عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
أرجوك يا بابا تحاول تفهمني أنا بحب بسمة بجد هي دي البنت اللي رسمتها في خيالي و إتمنيتها تكون شريكة حياتي هي دي اللي نفسي أكمل عمري معاها و أكون بيت و عيلة و أولاد
و أكمل بوعيد صادق نابع من داخلة ٠ و صدقني يا بابا لو مش هي أكيد مش هيبقا فيه غيرها
رفع رأسه شامخ ب كبرياء و تمالك من حالة كي لا يضعف أمام نظرات صغيرة المترجية التي هزت كيانه للحظة لكنه سرعان ما تراجع و أقنع حاله أنها مجرد نزوة و سينساها صغيره مع الوقت و ينظر إلي مستقبله و يتزوج من فتاة ذات حسب و نسب ترتقي له و ل عائلتة و ذلك حسب معتقداته و مفهومه الخاطئ الذي عفا عنه الزمن
و أسترسل حديثه كي يضع الطمأنينة داخل قلب صلاح ٠ و أنا علشان اطمن حضرتك مستعد أسافر أسوان مع حسن و أقابل أبوها و أقعد معاه و كمان هسأل عليهم كويس جدا و لو طلعوا ناس محترمين يبقا أيه المانع إننا نجوزها له
نزلت كلمات عز علي قلب حسن ك قطرات المطر التي هطلت من السماء فوق قطعة أرض جافة متشققه من شدة عطشها ف روتها و ترعرت أوراق بذورها المدفونة بعد أن ظن الجميع أنها فارقت الحياة و أنتهي الأمر و لكنها عادت و أعلنت عن ميلادا جديدا لها نظر إلي أبيه منتظرا قراره ب ترقب و هو يبتلع لعابه ب صعوبه و كأن حياته قد توقفت علي قرار أبيه
و آسترسل حديثه بنبرة مستفزة ل يكمل بها علي ما تبقي من صبر ذلك الفتي ٠ و أنا من ناحيتي وصيت له واحد يعرف كبرات إسكندرية كلهم و قلت له يشوف لي عروسة بنت ناس و متعلمة للباشمهندس
و أكمل ب إحترام و تمني ٠ بس عاوز أقول ل حضرتك إني عمري ما هعمل أي حاجة إنت مش راضي عنها أنا راجع أسوان يا حاج و مش هتجوز بسمة غير بعد موافقتك و رضاك و أنا في إنتظار موافقتك و مباركتك للموضوع
أجاب والده بنبرة مستسلمة يبقا ده نصيبي من الدنيا يا حاج و أنا لازم أرضي بيه
ثم حرك ساقية ل يخطو إلي الخارج مغادرا أمسكت ثريا ذراعه و تشبست به بعد أن نزلت دموعها تجري فوق وجنتيها و هي تهز رأسها و تترجاه ٠ ما تمشيش يا حسن
إتسعت عيناه ب ذهول و ألتف ينظر لأبيه ب إندهاش ف أكمل صلاح بنبرة جامدة مهددا إياه ٠ لو خرجت عن طوعي و ما نفذتش الكلام اللي قولته لك ب الحرف الواحد يبقا تخرج من الباب ده و تنسي نهائي إن ليك أب و عيلة
٠ و حتي ورثك فيا هحرمك منه هكتب كل ما أملك لأخواتك الاتنين و أختك ثريا
ثم أسترسل حديثه ب نبرة تهكمية ٠و ساعتها بقا إبقا ورينا أبو الهانم اللي فضلتها علينا هيقبلك و لا هيرضي بيك إزاي و إنت مفلس و لو حصل و وافقوا إبقي وريني هتعيش ست الحسن و الجمال بتاعتك دي منين
نزل حديثه ك صدمة ألجمت الجميع و شلت جميع حواسهم و تسمروا ب أماكنهم إلا من ثريا التي صړخت مستعطفة أبيها ٠ أرجوك يا بابا كفاية كفاية حرام عليك
نزلت كلماتها و دموعها علي قلب عز أحړقته و أيضا أحمد الذي تحرك و وقف ب جانب حسن و حاول جذب الحقيبه منه لكن الأخر ابعدها ب حده
ثم نظر إلي أبيه و تملكت الحسړة من قلبه و وقفت غصة مريرة داخل حلقه و تحدث قائلا بهدوء ونبرة منكسرة ٠ ربنا كبير و عظيم و ما بينساش حد يا حاج صلاح
و أنطلق مسرع إلي الخارج أوقفه عز و أحمد اللذان أسرعا خلفه و تحدث عز مهدء إياه ٠ إنت رايح فين يا حسن إهدي كدة و أرجع معايا علي جوة علشان الموضوع ما يكبرش أكتر من كدة العقل بيقول إن لما الريح تبقا قوية تطاتي لها علشان تعدي منها بسلام
و أكمل أحمد مؤكدا علي حديث شقيقه ٠ إسمع كلام عز و أدخل جوة الوقت يا حسن و هما يومين بالظبط و عمي هيهدي إن شاء الله و ساعتها الكلام معاه هيكون أفضل من كدة بكتير و ليك عليا أنا و عز هنكلمه و نحاول نقنعه ب موضوعك
ثم نظر إلي عز الذي أبدي موافقته بترحاب بحديث أحمد
أجابه حسن بنبرة رافضة ل حديثه ٠ اللي إنت ب تقوله ده مستحيل يحصل يا أحمد دخولي معاكم في الوقت الحالي مش هيبقا ليه غير معني واحد عند أبويا و هو إني رضخت لأوامره و رضيت ب الأمر الواقع اللي هو فرضة عليا و ده اللي عمرة ما هيحصل أبدا
و تحرك إلي الأمام للمغادرة أوقفه عز قائلا ب نبرة يائسة و هو يسحبه من ذراعه ٠ طب تعالي أركب معايا العربية هوصلك المحطة
و بالفعل صعد معه و تحركا أمام أعين أحمد الحزينة لأجل ما حل ب ذاك الحسن
تنفس عاليا ب ضيق ثم دلف إلي الداخل من جديد وجد الجميع يجلس و حالة من الصمت التام تفرض سيطرتها عليهم جميعا أما ثريا التي تجلس و دموعها تنهمر فوق وجنتيها ب غزارة كشلال ماء و تجاورها منيرة تحاول تهدئتها !
تحرك إليها و جلس بجوارها و تحدث إليها بهدوء و هو يربت فوق كتفها ب لمسات حنونه ٠ إهدي يا ثريا أرجوك علشان ما تتعبيش
إنتفضت بجلستها و أعتدلت تواجهه و هي ترمقه و لأول مرة ب حياتها ب عيون غاضبة و أردفت قائلة بنبرة حاده عڼيفة ٠ يهمك أوي تعبي يا أحمد و لا خاېف علي أبنك اللي في بطني
نظر لها مصډوم أثر ردة فعلها العڼيفة تجاهه
لم تعر ل نظرته أية إهتمام و أنتفضت واقفة و وجهت حديثها إلي الجميع ب إتهام بنبرة حاده ٠ هو إنتم ليه يا عيلة المغربي أنانيين لدرجة إن محدش فيكم بيهتم و لا بيفكر في تعب أو راحة حد غيره هو و بس
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السادس عشر
و أكملت ثريا حديثها بنبرات ملامة و أتهام موجه إلي الجميع ٠ كلكم وقفتم ضد رغبة حسن و لمتوة و رفضتم حتي تسمعوا وجهة نظرة في البنت اللي إختارها تكون مراته و شريكة حياته بس ل مجرد إن عيلتها مش علي مقاس عيلتكم العظيمة
كلكم بصيتم للوجهه الإجتماعيه و الماديات و العيلة و الحسب و النسب العالي
و آسترسلت حديثها ب تساؤل حاد ٠ حد فيكم فكر في قلب حسن و شعورة و ألمة
و أكملت ب حدة و نبرة غاضبة ٠ باصين علي الناس من بلكونتكم العاليه ليه
ده بدل ما تحمدوا ربنا و تشكروة علي إنه رزقكم ب العيلة و العز و الجاه و المال تقوموا تتكبروا علي خلقه و تنبذوهم بالشكل ده
كان الجميع ينظر إليها بإستغراب من حالتها العصبية و التي و لأول مرة يرونها عليها بهذا الشكل
تحدثت والدتها ب هدوء و نبرة مستسلمة من بين دموعها المنهمرة علي فراق صغيرها و ألم قلبها الغير محتمل كلما تذكرت نظرة الحزن و التشتت التي رأتهما داخل عيناه و هو يتحرك مغادرا المنزل ٠ إسكتي يا ثريا عيب تتكلمي كده قدام أبوكي و عمك
نظرت إليها ثريا ب عيون غاضبة ثم هتفت متساءلة ٠ ممكن يا ماما تقولي لي أية هو العيب من منظوركم هل العيب إني أتكلم و أقول إللي في قلبي و أعبر عن ڠضبي و رفضي ل واقع مرير و ظلم أتعرض ليه أخويا و أنا مش راضية عنه
و أكملت بنبرة متمردة جديدة علي شخصيتها التي دائما ما كانت تتسم ب المسالمة و الهدوء ٠ لو كان ده العيب عندكم ف العيب من وجهة نظري هو إني أشوف ظلم بين واقع علي أخويا و أقف اتفرج علية زي ما أنتم عملتم كده بكل هدوء
و أكملت ب صياح عالي متغاضية نظرات الجميع المذبهلة ٠يعني لما أخويا يتخير ما بين إنه ينسي البنت اللي عاوزها و أختارها و يسيب شغله اللي قعد كتير أوي يبني فيه و يأسسة و ما بين إنه يدفن نفسه مع واحده بنت عيلة من وجهة نظركم الغريبة ل مجرد بس إن بابا عاوز كده
و أكملت بنبرة مستائة و يأس ٠ و لو إعترض و أتمسك بحقة المشروع في الحياة ساعتها يتحرم من ورثه اللي ربنا سبحانه و تعالي شرعه له و يتمنع من زيارة أهلة و صلة رحمه باقي حياته يا تري هو ده الصح من وجهة نظركم !
ثم توجهت ب تساؤل جديد إلي الجميع ٠ مين اللي إداكم السلطة و الحق إنكم تقيموا الناس علي حسب لونهم و عرقهم و مستواهم المادي !
ثم حولت بصرها إلي أبيها الصامت الذي ينظر أسفل قدمية منكس الرأس ب شرود تام ٠ ثم أيه اللي يضمن ل حضرتك يا بابا إن أخويا هيرتاح في عيشته مع بنت الأكابر الجميلة اللي حضرتك هتختارها له دي
و أكملت بنبرة تشكيكية معترضة ٠ مش يمكن تكون جميلة الشكل من برة بس روحها ما تطاقش و لا حتي تتعاشر و بكدة المسكين يبقا أتحكم عليه إنه يقضي معاها عمرة كله في عڈاب و نكد و حرمان
نظرت إليها منال ب إستنكار و هي ترفع قامتها ب كبرياء و تعالي و تحدثت بنبرة مقللة من تفكير ثريا و رأيها ٠ للأسف يا ثريا صحيح إنت بنت عيلة المغربي
و أترببتي علي إديهم و جوة حضنهم بس مع ذلك ما أخدتيش من عقلهم و تفكيرهم الواعي و لو حتي جزء بسيط جدا
و أكملت ب إتهام صريح ٠ مع الأسف تفكيرك كله سطحي و كلامك كله شعارات هابطة عفا عليها الزمن و ما بقاش ليها أي وجود و ده شئ هيتعبك جدا في حياتك
ثم وجهت بصرها إلي صلاح مستغلة غياب عز و تحدثت مساندة إياه بنبرة حماسية ٠ أنا مع موقفك الحازم اللي أخدته مع الباشمهندس يا عمو صلاح و عاوزة أقول لحضرتك إستمر فيه و إحنا معاك
و أكملت ب تأكيد ٠ و أنا بأكد ل حضرتك إن حسن مش هيكمل شهر واحد و هيرجع تاني ل حضرتك و هو راضخ و موافق علي كل طلباتك و شروطك
صاحت بها منيرة قائلة بنبرة حادة عالية ٠ منااال مش عز قال لك قبل كده ما تدخليش في الموضوع ده و لا علشان عز مش موجود هتبخي سمك براحتك و فكراني هسكت لك
إتسعت عيناها ب ذهول و تحدثت ب إستنكار و نفي ٠ أنا يا ماما ببخ سمي هي دي فكرة حضرتك عني
و أكملت حديثها بنبرة صوت حزينة مدعية الإفتراء عليها ٠ هو علشان أنا خاېفة علي عيلة جوزي اللي هما بقوا عيلتي و عيلة أولادي و بتمني لهم أفضل نسب يبقا ده جزائي !
تحدث محمد ناهرا كلتاهما بعدما فاض به الكيل من ثرثرتهما التي لا مكان لها علي الإطلاق الأن ٠ خلاص منك ليها مش عاوز أسمع صوت واحده فيكم مش كفاية علينا اللي إحنا فيه
و أكمل أمرا ل جميع الموجودات بنبرة حادة ٠و يلا كل واحده فيكم تطلع علي أوضتها و سبونا لوحدنا
نظرت ثريا إلي عمها و كادت أن تتحدث بإعتراض نظر لها عمها و تحدثت إليها عيناه و فهمت منه أنه يخشي علي شقيقه الصامت من تلك المناقشات الحاده وصلها المعني و بالفعل حزنت لأجل والدها الحبيب و عذرت حالته المشتتة ثم تحركت إلي الدرج صاعدة لأعلي بملامح وجة غاضبة و خطوات سريعة تحت نظرات أحمد الحزينه من أجلها و الذي إنتوي في قرار نفسه أنه سيساعد حسن ب أقصي ما لدية من إصرار كي يزيل عن حبيبته همها الذي أصابها من جراء إبتعاد شقيقها الغالي عن منزل العائلة بتلك الطريقة الصعبة
داخل مدينة أسوان و بالتحديد في منزل دياب والد بسمة
كانت بسمة تجلس بجانب عائلتها و شقيقتها نورا التي أتت إليهم كي تخبرهم بما قالته أم زوجها لهما و بعدما قصت علي مسامعهم ما بدر من زوجة عمها من تهديدات لهما و إخبارهما لما ينتوية ذلك المنبوذ المسمي ب ناجي
هدرت والدة بسمة قائلة بنبرة حادة مستغربة ٠ إتجننت اللي إسمها نجية دي ولا أيه
هو الجواز كمان بقا بالټهديد
أجابتها نورا ٠ لو شفتيها يا ماما و هي بتتكلم و تهددنا بكل جبروت و بجاحة و عينها تندب فيها رصاصة
ردت عليها سعاد ب ملامح وجه
متابعة القراءة