عبق الماضي بقلم روز آمين
المحتويات
إبنه لولا ستر ربنا
تحدثت منيرة پحده بالغة ناظرة لزوجتي نجليها اللتان دائما ما تتدخلان فيما لا يعنيهما ناهرة كلتاهما ٠ و بعدين معاكي إنت و هي ده بدل ما تفرحوا إن الهم و النكد اللي عيشنا فيه طول الشهور اللي فاتت دي هينتهي و بالنا هيروق قاعدين تحققوا زي ما نكون قاعدين في النيابة
ثم نظرت إلي ثريا و تحدثت إليها بإشفاق علي حالتها ٠ قومي يا بنتي إطلعي علي شقتك
أجابتها بتأكيد علي حديثها ٠ أنا فعلا منمتش كويس من وقت ما سافرنا كنا بنرجع بالليل علي الأوتيل أنا و ماما متأخر جدا و يدوب ننام كام ساعة و نقوم بسرعة علشان نروح نتطمن علي حسن و نشوفه فاق و لا لسه
أردفت منيرة ٠ غمة و إنزاحت يا بنتي الحمدلله
وقف هو متلهف لها و أردف قائلا ٠ أنا جاي معاكم يا ثريا
ثم صعدا الدرج معا و ما أن دلفا إلي مسكنهما حتي جذبها إلي داخل أحضانه و بات يشدد من ضمته لها بتملك و جنون تحت إستغرابها و سعادتها بنفس الوقت
ذهبت تلك العاشقة إلي متيمها بقلب يطير هائما كي تري عيناه و تطمئن أنه قد أصبح بخير دلفت للداخل بصحبة والدها و جدتها العجوز التي تستند علي عكازها الخشبي
إنتفض داخلة حين رأها ساطعة أمامه مثل شمش في ضحاها إقتربت عليه الجدة كي تطمئن علي حالته و تحدثت إليه بإبتسامتها الحنون لوجهها الطيب ٠ حمدالله علي سلامتك يا ولدي
أجابته مبتسمه ٠ تعبك راحه يا ولدي المهم إني إطمنت عليك
و أيضا دياب الذي إقترب عليه و تساءل بإهتمام ٠ عامل أيه إنهاردة يا باشمهندس
أجابه بهدوء و آحترام ٠ الحمدلله يا عمي أحسن لما شفتكم
ثم جاء دور العاشقان كي تلتقي العيون و تتحدث بمقالها أفسح لهما الجميع المجال و آبتعدوا قليلا فآقتربت هي و تحدثت عيناها إلية بعدما أحتضنت كل إنش بملامحه
أجابته بلهفة سريع ٠ ما سبتكش لحظة من يوم اللي حصل لحد ما أتأكدت إنك بقيت كويس
اجابها بعيونه العاشقه التي تسحرها ٠ و مين قال لك إني ببقا كويس ووأنت بعيدة عني
إبتسمت خجلا فزادت من إستشاطت قلبه و كيانه و تحدث بنبرة هائمة متناسيا بعيونها العالم من حوله ٠ وحشتيني يا بسمة وحشتيني أوي
رد عليها بنبرة هائمة ٠يا عيون و قلب الباشمهندس
نظرت له محذرة إياه كي تنبهه إن لم يكن يشعر بمن حولهما ٠و بعدين معاك يا حسن ياريت تاخد بالك إن الكل بيبص علينا
أجابها مبتسم ٠ خلي اللي يبص يبص براحته إحنا مبنعملش حاجة غلط
و أكمل بإعتزاز و تفاخر ٠ إنت خلاص بقيتي خطيبتي رسمي و إن شاء الله أشد حيلي بس شوية كدة و تبقي حرم حسن المغربي و فرحة أيامة اللي كانت محجوزة له
إبتسمت خجلا و قضا معا وقت معلوم ثم عادت إلي منزلها بصحبة جدتها و والدها و سعادة قلبها العالية
و في اليوم التالي ذهب حسن بعربة المشفي بصحبة عائلته إلي مطار أسوان حيث إستقل الجميع الطائرة الخاصه المجهزة لأية طوارئ تحدث إلي حسن عائدين إلي منزلهم بسلام بصحبة ولدهم الغالي العائد من المۏت الشاطر حسن
و بعد مرور أكثر من سبع شهور علي واقعة طعن حسن و بعد أن شفي تماما من إصابته
ليلا داخل محافظة أسوان الحبيبة و بالتحديد داخل ساحة منزل دياب كانت جميع عائلة المغربي و معارفهم حاضرون الزفاف إلا من أحمد و ذلك بسبب تأخر حالته الصحية و ثريا التي رافقت متيمها كي لا يبقا وحيدا داخل منزل العائلة
كانت الجدة قد صممت علي إقامة حفل زفاف حسن و بسمة داخل منزلهم المتواضع كي يشاركها الأهل و الأحباء فرحة زواج حفيدتها الغالية رغم حزنها الذي مازال قائم علي حفيدها و إبن غاليها
و برغم نية صلاح المغربي السابقة بإقامة الحفل داخل أكبر فنادق أسوان و ذلك ليتناسب الوضع مع ضيوفه التي حضروا من الاسكندرية كي يحضروا عرس نجل المغربي إلا أنه وافق مرغم علي طلب الجدة لإقامة حفل زفاف بسيط داخل منزلها كي لا يحزنها و كي تقوم بإكرام ضيوفها علي أكمل وجة من حيث مقدرتها مثلما طلبت هي
و قد وافق صلاح دون إعتراض منه و ذلك لإنتواءة أخذ ولده و عروسه في الصباح الباكر و العودة بهما إلي محافظة الأسكندرية حيث سيقيم له حفل أخر هائل داخل إحدي كبري قاعات الأفراح لكي يدخل السرور علي قلب نجلة و عروسه و أيضا لحضور و مشاركة رجال الدولة و والمال و الأعمال الذي بعث لهم دعوات لمشاركتة فرحته بنجلة العائد من المۏت
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل الثامن و العشرون
كان يجلس بجوارها داخل ذلك المكان المزين بشكل بسيط ببعض أفرع النخيل و البالونات و الزهور هذا المكان المخصص لجلوسهما المسمي بالكوشة و التي و برغم بساطة تزيينها إلا أنها سحرت كل من تطلع إليها
نظر لداخل عسليتاها الساحرة بلهفة و ۏلع روحه المشتاقة يتأكل بعيناه كل إنش بوجهها الصابح و تحدث بنبرة هائمة ٠ مبروك يا حبيبتي مبروك يا فرحة عمري اللي إكتملت إنهاردة بيكي يا بسمة
كانت تنظر إليه خجلة من نظراته الجريئة المتفحصة لملامحها و كأنه يراها لأول مرة و يريد حفرها داخل رأسه للإحتفاظ بها
تحدثت إليه بتساؤل لطيف ٠ مبسوط يا حسن
أجابها بسعادة ٠ مبسوط دي كلمة فقيرة أوي قدام اللي أنا حاسة يا بسمة أنا حاسس إني دخلت جنتي و أنا لسه علي الأرض
إشټعل قلبها عشق و فرح من كلماته المعبرة و تحدثت بعدم تصديق ٠ تعرف إني لحد الوقت مش مصدقة اللي حصل حاسة إني في حلم جميل و خاېفة أوي اصحي منه و ما ألقكش جنبي
أمسك كف يدها الرقيق و ضغط علية بطريقة أذابت قلبها البرئ و تحدث و هو ينظر داخل مقلتيها ٠ ده مش حلم يا حبيبتي ده أجمل واقع حصل لنا
إبتسمت بسعادة و تحدثت كي تغير مجري الحديث كي لا تزيدها علي حالها و ټنهار حصونها أمام الجميع ٠ ياااه يا حسن أنا مبسوطة أوي علشان حلمي هيتحقق بكرة و أخيرا هشوف إسكندرية
إبتسم لها و أردف قائلا بنبرة حنون ٠ ربنا يقدرني و أحقق لك كل أحلامك يا حبيبتي
أما منال التي كانت تجلس بجانب والدتها مجيدة التي همست إليها بكبرياء و هي تتطلع إلي ما حولها بإشمئزاز ٠ ده أية النسب اللي إبن عم جوزك دبسكم فيه ده
و أكملت بكبرياء ٠ هو ده نسب يليق بعيلة المغربي اللي مناسبه أكبر عائلات إسكندرية و عيلة العشري أكبر دليل علي كدة !
و أكملت مستغربه ٠ ثم إزاي عز يوافق علي المسخرة دي
ثم أكملت ساخرة ٠ لا و اللي يشوف عم جوزك
و هو حاجز للمعازيم طيران خاص و حاجز لهم في أكبر أوتيل في اسوان كلها علشان يباتوا فيه يقول إننا هنيجي نلاقي نسب و فرح محصلش و لا هيحصل
تحدثت إليها منال و هي تترقب وتنظر حولها بحذر ٠ إسكتي يا ماما من فضلك لحد يسمعنا أنا مصدقت إن علاقتي بعز تتحسن و ترجع زي الأول و كله بسبب إعتراضي علي المستوي اللي حضرتك شيفاه بعيونك ده
إستغربت مجيدة حديثها و تساءلت ٠ ليه هو عز مكنش معترض علي الجوازة دي
أجابتها منال بنبرة ساخرة ٠ معترض ده إتخانق معايا و راح نام إسبوع بحاله في أوضة ياسين و طارق علشان إعترضت علي الجوازة و حاولت أتدخل علشان أمنعها بطريقتي
تنفست مجيدة عاليا ثم آسترسلت حديثها بإهتمام قائلة ٠ سيبك بقا من موضوع حسن و جوازته اللي مش هتفيدنا بحاجة دي و خلينا في المصېبة اللي إحنا داخلين عليها
نظرت إليها منال بهلع و تساءلت بإستفهام ٠ مصېبة أيه يا ماما اللي بتتكلمي عنها دي
فأجابتها مجيده بدهاء ٠ إسمعيني كويس وركزي في اللي هقوله لك ده يا منال
نظرت لها منال بتدقيق تنتظر باقي حديثها بتمعن حين أكملت مجيدة قائلة ٠أنا عوزاكي تخلي بالك من جوزك كويس أوي اليومين دول و عوزاكي تهتمي بنفسك أكتر و تدلعيه و تعلقيه بيكي علي قد ما تقدري مش عاوزة عيونه تشوف ست غيرك في الدنيا دي كلها مفهوم كلامي يا منال
تساءلت منال بإستغراب و فضول ٠ و أية مناسبة كلامك الغريب في الوقت ده بالتحديد يا ماما
إبتسمت مجيدة و أكملت حديثها بطريقة أمرة ٠ إسمعي كلامي و نفذية من غير نقاش يا منال و كمان عوزاكي تجيبي له طفل تاني
جحظت أعين منال و تحدثت بإستنكار و نبرة معترضة ٠ قصدك طفل رابع يا ماما
ثم ضيقت عيناها بإستغراب وأسترسلت حديثها بتساؤل ٠ و بعدين أية اللي حصل فجأة كده و خلاكي تغيري مبدأك و تحولي كلامك بالشكل الغريب ده !
إنت مش طول عمرك بتقولي لي إتقلي علي جوزك و بلاش تدلقي عليه و تظهري له حبك علشان مياخدش مقلب في نفسه و يتغر و يتقل عليكي يا منال
أجابتها مجيدة بذكاء و دهاء ٠ الوضع هيبدأ يتغير يا منال و عرشك في مملكة عز المغربي أصبح في خطړ
و أكملت مفسرت لها مغزي حديثها السابق ٠ أحمد سلفك خلاص بقا علي وشك المۏت و كل يوم المۏت بيقرب منه أكتر و أكيد حماكي مش هيسيب بنت أخوة اللي لسه في عز شبابها تقعد أرملة كدة و تكمل باقي حياتها لوحدها ده غير ولاد إبنه اللي هيحتاج يطمن عليهم قبل ما ېموت هو كمان و بالتأكيد هيفكر يجوزها لحد من أولاده
و أكملت پحقد ٠ و طبعا لأنها مدللة العيلة و بنتهم الوحيدة هيختارو لها أحسن و أقوي واحد من ولادهم علشان يقدر يحمي الولاد و يربيهم كويس
و أكملت بإحباط ٠ و زي ما أنت عارفة عبدالرحمن سلفك طول عمرة ضعيف الشخصية و سلبي وزمش حمل مسؤليه
و أكملت و هي تنظر داخل عيناها بتأكيد ٠ يبقا العيون كلها هتبقا علي سيادة العقيد الراجل القوي حامي الحمي لأهله
إرتعبت منال و شحبت ملامح وجهها و حولت بصرها سريع إلي عز الجالس بجانب أبية يتحدثان بملامح حزينة و هذا أصبح الطبيعي لدي جميع العائلة بعدما علموا بمرض عزيز أعينهم و غاليهم
تساءلت منال بإرتياب ٠ تفتكري يا ماما إنهم ممكن فعلا يفكروا في كده
أجابتها مجيدة بيقين و تأكيد ٠ أنا متأكدة إنهم مش هيفكروا غير كده و لو مكنوش هيفكروا في ده علشان خاطر خوفهم علي بنتهم و ولاد إبنهم يبقا هيفكروا علشان الورث الكبير اللي هيورثوة أولاد أحمد بعد ما حماكي قرر يخالف شرع ربنا و يكتب لهم نصيب أحمد كامل علي حسب كلامك اللي بلغتهولي و ده طبعا غير اللي ثريا نفسها هتورثه من الحاج صلاح
و أكملت بتذكير لإبنتها ٠ إنت ناسية إن أهل جوزك من أغني أغنياء إسكندرية ده كفاية بس الأراضي و جناين الفواكة اللي بيملكوها
و أكملت بتساؤل ٠ تفتكري يا منال بعد كل اللي قولتهولك ده أهل جوزك هيترددوا لحظة واحدة من إنهم يجبروا عز علي جوازة من أرملة أخوة
و طبعا لأن جوزك عامل لي فيها حامي الحما هيوافق مرغم علشان يحافظ علي الأولاد
إرتعبت منال و ظهر الهلع فوق ملامحها و أمسكت كف يد والدتها و تحدثت إليها بإستعطاف ٠ و العمل أية يا ماما أنا ممكن أموت فيها لو ده حصل و عز لمس ست غيري
ربتت مجيدة فوق كف يدها و أردفت بإبتسامة مطمأنة إياها ٠ إهدي يا منال أنا مش عوزاكي تخافي طول ما أنا و بباكي جنبك بس أهم حاجه تسمعي كلامي و تنفذية بالحرف الواحد و أهم حاجة لازم تعمليها و فورا هي إنك تشيلي الوسيلة و تحملي و ياسلام لو الحظ كان حليفك و جيبتي لهم ولد ثالث
و أكملت مبتسمة بإستهزاء ٠ ما أنت عارفه إن الفلاحين مفيش حاجة بتسعدهم و بتعزز مكانة الست عندهم قد خلفة الصبيان
إبتسمت لوالدتها و أماءت بموافقة و شعرت بالإطمأنان و نظرت أمامها في ثبات تنظر بكبرياء للحضور كعادتها
كانت تقف أمام المشعل داخل المطبخ تبكي بمرارة علي حال زوجها و ما أوي إليه و هي تصنع لحبيبها الطعام الخاص به و بها أيضا فمنذ أن إشتد علية المړض و أمتنع من تناول معظم الأكلات إلا من البسيط منها و هي تشاركه وجباتة كي لا يشعر بالحرمان و الملل و السخط
و من حيث الجانب النفسي كان هذا عقابها التي أختارتة لنفسها علي تقصيرها الغير مقصود الذي سيكلفهم هي و معشوقها و غواليهم الثلاثة ثمن باهظ ألا و هو فقدان حياة معشوقها و متيم عيناها ستخسره للأبد هي و غواليها اللذين سيصبحون بدون سند بدون حماية بدون حنان بدون أب و هم في بداية عمر الزهور
جففت دموعها بكفيها و نظرت للأعلي تطلب من الله سبحانه و تعالي أن يمدها بالصبر كي تتحمل ما هي عليه
رصت أواني طعامهما فوق الصنية المخصصة بعناية و أهتمام ثم أخذت نفس عميق و زفرته بهدوء في محاوله منها بتهدئة حالها ثم حملت الصنية بين يديها و تحركت بها إلي خارج المطبخ
وجدته يجلس بجانب يسرا و رائف و يحمل بين ساعدية صغيرته نرمين التي بالكاد أكملت شهرها السابع كان يزيدها من قبلاته التي يتيقن أنها ستحرم منها و للأبد في
متابعة القراءة