلية و تحدث بنيرة قوية ٠ إنت لازم تشوف لي حل يا باشا أنا الراجل بتاعك و أكيد مش هتسيبني أروح في داهية
أجايه مجدي بنبرة ساخطة ٠ و عاوزني أعمل لك أيه بقا يا سي ناجي ثم أنا يا بني أدم مش حظرتك قبل كدة و قلت لك تبعد عن اللي إسمة حسن ده و ما تتعرضلوش خالص
تحدث ناجي بغل ٠ اللي حصل بقا يا باشا و الواد إتحداني و خد نصيبه مني و الوقت لازم تثبت لي حمايتك ليا إنت مش كل شوية كنت تقول لي متخافش طول ما أنت معايا إنت تحت حمايتي يا ناجي
تحدث مجدي بتخابث ٠ طب إسبقني علي المخزن السري و أنا هجي لك علي هناك و نتكلم و نشوف هنحلها إزاي مع بعض
تحدث ناجي بحدة و عناد ٠ أنا لا رايح مخازن و لا غيره يا باشا ما فيش قدامي وقت للكلام ده كله أنا هطلع من هنا علي بيتي و لما الحكومة تيجي و تسألني هقول لهم إني في وقت الچريمة ما حصلت كنت عند حضرتك هنا بنتكلم في شغل !
ثم حول بصرة إلي بديع و تحدث مستشهدا ٠ و بديع بيه هيشهد معانا و بكدة أطلع أنا منها زي الشعرة من العجينة و آكون خلصت من اللي إسمة حسن و في نفس الوقت حميت نفسي
كاد بديع أن يتحدث و لكن سبقه حديث مجدي الذي تحدث إلية پحده و جنون ٠ إنت إتجننت يا بني أدم إنت عاوز توديني في داهية ثم شغل أية ده اللي هيكون بيني و بين واحد زيك يا غبي
تحدث بديع بتخابث ٠ ما تخليش عقلك المشتت من اللي حصل يخليك تقول كلام مش محسوب يا ناجي الشغل اللي بينك و بين البشوات كله في السر و محدش يعرفه و حتي كل مقابلتنا في أماكن سريه ثم بالعقل كدة شغل أيه اللي هيبقا بينك و بين مجدي بيه صاحب شركات التصدير و الإستيراد
تحدث ناجي ساخرا ٠ ده علي أساس إن أسوان كلها متعرفش شغلكم الأساسي و لا ما يعرفوش إني شغال معاكم في الحفر عن الأثار و تهريبها برة البلد
أجابه مجدي بدهاء نافي دي مجرد شكوك يا سي ناجي بس مفيش مخلوق عندة دليل واحد يقدر يثبت بيه أي حاجة علينا و إنت بكلامك المعتوة ده عايزني أثبت عليا الإشاعات و كأني بقول للحكومة تعالي دوري ورايا
تحدث ناجي بحدة و جنون مهددا مجدي ٠ إسمع يا مجدي باشا لو بتفكر تتخلي عني إنت و بشواتك و تخلوني أشيل الليلة تبقوا غلطانيين أنا لو إتسجنت مش هتسجن لوحدي لااااا ده أنا هجركم معايا واحد واحد و نقضيها صحبة حلوة كدة في السچن
تحدث مجدي و هو يخرج مسدسه المعبئ بطلقاته الڼارية و مجهز سابق من درج مكتبة و يضع به كاتم الصوت كي لا يصنع ضجة بالمكتب ٠ يبقا أنت اللي حكمت علي نفسك يا ناجي
و بلمح البصر صوب المسډس نحو نقطة ما بين العينين بحرفية عالية و أطلق علية تحت ذهول ناجي و عدم تصديقة بالتخلي عنه بتلك السهولة
وقع ناجي علي الفور صريع بعد تلك الطلقة المدروسه القاټلة تحرك بديع إلية سريع يختبر نبضة وجده قد فارق الحياة علي الفور
فتساءل مستفهما بلهفة و ړعب دب بأوصاله ٠ هنعمل أية في الچثه دي يا باشا
أجابه مجدي ببرود و هو ينظف مسډسة بنفخه به و كأن شئ لم يكن ٠ الأول خد الخڼجر من جيبه و خلي الرجالة يروحوا يرموة بسرعه جنب المكان اللي إتقتل فية المهندس علشان البوليس يتأكد من إرتكاب ناجي للچريمة بعد ما يلاقوا بصماته علية
و أشار بيدة علي السجادة الموضوعة أرض ٠ و هات الرجالة و لفوة في السجادة دي و أربطوها علية كويس و خليهم يشيلوها عادي كأنهم مودينها للتنضيف و بعدها يرموة بيها في قلب النيل
و أكمل بذكاء ٠ و متنسوش تربطوا معاه حجارة كبيرة علشان الچثة تغطس و تستقر في القاع و متطلعش لفوق علشان الطلقة اللي واخدها دي خلي الحكومة تفتكر إنه خاف و هرب بعد ما قتل الباشمهندس حسن
و آسترسل حديثه بتأكيد منبه إياه ٠مش عاوز ديول تظهر للموضوع يا بديع !!
ثم أشار إلي الډماء المتناثرة فوق الأرض و تحدث بإشمئزاز ٠ و يلا هات رجالتك الموثوق فيهم و نضف لي القرف ده بسرعة !
تحدث بديع بهدوء ٠ أوامرك يا باشا بس الأول هطلع أسرب السكرتيرة و اخليها تمشي علشان متحسش بحاجة من اللي هيحصل هنا
و بالفعل خرج بديع و أعطا للسكرتيرة إجازة عارضة بحجة ذهابهما هو و مجدي إلي الخارج إذا لا داعي لتواجدها بالمكتب و أيضا إتخذ بديع كل ما يلزم من الحيطة لأمانهم و إبعاد الشبهات عنهما و سيدة
بعد مدة أخذ الرجال چثة ذاك الهالك الذي لم ينجي بحياته و لا حتي بمماته من كثرة ذنوبة التي إقترفها بدنياة و لم يضع الله أمام ناظرية و يعمل علي إرضاءة و كسب أخرته
بعد حوالي ثلاث ساعات
كانت قابعه أمام غرفة العمليات تجلس أرض بعينان متسمرتان لا يتحرك لهما رمش لا دموع لا وعي و لا حياة من دونه
تشعر و كأن دقات قلبها توقفت مترقبه دقاته لإن عاد عادت دقاتها
و إن فارقت فستلحق بها في الحال إلي حيث الفناء الأخير فلا حياة لقلبها الضعيف بعد الرحيل
إنها ساحرته بسمة الحسن
فإن عاد لها عادت له الأمل
وإن غابت شمس حياته
غابت بسمتها إلي الأبد
فقد أتت إلي هنا بعد ذهاب أشرف إليها داخل البزار مهددا إياها إذا حدث شئ لصديقة فسيجعلها تدفع الثمن باهظ هي و أهلها و ناجي الذي هدده و لكنه إضطر لإصطحابها معه إلي المشفي بعد حالة الإنهيار التي أصابتها من جراء تلقيها ذلك الخبر المشؤؤم
مما أدي إلي تعاطفه الشديد معها بعدما كان ثائرا عليها و يحدثها بحدة بالغه و أيضا لعلمه مدي عشق صديقة لها
و قد ذهبت أمنيه و أماني إلي بيت إبتسام و أخبرا والدها الذي أتي سريع إلي إبنته ليأخدها إلي البيت و لكنها صممت بإصرار و ترجته علي أن لا تتحرك من أمام غرفة العمليات حتي يخرج أسر كيانها و تراه أمامها معافي البدن
في تلك اللحظات حضر الجميع من الأسكندرية و هم يسرعون بخطواتهم داخل رواق المشفي بتخبط و تشتت
أسرع الأب الملكوم إلي أشرف و تحدث إليه متسائلا بلهفة ٠ طمني يا أبني حسن أخباره أيه
أجابه أشرف برأس منكس و عينان يسكنهما الألم حزن علي ما حدث إلي صديقه و رفيق دربة ٠ ما أعرفش أي حاجة يا عمي من وقت ما أخدوة جوة في العمليات من أكتر من تلات ساعات و نص و محدش خرج علينا و لا حتي طمنا علي حالتة
تحدثت عزيزة إلي عز بدموعها الغزيرة التي تدمي القلوب ٠ إتصرف يا عز و شوف لنا حد في المستشفي دي يطمنا علي إبني
أمسك عز يدها و أجلسها فوق إحدي المقاعد و تحدث إليها مطمئن إياها ٠ إهدي يا مرات عمي وأنا هتصرف و هطمنك
و بالفعل تحرك الضابط المصاحب له و المكلف من رئيس المخابرات شخصيا لتسهيل الأمور إلي سيادة العقيد داخل أسوان
تحرك و أبلغ إدارة المشفي بشخصية عز المغربي و موقعة مما أربك الإدارة و بعثوا له علي الفور بطبيب ذو مكانة عالية بالمشفي كي يطمأنهم علي حسن و بالفعل ابلغهم أنه الأن داخل العمليات و بصحبته لفيف من أمهر الأطباء في هذا المشفي المجهز و المخصص لخدمة الأجانب الوافدين إلي تلك المحافظة السياحية العريقة
بعد إنصراف الطبيب نظر عز إلي ثريا و جسدها المنهك و أشار لها بأن تجلس كي تريح حالها من عناء و مشقة السفر فآستمعت إلية و بالفعل جلست ثم تحدث إليها بقلب مفطور لأجلها ٠ من فضلك يا ثريا حاولي تهدي علشان حالتك الصحية مش متحملة توتر و كمان علشان الطفل ما يتأثرش و لا قدر الله يحصل أي حاجة
أومأت له برأسها بطاعة و هدوء و تحرك هو إلي عمه و جلس بجانبة كي يخفف عنه توترة
لفت إنتباة ثريا تلك التي تفترش الأرض أمام غرفة العمليات بحالة مزرية و عينان منتفخة جراء بكائها المتواصل لمدة طويلة و تيقنت بفطانتها أنها سمراء شقيقها و فاتنته
تحركت إليها بهدوء و تساءلت بنبرة متأثرة و هي تنظر إليها بتمعن ٠ إنت بسمة
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز أمين
الفصل الرابع و العشرون
نظرت لها ثريا و تساءلت بإهتمام ٠ إنت بسمة
لم تعر لحديثها أية إهتمام و لم تنظر حتي إلي وجهها بل ضلت علي حالتها تنظر أرض بشرود تام حتي دموعها قد جفت و تحجرت داخل عسليتاها و كأن كل ما بها قد توقف يترقب بإنتظار و تمعن خروجه من خلف هذة الجدران التي تحجب عن عيناها رؤيته و ضحكته البهية و التي سوف تحييها من جديد !!
عذرتها ثريا ثم تحركت من جديد إلي والدتها و جاورتها الجلوس حيث أنها لم تعد تحتمل الألم و الوقوف جراء تعبها من حملها
تحرك إليها دياب الواقف جانب ينظر إلي الجميع و يراقب ردود أفعالهم من بعيد و وجه حديثه إليها بهدوء ٠ قومي يا بنتي خلينا نروح علي بيتنا مبقاش ليها لازمة قعدتنا دي بعد ما أهلة جم
نظرت إلي أبيها بذهول و كأنها إستفاقت من تيهتها للتو و تحدثت بحدة و هي تهز رأسها رفض ٠ ريح نفسك يا بابا أنا مش هتحرك من هنا غير لما أشوف حسن خارج من أوضة العمليات بعيوني دي و أتأكد إنه خلاص بقا كويس و بخير
تنهد دياب و وقف مكانه بثبات يتطلع إلي هؤلاء الرجال ذوات الهيبة و النفوذ و الجاه
هنا قد أتي مدير المشفي و وقف أمام عز المغربي أسرعت إليه ثريا و الجميع كي يطمأنوا علي غاليهم أما تلك الشاردة فظلت ساكنه بجلستها و بجوارها أبيها المړتعب داخليا من فكرة صحة شكوكة نحو ناجي
تحدث مدير المشفي إلي عز بإحترام ٠ أهلا و سهلا بحضرتك يا باشا نورت أسوان
ثم عرف عن حالة ٠ أنا دكتور مهران مدير المستشفي
تحدث عز إليه بإستفسار ٠ أهلا يا دكتور من فضلك طمني علي حالة الباشمهندس
أخبره الطبيب بمهنية كي لا يتحدث أمام السيدات حتي لا ينهرن أكثر ٠ ياريت حضرتك تتفضل معايا علي مكتبي علشان نتكلم هناك براحتنا يا سيادة العقيد
قاطعتة عزيزة بصياح حاد ٠ عاوزين تتكلموا بعيد عني لية يبقا أكيد إبني فية حاجة و عاوزين تخبوها عليا
تحدث إليها صلاح كي يهدئ من ثورتها ٠ إهدي يا أم فريد و خلينا نفهم من الدكتور الأول
تحدثت عزيزة بإصرار ٠ مش ههدي غير لما أعرف إبني فية أية و حالا
وجه عز حديثه إلي الطبيب كي ينهي هذا الجدال قائلا إتكلم من فضلك يا دكتور و إحنا سامعينك
تحدث الطبيب بهدوء ٠ أول حاجه عاوز حضراتكم تطمنوا و تتأكدوا من إن عندنا هنا في المستشفي أمهر متخصصين و إننا مش هنقصر في أي حاجه محتاج لها الباشمهندش
تحدث صلاح پحده بعدما فقد السيطرة علي صبره ٠ كل الكلام ده ميهمنيش أنا عاوز أعرف إبني جوة في العمليات لية
و أية هي حالتة بالظبط
تحدث الطبيب بهدوء متفهم لحالة صلاح النفسية ٠ للأسف يا أفندم إبن حضرتك إتعرض لكذا طعڼة في الكبد من خنجر مدبب و المچرم اللي طعڼة حرك الخڼجر و عمقة و ده تسبب في تهتك في جزء من الكبد و بالطبع تسبب في ڼزيف حاد و ده اللي بيحاولوا الدكاترة حاليا يوقفوة
خبطت عزيزة صدرها بيدها و صړخت بإسم ولدها بإنهيار أما ثريا فوضعت يدها فوق فمها و بدأت پبكاء مرير يقطع أنياط القلوب
فتحدث صلاح بحدة ناهرا كلاهما ٠ مش عاوز أسمع و لا كلمة من واحدة فيكم
صمتت إثنتيهما عنوة و ذهب الطبيب تحت إنهيار الجميع و بعد مدة جاءت الشرطة عندما علمت بوجود عز المغربي بالمشفي و أيضا لأخذ أقوال تلك البسمة و والدها في البلاغ المقدم من أشرف و الذي يتهم فية ناجي عبدالسلام بالشروع في قتل حسن المغربي و أستشهد ببسمة و
أبيها
أما عن بسمة فقد أخرجها من شرودها صوت أمين الشرطة الحاد حيث أوقفها عنوة عنها بناء علي توجيهات ضابط الشرطة له و تحركت ببطئ حيث تجمع الجميع
و تحدث إليها الضابط المسؤل عن التحقيق سائلا إياها ٠ قولي لي يا بسمة هو المدعو ناجي إبن عمك هدد حسن
تم نسخ الرابط