عبق الماضي بقلم روز آمين

موقع أيام نيوز

محتقنة ب الڠضب الحاد ٠ إنت هتقولي لي علي نجية سلفتي هو أنا تايهه عنها و عن بجاحتها دي يتفات لها بلاد يا بنتي
أما بسمة التي إتخذت من الصمت ملاذا لها بعدما دب الړعب داخل أوصالها و تسلل إلي قلبها البرئ إرتعب داخلها بشدة خشية تعرض ذاك الخارج عن القانون المسمي ب إبن عمها إلي الشاطر حسن الذي إلتقته بعد طول إنتظار ب خيالها و دام ل سنوات
في حين تحدث دياب ب خيبة أمل و نبرة يائسة ٠ أنا مش عارف الواد ده طالع شيطان و جاحد كدة ل مين ده أخويا عبدالسلام الله يرحمه ما كنش فيه لا أطيب و لا أغلب منه في الدنيا
و أكمل ب أسف تام و هو يهز رأسه بيأس الله يرحمه الغلط الوحيد اللي عمله في حياتة هو إنه بعد ما زهق من تحكمات و نكد نجية ساب لها البلد كلها و سافر الأقصر علشان يشتغل هناك و يبعد عن نكدها و أرفها و ساب لها العيال هي تربيهم و أدي النتيجة
قاطعته سعاد بإعتراض ٠ الغلط ما كانش علي عبدالسلام الله يرحمة ل وحده يا دياب و بعدين الواد ناجي ده من و هو عيل صغير و هو شقي و كتير مشاكل ده و هو في المدرسة ما كنش بيبطل ضړب في أصحابه
و أكملت ب تفسير أكثر ل حديثها ٠ لكن هاشم ربنا يحرسه و يكمله بعقلة و يخلية لأولادة من يومة و هو محترم و من صغره و هو راجل يعتمد علية
كان دياب يستمع إلي حديث زوجتة و هو يومئ لها برأسه ب موافقة فحقا صدق حديثها
ثم نظر إلي والدته التي تستند ب فكها علي عكازها الخشبي و هي تنظر إلي الأمام ب شرود تام و تساءل هو حائرا في أمرها ٠ ساكته ليه يا اما ما تقولي لي هنعمل أيه و نتصرف إزاي في الورطة السودة اللي إحنا وقعنا فيها دي
أخرجت والدته تنهيدة طويلة تنم عن مدي حزنها وألمها الذي سكن قلبها العجوز و نظرت إلي ولدها ب هدوء ثم أجابته بنبرة يملؤها اليقين بالله و حكمة لم تأتها أبدا من فراغ ف كل تجعيدة من تجاعيد وجهها و كفيها تعني الكثير و الكثير من تعلم السنين لها ٠ سيبها علي الله يا ولدي و هو سبحانه و تعالي كفيل ب تدبيرها و حلها
و أكملت و هي تتبادل النظر بينها و بين الجميع و تفرق عليهم نظراتها المطمئنة ل تهدئ من روعهم الذي أصاب جميعهم جراء ذلك الحديث المؤسف ٠و علي رأي المثل تبات ڼار تصبح رماد لها رب يعدلها
نظرت بسمة إلي جدتها بوهن و القلق يسيطر علي كيانها ب الكامل ف أبتسمت لها الجدة و فتحت لها أحضانها الدافئة كي تستدعيها إليها و كأن الجدة تعلم إلي مدي حاجة صغيرة نجلها الشديدة إلي ذاك الحضن الدافئ ل تشعر داخله بالأمان المفتقد و ما كان من بسمه إلا الطاعة العمياء و الإسراع في الإرتماء داخل أحضان جدتها مطمئنة حالها بحصنها الحصين و تنفست عاليا و قلبها مازال محملا ب الهموم
وصل حسن إلي محطة القطار ثم هاتف صديقه أشرف من الهاتف الارضي المتواجد داخل المحطة و أبلغه ب أن يقوم علي الفور ب حجز غرفه له داخل أوتيل مناسب و ذلك كي يستقر بها طيلة إقامته الثماني أيام الباقيه من إجازته
ثم ودع عز الذي إحتضنه و أردف ناصحا إياه ب إخوة و نبرة حنون ٠ خلي بالك من نفسك كويس يا حسن و ما تقلقش إن شاء الله سحابة صيف و هتعدي و بعدها الشمس تطلع و الدنيا كلها هتنور
أخذ نفس عميق ثم زفرة بضيق مما يدل علي ثقل قلبه المحمل بالهموم و أردف قائلا ب نبرة يسكنها الأسي ٠ إن شاء الله يا سيادة العقيد إن
شاء الله
تركه و تحرك ب إتجاهه إلي القطار الذي أقله و أوصلة إلي محطة مصر ب القاهرة الكبري و ما أن تدلي من القطار حتي وجد أشرف ينتظره و قام ب إستقباله ب حفاوة ثم توجه معه إلي الأوتيل صعد إلي الأعلي وضع حقيبته و أفرغ محتوياتها داخل الخزانة و أبدل ثيابه علي عجل ثم نزل إلي أشرف من جديد و جلسا بداخل الكافيتريا الخاصة ب الأوتيل
بعد مدة من الوقت كان قد قص فيها حسن علي مسامع صديقه ما دار بينه و بين عائلته من مناوشات و خلافات وصلت إلي شبه طرده من منزل العائلة
تنهد أشرف ب ضيق و تحدث بنبرة ملامة ب ملامح وجه عابس و ذلك لأجل صديقه الحزين ٠ و إنت أيه بس اللي خلاك قلت لأهلك إنك روحت طلبت البنت من أهلها يا حسن ما أنت عارف أبوك و تفكيرة القديم و دماغه الناشفه !!
أجابه حسن بإقتضاب و يأس تملك من نبرة صوته ٠ أهو اللي حصل بقا يا أشرف و بعدين أنا ما قلتش كده غير لما لقيت أبويا رافض الموضوع بشكل نهائي قلت ل نفسي لما يعرف مش هيرضا لي إني أظهر قدام الراجل الغريب مش قد كلمتي و هيراجع نفسه و أكيد هيوافق
أجابه أشرف بنبرة ساخرة ٠ و أهو قفلها لك زي الدومنا يا هندسه تقدر تقولي الوقت هتعمل أيه مع أهل بسمة و هتقول لهم أية
زفر بحدة و ضيق و أرجع شعر رأسه ب يده بقوة في حركة تدل علي مدي عصبيته قائلا بنبرة يائسة ٠ مش عارف يا أشرف حاسس إن دماغي وقفت مرة واحدة عن التفكير
ثم أكمل بنبرة حائرة ٠ بس اللي أنا متأكد منه هو إني مش هسيب بسمه تضيع من بين إديا تحت أي ظروف و في نفس الوقت مش هغضب أبويا و أروح أتجوز من غير رضاه و حضوره هو و باقي العيلة
و هتحلها إزاي المعضله دي بقا يا بطل كان هذا سؤال وجهه له أشرف مطالبا إياه بالتفسير
وضع حسن كف يده علي وجهه و فركه بتعب و إرهاق و أردف قائلا بنبرة يملؤها اليقين بالله ٠ إن شاء الله ربنا هو اللي هيحلها من عنده يا أشرف
تنفس أشرف عاليا ثم زفر بشدة ل يخرج ذاك الهم الذي أصابه جراء ألم صديقه و تحدث بنبرة حماسية في محاوله منه لإخراجه من حالة الإحباط تلك ٠ سيبك بقا من كل الكلام ده و فوق لي كده و سيب لي نفسك يا باشا و أنا هروقك إحنا هنخربها إنهاردة في ديسكوهاتك يا قاهرة
تنهد پألم و أردف قائلا بنبرة محبطة بائسة ٠ إبعد عني و سيبني في حالي يا أشرف أنا مش فايق ل جنانك ده
تحدث أشرف بإعتراض قائلا ٠ لا بقولك أيه يا إبن المغربي إحنا هنخرج يغني هنخرج ما هي مش طالبه نكدك ده خالص إنهاردة
و ضل يقنع في حسن ل تغيير رأيه و لكن هيهات فهو ليس بحاله مزاجية تدعوة إلي الخروج و السهر في تلك الأماكن التي لم يكن هو من روادها بالأساس
بعد مده ودع أشرف و صعد من جديد إلي غرفته التي إحتجزها أخذ حمام دافئ كي يزيل عنه حزنه و توترة و لو قليل و خرج من المرحاض و توجه إلي تخته راميا جسده فوقه بإهمال تسطح علي ظهرة و ضل ينظر إلي سقف الغرفة مدققا به و كلما نظر به و تعمق أكتر رأي وجه بسمته أمامه و هي تبتسم له بهدوء و كأنها تطمئن روحه و تبث بها الطمأنينة
ضل علي ذلك الوضع حتي إقترب الليل علي وشك الإنتهاء و بعدها وقع صريع للنوم و ذلك من شدة أرقه من كثرة التفكير
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين
الفصل السابع عشر
بعد مرور يومان داخل مدينة أسوان
كان ناجي و والدته يجلسون داخل منزلهم الفخم بأساسه الفاخر و الذي كونه بأموال نهب و سړقة أثار و حضارة البلد و بيع تاريخها العظيم إستمعا معا إلي صوت جرس الباب ل يعلن عن وصول زائر
تحدثت نجية ب كبرياء منادية بأعلي صوتها علي تلك العاملة ٠ بت يا نرجس شوفي مين علي الباب
في حين تحدث ناجي إلي والدته ب فخر ٠ البهوات جاي لهم ضيوف بعد يومين و عاوزين ياكلوا مشلتت و ملوحه يا أم ناجي عاوزك تخلي البنات يعملولهم مشلتت ما داقوش زيه طول حياتهم
ضحكت و أجابته بسعادة و إنتشاء ٠ بس كدة من عيوني يا غالي إنت تؤمر إنت و البهوات
و كادت أن تكمل حديثها لولا دلوف تلك الغاضبة التي تحدثت بصوتها الهادر و هي تنظر إليه ب عيون حادة تطلق شزرا ٠إنت عاوز أيه مني بالظبط يا ناجي !!
و ما أن رأي وجهها المنير أمامه حتي إنتفض قلبه و دق بوتيرة عالية و وقف منتصب الظهر و قد إلتمعت عيناه ب بريق العشق عندما رأي بسمته أمامه في منزله فكم تمني أن يدلفها إلي هنا ك عروس حاملا إياها ببن ساعديه القويتان
تمالك من حاله إلي أبعد الحدود كي يخرج صوته بثبات ثم تحدث إليها بنبرة أهدي و أرق مما هو عليه صوته الطبيعي ٠ إبتسام ده أية المفاجأة الحلوة دي نورتي دارك يا بنت عمي
حدقت به و عيونها تطلق شزرا و أردفت قائله بنبرة غاضبة حادة ٠ دي مش داري و لا عمرها هتبقي يا ناجي و ده اللي إنت مش قادر و لا عاوز تفهمة طول المدة اللي فاتت دي
براحة علي نفسك شوية يا سنيورة ل يطق لك عرق و لا يجري لك حاجة مالك داخلة علينا زي الفرسة المطلوقة إللي مش لاقية لها خيال يشكمها و لا يلمها كدة ليه
كانت تلك كلمات وجهتها نجية إلي إبتسام و هي ترمقها بإستهزاء و تحادثها بنبرة ساخرة
هدر بها ناجي بنبرة صوت عالية حاده ٠ أمااااا ما لهوش لازمه الكلام بتاعك ده
ثم حول نظرة إلي تلك الغاضبة و تحدث و هو يتأكل جسدها ب عيناه ممررا بصرة علية من أعلاها لأسفلها ٠ الغالية تعمل و تقول كل اللي علي كيفها و يحلالها و أنا أستحمل دلالها و يبقا علي قلبي أحلا من الشهد كمان
و أكمل ب غمزة وقحة من عيناه و هو يشير علي جسده بيداه رافع قامته لأعلي بتفاخر ٠ و إن كان علي خيالها موجود و يسد عين الشمس بس دلال الغالية ليه حكم علي قلبي !!
لوت نجية فاهها بعدم رضي عن أفعال و أقوال ولدها العاشق و لكنها لم تستطع صد حديثه أو إعتراضه خشية غضبته ف كظمت غيظها داخل قلبها عنوة عنها !!
أما بسمه فقد رمقته بنظرة مقززة حين رأت نظراته القڈرة و هي تمشط جسدها بتمني
و أردفت
قائلة بنبرة حادة ٠ طب إسمعني بقا كويس يا ناجي علشان أنت خلاص الذوق ما بقاش يجيب نتيجة معاك و لازم تفوق
و أكملت بنبرة صاډمة له و هي ترمقه بنظرة إشمئزاز ٠ لازم تعرف كويس أني عمري ما حبيتك و لا حتي شفت فيك فارس أحلامي و الراجل اللي بتمني أكمل عمري معاه و عمري ما فكرت إني ممكن أتجوزك و لو إنت أخر راجل في الكون ده كله يا ناجي أنا أفضل إني أقعد باقي عمري من غير جواز علي إني أربط إسمي بإسم واحد زيك
ثم نظرت إلي والدته و أكملت بنبرة غاضبة و هي تشير إليهم بسبابتها ٠ و أوعي خيالك المړيض يصور لك إن تهديدك إنت و أمك لأهلي هيهزني و يخليني أغير رأيي و أوافق علي الجواز منك بالعكس ده خلاني مصرة علي رفضك أكتر و أكتر بعد ما شفت وشوشكم البشعة و بجاحتكم
و أكملت ل تشعل روحه و تنهي له أية أمال متبقية داخله ٠ و بعدين أنا مش فاهمه إنت بتفكر إزاي بجد أنا و خلاص إتخطبت ل راجل محترم و بيكسب ماله من الحلال و موافقة علية و هو عاوزني و قبلها رفضت عرضك ست مرات
كان يستمع إلي حديثها القاټل ل قلبه و رجولته بجسد يشتعل و ينتفض و صدر يعلو و يهبط من شدة غضبه بصعوبة بالغة تمالك من حاله و سيطر علي ڠضبة كي لا يتهور و يحزنها و أكثر ما أشعل جسده و جعل روحه تتألم هو ذكرها إلي ذاك الشاب السكندري بهذا التفاخر و التباهي
نظر لها ثم تحدث إليها بفحيح ك فحيح الافعي ٠ قولتي كل الكلام اللي في نفسك يا مالكة القلب و الروح إسمعي بقا أخر الكلام و مسكة و ركزي كويس أوي فية علشان أنا مش هعيدة تاني
ثم أسترسل حديثه بشړ و هو يشير إلي حالة بثبات و تأكيد ٠ من الآخر كدة و علشان تريحي نفسك و تريحيني معاك لازم تتأكدي إنك مش هتكوني ل حد غيري و اللي هيفكر بس يمسك و لا يقرب لك أنا هبعته في رحلة مستعجلة للأخرة
جحظت عيناها من تهديده الصريح ثم نظر هو بعيون تطلق شزرا و أكمل بنبرة غاضبة ٠ مفيش راجل غيري هيلمسك يا غاليه و لو ده حصل هيبقا أكيد علي چثتي و لو كنتي خاېفة علي المهندس ده بجد إبعدية عنك علي قد ما تقدري
و أكمل مهددا بشړ ٠و إلا و رحمة أبويا الغالي أبعته لأهلة في إسكندرية متحمل في صندوق خشب
نظرت إليه و تحدثت بقوة زائفة عكس ما بداخلها من ړعب و أرتجاف ٠ إتكلم علي قدك و ياريت تعرف حجمك كويس يا ناجي و لو كنت فاكر إنك هتتعرض للباشمهندس و تضايقة و هو هيقف يتفرج عليك تبقا غلطان
و أكملت بنبرة إستفزت بها داخله ٠و يكون في معلومك حسن من عيلة كبير أوي و معروفة في كل إسكندرية و لا أنت و لا شلة الحرامية اللي حواليك دول
تم نسخ الرابط